in

أغبى الأخطاء التي ارتكبها البعض عبر التاريخ


تمثال يشعر بالعار

في واحد من أغبى الأخطاء التي ارتكبت خلال الحرب العالمية الثانية، أخطأ طيار بريطاني التقدير واختلطت عليه الاتجاهات فاعتقد أن بريطانيا كانت فرنسا في سنة 1942، وعليه هبط بطائرته الحربية في مطار عسكري بريطاني.

ساهم هذا الخطأ الغبي في منح هدية لا تقدر بثمن على طبق من ذهب لسلاح الجو الملكي البريطاني، ألا وهي أحدث طائرة حربية ألمانية متطورة، فتمكنوا من دراستها وتفحص مواطن قوتها وضعفها في أريحية تامة.

في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، جمعنا لك عزيزي القارئ بعضًا من هذه الأخطاء التاريخية التي يمكننا تصنيفها على أنها أغبى الأخطاء التي اقتُرفت، والتي كلّفت أصحابها الكثير:

الطيار الألماني صاحب أغبى خطأ في تاريخ الطيران الحربي

صورة طائرة Focke-Wulf Fw 190 في فرنسا.
صورة طائرة Focke-Wulf Fw 190 في فرنسا. صورة: Bundesarchiv Bild

عندما بدأت الطائرة المقاتلة الألمانية Focke-Wulf Fw 190 مسيرتها الحربية أول مرة في فرنسا في أغسطس سنة 1941، كانت بمثابة مفاجأة غير سارة بالنسبة لسلاح الجو الملكي البريطاني. عدا عن زاوية الالتفاف، تفوقت المقاتلة الألمانية الجديدة في كل جانب على أحدث طائرة مقاتلة بريطانية آنذاك وهي طائرة (السبيتفاير آم كاي). خاصة أثناء المطاردات الجوية على ارتفاعات منخفضة إلى متوسطة.

تفوقت طائرة Fw 190 الألمانية على سلاح الجو الملكي البريطاني لمدة سنة كاملة، إلى غاية بروز طائرة Spitfire Mk. IX المحسّنة والمطوّرة كليًا في شهر يوليو من سنة 1942.

في تلك الأثناء، كان البريطانيون يرغبون في يأس شديد في وضع أيديهم على واحدة من الطائرات الألمانية المقاتلة المتطورة من أجل تفحصها ومعرفة ما يجعلها قوية وفتاكة لهذه الدرجة.

لعلمها بنوايا سلاح الجو البريطاني، منعت قيادة القوات الجوية الألمانية النازية الطيارين من التحليق فوق بريطانيا بطائرات Fw 190 لأي سبب كان، حتى يتجنبوا إسقاط واحدة منها واستيلاء العدو عليها لاستنباط أسرارها من حطامها، ثم حدث واحد من أكبر الأخطاء الغبية في تاريخ الحرب العالمية الثانية، عندما قام طيار ألماني بتسليم طائرته المقاتلة على طبق من ذهب لفائدة سلاح الجو الملكي البريطاني.

كانت احتمالات أن يهديك عدوك واحدا من بين أكثر أسلحته تطورا وفتكًا هزيلة بل منعدمة، ومع ذلك، كان هذا هو ما قام به طيار ألماني يدعى (آرمين فابر) في صائفة سنة 1942 عندما هبط بطائرته Fw 190 في مدرج عسكري بريطاني في بريطانيا، بعد أن اعتقد أنه كان يهبط بها في فرنسا في مدرج مطار حربي ألماني.

والأسوأ من هذا، أن (فابر) كان هو من قام بتحويل أوامر مباشرة من قائد القوات الجوية الألمانية (هيرمان غورينغ) تمنع التحليق بهذه الطائرات فوق الأراضي البريطانية وتمنع على وجه التحديد من عبور القناة الإنجليزية.

بدأت لحظة الخزي التي عاشها (فابر) جراء خطئه الجسيم هذا في الثالث والعشرين من يونيو سنة 1942. منذ انخراطه في الجيش، عمل (فابر) في المهمات المكتبية فقط طوال مسيرته، غير أنه في إحدى المرات طلب من قائده منحه ترخيصًا خاصا للتحليق ضمن سرب مقاتلات Fw 190 في إحدى المهمات القتالية الجوية.

