in

12 اكتشافًا مذهلاً عُثر عليه تحت الأرض وغير شكل التاريخ إلى الأبد

إن فهم التاريخ القديم ليس بالأمر السهل، وعلى الرغم من أننا قد نعتقد بأننا توصلنا إلى كل الأمور، إلا أن اكتشافًا واحدًا يمكن أن يقلب كل شيء رأساً على عقب، وهو ما سنتناوله في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف» حيث اخترنا لك باقة من 12 اكتشافا أثريًا غير مفهومنا للتاريخ:

10. خنجر الملك توت عنخ آمون

خنجر الملك توت عنخ آمون.
خنجر الملك توت عنخ آمون. صورة: Wikimedia Commons

لا يزال اكتشاف المقبرة الفرعونية التي ضمّت الملك توت عنخ آمون في عام 1922 من قبل (هوارد كارتر) و(جورج هربرت)، أحد أعظم المآثر في تاريخ الكشف الأثري. القبر السليم والمثير للدهشة الذي كان متوارياً تحت الأنقاض في وادي الملوك في مصر، أثار اهتماماً قديماً ومتجدداً يُطلق عليه اسم ”الهوس بالمصريات“ – Egyptomania، التي شهدت اهتمامًا أثريًا أكبر في تلك الفترة، وحيث تم اعتماد قصص مصر القديمة في الثقافة الشعبية.

احتوى القبر حوالي 5400 قطعة أثرية، بما في ذلك الآلاف من التحف الثمينة التي استغرقت ما يقرب من عقد من الزمن لتصنيفها. كان من بين تلك اللقى الأثرية خنجر صغير يعود للملك دفن مع المومياء، حيّر الخنجر العلماء الأثريين فقد كان مصنوعًا بحرفية مذهلة يعتبر وجودها استثنائياً في مصر قبل 3300 سنة، وشفرة بالكاد قد تعرّضت للصدأ.

في عام 2016، أتاح التقدم التكنولوجي إعادة النظر في هذا الخنجر باستخدام الأشعة السينية التي كشفت أن المعدن الذي استخدم لصناعته كان من خارج الكرة الأرضة، إذ تطابقت المستويات العالية من الكوبالت والنيكل مع تلك النيازك المعروفة التي تم استردادها من البحر الميت وكانت مشابهة للآثار في قطعة أثرية مصرية أخرى تم اختبارها في عام 2013.

أشارت النتائج إلى أن الحرفيين في العصر الحجري كانوا أكثر تقدمًا مما كان يُعتقد سابقًا، حيث سعى عمال المعادن إلى النيازك لاستخراج الحديد، وكان ذلك قبل 2000 سنة تقريبًا من انتشار التقنيات اللازمة لاستخراج الحديد الخام خلال العصر الحديدي.

9. إنسان بيلتداون Piltdown Man

إنسان بيلتداون Piltdown Man
جمجمة إنسان بيلتداون Piltdown Man. صورة: Natural History Museum/London

إن قصة هذا الاكتشاف تبدو غريبةً نوعا ما بسبب ما حملته معها من أخطاء، ففي عام 1912 وجد عالم آثار هاوٍ يدعى (تشارلز داوسون) شيئًا كان يمكن أن يعيد صياغة فهمنا لنظرية التطور، حدث هذا بعد الكشف عن شظية لجمجمة تبدو إنسانية في مقلع للحصى بالقرب من قرية (بيلتداون) في (ساسكس).

اتصل (داوسون) بـ(آرثر سميث وودوارد) القيّم السابق على الجيولوجيا في متحف التاريخ الطبيعي، حيث بدأ الاثنان الحفر في المنطقة، وسرعان ما ظهرت في الأرض مجموعة من عظام الفك والأسنان بالإضافة إلى المزيد من شظايا العظام إلى جانب الأدوات البدائية، والتي أعلنها علماء الحفريات كدليل على أن هناك نوعًا غير مسبوق من الأنواع البشرية.

في ذلك الوقت كانت تتزايد الأدلة حول الفكرة القائلة بتطور البشر في أفريقيا (نظرية الأصل الأفريقي للإنسان العاقل)، وقد شكّل (إنسان بيلتداون) بديلاً مناسبًا وعمليًا لأعضاء المجتمع العلمي البريطاني ممن ينكرون أصولهم الأفريقية.

