انتشرت في (كينشاسا) عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية ظاهرة جديدة تعد السابقة من نوعها، حيث تم تعيين رجل آلي ضخم للقيام بتنظيم حركة السير، كما أن مهمته لا تقتصر على تنظيم حركة مرور السيارات فحسب، بل إنه مزود أيضاً بكاميرات تقوم بتصوير التجاوزات وإرسالها إلى السلطات المركزية التي تقوم بموجبها بإصدار المخالفات.
يمتلك هذا الروبوت أربعة كاميرات خفية كما أنه يرتدي نظارات شمسية تشبه النظارات التي يرتديها عادةً رجال الشرطة في مدينة (كينشاسا).
صرح مخترع الروبوتات المتخصصة في تنظيم حركة المرور (إيسي تيريز) في مقابلة له مع قناة (سي سي تي في أفريكا) قائلاً: ”إنها مصممة بجودة عالية تكاد أساليبها تطابق أساليب رجال الشرطة الحقيقيين“، وأضاف: ”في حال لم يظهر السائق الاحترام لهذا الروبوت معتبراً أنه ليس سوى آلة فإنه سيحصل على تذكرة مخالفة على الفور“.

تنص آلية عمل هذه الروبوتات، التي تم تصنيعها من قبل مجموعة من المهندسين في معهد (كينشاسا) للتقنية التطبيقية المتقدمة، على التقاط صور للتجاوزات ثم تقوم بإرسال تلك الصور إلى مركز الشرطة حيث يتم تحرير المخالفات المرورية على أساسها، وقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها وذلك لأن كثرة مخالفات المرور تساعد في الحد من الازدحام والفوضى في الطرقات، بالإضافة لجمع أموال هذه المخالفات وتوظيفها لتمويل مشاريع بناء وتطوير البنية التحتية للمدينة.
كيف كانت ردود أفعال السائقين حول هذا الأمر؟
اختلفت ردود الأفعال من شخص لآخر، حيث عبر البعض منهم عن مدى إعجابهم بعمل هذه الروبوتات وقالوا بأنها تقوم بعمل أفضل من رجال الشرطة في تسهيل حركة المرور كما أن السائقين يمتثلون لأوامرها، في حين عبر البعض الآخر من السائقين عن قلقهم وذلك لأنه في حال حدوث حوادث سير خطيرة قد لا تتمكن هذه الروبوتات من الاستجابة بشكل سريع مع الموقف.
طرح الكثير من المصممين أسئلة حول طريقة تصميم هذه الروبوتات، وخاصةً بعد أن أصبحت قادرة على التفاعل مع البشر والقيام بالمهام اليومية، الأمر الذي سبب حدوث نقاش وأبحاث واسعة حول الشكل الذي ينبغي أن تبدو عليه هذه الروبوتات، فاقترح أحد هذه الأبحاث فكرة أن التصميم ”البشري“ كروبوت (روزي) في المسلسل الكرتوني (ذا جيتسونز) قد يجعل التواصل معه أكثر سهولة كما أنه قد يبدو أكثر ودية، بينما صرح آخرون أن الروبوتات التي تشبه الإنسان ولكنها لا تملك قدرات متقدمة في الذكاء والحركة يمكن أن تكون خطيرة ومخيفة للغاية.
سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف سيدور هذا النقاش في المجتمعات الشرقية.