انطلق سرب مقاتلات Fw 190 من قاعدته من أجل اعتراض قاذفات القنابل البريطانية التي انطلقت لقصف قاعدة (موراليكس آردروم) في (بريتاني). اشتبكت المقاتلات البريطانية (سبيتفاير) التي رافقت قاذفات القنابل في قتال جوي مع المقاتلات الألمانية فوق القناة الإنجليزية، وخلال هذه المعركة الجوية، اختلط الأمر على الطيار (فابر) الذي ضل سبيله.

خلال هذه المعركة، تمكن (فابر) وزملاؤه من التفوق على الطيارين البريطانيين، فأسقطوا منهم 7 طائرات ولم يفقدوا إلا طائرتين فقط. وفي تلك المعركة راحت إحدى المقاتلات البريطانية تطارد (فابر) من الخلف، من أجل التخلص منها حلق ناحية الشمال وانتهى به المطاف في (ديفون) بإنجلترا.

في نهاية المطاف، تمكن (فابر) من الالتفاف والانقضاض على خصمه، وهناك كان قريبا من قناة (بريستول) التي تفصل (ديفون) عن (ويلز) شمال بريطانيا.

اختلطت الاتجاهات كثيرًا على (فابر) واعتقد أن قناة (بريستول) كانت القناة الإنجليزية التي تفصل بين فرنسا وبريطانيا، كما اختلط عليه الشمال من الجنوب، وبدلا من الطيرات عبر القناة الإنجليزية باتجاه فرنسا، حلق بطائرته فوق قناة (بريستول) شمالا باتجاه (ويلز)، ولم تنته أخطاؤه الغبية هنا.

عندما عبر (آرمين فابر) قناة (بريستول) باتجاه الويلز، اعتقد أنه كان بصدد عبور القناة الإنجليزية باتجاه فرنسا، فتوجه ناحية أقرب مطار، الذي صادف أن كان مطار (بيمبري) العسكري البريطاني، وقام بأداء لفة نصر احتفالا بأدائه في المعركة قبل أن يخفض عجلات طائرته ويحط بها أمام مرآى الجنود البريطانيين المذهولين.

كان (فابر) لا يملك معه سوى سلاحا واحدا عدا طائرته وهو مسدس إشارة، فوثب عليه فور توقف طائرته الرقيب (جيفريز). عندما أدرك (فابر) حجم الخطأ الذي اقترفه، حاول الانتحار لكن دون جدوى، وانتهى به الأمر سجين حرب في كندا.

استغل سلاح الجو الملكي البريطاني الطائرة التي أهداها له الطيار (فابر) أحسن استغلال، وقد كانت تلك طائرة Fw 190 الوحيدة التي تم أسرها سليمة من طرف الحلفاء خلال الحرب.

حلق بها الطيارون البريطانيون في عدة جولات تقييمية للوقوف على مواطن قوتها وضعفها، ومنحت نتائج دراستها الحلفاء معلومات قيمة للغاية حول الطريقة المثلى لمجابهتها في ساحة المعركة.

عندما يقودك الحماس المفرط للبطولة إلى موت سخيف

الانتفاضة المكابية
الانتفاضة المكابية. صورة: My Jewish Learning

كان (إليازار آفاران) —162 قبل الميلاد— الشقيق الأصغر ليهوذا المكابي قائد الثورة المكابية ضد الإمبراطورية السلوقية، الانتفاضة التي استمرت من 167 قبل الميلاد إلى غاية 160 قبل الميلاد.

ما أدى إلى إشعال فتيل الانتفاضة هو إصدار الملك السلوقي (أنطيوخوس الرابع الظاهر) لعدة مراسيم وقوانين تمنع اليهود من ممارسة عبادتهم اليهودية وتأمرهم بعبادة الإله زيوس بدلا منها. أشعل والد الشقيقين (إيليازار) و(يهوذا) فتيل الانتفاضة عندما قتل يهوديًا مرتدًا أخذ يقدم الأضاحي للآلهة اليونانية، ثم فر إلى البراري مع أبنائه الخمسة وبدأ حرب عصابات ضد السلوقيين.