وبحلول ثلاثينيات القرن العشرين، تم اكتشاف بقايا أخرى لجنس الإنسان المنتصب Homo Erectus في أفريقيا وأصبح اكتشاف داوسون مجرد اكتشافٍ غريب، إلا أن الإيمان برجل (بيلتداون) ظل مستمراً وفي نهاية المطاف في عام 1949 سمحت التكنولوجيا العلمية الجديدة بإعادة فحص البقايا والجمجمة، فوُجِد أنها تبلغ من العمر 600 عام فقط، بينما تعود الأسنان وعظم الفك إلى إنسان الغاب أو الشمبانزي ما بدا كدليل على أن الأوروبيين تطوروا بشكل مختلف كان في الواقع خدعة علمية متقنة أضرت بالتاريخ من خلال تأخير البحث في التطور الأفريقي لمدة أربعة عقود.

8. القطط المنزلية الأليفة

مومياء قطة مصرية محنّطة.
مومياء قطة مصرية محنّطة. صورة: Brooklyn Museum

قد لا تبدو مهمة بحد ذاتها، إلا أن السؤال حول كيفية تحول الحيوانات مثل القطط والكلاب إلى حيوانات أليفة بمرور الوقت أثار حيرة الباحثين على مدى عقود، وأقدم دليل على القطط المنزلية موجود في تصوير من الفن المصري القديم يصل عمره الى حوالي 4000 سنة، ولكن الاكتشاف الجديد في الصين في عام 2001 عزز فهمنا لرفقة القطط.

وجد علماء الآثار بقايا تشبه القطط في شمال مقاطعة (شنشى) التي يعود تاريخها إلى 5500، أي الى حوالي سنة 3500 قبل الميلاد مما يشير إلى حدوث التدجين من تلقاء نفسه في آسيا، وقد درس العلماء الفك السفلي لقطط متعددة وجدت في المنطقة لها صلة بعيدة بالقطط البرية الغربية، وكانت هذه البقايا خارج النطاق المعتاد لأبحاث القطط البرية، فخلصت إلى أن القطط انجذبت إلى المناطق الزراعية حيث كانت القوارض منتشرة هناك إلى جانب مخازن الحبوب في المستوطنات البشرية، هذا الدليل الجديد كشف زيف الفكرة القائلة أن القطط المبكرة تم تدجينها في مصر القديمة ثم انتشرت تدريجيًا إلى آسيا والقارات الأخرى.

في الواقع، يبدو أن هذه القطط قد استأنست بنفسها عندما بدأت بالتقرب من عمال المزارع البشرية على ضوء علاقة المنفعة المتبادلة.

7. قبر الملك ريتشارد الثالث

رفات الملك الإنجليزي ريتشارد الثالث.
رفات الملك الإنجليزي ريتشارد الثالث. صورة: REUTERS/University of Leicester

على الرغم من بقائه على قيد الحياة في الفلكلور الإنجليزي، ظل موقع دفن الملك الإنكليزي المهووس بالقتل (ريتشارد الثالث) لغزًا محيراً لفترة طويلة، مع الكثير من الروايات الشعبية التي تدعي أنه في وقت ما من القرن السادس عشر قد تم نبش قبره وألقي بجثته في مجرى النهر.

في صيف 2012، قاد فريقٌ من جامعة (ليستر) بعثة أثرية للعثور على مكان المرقد الأخير للملك باستخدام الخرائط التاريخية، وقد حددوا الموقع في الكنيسة الرمادية (المفقودة الآن)، تحت موقف سيارات مجلس مدينة (ليستر) حيث يعتقدون أنه مدفن الملك (ريتشارد الثالث).

وبعد ما يزيد عن ست ساعات من بداية الحفر، اكتشفوا عظمة ساق بشرية ستقودهم في نهاية المطاف إلى بقايا الملك ريتشارد الثالث، ذلك على الرغم من أنه لم يتم تأكيد ذلك بشكل رسمي إلا بعد ستة أشهر.

تمت مقارنة البقايا بالحسابات التاريخية لعمر الملك وحجمه وبنيته، بينما أكد عمر الكربون المشع تاريخ وفاته، وأخيرًا تم مطابقة الحمض النووي مع الأحفاد الباقين على قيد الحياة من سلالته. كان الاكتشاف مفيدًا في فضح الأساطير المحيطة بوفاة ريتشارد والتي تم قبولها كحقيقة.

