in

5 من مشاهير هوليوود تم إدراجهم في القائمة السوداء لمكتب التحقيقات الفيدرالي

شارلي شابلن Charlie Chaplin

في سنوات مليئة بالشك والاضطهادات عقب الحرب العالمية الثانية، حاول مكتب التحقيقات الفيدرالي ومجلس النواب الأمريكي (الكونغرس) في الولايات المتحدة الأمريكية القضاء على الشيوعيين أو المشتبه بانتسابهم للفكر الشيوعي في مجال الصناعة الترفيهية الأمريكية، وركزت تحقيقاتهم على الجهات المنتجة في هوليوود وكتاب السيناريوهات والروائيين والموسيقيين، حيث أدرج الكثير منهم في القائمة السوداء.

سنستعرض في مقالنا هذا بعض من أولئك الفنانين الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب، وأصبحت محفوفة بالمخاطر والخوف بعد إدراج أسمائهم في تلك اللائحة.

– دالتون ترومبو:

دالتون ترومبو
دالتون ترومبو Dalton Trumbo سنة ١٩٥٧ – صورة: John Swope/Getty Images

بدأ عصر القائمة السوداء عام 1947، عندما تم استدعاء كاتب السيناريوهات الشهير ”دالتون ترومبو“ والعديد من المخرجين الآخرين المعروفين باسم ”Hollywood Ten“ للمثول أمام ”لجنة الكونغرس للأنشطة المعادية لأمريكا“ وتم استجوابهم، بسؤالهم السؤال الشهير آنذاك:

”هل أنت الآن عضو في الحزب الشيوعي؟ وهل كنت عضواً سابقاً فيه؟“

كان ترمبو بالفعل عضواً في الحزب الشيوعي آنذاك، لكنه كرفاقه رفض الإجابة على السؤال، وشكك في شرعية اللجنة بإدانته واتهامه، فاتهم بانتهاك حرمة الكونغرس ووضع في القائمة السوداء، وحكم عليه بالسجن لمدة عام في سجن فدرالي.

وبعد إطلاق سراحه اضطر ترومبو للكتابة بأسماء مستعارة وبيع أعماله في السوق السوداء، وكتب سراً العديد من السيبناريوهات الكلاسيكية في فترة الخمسينيات منها ”جنون بندقية“ و”الشجاع“، وفازت أعماله بجائزتي أوسكار على الرغم من أنه لم يستطع استلام تلك الجوائز.

أزيل اسم ترومبو عن القائمة السوداء عام 1960 بعد أن أعلن المخرج ”أوتو بريمينجر“ والممثل ”كيرك دوغلاس“ أنه سينال الفضل على كتابته للأفلام ”إكسودوس“ و”سبارتاكوس“. واستأنف لاحقا مسيرته المهنية في هوليوود، لكن لم تصدق له نقابة الكتاب الأمريكية فوز السيناريو خاصته: ”عطلة رومانية“ المعروض في عام 1953 حتى عام 2011.

– بيتي سيجر:

بيتي سيجر Pete Seeger
بيتي سيجر Pete Seeger سنة ١٩٥٥

اشتهر كونه عضوا مؤسسا لفرقة The Weavers، لكنه كان أيضا ناشطا سياسيا وعضواً في الحزب الشيوعي عندما كان شاباً.

في فترة الأربعينيات والخمسينيات، تم التحقيق مع المغني الشاب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد أن ظهر اسمه في ”القنوات الحمراء“، وهي منشورات يدرج فيها أسماء المشتبه بهم بأنهم شيوعيون في مجال الصناعة الترفيهية، منع سيجر عام 1952 من الغناء في عرض تلفزيوني، وتم فسخ عقود شركات التسجيل والإنتاج المبرمة مع فرقته، وبعد ثلاث سنوات تم استدعاؤه للأدلاء بشهادته أمام لجنة الكونغرس للأنشطة المعادية لأمريكا أين صرح:

”لن أجيب على أي أسئلة تتعلق بشراكاتي أو معتقداتي الفلسفية أو الدينية أو السياسية، أو كيف صوتت في الانتخابات، أو أي من هذه الشؤون الخاصة. وأعتقد أن هكذا أسئلة من غير اللائق طرحها على مواطن أمريكي“.

