in

أشهر حالات الانفصال التي مرت بها هذه الشخصيات الشهيرة، والتي غيرت مجرى التاريخ‎

الامبراطور (نابليون بونابرت) وزوجته (جوزفين)
انتهت العلاقة الرومانسية التي جمعت بين (نابليون بونابرت) وزوجته (جوزفين) بالطلاق، وسبب هذا الانفصال سياسي بحت. صورة Wikimedia Commons.

يُعد الانفصال عن الحبيب أمراً صعباً وشاقاً على الجميع. لكن بالنسبة لبعض الشخصيات البارزة من القرون الماضية، أدى الانفصال وإنهاء العلاقة الرومانسية إلى وقوع الكثير من الأحداث عظيمة الشأن. فغيرت بعض الانفصالات التاريخ –إلى الأسوأ في بعض الأحيان، لكن غالباً نحو الأفضل. حيث أودت حالات الانفصال الودية ببعض الرؤساء إلى طريق العظمة، أو ألهمت بعض الفنانين مما دفعهم لخلق أعظم الأعمال الفنية على مرّ العصور. وفي المقابل، تسببت حالات الانفصال العنيفة في حدوث انقسامات كبيرة بين البلدان أو الممالك. وفي حالات قليلة للغاية، أدى الانفصال إلى اندلاع حرب شاملة.

فعلى سبيل المثال، تخلى أحد الأميركيين عن علاقة حب كانت ستتوج بالخطبة لو استمرت، لكنه أصبح لاحقاً واحداً من الرؤساء العظام للولايات المتحدة الأميركية. وهناك أيضاً أحد أباطرة أوروبا والذي هجر حبه الحقيقي كي يحافظ على إرثه السياسي. وبالطبع، مهدت بعض حالات الانفصال الطريق أمام المساواة في الحقوق، مما يوضح أن المرأة ليست ملكاً للرجل، لذا يجب ألا تبقى رهينة عقد الزواج هذا ضد إرادتها.

وعلى أي حال، سنتيح لك المجال كي تقرأ عن أهم حالات الانفصال في العالم، والتي غيرت مجرى التاريخ بأكمله:

1. تسبب انفصال مارك أنتوني عن زوجته أوكتافيا باندلاع الحرب الأهلية في روما، ومهد الطريق لصعود أول امبراطور في تلك الفترة.

تمثال للقائد الروماني مارك أنتوني
كانت علاقة (مارك أنتوني) بزوجته سياسية بالدرجة الأولى، لذا أدى انفصالهما إلى اندلاع حرب غيّرت الكثير في تاريخ روما.

اتخذ (مارك أنتوني) من (أوكتافيا) زوجة رابعة له في تشرين الأول من عام 40 قبل الميلاد، ووافقت روما بأكملها على هذا الزواج. لم تحظ (أوكتافيا) بالثناء لجمالها الطبيعي وولائها وأصلها النبيل فحسب، بل كان للثنائي حضور سياسي أيضاً.

والقصة بدأت عندما توترت العلاقات بين (مارك أنتوني) و(أوكتافيان) الوريث الشرعي بعد وفاة (يوليوس قيصر)، وهددت تلك التوترات ديكتاتورية روما الثلاثية، والمعروفة باسم ”حكومة الثلاثة الثانية“. وبدا واضحاً وقتها أن الرجلين على وشك القتال، مما أجبر الدكتاتور الثالث، وهو (ماركوس ايميليوس لبيدوس)، على الانحياز إلى طرف منهما. استطاع (مارك أنتوني) الحفاظ على السلام عن طريق زواجه بشقيقة (أوكتافيان) الجميلة وإنجاب طفلين منها.

قرر (مارك أنتوني) لاحقاً هجر زوجته (أوكتافيا) وبدء علاقة رومانسية مع ملكة مصر (كليوباترا). حيث أدى انهيار العلاقة بين (مارك أنتوني) وزوجته (أوكتافيا) إلى انحياز الشعب، وتحديداً النخبة الرومانية، إلى جانب (أوكتافيان) –شقيق زوجة (أنتوني). اشتبك الرجلان بجيوشهما وانتصر (أوكتافيان) في معركة (أكتيوم). فاضطرت (كليوباترا) إلى الهرب مع شريكها الجديد (مارك أنتوني) إلى مصر، حيث قاما بإنهاء حياتهما هناك. وبذلك أصبح (أوكتافيان) أول امبراطورٍ لروما، وعُرف بعدها باسم (أوغسطس).

