علي لؤي الحوري
منذ حوالي عام 800 ميلادي وحتى القرن الحادي عشر غادر عدد كبير من سكان المناطق الإسكندنافية بلادهم للبحث عن الثروات في مناطق أخرى، وعرف أولئك المحاربون الذين أبحروا من تلك المناطق إلى المناطق الأخرى باسم الفايكينغز أو النورسمين ”رجال الشمال“. وفي كل منطقة حط الفايكنغز بها تركوا أثراً خاصاً بهم كبريطانيا وآيسلندا وكذلك أجزاء من روسيا.
من هم الفايكينغ؟
خلافاً لبعض المفاهيم الرائجة عنهم لم يربط الفايكنغز سلف مشترك، حيث أطلق ذاك اللقب على الشعوب التي سكنت الدانمارك والسويد والنرويج (حالياً)، وعرفوا من قبل الشعب الأوروبي أنهم شعب غير متحضر قدم من أراضٍ أجنبية وأكثر صفة ميزتهم في عرقهم أنهم لم يكونوا مسيحيين.
لم يتم تأكيد أسباب خروج الفايكنغز من بلادهم، يرجح البعض أنهم خرجوا بسبب الزيادة السكانية في أراضيهم، لكن أغلب الغزوات الأولى لهم كانت من أجل الحصول على الكنوز والثروات وليس الأرض.
آلهة الفايكينغ:
لم تكن ديانتهم ديانة توحيدية، حيث كانوا يعبدون عدد من الآلهة منها:
- الإله أودين ”Odin“ كان يعتبر الأله الأعلى مرتبة وسيد الآلهة.
- الإله ثور ”Thor“ وهو ابن الإله أودين، يعتبر إله العواصف وصانع الرعد والبرق.
- بالدير ”Balder“ ابن أودين وفريغ ”Frigg“.
- تاير ”Tyr“ ابن الإله أودين أيضا.
- فريغ ”Frigg“ زوجة الإله أودين.
غارات الفايكينغ:
عام 793 ميلادي، وضع هجومهم على دير دارتموث قبالة ساحل نورثمبرلاند في شمال شرق إنجلترا علامة على بداية عصر الفايكنغز. وبالرغم من أن هجوم النرويجيين الذين عبروا بحر الشمال على الدير لم يدمره تماماً لكنه هز كيان المجتمع الأوروبي المسيحي آنذاك، وبعدها بفترة قام الفايكنغز بغارة أخرى على أديرة في جزيرة عزلاء (سكاي وإيونا في هبريدس) وأول غارة قوية سجلها الأوروبيين كانت عام 799 ميلادي على جزيرة سانت فيليبيرت.
لم تقتصر غارات الفايكنغز على الكر والفر على جزر بريطانيا بل استطاعوا أن يتوغلوا في أوروبا ويستغلوا فترات الصراعات والانقسامات فيها.
معلومات منوعة عن الفايكينغ:
1. لم يرتدوا الخوذ ذات القرون كما تصورهم بعض المسلسلات والأفلام.
2. كانوا مهتمين بالصحة والنظافة العامة، حيث تم العثور ضمن آثارهم على شفرات حلاقة وأدوات استحمام وأمشاط للشعر.
3. كانوا يضعون أمواتهم في قوارب مليئة بالأغراض الثمينة والأسلحة، حيث كانت هذه العادة تعتبر كنوع من تكريم الموتى.
4. استخدموا سائل فريد لإشعال الحرائق محضر من فطر الصوفان والبول.
5. كانوا نشطين في تجارة العبيد، حيث كانوا يستعبدون النساء والأطفال والشبان أثناء حروبهم ويقوموا ببيعهم في أسواق النخاسة.
6. تمتعت نساؤهم ببعض الحقوق الأساسية كطلب الطلاق وحق الإرث واستعادة المهر.
7. كانوا يعتمدون في اقتصادهم على الزراعة بشكل أساسي.
8. كان رجال الفايكنغز النبلاء يصبغون شعرهم باللون الأشقر تماشياً مع معتقداتهم.
نهاية عصر الفايكينغ:
بحلول عام 1066، أصبحت معظم الممالك الاسكندنافية مسيحية، وما تبقى من ثقافة الفايكنغز تم امتصاصها من قبل المجتمع الأوروبي المسيحي ودمجها بعاداتهم وثقافتهم، ويمكن العثور على علامات من تراث الفايكنغز في بعض المفردات الاسكندنافية وبعض أسماء المناطق التي استقروا بها خاصةً في شمال انجلترا واسكتلندا وروسيا، كما ترك الفايكنغز مجموعة واسعة من الأدب وسطروا ملاحم وانتصارات ستبقى بصمتها موجودة في التاريخ البشري.