تحدى سيجر اتهام الكونغرس له بعشرة تهم من بينها انتهاك حرمة هذا الأخير، وحكم عليه بالسجن لمدة عام، لكن تم إسقاط التهم لاحقا، غير أن منعه من الظهور على شاشات التلفاز استمر إلى غاية سنة 1968.

– أورسون ويليس:

أورسون ويليس Orson Welles
أورسون ويليس Orson Welles سنة ١٩٣٧

بينما كان المخرج والكاتب والممثل أورسون ويليس يصور الأفلام والبرامج الإذاعية، كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في انتسابه للحزب الشيوعي بسبب مواقفه السياسية.

بدأت الشكوك تحوم حول ”أورسن ويليس“ بعد عرض فيلمه الكلاسيكي ”Citizen Kane“ عام 1941، حيث اعتقد أن شخصية الفيلم هي تشويه لأحد معارضي الحزب الشيوعي، وقال مكتب التحقيقات أن الفيلم هو جزء من حملات الحزب الشيوعي لتشويه سمعة ومكانة معارضيه، واعتبر ويليس مصدر تهديد للأمن القومي، وأدرج اسمه في منشور ”القنوات الحمراء“ عام 1950، لكنه كان آنذاك مقيما بمنفاه في أوروبا.

– لينا هورن:

لينا هورن Lena Horne
لينا هورن Lena Horne سنة ١٩٥٠ – صورة: Silver Screen Collection/Getty Images

تميزت لينا هورن خلال أربعينيات القرن الماضي بجمالها وعذوبة صوتها، فأصبحت واحدة من أولى الفنانات الأفرو-أمريكيات اللاتي اشتهرن في المسرح والشاشات.

كانت لينا إحدى الناشطات في مجال مكافحة العنصرية، فانضمت إلى مجموعة من الناشطين الاجتماعيين الذين كان عدد كبير منهم منتميا للحزب الشيوعي، مما جعل اسم لينا يدرج في القنوات الحمراء على الرغم من عدم انتسابها لهذا الحزب، لذا لم تتمكن من استكمال مسيرتها الفنية، وأصبحت تعمل كمغنية في النوادي الليلية.

حاولت جاهدة تبرئة اسمها واسقاطه من القائمة السوداء بإعلانها رفضها للشيوعية، ونجحت مساعيها في نهاية المطاف، وتمت إعادتها لمجال التلفزيون وسجلت الكثير من الأغاني الناجحة، غير أن هذا لم يثنيها عن نضالها السياسي، حيث ظلت ناشطة في مجال حقوق السود، كما شاركت في احتجاجات الحقوق المدنية خلال فترة الستينيات.

– شارلي شابلن:

شارلي شابلن Charlie Chaplin
شارلي شابلن Charlie Chaplin – صورة: Topical Press Agency/Getty Images

على الرغم من أنه لم يكن عضواً في الحزب الشيوعي، إلا أن أيقونه الشاشة الصامتة شارلي شابلن أثار غضب الحكومة لدعم أعماله للفكر اليساري، وانتقاد بعضها المجتمع الرأسمالي، مثل أفلام ”العصر الحديث“ و”الديكتاتور العظيم“ و”مسيو فيردوكس“.

كما اتهم بانتمائه للشيوعية بعد أن تبرع بالمال لصندوق الدفاع عن ”دالتون ترومبو“ ومجموعة ”هوليوود تن“، فقام مكتب التحقيقات الفيدرالي بجمع ملف كامل عنه (أكثر من 2000 صفحة)، وفي عام 1952 تم رفض تأشيرة دخول شابلن البريطاني إلى الولايات المتحدة بعد رجوعه من رحلة في الخارج، فقرر بعدها أن يمضي بقية حياته في أوروبا.

مقالات إعلانية