بعد موته، استلم ابنه يهوذا زمام الثورة، وفي سنة 164 قبل الميلاد دخل القدس منتصرًا واستعاد حق العبادة لليهود في معبد المدينة العريق، وهو حدث مازال اليهود حول العالم يحتفلون به إلى يومنا هذا تحت مسمى عيد (هانوكا).

جاءت نهاية (إليازار) في معركة (بيث زكرياء) في سنة 162 قبل الميلاد. وقعت هذه المعركة بعد سنتين من انتصار شقيقه الأكبر يهوذا المكابي على السلوقيين وأتباعهم من اليهود ودخوله القدس. غير أن غزو القدس لم يكن كاملًا ذلك أن حامية عسكرية سلوقية ظلت تسيطر على حصن داخل المدينة.

حاصر يهوذا ذلك الحصن، غير أن جيشًا يتألف من 50 ألف رجلًا مصحوبين بـ30 فيلا حربيًا زحفوا لفك الحصار عنه، لذا رفع (يهوذا) الحصار وسار على رأس قوة تتألف من 20 ألف رجل لاعتراض الجيش السلوقي.

تخلى يهوذا المكابي عن تكتيكات حرب العصابات التي أمّنت له الكثير من الانتصارات حتى الآن، وقام بتغيير تشكيلة رجاله لملاقاة السلوقيين في معركة مفتوحة. كان ذلك خطأ سيدفع ثمنه لاحقًا، حيث ثبت أن قوات يهوذا لم تكن ندا لمشاة الجيش السلوقي المدرعة، وفرسانه المحترفين، وأفياله المدرعة كذلك التي كانت على وجه الخصوص مرعبة للغاية، فبدأ الجيش المكابي اليهودي يصاب بالذعر، وصار بعض أفراده يفرّون من ساحة المعركة خوفًا من أن يسحقوا تحت أقدام الحيوانات الضخمة.

ارتأى (إليازار آفاران) أن يشجع زملاءه من خلال استظهار نقطة ضعف الحيوان الضخم، لذا هاجم أضخم فيل في المعركة فدخل تحته ثم غرس رمحه أسفل بطنه العاري، فمات الفيل على الفور، غير أن (إليازار) لم تتح له الفرصة للاستمتاع بنجاحه على الإطلاق، لأن الفيل سقط عليه فسحقه.

لذا لم يسارع زملاؤه لتقليد شجاعته، ولم يكن استعراضه البطولي ذلك كفيلًا بمنع الجيش اليهودي من اللوذ بالفرار بعد وقت ليس بطويل.

أغنى رجل في روما وأكثر الرجال جشعًا في تاريخها

(ماركوس ليسينيوس كراسوس)
(ماركوس ليسينيوس كراسوس). صورة: Ancient History Encyclopedia

كان (ماركوس ليسينيوس كراسوس) —115 – 53 قبل الميلاد— أغنى رجل في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، وقد كان أحد عمالقة عصره، غير أن هذا لم يمنع حياته من أن تنتهي بطريقة مشينة بسبب خطأ غبي ارتكبه.

باعتباره حليفا للديكتاتور الروماني (سولا)، شق (كراسوس) طريقه نحو الثراء الفاحش من خلال شراء الممتلكات المصادرة لأعداء الدولة الذين تم إعدامهم في مزادات علنية مفبركة، وقد كان يشتري كل تلك الممتلكات مقابل ثمن بخس.

واصل (كراسوس) جمع الثروة وتكديسها حتى بعد وفاة الديكتاتور (سولا)، فلجأ حتى إلى حيلة ماكرة تضمنت إنشاء شركة إطفاء حرائق خاصة. كانت المباني في مدينة روما عرضة للحرائق بشكل كبير، لذا عند اندلاع حريق في أحد المباني، كان (كراسوس) يسارع إلى صاحب المبنى ليشتريه منه مقابل سعر زهيد وهو يحترق، وبعد إتمام الصفقة وموافقة صاحب المبنى المنكوب على البيع، يستدعي (كراسوس) فريقه لإخماد الحريق وإنقاذ المبنى لفائدة مالكه الجديد.

