in

تعرف على المرأة التي لا تبتسم مطلقاً والسبب الذي جعلها تحصل على هذا اللقب

كان الناس في عام 1907 يدفعون المال للكوميديين لجعل هذه المرأة تبتسم، ولكن لم ينجح أحد مطلقاً في ذلك.

يتطلب الأمر نوعًا خاصًا من القدرة على التحكم في الرغبة بالضحك أو الابتسام، إضافة إلى الكثير من ”البرود“ في الشخصية ليتم اعتبار الشخص بليداً غير بشوش ولايبتسم أبداً. ولكن الحال يختلف تماماً مع (سوبر سو) ”المرأة التي لا تبتسم مطلقاً“، والتي أصبحت حدثاً كبيراً في مسرح (فودافيل) التابع لمجموعة مسارح (هامرستين) في نيويورك.

كان (فودافيل) أكثر أشكال الترفيه شعبية في العالم الغربي في الفترة ما بين 1880 و1930. حيث كان يعرض مسرحيات هزلية قصيرة من أداء فنانين كوميديين وممثلين استعراضيين بأنواع عروض عديدة. ولكن الفقرة التي كانت (سوبر سو) تقدمها غريبلة ومختلفةً تماماً، لأن الهدف من العرض كان ببساطة أن يجعلها الممثلين الكوميديين تضحك أو على الأقل تبتسم.

في السنوات التي كانت فيها جزءًا من تلك العرورض المسرحية، حاول العديد من الممثلين الكوميديين المحترفين الذين قدموا من كل مكان من العالم ليحاولوا جعل (سو) تبتسم، لكن لم ينجح أحد على الإطلاق في فعل ذلك.

مسرح (هامرستين) في نيويورك

صورة لمسرح (هامرستين) الذي كانت تقام فيه العروض التي يسعى فيها الجميع لجعل (سوبر سو) تضحك أو تبتسم حتى. صورة: Wikimedia Commons
صورة لمسرح (هامرستين) الذي كانت تقام فيه العروض التي يسعى فيها الجميع لجعل (سوبر سو) تضحك أو تبتسم حتى. صورة: Wikimedia Commons

بدأ العرض الخاص بـ (سوبر سو) لأول مرة في عام 1907، حيث قدم منتجو المسرح جائزة بقيمة 1000 دولار لأي شخص يمكن أن يجعلها تضحك. كان ذلك مبلغًا من المال كبيرًا للغاية في ذلك الوقت، لذلك سعى العديد من الممثلين والفنانين من جميع أنحاء البلاد للحصول عليه. وجرَّب الكثيرون ولمرات عديدة ولكن لم يحصل أي شخص على الإطلاق، ولم يتمكن أحد منهم في الحصول على أقل وميض لابتسامة في عيني أو شفاه (سوبر سو)، وهو أمر وجده الناس الذين كانوا يحضرون العروض مسلياً للغاية.

(سوبر سو)

صورة لـ (سوبر سو) ”المرأة التي لا تبتسم مطلقاً“. صورة: rich701/Flickr
صورة لـ (سوبر سو) ”المرأة التي لا تبتسم مطلقاً“. صورة: rich701/Flickr

بعد مضي سنوات على عروض (سوبر سو) ظهرت الحقيقة، ومثل الكثير من الأعمال والعروض الترفيهية التي تقام في أيامنا هذه، كانت هناك عملية احتيال وراءها. حيث أن (سوبر سو) كانت تعاني من حالة نادرة من الشلل الموضعي في وجهها، مما يعني أنها كانت غير قادرة على التحكم في عضلات وجهها، وبالتالي لم تكن قادرة على الضحك أو الابتسام حتى لو أرادت ذلك. وهذا يعني أيضاً أنها كانت على الأرجح مسرورة للغاية بتلك العروض المضحكة لكن تعابير وجهها لم تتساير مع إحساسها الحقيقي.

كان المنتجون يدفعون 20 دولارًا في الأسبوع كأجر لـ (سوبر سو) وهو مبلغ أسبوعي جيد في ذلك الوقت. وعندما ظهرت حقيقة عدم تمكنها من الابتسام مطلقاً بسبب الشلل الذي تعاني منه وانتشرت الأخبار في أنحاء البلاد، استنكر الكوميديون والممثلون الاستعراضيون −الذين حاولوا مراراً وتكراراً جعل المرأة تبتسم دون جدوى− الأمر، ونبذوا منتجي العرض الذين قاموا بخداعهم لسنوات عديدة.

(هامرستاين) في نيويورك

صورة ترويجية لعروض (هامرستين) في مدينة نيويورك في القرن الماضي.
صورة ترويجية لعروض (هامرستين) في مدينة نيويورك في القرن الماضي.

مقالات إعلانية