إلا أن شيئًا ما كان حقيقياً بالفعل، فانحناء العمود الفقري أظهر أن تصويره الشعبي كرجل أحدب لم يكن خياليًا تمامًا.

6. كهف فيكتوريا

مدخل كهف فيكتوريا
مدخل كهف فيكتوريا.

قد لا يبدو هذا الكهف مرتبطاً بمنطقة (يوركشاير ديلز) حيث تم اكتشافه، ولكنه يعرف الآن باسم الكهف الذي غير التاريخ.

في ربيع عام 1837، تبع (مايكل هورنر) كلبه من خلال فتحة صغيرة بينما كان في نزهة على نهر (ديلز)، مما قاده إلى كهف مليء بالآثار الرومانية، ليعود بعد بضعة أسابيع مع مديره في العمل (جوزيف جاكسون) حيث اكتشفا غرفة كبيرة أصبحت موقعًا للعديد من الحفريات غير الاحترافية بواسطة (جاكسون) على مدى السنوات الثلاث التالية، وبحلول عام 1840، وجد الإثنان الكثير من الأدلة لدرجة أنهما اتصلا بخبير في التاريخ الروماني يدعى (تشارلز روش سميث)، عندها اكتشفوا اكتشافاً مذهلا، كان عبارة عن مجموع عظام فك تعود لسلالة ضباع قديمة.

أثار الكهف افتتانًا فكتوريًا مفاجئًا بتاريخ الإنسان والحيوان، وعلى مدى الثلاثين عامًا التالية، أسفرت التنقيبات عن الكثير من بقايا حيوانات غريبة كالفيلة ووحيد القرن وأفراس النهر التي عاشت في الأودية قبل أكثر من مائة وثلاثين ألف سنة،
عندما كان المناخ دافئًا بشكل ملحوظ.

في عام 1870، زار تشارلز داروين كهف فيكتوريا بحثًا عن أدلة لدعم نظريته في التطور، كما تم اكتشاف مجموعة أخرى من العظام يبدو أنها استخدمت كرماح تعود إلى نهاية العصر الجليدي منذ حوالي 15000 عامًا، وهي الآن أقدم دليل على وصول البشر إلى شمال إنجلترا بعد ذوبان الأنهار الجليدية.

كل ذلك يجعل من هذا الكنز اكتشافاً مذهلاً.

5. أحافير القيامة

حفرية سمكة من ذلك اليوم المشؤوم الذي اصطدم فيه الكويكب على الأرض قبل 66 مليون سنة.
حفرية سمكة من ذلك اليوم المشؤوم الذي اصطدم فيه الكويكب على الأرض قبل 66 مليون سنة. صورة: Robert DePalma/University of Kansas

من الصعب أن نتخيل بالضبط ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم قبل 66 مليون سنة عندما اصطدم كويكب عملاق بالأرض قبالة ساحل المكسيك حالياً، وأدى إلى محو معظم أشكال الحياة على الكوكب وفسح الطريق لنا نحن البشر، لكن لحسن الحظ يبدو أن موقعًا أحفوريًا محفوظًا بشكل مذهل اكتشفه 12 عالمًا في داكوتا الشمالية في عام 2012 سيكشف أكثر مما كنا نعرف سابقًا عن أحداث انقراض الديناصورات.

احتوى هذا المنجم الأثري البديع على غابة رائعة تتشابك فيها بقايا الحياة القديمة: نباتات منقرضة متحجرة منذ فترة طويلة، وكائنات حية كانت تعيش في المياه العذبة، بالإضافة الى أنواع من الأسماك والحيوانات الأخرى كانت جميعها مدفونة في الصخور والرواسب.

وهذا الإغراق الجماعي يدعم فكرة أنه عندما ضرب النيزك خلق حفرة عملاقة قذفت موجاتها بالمخلوقات البحرية في المحيطات إلى البرّ، وفي غضون ساعات أو حتى دقائق مزقت الزلازل وأمواج التسونامي آلاف الأميال وحولتها الى كتل صغيرة من الطين والزجاج تعرف باسم تكتيت Tektites، تمطر من السماء على شكل صخور منصهرة ما أدى الى ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى درجات عالية جداً، ما أسفر عن انقراض السواد الأعظم من مخلوقات الأرض البرية، كما تسببت الصخور المنصهرة المتساقطة في الماء في انسداد خياشيم الأسماك الأمر الذي يمكن ملاحظته في حوالي الـ50 بالمئة من البقايا المتحجرة.