2. أدى الانفصال الشهير بين الملك الإنجليزي هنري الثامن وكاثرين أراغون إلى إيجاد كنيسة إنجلترا المستقلة عن الكنيسة في روما

صورة لـ (هنري الثامن) بجانب زوجته (كاثرين) من أراغون
كانت (كاثرين) إحدى زوجات الملك (هنري) الست، وكان لطلاقهما أثر كبير على التاريخ الديني لانجلترا.

امتلك (هنري الثامن) سلطة وصلاحيات واسعة باعتباره ملكاً على إنجلترا . لكنه افتقر إلى القدرة على فعل ما يشاء عندما تعلق الأمر بالانفصال عن زوجته (كاترين) من أراغون الإسبانية. كان دافع الملك الوحيد هو فشل زوجته في إنجاب ذكر سليم قادر على استلام العرش بعد موته. لم يكن هذا السبب (الرغبة في إنجاب وريث للعرش) سبباً كافياً للطلاق والانفصال، بنظر كنيسة روما على الأقل. لذا حاول هنري التحايل على القضية. حيث كانت (كاثرين) أرملة أخيه المتوفي، وكان عمرها 17 عاماً عندما تزوجته. لذا استشهد الملك (هنري) بالكتاب المقدس، وتحديداً سفر اللاويين: ”وإذا أخذ رجل امرأة أخيه، فذلك نجاسة“.

لم يكن (هنري) في موقف القوي، خصوصاً أنه قدم التماساً إلى بابا الكنيسة كي يسمح له بالزواج من (كاثرين) في المقام الأول. وبعدها، عندما أراد إلغاء الزواج، كان البابا نفسه محتجزاً رهن الإقامة الجبرية بأمرٍ من الإمبراطور الروماني المقدس (تشارلز)، لذا بدا لـ (هنري) أن الحصول على مباركة البابا أمر بعيد المنال. فقرر القيام بالأمور على طريقته، فأقام كنيسته الخاصة، فكان هذا الطلاق السبب الرئيسي وراء تأسيس ”كنيسة انجلترا“، وما زالت الكنيسة تحت سلطة العائلة المليكة حتى يومنا هذا.

3. غيّر طلاق إيرل أبرشية Castlehaven الفكرة التي تقول أن جسد المرأة هو متاع خاص بزوجها

ميرفن تاتشت، الإيرل الثاني لـ(كاسلهيفن). صورة: National Portrait Gallery - London
ميرفن تاتشت، الإيرل الثاني لـ(كاسلهيفن). صورة: National Portrait Gallery – London

في عام 1631، كانت محاكمة (ميرفن تاتشت) –الإيرل الثاني لأبرشية Castlehaven –إحدى النقاط السوداء في تاريخ إنجلترا. حيث كشفت هذه المحاكمة عن الطبيعة المهينة للعديد من الزيجات في تلك الفترة، فضلاً عن الممارسات المسيئة بحق النساء والتي كانت سائدة في منازل أصحاب السلطة والمال.

تمحورت القضية حول اللورد (كاسلهيفن) وزوجته الثانية السيدة (آن). كان الزواج غير سعيد على الإطلاق، حيث كانت الزوجة أكبر منه، ولم يكن بينهما أي اهتمامات مشتركة. ووفقاً لروايات شهود العيان، كان الزوجان أنانيين وقاسيين. لذا اتُهم (كاسلهيفن) عام 1630 باغتصاب زوجته وإقامة علاقات ”غير سوية“ مع عبيده من الذكور.

في محاكمة أجراها أقرانه، ادعى (كاسلهيفن) أن جسد الزوجة ملك لزوجها فحسب، وبمقدوره فعل ما يراه مناسباً. وفي نهاية المطاف، أدانته المحكمة بتهمة الاغتصاب، بالإضافة إلى تهمة ”اللواط“، وحُكم عليه بالإعدام.

أهم ما يميز هذه الحادثة أنها أول حالة يُسمح فيها للزوجة بالإدلاء بشهادتها في المحكمة ضد زوجها. ربما كانت خطوة صغيرة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، لكن قضية (كاسلهيفن) أعطت النساء العالقات في زيجات مسيئة الحق في محاكمة أزواجهن بموجب القانون الإنجليزي.

