أسماء بلخضر
كيف يمكن للأمر أن لا ينتهي بكارثة دامية؟ وكيف يمكن لهذا الشيء أن يمر بمحاذات الجلد دون قطعه؟ يكمن الجواب في كلمة واحدة وهي ”المقاومة“.
وبمجرد أن تعرف السر عليك أن تكون أكثر استرخاءً في المرة القادمة التي تنزلق فيها تلك الآلة بمحاذاة جسمك.
انعدام المقاومة
يشبه مبدأ عمل هذه الآلة الكثير من الأشياء التي يمكننا ملاحظتها في الحياة اليومية، فمثلاً إذا حاولت الكتابة على قطعة من الورق ليست مدعمة بشيء صلب تحتها، فلن تتمكن فعلًا من الوصول إلى أبعد مدى من أثر القلم عليها، وستنحني الورقة بكل بساطة وتتحرك وبالتالي تكون مقاومتها قليلة، ولكن بمجرد دعم الورقة سيُنتج القلم احتكاكا كافياً ليترك أثرا للكتابة عليها.
تطبق نفس هذه الفكرة العامة مع منشار (سترايكر) الطبي، ونظرًا لكون نصل هذه الآلة الدائري يهتز فقط ولا يدور، يمكن للبشرة أن تتحمل الاتصال به دون أن تتعرض للقطع (مع بعض الاستثناءات النادرة)، ويحدث العكس مع مادة الجبيرة غير المرنة أوالجبس والألياف الزجاجية التي تحدث مقاومة كبيرة وهذا ما يسهل على الشفرة الهزازة القيام بعملها واختراق تلك المواد الصلبة.
السلبيات
بالرغم من عدم تمكن شفرة الآلة من قطع البشرة، إلا أن المقاومة التي تتصدى بها الجبيرة لعملية القطع يمكن أن تؤدي إلى إحداث حروق في الجلد، وهي إحدى المشاكل القليلة التي يمكن أن يحدثها منشار إزالة الجبس الطبي.
بسبب كمية الاحتكاك التي تتولد عند عملية قطع الجبيرة (بين الشفرة والألياف الزجاجية والجبس)، يجب على الشخص الذي يقوم بإزالتها أن يكون حذراً بعض الشيء، فلا يجب استعمال الآلة إلا من طرف الأطباء المتمرسين الذين يتم تدريبهم بشكل جيد، أو من طرف الفنيين المعتمدين في جراحة تقويم العظام المدربين على القيام بتلك العملية أيضاً.
إن الأمور الأقل إشكالية في الموضوع تتمثل في حقيقة أن الاهتزاز الصادر عن المنشار يتسبب في إحساس غريب، بل ويمكنه إحداث نوع من الدغدغة بدل الألم الذي يتوقعه أغلبنا.
تاريخ المنشار
كان أول من حصل على براءة اختراع هذا المنشار (آلة قطع الجبس) في الأربعينيات من القرن العشرين هو (هومر سترايكر)، وهو جراح عظام أمريكي ومخترع ورجل أعمال ومؤسس شركة (سترايكر)، وقد ساهمت اختراعاته في توفير الراحة للمرضى الذين يحتاجون إلى تقويم العظام، وأيضا للعاملين في المجال الطبي، وما زال أكثر منشارٍ شائعٍ يُستخدم اليوم يحمل اسمه: (سترايكر).
كتب جراح العظام في طلبه لبراءة الاختراع: ”إن هذا المنشار المحسّن مطور بطريقة فعالة للغاية، تمكنه من قطع القوالب أو المواد الصلبة الأخرى، ولكن دون التسبب في قطع أو جرح الأسطح اللينة مثل الجلد، في حال ما تم الاتصال بها مباشرة عن طريق الخطأ. ولا يمكنه أيضاً قطع الأقمشة والأشياء الخفيفة الأخرى إلا إذا كانت مدعومة بمادة صلبة إلى حد ما“.
في حين أنه يصعُب علينا تصور أن آلة إزالة الجبيرة الطبية هذه لم تتطور منذ سبعين عاماً، بالرغم من التقدم الذي نشهده خاصة في المجال الطبي، إلا أن البساطة في بعض الأحيان تمثل أنقى أشكال العبقرية.. ولكن من يعلم؟ فربما يتغير الأمر كلياً في غضون السنوات القادمة، ويصبح استعمال أشعة الليزر لإزالة الجبيرة أمراً ممكناً ومتاحاً.
وحتى ذلك الحين لا يزال البحث جارياً عن طرق تساعد على التئام الكسور بسرعة أكبر، مثل العلاج بالخلايا الجذعية والتحفيز الكهربائي للعظام. فإذا كنا محظوظين حقاً سنتمكن في يوم من الأيام من شفاء العظام المكسورة بشكل شبه فوري، تماماً كما يحدث في أفلام هوليوود.
صور لإزالة جبيرة طبية للقدم خطوة بخطوة:
الخطوة الأولى: يبدأ قطع الجبيرة بالمنشار بدأ من الجانب الخارجي في الأعلى.
الخطوة الثانية: الاستمرار في قطع الجبيرة إلى الأسفل.
الخطوة الثالثة: تحريك المنشار ليتمكن من قطع الجبس على طول الحافة الخارجية للقدم.
الخطوة الرابعة: بدء القطع من الأعلى باتجاه الجزء الداخلي للقدم.
الخطوة الخامسة: تتعمق شفرة المنشار أكثر ويمكن الشعور ببعض الحرارة في هذه المرحلة.
الخطوة السادسة: يتم قص الجبيرة على طول الكاحل من الداخل.
الخطوة السابعة: يتم القص النهائي بدءاً من أصابع القدم باتجاه الداخل.
الخطوة الثامنة: يتم فيها قطع الحشو المصبوب وقص الضمادات.
الخطوة التاسعة: فتح قشرة الصفيح وقص الجورب الداخلي.