يقدم هذا السرير الأحفوري أفضل صورة للتداعيات الفورية لـ«فوهة تشيكشولوب» الصدمية الناتجة عن النيزك، مما يقود الى تعزيز الفهم العلمي للأحداث كما حصلت.

توجد أيضًا بقايا ديناصورات في الرواسب، مما يجعل هذا الاكتشاف أول مشهد يربط بوضوح بين ذلك التوهج الكوني ونهاية عصر الديناصورات.

4. طروادة هوميروس

آثار آخر مدن طروادة.
آثار آخر مدن طروادة. صورة: Wikimedia Commons

إلياذة هوميروس هي واحدة من القصائد الملحمية اليونانية العظيمة التي تروي تفاصيل الحصار الذي استمر عقدًا من الزمن لمدينة طروادة وحرب طروادة التي تلته، ولكن على مر العصور كان وجود مثل هذا المكان محل نزاع على نطاق واسع، إلى أن اكتشف عالم الآثار الألماني (هاينريش شليمان) الحقيقة وراء المدينة الخيالية في الفترة ما بين عامي 1870 و1890، وذلك عندما اكتشف الموقع المحتمل للمعركة الملحمية في موقع (هيسارليك) شمال غرب تركيا.

كان يُعتقد أن ما كان في الأساس عبارة عن تل يبلغ ارتفاعه 30 قدمًا حول الهياكل الحجرية هو المدينة المفقودة، لكن المقاربة التاريخية الدقيقة كشفت في وقت لاحق أن (شليمان) قد نقب بالفعل من خلال مدينته الحبيبة طروادة، ليكشف النقاب عن مدن أقدم بآلاف السنين مشيّدة فوق بعضها البعض كما اتضح في الواقع.

تم تدمير تسعة طروادات وإعادة بنائها في نفس الموقع بين 3000 قبل الميلاد وحتى حوالي 500 قبل الميلاد، وقد دمر (شليمان) نفسه دون علم معظم الأدلة الأخيرة بما في ذلك المدينة المذكورة في الإلياذة، مدينة الملك (بريام).

في التسعينيات الماضية، كشفت عمليات التنقيب الإضافية التي قام بها عالم الآثار (مانفريد كيرفمان) أن المدينة السفلى كانت أكبر بكثير مما كان يتصور سابقًا، وتغطي أكثر من 75 فدانًا فيما خلُص الباحثون في النهاية إلى أن المدينة المفصلة بواسطة هوميروس كانت على الأرجح مزيجًا من طروادة 6 وطروادة 7 A.

3. قناع أجاممنون

قناع أجاممنون
قناع أجاممنون. صورة: Wikimedia Commons

لم تكن طروادة الاكتشاف الوحيد الذي حققه (هاينريش شليمان) والذي لم يكن دقيقًا تمامًا، فبعد إثبات وجود مدينة هوميروس القديمة، شرع (شليمان) في البحث عن مكتشفات تاريخية أكثر في موقع (ميسينا) اليوناني الأثري خلال الفترة ما بين عام 1874 إلى عام 1876، وقد اكتشف اكتشافًا مذهلاً آخر: قناع موت ذهبي نسبه على الفور إلى الحاكم اليوناني الأسطوري (أجاممنون) الذي ظهر في ملحمة الإلياذة والأوديسة كملك مخيف ومحارب عظيم.

كان (أجاممنون) شخصية مشهورة في التراجيديا اليونانية، وقناع الموت يمكن أن يثبت أنه حقيقي مثل المدينة التي عاش فيها. واعتمد (شليمان) على كتابات رحالة من القرن الثاني الميلادي يدعى (كسينيا هسيهو) يدّعي فيها أن موقع قبر (أجاممنون) قائمٌ في قلعة من العصر البرونزي مدفونة منذ فترة طويلة.

على الرغم من أن القناع يشبه صور الحاكم الخيالي، فإن القبور تحت الأرض التي عثر فيها سبقت بالفعل حرب طروادة بما لا يقل عن 300 عام، ما يعني أنه يعود إلى زعيم ميسيني أقدم بكثير، ليؤدي انبهار (شليمان) بقصص هوميروس إلى اكتشاف فصل جديد تمامًا من التاريخ القديم.