4. كان طلاق ويلموت بوري عن زوجها جون بوري أشبه بمسلسل تلفزيوني، لكن لهذا الطلاق أهمية تاريخية كبيرة

لوحة تجسد (آن بولين) في البرج بعد فترة وجيزة من اعتقالها.
صورة Francois Edouard Cibot / Photo By Erich Lessing / Art Resource, Ny

لم يكن الحصول على الطلاق في العصور الوسطى بالأمر السهل على الإطلاق، خاصة إذا كان المتقدم بطلب الطلاق امرأة. وهذا ما جعل طلب (ويلموت بوري) الانفصال عن زوجها (جون) عام 1561 واحداً من طلبات الطلاق المهمة في التاريخ.

ذهبت (ويلموت) إلى المحكمة المحلية في مقاطعة ديفون كي تطالب بفسخ عقد الزواج. فوفقاً لادعاء الزوجة المظلومة، كان زوجها عاجزاً جسدياً عن الزواج، ووفقاً لهذه الحالة، طالبت الزوجة فسخ عقد الزواج. لذا أرسلت المحكمة قابلات لفحص السيدة (بوري)، وتأكدوا أنها لا تزال عذراء.

قضت المحكمة أيضاً بفحص السيد (بوري)، وتأكدوا مرة أخرى أن زوجته على حق. حيث تلقى الزوج في صغره ركلة من حصان جعلته عاجزاً عن ممارسة العلاقة الجنسية. وقضت المحكمة بإبطال هذا الزواج، في واحدة من أهم القضايا في التاريخ الإنجليزي.
تطورت الأحداث بعد ذلك، حيث تزوج (جون) مرة أخرى، والأغرب من ذلك أنه رُزق بابن! تم تغيير القانون مرة أخرى، وأصبح ينص على التالي: إذا حصل الرجل على الطلاق نتيجة عجزه الجنسي، ثم استطاع الإنجاب لاحقاً من زوجة أخرى، فيصبح الطلاق السابق لاغياً.

5. كان قرار جين أديسون بترك زوجها الخائن إحدى القضايا المهمة في نضال المرأة للحصول على حقوقها

نقش بعنوان Their Manner of Divorce. صورة: Philadelphia Museum of Art

لا يظهر اسم (جين أديسون) في العديد من كتب التاريخ، لكنها كانت مسؤولة عن قضية ملحمية في تاريخ القضاء الانجليزي. فقبل عام 1701، كان القضاء يمنح النساء المعتدى عليهن في أحسن الأحوال انفصالاً قانونياً عن أزواجهن. ويعني ذلك أنهن مطالبات بالبقاء عفيفات ومطيعات لأزواجهن حتى لو عاش الزوج والزوجة في بيتين منفصلين، وحتى لو كان الزوج قاسياً أو عنيفاً أو غير مخلص. لكن في ذلك العام، ظهرت قضية (أديسون) لتغير جميع هذه القوانين التعسفية.

توجهت (جين أديسون) إلى محاكم الكنيسة مدعية أن زوجها غير مخلص ويخونها مع نساء أخريات. بالطبع، لم تكن هذه الحجة بحد ذاتها سبباً كافياً للحصول على الطلاق. لكنها كشفت فيما بعد أن زوجها خانها مع أختها. من المثير للاستغراب أن دعاوى العنف أو الاغتصاب في إطار الزواج غير كافية للحصول على الطلاق، لكن سفاح القربى قضية لا يمكن التساهل معها في تلك الفترة.

تدخل البرلمان لمنح السيدة (أديسون) الطلاق. ومنذ ذلك الحين، أصبح من الأسهل للمرأة أن تقاضي زوجها وتحصل على الانفصال على أساس الزنا. ومع ذلك، بقيت العملية صعبة وطويلة، وبالتالي مكلفة جداً. لذا لم يكن بمقدور سوى قلة من النساء طلب الطلاق لتحرير أنفسهن من الزيجات القاسية والمهينة.

