in

قادة قساة كان لديهم هوايات غريبة وغير مألوفة

صدام حسين يكتب روايات

ما هو المعيار الأساسي الذي يجمع بين قائد منظمة إجرامية كبرى وقائد منظمة إرهابية وقائد نظام حكم دكتاتوري؟ بالطبع المعيار الأساسي هو القسوة الفرطة وعدم الرحمة، فمن هو رقيق المشاعر وغير متصلب الأحاسيس ما كان ليجد نفسه في هكذا منصب.

لكن بالإضافة للقسوة الشديدة فالقادة من هذا النوع مرغمون على الاتصاف بالجدية التامة ليضمنوا ولاء أتباعهم وعدم ظهورهم كهدف سهل لأعدائهم، لذا فالتسلية والوقت الممتع ليست من الأمور التي يشاركونها حقاً.

عادة ما توحي شخصيات القادة القساة بكونهم أشخاصاً مجردين من العواطف والشغف تجاه الأمور المعتادة في الحياة، وتبدو طبيعة شخصياتهم المعتادة أن انجذابهم لأي هواية هو كأمر غريب وغير ممكن، بالأخص إن كانت تعاكس الصورة المعتادة لهم، لكن ما يغيب عن أذهاننا في الكثير من الأحيان هو أن هذه الشخصيات التي نعرف أحد جوانبها تمتلك مشاعر ودوافع بشرية أيضاً، ربما دوافع سيئة غالباً لكن الأمر لا يخلو من بعض الأمور المشتركة بين البشر كالبحث عن المتعة.

كان أسامة بن لادن معجباً للغاية بكرة الطائرة وبارعاً بلعبها كذلك

أسامة بن لادن
لسبب ما فالإرهاب والرياضة كانا مجتمعين معاً بحب بن لادن لكرة الطائرة وتنظيمه الدائم للمباريات بين عناصر تنظيمه الإرهابي.

ما هو أول شيء يخطر ببالك عند الحديث عن قائد تنظيم القاعدة سابقاً أسامة بن لادن؟ هناك احتمال كبير هو أن ما يخطر ببالك هو كرهه الشديد للولايات المتحدة وكل ما يمثلها ويعبر عنها في العالم، بداية من فكرة الحريات الشخصية إلى السياسة التوسعية الخاصة بها وحتى الثقافة الاستهلاكية الأمريكية، لكن الجزء الوحيد الذي ربما لم يكن ضمن الأمور التي يكرهها بن لادن عن الولايات المتحدة هي لعبة كرة الطائرة التي تم اختراعها في نهاية القرن التاسع عشر هناك.

الأمر هنا لا يأتي من تخمينات غربية بل من مقربين من بن لادن مثل ناصر البحري، الذي كان خلال إحدى الفترات الحارس الشخصي للإرهابي الشهير بتبني منظمته لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة.

في الواقع، الحديث عن هواية لعب الكرة الطائرة من بن لادن كان متكررة كفاية ومع تفاصيل عن كون قائد القاعدة السابق محمد عاطف لاعباً ممتازاً أيضاً، حتى أن بن لادن وعاطف كانا يلعبان في فريقين متنافسين لا ضمن نفس الفريق للحفاظ على التوازن في اللعبة. [مصدر]

كان صدام حسين يكتب الروايات ومنها رواية رومنسية

صدام حسين يكتب روايات
في الواقع هناك مصادر تدعي أن صدام كان قد ترك الحكم خلال الأشهر الأخيرة قبل غزو العراق ليتفرغ لكتابة الروايات، لكن لا يمكن التأكد من لأمر حقاً.

ما هي أهم إنجازات صدام حسين التي تعرفها؟ ربما تحويل العراق إلى معرض كبير لتماثيله والمباني والمدن التي تحمل اسمه، أو ربما إدخال البلاد في حروب خاسرة مع كل من يخطر بالبال وحتى إعطاء الولايات المتحدة الذريعة لغزوها الدموي للعراق، أو ربما مجازره العديدة والمتنوعة بحق كل من يحاول أن يقول لا أو يفعل شيئاً لا يعجبه.

لكن عدا عن كل السجلات الحافلة بالمجازر والقتل والبطش التي يمكن كتابتها عن الدكتاتور العراقي السابق، فقد كان به جانب أدبي كذلك.

بالطبع فكون صدام هو الكاتب الحقيقي لهذه الكتب أو أنه قد انتحل أعمال كتاب مأجورين هو أمر غير معروف، لكن هناك 4 كتب على الأقل تم ربطها بصدام.

من هذه الكتب كان ”رجال والمدينة“ الذي تناول نشأة حزب البعث العراقي في مدينة تكريت والقلعة الحصينة، التي كانت مواراة أدبية تستخدم شخصيات فردية للحديث عن العلاقات بين الشعوب ضمن العراق، بالإضافة إلى ”أخرج منها يا ملعون“ التي تتناول مؤامرة صهيونية مسيحية على العرب والمسلمين نشرت في اليابان عام 2006 وترجمت إلى التركية، كما حاولت رغد حسين ابنة صدام نشرها في الأردن لولا أن السلطات منعتها من ذلك.