2. غوبكلي تيبيه Göbekli Tepe

(غوبكلي تبه)
(غوبكلي تيبيه). صورة: Wikimedia Commons

في عام 1994، وعلى بعد ستة أميال من مدينة أورفا القديمة في جنوب شرق تركيا، اكتشف عالم الآثار (كلاوس شميدت) شيئًا قلب رأينا عن الحضارة الإنسانية رأسًا على عقب.

في الموقع المسمى Göbekli Tepe، أسفرت تنقيبات (شميدت) عن اكتشاف مجموعة من الأحجار المنحوتة الضخمة التي يعود تاريخها إلى ما قبل إحدى عشر ألف سنة، إلى حضارة ما قبل تاريخية كانت لم تطور بعد أي أدوات أو حتى الفخار.

يبلغ ارتفاع أكبر عمود حوالي 5 أمتار ويصل وزنه إلى 10 أطنان، وفكرة أن شخص ما كان قادراً على ترتيبها في هيكل مستقر دون أدوات مناسبة ظل يحير الباحثين.

تسبق المنحوتات الصخرية المعقدة والأوثان التي عثر عليها أقدم علامات للكتابة البشرية من عام 3300 قبل الميلاد، وتوفر صورها لكائنات غير وصفية لمحة عن الآلهة في العصر الحجري. ونظرًا لأن الموقع لا يحتوي على منازل أو مزارع، كان لدى (شميدت) سبب للاعتقاد بأن (غوبكلي تيبيه) هو أقدم معبد معروف على وجه الأرض تم إنشاؤه في الفترة الواقعة ما بين عشرة إلى ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد، حيث يسبق هذا الموقع أحجار (ستونهنج) بستة آلاف سنة.

اقترح الباحثون أن الناس كانوا يسافرون من مصر وإسرائيل إلى (غوبكلي تيبيه) للاحتفال بتفويض الآلهة، مما يجعلها موقعًا حضاريًا بشريًا كبيرًا، وكان يُعتقد في البداية أن الزراعة قد بدأت فيها، ولكن نظرًا لأن أول مزارع معروفة لم يتم إنشاؤها حتى بعد 500 عام، فإن هذا الاكتشاف يجبرنا على إعادة التفكير في بداياتنا الثقافية.

1. الأقبية والمخابئ الألمانية في الحرب العالمية الثانية

قبو ألماني من الحرب العالمية الثانية.
قبو ألماني من الحرب العالمية الثانية. صورة: Jonathan Andrew

تحت الكثبان الرملية قبالة ساحل مدينة (لاهاي) الهولندية، تقع شبكة من المخابئ النازية والتي تمتد لأكثر من 5000 كلم من شمال النرويج إلى جنوب فرنسا، كانت قد بنيت خلال الحرب العالمية الثانية كجزء من خطة هتلر الدفاعية المسماة بالجدار الأطلسي.

لبعض الوقت بعد الحرب، كان الأطفال يلعبون في هذا العالم السري المنسي، لكن المخابئ مُلئت بالرمل في السبعينيات ودفنت إلى أن قررت السلطات الهولندية استخراج عن هذه الآثار لإعادة اكتشاف ما يقرب من 870 من المخابئ التي كانت موطنًا للجنود الألمان، الذين عاشوا في شبكة الأنفاق والهياكل التي تتراوح بين غرف الاستحمام الخشبية إلى المخابئ الضخمة.

اليوم يمكن العثور على حوالي أربعمائة وسبعين مخبأ، وخلال عام 2008 تم اكتشاف واحد من أكبر المخابئ (التي تطلب بناؤها حوالي 7500 متر مكعب من الخرسانة) ونفض الرمال عنه وترميمه بالكامل ليعود إلى حالته السابقة مكوناً من 10 طوابق.

تم تحويل القبو المستخرج إلى متحف (جدار الأطلسي) الذي يقدم لزواره الآن لمحة حقيقية عن أهوال الحياة خلال الحرب. ونظرًا إلى أن (لاهاي) تتمتع بسمعة كبيرة كمدينة للسلام والعدالة، فإن إعادة اكتشاف المخابئ يقف بمثابة تذكير بالاضطراب الذي حدث هناك

هذا ويدل نصب أثري مثل هذا على حجم العمليات العسكرية الألمانية النازية خلال الأربعينيات، ويعين على شفاء ندوب مفتوحة سببتها الحرب.

مقالات إعلانية