6. لم يرغب الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت بهجر حبيبته جوزفين، لكن هذا الانفصال غير مجرى التاريخ الأوروبي بشكل كبير

الامبراطور (نابليون بونابرت) إلى جانب (جوزفين)
لوحة للامبراطور (نابليون بونابرت) وزوجته (جوزفين). صورة: Harold H. Piffard

تُعتبر العلاقة الرومانسية التي جمعت بين الامبراطور الفرنسي (نابليون) وحبيبته (جوزفين) واحدة من أعظم قصص الحب في التاريخ. أحب الامبراطور والقائد العسكري المحنك عشيقته بكل صدق، حيث تشهد الرسائل التي كتبها إلى (جوزفين) على ذلك.

تزوجا في عام 1796، عندما كان عمره 26 عاماً فقط، بينما كانت (جوزفين) أرملة تبلغ من العمر 32 عاماً. ولا شك أن كلاهما قد خاض علاقات جانبية عابرة، لكنهما ظلا عشيقين لـ 13 عاماً. ومع ذلك، في عام 1806، طالب (نابليون) بالطلاق. حيث قرر الامبراطور أن الانفصال ضروري لهما، فلم تكن (جوزفين) قادرة على إنجاب ذكر وريث للعرش.

وافقت (جوزفين) على طلب (نابليون). وقام الأخير بتنظيم ”حفل طلاق“ للاحتفال بهذه المناسبة، حيث شكر زوجته السابقة لقضائهما 13 سنة سعيدة. وبعد فترة قصيرة، تزوج (نابليون) مرة أخرى. وعروسه الجديدة هي (ماري لويز) من النمسا والبالغة من العمر 19 عاماً. وبالطبع، أنجب الزوجان ذكراً بعد زواجهما، مما يضمن استمرار سلالة (نابليون) في حكم فرنسا ليصبح الحاكم الجديد هو (نابليون الثاني). لكن الأحداث تغيرت بشكل دراماتيكي، ولم يدم حكمه سوى بضعة أسابيع في صيف عام 1815، ولم يكن وقتها امبراطوراً بسبب اضطرار والده إلى التخلي عن العرش.

7. أدى انفصال امبراطور الفرنجة شارلمان عن زوجته ديسيدراتا إلى اندلاع الحرب، ونشوء أساسات الدولة البابوية

ملك الفرنجة (شارلمان)
كان الهدف من زواج (شارلمان) سياسياً أيضاً، حيث حاول استمالة ملوك اللومبارد إلى صفه.

تسبب انهيار العلاقات الرومانسية على مر القرون في سقوط أسر بأكملها، بل تسبب حتى في اندلاع حروب بين هذه العائلات. وهذا ما حصل عند انتهاء العلاقة التي جمعت ملك الفرنجة (شارلمان) مع زوجته (ديسيدراتا). تزوج الثنائي في عام 770، وكان هذا الزواج سياسياً بحتاً. حيث أراد ملك الفرنجة الزواج بابنة ملك اللومبارديين، وكان الغرض من هذا الزواج هو تحقيق السلام ووضع حد للعداوة بين الفرنجة واللومبارديين.

لا يزال السبب وراء حصول (شارلمان) وزوجته على الطلاق نوعاً من أسرار وخفايا التاريخ (حتى أن بعض العلماء يشككون في مصداقية هذا الزواج). وعلى أي حال، أدى إلغاء عقد الزواج في عام 771 إلى تعقيد العلاقات بين الفرنجة واللومبارديين، واستمر الوضع حرجاً لعدة أشهر حتى التقى الخصمان في معركة ”بافيا“ عام 773. انتصر (شارلمان) في تلك المعركة، وأصبح ملكاً على الفرنجة واللومبارديين منذ تلك الواقعة. ومن الجدير بالذكر أن (شارلمان) اعترف بسلطة البابا، مما مهد لإقامة الدولة البابوية (دولة الكنيسة) في العصور الوسطى.

8. أدى انفصال ملك فرنسا لويس السابع عن إلينور من آكيتين إلى تغيير تاريخ إنجلترا بالكامل وللأبد

إلينور من أكيتين
نقش يجسد (إلينور) وفقاً لضريحها. صورة: Hulton Archive/Getty Images

فلنتخيل أن الملك (لويس السابع) لم ينفصل عن زوجته (إلينور)، ماذا سيحدث يا ترى؟ بصرف النظر عن معرفتك بهذه الشخصيات وبتاريخ إنجلترا، سنشرح لك بالتفصيل ما حدث والنتائج التي تلت هذا الانفصال.