بحلول سبيعنيات القرن الأول قبل الميلاد، أصبح (كراسوس) أغنى رجل في الإمبراطورية الرومانية، ثم بدأ يحول ثروته الكبيرة إلى سلطة سياسية من خلال تمويل السياسيين على شاكلة يوليوس قيصر.

في نهاية المطاف، استلم (كراسوس) زمام السلطة في روما فيما عرف باسم حكم الثالوث إلى جانب كل من (بومبي الكبير) ويوليوس قيصر، في اتفاقية قسمت الجمهورية الرومانية بين ثلاثتهم.

غير أن الشيء الوحيد الذي كان (كراسوس) يرغب فيه والذي كان رفيقاه يملكانه وهو يفتقده هو النصر العسكري. على خلاف (بومبي الكبير) ويوليوس قيصر اللذان اشتهرا بحنكتهما العسكرية واللذان كان يتمتعان بسجل عسكري حافل بالانتصارات المهمة، لم تتعدَّ إنجازات (كراسوس) العسكرية سحق انتفاضة العبيد التي قادها الغني عن التعريف (سبارتاكوس)، وهو الأمر الذي لم يكن شيئا يذكر في عيون الرومان، لذا سعى (كراسوس) لتحقيق نصر عسكري كبير يضمن له مكانة مرموقة بين مصاف القادة الرومان، وهو في سعيه هذا لاقى موتًا مشينًا.

من أجل نيل بعض المجد العسكري وتلميع صورته في هذا المجال، سار (كراسوس) على رأس 50 ألف رجل من أجل غزو الإمبراطورية الفرثية، وهي إمبراطورية غنية كانت تقع فيما يعرف الآن بالعراق وإيران. وثق (كراسوس) في قائد قبيلة محلي لإرشاده داخل أراضي المملكة، لكن دليله خانه وقاده عبر طريق صحراوي جاف وقاحل حتى وصل الرومان إلى مدينة (كارهاي) —حران في تركيا حاليا— وقد أعياهم الظمأ والإرهاق.

هناك، لاقتهم مجموعة صغيرة من الجيش الفرثي تتكون من 9000 من رماة السهام على خيولهم وحوالي 1000 من الفرسان المدرعين.

على الرغم من أن الرومان كان يفوقون الفرثيين عددا بكثير –حوالي 5 لـ1– فإن معنوياتهم كانت متدنية للغاية بفعل مشقة الطريق المرهقة التي اضطروا لسلوكها عبر الصحاري، وبسبب قيادة (كراسوس) التي كانت تفتقر للإلهام والتحفيز.

كان الرماة الفرثيون يطلقون سهامهم على الرومان ويمطرونهم بها ثم يلوذون بالفرار بمجرد تحرك الأخيرين باتجاههم، وظلوا على تلك الحال، فراح عدد الضحايا في صفوف الرومان يرتفع ومعنوياتهم تنخفض.

لعجزه عن الإتيان بخطة لردع هذه الهجمات الفتاكة، وضع (كراسوس) أمله في أن تنضب مؤونة الفرثيين من السهام، غير أن ما كان يجهله هو أنهم جاؤوا بآلاف الجمال المحملة بالسهام معهم.

في النهاية، أمر (كراسوس) ابنه بقيادة الفرسان الرومان وبعض المشاة ومطاردة الرماة الفرثيون لإبعادهم. تظاهر الفرثيون بالانسحاب، فسارع ابن (كراسوس) لمطاردتهم فقط ليقع في فخهم ويبيدوه هو ورجاله جميعًا.

عاد الفرثيون إلى معسكر الرومان ليستفزوا (كراسوس) برأس ابنه على رمح، اهتز (كراسوس) على إثر ذلك وتراجع إلى (كارهاي) تاركا خلفه مئات الجرحى من جنوده.

