سليم الأحمد
إذا أردت تعلّم لعب الورق، ستعلم بسرعة أن الشبان والملكات والملوك –البطاقات ذات الوجوه– قيّمة من حيث النقاط، ولكن وجوه من تلك المرسومة على هذه البطاقات؟
هل يمثلون بعض الملوك المرعبين والمتعجرفين من عصر آل تيودور مثلاً؟ أم أنها مجرد صور عامة للملكية عبر العصور؟
بقدر ما قد يبدو هنري الثامن في مخيلتنا وكأنه مجازيًا يصرخ ”اقطع رأسه!“، لكنه عندما يظهر في الورق لا يبدو أكثر من صورة عامة لملك لا يسبب أي ضرر.
يوضح الكاتب EndersGame، المراجع المخضرم في موقع Board Game Geek –الذي طلب حجب اسمه الحقيقي– في مقابلة عبر البريد الإلكتروني: ”تاريخيًا، لم يكن للرسم الفني على بطاقات الورق أي معيار رسمي على الإطلاق، ولم تكن تلك الرسومات مستندة إلى أشخاص حقيقيين“.
وأكمل قائلا: ”في الأصل، كانت بطاقات الورق تعكس ببساطة بعض الملابس والإكسسوارات التي يشيع استخدامها في البلاطات الملكية في أوروبا“.
هذا لا يعني أنه من المستحيل أن تجد ورق لعب بملوك حقيقيين، فقد تنوعت الأعمال الفنية حسب أهواء مصممي البطاقات ومصنعيها والمنطقة التي أنتجت فيها.
ظهرت البطاقات التي تحمل صورًا في أوروبا في منتصف القرن الخامس عشر –بعد قرون من انتشار أوراق اللعب. قيل إن أوراق اللعب الفرنسية والبريطانية في القرن السادس عشر كانت تصور الإسكندر الأكبر، ويوليوس قيصر، والملك التوراتي داوود وشارلمان على أوراق الملك لتمثل الإمبراطوريات الأربع الكبرى لليونان وروما واليهود والفرنجة. غالبًا ما صورت بطاقات الملكة الإلهة أثينا وراحيل، زوجة النبي يعقوب، بالإضافة إلى سيدات أخريات.
في حين تجنبت العديد من تصاميم أوراق اللعب الإسبانية والألمانية تاريخيًا تصوير الملكات، واكتفت بتصوير شخصيات ذكورية.
برزت موضة قصيرة الأمد في أواخر القرن السادس عشر في فرنسا تنطوي على تصوير شخصيات مشهورة أو أدبية في بطاقات اللعب. لكن لم يكن هناك أي معيار عالمي مقبول لهذا الأمر، فعكست كل منطقة، أو كل صانع، تفضيلات خاصة ومختلفة عبر أوراق اللعب.
بقيت بعض هذه الاعتبارات قائمة بشكل غير رسمي، لكنها عكست فقط اتجاهًا كان مؤقتًا في أحسن الأحوال لبعض الطبّاعين الفرنسيين.
ووفقًا لـEndersGame، فإن فكرة تصوير أوراق اللعب الموجودة حالياً لملوك وملكات حقيقيين بعيدةٌ عن الحقيقة، فقد نشأ هذا التعريف لبطاقات اللعب فقط مع الشخصيات المشهورة والأدبية بعد أن كانت أوراق اللعب شائعة الاستخدام بالفعل، وبالتالي كانت أوراق اللعب التي سبقتها تحتوي على أعمال فنية تصور النبلاء بطريقة عامة.
لذا، إذا كانت هذه الصور على البطاقات لا تمثل أشخاصًا حقيقيين، فهل هناك أي أهمية للأشياء التي يحملونها؟ وهل هناك معانٍ خفية حول ملك الكوبة، فهو الملك الوحيد بدون شارب؟ الإجابة هي لا، إذ يعتقد الخبراء أن الملك كان يمتلك في الأصل شاربًا فُقد أثناء نسخ الأوراق على مر الزمان، ووصل إلينا اليوم بصورته الحالية!