دامت العلاقة الزوجية التي جمعت بين الاثنين لنحو 15 عاماً، حاولت (إلينور) خلال هذه الأعوام فسخ عقد الزواج لكن البابا (يوجين الثاني) رفض طلبها. ولم يقبل زوجها الملك بالطلاق حتى أنجبت له ابنة أخرى عام 1152، والسبب بالطبع أنها لم تنجب له ذكوراً (وفقاً لمعتقدات تلك الفترة). وبالرغم من كونها مطلقة وأم لطفلتين، كانت (إلينور) واحدة من أجمل وأثرى نساء أوروبا.

بعد فترة ليست بالطويلة، حظيت (إلينور) بإعجاب دوق نورماندي (الواقعة في فرنسا)، وملك انجلترا المستقبلي (هنري الثاني). تزوج الاثنان في شهر أيار من عام 1152 ورزقا بـ 8 أطفال على مر 13 عاماً. وكان أحد هؤلاء الأبناء (ريتشارد قلب الأسد)، الذي سيتربع على العرش بعد وفاة والده. وهناك ابن يدعى (جون)، والذي أصبح هو الآخر ملك انجلترا. وهو أيضاً من أمر بإصدار ”الوثيقة العظمى“ أو الماجنا كارتا، وهي أحد أهم الوثائق التاريخية والتي قُلصت بموجبها سلطة الملك وحصل الشعب بواستطها على حريته وحقوقه، وتُصف هذه الوثيقة أحياناً بأنها الميثاق الأعظم للحريات في انجلترا.

9. أصيب الرسام الشهير إدفارد مونك بالحزن الشديد عقب انفصاله عن تولا لارسن، ومنحه ذلك المزيد من الإلهام لصنع أعمال فنية لا تزال خالدة حتى اليوم

لوحة "رقصة الحياة" للفنان النرويجي (إدفارد مونك)
لوحة زيتية بعنوان “رقصة الحياة” للفنان النرويجي (إدفارد مونك). صورة: Nasjonalmuseet/Høstland, Børre

ألهم الحزن الناتج عن فقدان الحبيب عدداً كبيراً من الفنانين على مر العصور، والرسام النرويجي (إدفارد مونك) واحد منهم. ووفقاً لعدد من كتاب سيرة الرسام النرويجي، كان عمله الشهير ”الصرخة“ نتاج انفصال عاطفي مؤلم. وإذا كنت مهتماً بحياة هذا الفنان، فربما تعلم أنه إنسان شديد الانفعال. كما عاش حياة صعبة وأكثر من شرب الكحول، وبالتأكيد، وقع في الحب بسهولة وبشكل جنوني. لذا دفعه انفصاله عن (تولا لارسن) إلى إخراج مشاعر الحزن والغضب، وصبّها كلها على ورق الرسم.

لم تكن (لارسن) إنسانة مستقرة عقلياً، أي كانت كـ (مونك) تماماً، مما جعل هذا الانفصال صعباً على الاثنين. حيث اتفقا على الانفصال بعد مرورهما بالعديد من المشاكل العاطفية وعلى مر سنوات عديدة، حيث قامت (تولا) في إحدى المرات بإطلاق النار على أصابعه خلال مشادة ساخنة. ولو أخطأت (تولا) الإصابة لكان (مونك) في عداد الموتى، وبالرغم من ذلك، كان الرسام محطماً تماماً.

أصابه الحزن في البداية، لكنه أصبح غاضباً جداً. ساعدته هذه العواطف في رسم عمله الشهير ”رقصة الحياة“. للأسف، بدأت (لارسن) علاقة غرامية جديدة مع رسام آخر، أما المسكين (مونك)، فأصابه انهيار عصبي.

10. يُعتقد أن انفصال الامبراطور نيرون عن زوجته بوبايا سابينا هو ما دفعه إلى حد الجنون

تمثال لـ (نيرون)
تمثال لـ (نيرون) في متحف Capitoline في روما. صورة Wikimedia Commons

حظيت (بوبايا سابينا) بإعجاب الامبراطور (نيرون) بالرغم من كونه متزوجاً وقتها. واعتبرها بعض المؤرخين القدماء أجمل امرأة في روما في تلك الفترة. وبطبيعة الحال، أُغرم الامبراطور بـ (سابينا) واتخذها على الفور عشيقة له.