دعاه بعدها الفرثيون إلى طاولة المفاوضات عارضين عليه ترك جيشه يعود إلى روما سالمًا مقابل التخلي لهم عن بعض الأراضي الرومانية.

تردد (كراسوس) في البادئ لكن رجاله هددوه بعصيان أوامره إذا لم يتفاوض مع الفرثيين، وهناك أثناء المفاوضات احتد النقاش وتحول إلى شجار بعد أن سخر الفرثيون من شجع (كراسوس)، الذي ثار في وجوههم وقلل من احترامهم، فأمسكوا به وسكبوا ذهبًا مذابًا في فمه، ثم قتلوا جنرالاته الذين رافقوه الواحد تلو الآخر.

فرّ الناجون من جيش (كراسوس) عائدين إلى الأراضي الرومانية، ومن بين الجنود الـ50 ألفًا الذين رافقوه في حملته العسكرية، لم يعد منهم سوى 10 آلاف.

الأمير المدلل

الأمير ويليام.
الأمير ويليام.

كان الأمير ويليام (1103- 1120) ولي العهد والوريث الشرعي للملك الإنجليزي هينري الأول، كما كان أيضًا يحمل لقب دوق النورماندي. كان ويليام شابا مدللا إلى أبعد الحدود، ووفقًا لأحد المؤرخين المعاصرين، كان مدللا جدا لدرجة أنه كان واضحاً أنه سيكون مستقبلًا ”وقودًا للنار“.

في شهر نوفمبر من سنة 1120، بعد زيارة دبلوماسية لفرنسا، تم جمع أسطول من السفن لنقل الملك هينري الأول وحاشيته عبر القناة الإنجليزية إلى إنجلترا. خطط الأمير ويليام البالغ من العمر 17 عامًا للعودة على متن سفينة تعرف باسم ”السفينة البيضاء“، وهي أسرع سفينة وأكثرها هيبة بين سفن البحرية الملكية الإنجليزية.

حول ويليام ومرافقوه تلك الزيارة الدبلوماسية إلى حفلة ماجنة، وتأخروا في العودة إلى إنجلترا بينما راحوا يعاقرون الخمر ويحتفلون مع طاقم السفينة.

وفي حالة ثمالة شديدة صعد الأمير وحاشيته التي تقدر بـ300 شخص على متن ”السفينة البيضاء“ ليعبروا القناة الإنجليزية ليلًا.

كان الملك هينري قد عبر القناة قبل ساعات من ذلك، لذا تحدى الأمير وحاشيته ربان السفينة وطاقمها بالإبحار بها بأقصى سرعتها من أجل اللحاق بأسطول الملك وتجاوزه قبل الوصول إلى إنجلترا. كان الربان وطاقمه على يقين من سرعة السفينة البيضاء، لذا قبلوا التحدي.

راح أفراد طاقم السفينة يجذفون بلا هوادة وهم مخمورون، فكانوا يبذلون أقصى طاقاتهم تحت هتافات وتشجيعات الأمير المدلل ورفاقه المخمورون جميعًا، فراحت السفينة تبحر بسرعة كبيرة جدا، ولأنهم كانوا مخمورين لم ينتبه طاقم السفينة ولا ربانها إلى مسار السفينة وقادوها مباشرة ناحية كتلة من الصخور البحرية، فتحطمت على الفور وقتل جميع من كان على متنها.

كان الأمير المدلل ويليام الوريث الشرعي والوحيد لعرش مملكة والده، وقد قادت وفاته المبكرة إلى أزمة خلافة. فشل الملك هينري لكبر سنّه في إنجاب وريث آخر، لذا ارتأى تعيين ابنته (ماتيلدا) وريثة له، فوافق باروناته على مضض على قراره ذلك.

بعد وفاة الملك هينري سنة 1135، دعم معظم البارونات ابن شقيق الملك المتوفي وهو (ستيفن أوف بلوا)، الذي طالب بالعرش واستولى عليه على أساس أنه أكبر أقرباء الملك الذكور سنًا، وقد أدى هذا إلى نشوب حرب أهلية نخرت إنجلترا على مدى عقود من الزمن.

مقالات إعلانية