لكن الرواية الأكثر إثارة للاهتمام هي ”زبيبة والملك“ التي وجدتها وكالة الاستخبارات الأمريكية في مكتبة عربية في لندن عام 2000 وربطتها بصدام حسين، نظراً لكونها تتحدث عن قصة حب بين ملك العراق في القرن الثامن وامرأة اسمها زبيبة متزوجة من رجل يسيء معاملتها ويغتصبها، حيث أن الرواية فسرت على كونها ما يشبه سيرة ذاتية لصدام ممثلاً نفسه بالملك مع كون زبيبة تمثل شعب العراق نفسه وزوجها الظالم هو الولايات المتحدة، بالإضافة لشخصيات أخرى تمثل إسرائيل والمعارضة العراقية كذلك. [مصدر] و[مصدر]

كان آل كابون يحب الموسيقى، حتى أنه قام بأداء أغنية

كانت عشرينيات القرن العشرين فترة محورية في تاريخ الولايات المتحدة، فقد كانت الحقبة التي شهدت فترة حظر إنتاج وبيع واستهلاك الكحول في البلاد، وبنفس الوقت كانت فترة صعود العصابات والجريمة المنظمة، وعبر تاريخ الجريمة المنظمة بأكمله ربما لا يوجد سوى شخصيتان سهلتا التمييز من قبل الملايين: بابلو إسكوبار الذي كسب ثروة هائلة من إنتاج وبيع الكوكايين، والآخر هو آل كابون الذي هو تجسيد تام لرجل العصابات مع كونه رجلاً إيطالياً يرتدي بذلات مميزة وقبعة fedora وجرعة كبيرة من العنف.

 آل كابون
على الرغم من أنه معروف كواحد من أقسى زعماء العصابات في التاريخ، فقد كان Capone يمتلك جانباً ليناً على ما يبدو.

مجال عمل كابون في الكحول لم يكن يعني أنه أقل عنفاً من العقود التالية التي انتشرت فيها عصابات المخدرات، فسمعته المعروفة كرجل عصابات دون أدنى رحمة هي السبب الأساسي في شهرته، لكن كونه تعرض للسجن في النهاية في سجن ألكاتراز الشهير ربما غيرت ولو بشكل طفيف من طباعه، وحولت حبه للموسيقى الذي رافقه طوال حياته إلى كتابة وتلحين عدة أغاني لم يتم توثيق أي منها سوى أغنية باسم Madonna Mia كانت مشحونة بالعواطف وتعبيراً عن حبه الكبير لزوجته.

لم تكن حياة كابون في السجن أي حياة سجن معتادة في الواقع، فزنزانته كانت تتضمن أثاثاً منزلياً وكان يمتلك ”بانجو“ في غرفته استخدمه لعزف الأغاني، وحتى أن مسؤولي السجن سمحوا له بالاجتماع مع سجناء آخرين ممن يمتلكون اهتمامات ومواهب موسيقية.

على أي حال وعلى الرغم من أن أغنية كابون الموثقة كتبت في السجن، فهي لا تمنع وجود التناقض بين شخصيته القاسية الشهيرة وجانبه العاطفي اللين تجاه زوجته.

كان كيم يونغ إيل مهووساً بكرة السلة

كيم يونغ إيل
إن كنت تتسائل عن مصدر الغرور الكبير والنرجسية للقائد الكوري الشمالي كيم يونغ أون، فيجب أن تعرف أنه ورثها عن والده بشكل شبه كامل، والذي بدوره ورثها عن والده كيم إيل سونغ.

منذ الحرب الكورية التي امتدت بين عامي 1950 و1953 انقسمت شبه الجزيرة الكورية إلى نصف جنوبي تحت تأثير مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية مع نظام اقتصادي مفتوح ونظام حكم متقلب بين عدة دكتاتوريات انتقلت لاحقاً إلى حكم ديموقراطي مزدهر، بينما النصف الشمالي كان تحت تأثير الاتحاد السوفييتي والصين بالدرجة الأولى مع حكومة شيوعية، وصفها بالسلطوية يعد تقليلاً لمقدار تحكمها بشعبها، والأهم أنها بقيت تحت سلطة عائلة كيم منتقلة من الجد للأب لابنه، مع المزيد والمزيد من الانعزال عن العالم الخارجي والمزيد من الأساطير التي يحاول حكام البلاد ربطها بهم.

عدا عن كون الزعيم السابق قد أحاط نفسه بكمية من الأساطير التي تمتد حتى كونه ”لا يتبول ولا يتبرز“ بل أنه يستهلك كامل طعامه وشرابه بسبب الهضم والأيض الفعال جداً لديه، فقد كان مهووساً للغاية بكرة السلة وبالأخص الدوري الأمريكي المعروف: NBA وبالأخص اللاعب المعروف مايكل جوردان، حيث كان يمتلك تسجيلات فيديو لمباريات اللاعب مع ناديه، حتى أنه دعاه لمرتين ليأتي إلى كوريا (مع كون جوردان رفض بالطبع) وحتى أنه حصل على كرة سلة موقعة منه عندما قامت مادلين أولبرايت (سكرتيرة الدولة للولايات المتحدة) بزيارة البلاد.

هوس كيم يونغ إيل بكرة السلة لم يتوقف عند هذا الحد، بل أنه امتد إلى نواحي أخرى مثل محاولته أن يجعل كرة السلة هي الرياضة التي تهيمن عليها كوريا الشمالية (ولو أن الأمر سيكون شبه مستحيل مع واحد من أدنى معدلات الطول في العالم وكون كرة السلة تعتمد بشكل كبير على طول اللاعبين)، بالإضافة إلى أنه ”اخترع كرة السلة“.. أو على الأقل اخترع إصداره الخاص الذي يعتمد أسلوباً مختلفاً لتسجيل النقاط، حيث أن الـDunk تحصل على 3 نقاط، فيما الرمية الثلاثية التي لا تلامس حواف السلة تحصل على أربعة نقاط، والسلة ضمن آخر 3 ثوانٍ من المباراة تحسب بثمانية نقاط، بينما تضييع رمية حرة يحسب كنقطة سالبة. [مصدر]

مقالات إعلانية