أوضحت المصادر المعاصرة أيضاً أن (سابينا) امرأة طموحة للغاية، حيث تزوجت من رجل آخر في البداية كي تتقرب من الامبراطور (نيرون). لذا عندما أصبحت عشيقة (نيرون)، أقنعته بقتل أمه (أجربينا الصغرى) كي يتخلصا منها ويصبح بمقدور (نيرون) أن يطلّق زوجته ويتزوج (بوبايا سابينا).

تحولت علاقة الحب بينهما لاحقاً إلى علاقة رتيبة، فكانت حياتهما الزوجية شاقة وعنيفة. وفي صيف عام 65، كانت (بوبايا سابينا) حاملاً بطفلهما الثاني، وصممت بالرغم من ذلك على هجر (نيرون)، وفقاً لبعض المصادر القديمة، حيث كان (نيرون) مهملاً تجاه عائلته ومنزله ويقضي أغلب وقته في سباق العربات.

بالطبع، لم يتقبل (نيرون) هذا القرار من زوجته، ووفقاً لإحدى الروايات الشعبية، هاجمها (نيرون) فلاقت حتفها إثر ذلك. دفعت هذه النهاية المأساوية بـ (نيرون) إلى الحزن الشديد والحداد –ويعتقد بعض المؤرخين أنها سبب جنونه. فلم يمض وقت طويل حتى أصبح (نيرون) خارجاً عن السيطرة، وتحول إلى طاغية وحشي، وهي الصفات التي عُرف بها (نيرون) طيلة حياته.

11. بعث الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن برسالة إلى زوجته ماري أوينز ليخبرها عن نيته بالانفصال عنها، مما مهد الطريق لأحداث أخرى كبيرة

أبراهام لينكولن، الرئيس الأميركي السادس عشر
لم يكن (لينكولن) راغباً بدخول مجال السياسة، لكن انفصاله عن زوجته أدى إلى تغييرات كبيرة في حياته، وبالتالي في حياة الأميركيين أجمع. صورة: Library of Congress

تخيّل لو لم يصبح (أبراهام لينكولن) رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وعاش حياة متواضعة مع عائلته وعمل في مجال الحقوق في بلدته New Salem في ولاية إلينوي؟ هل ستحدث الحرب الأهلية الأميركية في هذا الواقع البديل؟ وهل سيتحرر الزنوج من قبضة العبودية؟ سيكون التاريخ الأميركي مختلفاً اختلافاً جذرياً بلا أدنى شك.

عندما كان (لينكولن) شاباً، وافق على عرض الزواج من سيدة تدعى (ماري أوينز) من كنتاكي. وأخبر أختها أنه راغب بالزواج بـ (ماري) إن استطاعت السفر إلى (نيو سيلم) -يدعى البعض أن (لينكولن) كان يمزح عندما وافق على هذا الزواج. وعلى أي حال، وصلت (أوينز) إلى هذه البلدة النائمة في نهاية عام 1836.

وافق (لينكولن) على رؤيتها باعتباره رجلاً صادقاً و”جينتلمان“ بكل معنى الكلمة، وخرجا في عدة مواعيد غرامية، لكن الشاب الصادق لم يعد قادراً على الاستمرار في التظاهر لفترة طويلة. وبحلول صيف عام 1837، انتقل (لينكولن) إلى (سبرينغفيلد) للمضي قدماً في حياته المهنية ضمن مجال الحقوق. وقرر أن الخيار الصحيح هو الانفصال عن (ماري)، فبعث (لينكولن) برسالة إلى السيدة الشابة زاعماً أنها لن تحب عاصمة الولاية التي سينتقل إليها، ولن يلومها إن اختارت الانفصال ونسيان هذه العلاقة.

لم يتلق (لينكولن) أي رد على رسالته، وانكب على العمل لفترة حتى التقى بـ (ماري تود) في عام 1839، والتي أصبحت زوجته المستقبلية ووالدة أبنائه الأربعة. استمرت (تود) بدعم زوجها حتى وصل الأخير بشكل مدهش وأسطوري إلى قمة السلطة.

12. ترك طلاق كارولاين نورتن وجورج نورتن الفوضوي أثراً كبيراً على حقوق المرأة في بريطانيا

صورة شخصية "بورتريه" لـ (كارولاين نورتن)
كان لطلاق (كارولاين نورتن) من زوجها تبعات على حقوق المرأة في بريطانيا. صورة: Frank Stone/National Portrait Gallery

خلّف طلاق الزوجين (جورج وكارولاين نورتن) أثراً كبيراً على حقوق المرأة في بريطانيا، وفي جميع أنحاء العالم عموماً. تزوجت (كارولاين)، المولودة عام 1808، من المحامي والسياسي (جورج) عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها. كانت فتاة ذكية وجميلة، بينما كان زوجها وحشاً بغيض المزاج، كما كان سكيراً وفاشلاً بكل معنى الكلمة. وبالطبع، كان يصب جام غضبه على زوجته الشابة. كما دفعها لتستفيد قدر الإمكان من جمالها الساحر لتحسين مكانتهما في المجتمع. وبحلول عام 1836، لم تعد (كارولاين) قادرة على تحمل الحياة مع زوجها، لذا قررت الانفصال عن (جورج) وطلب الطلاق.

لم يتقبل زوجها هذه الفكرة بتاتاً، فأخذ أبناءهما الثلاثة ورفض إطلاع (كارولاين) عن مكانهم. ووفقاً للقانون وقتها، كان الأطفال ”ملكية“ الزوج. ولم يكتف (جورج) بهذه الإجراءات التعسفية، بل قام أيضاً بإحالة رئيس الوزراء –اللورد ملبورن –إلى المحكمة، متهماً إياه بإقامة علاقة غرامية مع (كارولاين).

لم تكترث المحكمة للقضية الأخيرة، لكن (كارولاين) حاربت كي تحصل على حقها في حضانة أطفالها، حتى أنها قدمت التماساً إلى الملكة فيكتوريا. وفي نهاية المطاف، استطاعت (كارولاين) إقناع البرلمان بإصدار قانون حضانة الأطفال في عام 1839، ثم قانون ملكية المرأة المتزوجة في وقت لاحق عام 1857. يُعد كلا القانونين نقطتين بارزتين جداً في تاريخ القضاء الإنجليزي.

13. يُعد طلاق يوليوس قيصر من زوجته بومبيه مثالاً عن السياسيين الجشعين، والمستعدين للتخلص من أي شيء في سبيل الوصول إلى السلطة

تمثال لـ (يوليوس قيصر)
طمح (يوليوس قيصر) بالوصول إلى قمة السلطة في روما، ولم يكن هناك شيء ليردعه عن تحقيق حلمه. صورة: DE Agostini/National Geographic

اختار عددٌ من المشاهير أو السياسيين الأقوياء التخلي عن شركائهم بدلاً من التعرض لخطر الإحراج. فبدلاً من الوقوف إلى جانب الزوجة/الزوج، قرروا إنهاء العلاقة على الفور إذا أبدى الشريك تصرفات أو أفعال تعيق طموحاتهم. والقائد الروماني العظيم (يوليوس قيصر) هو إحدى هذه الشخصيات. حيث يمثل انفصاله العنيف عن زوجته الثانية (بومبيه) سابقةً في ذلك العصر، ومثالاً عن الزعماء الأقوياء والصارمين الذي لا يدعون الحب أو الولاء يقف في وجه طموحهم في الوصول إلى السلطة.

تزوج (قيصر) من (بومبيه) سنة 67 قبل الميلاد بعد عام واحد فقط من وفاة زوجته الأولى أثناء المخاض. بدا هذا الزواج مناسباً لفترة قصيرة، لا سيما من الناحية السياسية. ولكن في عام 62 قبل الميلاد، كانت (بومبيه) مضيفة لمهرجان ”بونا ديا“ السنوي، وهو مهرجان ديني للإناث فقط تكريماً للآلهة. وفي هذا المهرجان، قام شابٌ معروف بخداعه يدعى (بوبليوس كلوديوس بولشر) بالتسلل إلى المهرجان متنكراً بزي امرأة. ووفقاً للشائعات في ذاك العصر، حاول الشاب إغواء (بومبيه). وعندما سمع (قيصر) بهذه الحادثة، طلّق زوجته على الفور بدلاً من محاولة الدفاع عن سمعتها. وقال: ”على زوجة (قيصر) أن تكون فوق الشبهات“ –أي على شريكة السياسي الطموح أن تكون سمعتها نظيفة وإلا سيهجرها ويطلقها.

14. أدى انفصال الشاعر الإنجليزي لورد بايرون عن السيدة كارولاين لامب إلى هجرته خارج إنجلترا، ووفاته أخيراً في اليونان.

صورة شخصية "بورتريه" لـ (اللورد بايرون)
كان لطلاق (اللورد بايرون) نتائج كارثية على حياته. صورة: World History Archive/Alamy Stock Photo

يملك (جورج جوردون بايرون) شهرة واسعة باعتباره أحد أفضل الشعراء في إنجلترا. وربما لم يكن ليتوقف عن إنتاج أعمالٍ أفضل وأروع لولا انفصاله عن السيدة (كارولاين لامب). تمتع الزوجان بعلاقة غرامية طوال عام 1812، بالرغم من زواج السيدة (كارولاين) بالسياسي –ورئيس الوزراء لاحقاً –(ويليام لامب). حيث وصفته (كارولاين) بـ ”المجنون والسيء والخطير“. كان (ويليام) على علمٍ بعلاقتهما، أما (بايرون)، فقرر إنهاء علاقته مع (كارولاين) ولم يستطع الإبقاء على هذا القرار سراً، فأصيبت (كارولاين) بالحزن والإهانة الشديدين.

ولم يكن الانفصال سهلاً على (بايرون) أبداً. ففي عام 1816، تزوج من ابنة عم (ويليام لامب)، وكان زواجاً قصيراً وسيئاً. ومع ذلك، كانت سمعته في حالة يرثى لها –ويعود ذلك إلى الشائعات الخبيثة التي كانت تنشرها حبيبته السابقة (كارولاين). لم يرَ (بايرون) أي خيار سوى مغادرة إنجلترا، خاصة عندما نشرت (كارولاين لامب) رواية مبنية على علاقتهما. سرعان ما انتهى به المطاف في اليونان، وقتل في عام 1824 بينما كان يساعد البلاد في كفاحها التحرري ضد الإمبراطورية العثمانية. بلغ (بايرون) من العمر 36 عاماً عندما توفي، وللأسف، انتهت حياته القصيرة نتيجة هذه الشائعات.

15. قرر يوليوس قيصر الانفصال عن Cossutia عندما لمع نجمه في روما وبدأ مسيرته نحو قمة السلطة

تمثال لـ (يوليوس قيصر)
انفصل (يوليوس قيصر) عن زوجته أيضاً لأسباب سياسية وأملاً بالوصول إلى السلطة.

إن زواج (يوليوس قيصر) وطلاقه من (كوسوتيا) غير معروف أو واضح تماماً، فربما كانا مخطوبين عندما أنهى (قيصر) العلاقة بينهما. من الواضح أن (قيصر) كان شاباً يافعاً عندما التقى بـ (كوسوتيا) وشرعا في العلاقة الرومانسية التي جمعتهما. لم يصل وقتها إلى مرحلة البلوغ، بينما كانت (كوستوتيا) شابة من عائلة عظيمة الشأن. ووفقاً لبعض المصادر القديمة، تزوج (قيصر) من (كوسوتيا) بمجرد بلوغه.

انفصل (قيصر) عن زوجته فجأة في عام 84 قبل الميلاد. حيث توفي والده وقتها وكان يتطلع إلى المستقبل. وكان يُقيّم فرصة حصوله على السلطة، خاصة أنه تزوّج امرأة من عائلة لم تكن من ”النابغة“ –أو الإنسان الجديد، وهو مصطلح لاتيني يستخدم في روما القديمة للإشارة إلى الرجل الأول في عائلته ويعمل في مجلس الشيوخ الروماني، ويدخل هذا الرجل إلى دائرة الحياة العامة بشكل غير مسبوق ويتبوأ مناصباً رفيعة المستوى. أي لم تملك عائلة (كوسوتيا) أقرباء في مجلس الشيوخ، أو قنصلاً إن أردنا توخي الدقة.

أنهى (قيصر) زواجه فجأة، وتزوج بعد فترة وجيزة من (كورنيليا)، وهي ابنة القنصل الروماني (لوسيوس كورنيليوس سينا) المنتخب لأربع مرات. إن هذا الزواج أكثر فائدة من الناحية السياسية، ووضع (قيصر) على طريق العظمة.

مقالات إعلانية