آلام الحمل والولادة في عالم الحيوان… تلك الرحلة القاسية التي تمنح وهجاً لحيوات جديدة

تعتبر فترة الحمل فترةً تعاني فيها أمهاتنا (أو آباؤنا إن كنا أفراس بحر) تجربة مروّعة، فالآلام التي ترافق تلك الفترة لا تشبه أي وجع آخر.

لذلك، وتقديراً للجهود الجبارة والآلام الفظيعة التي تعاني منها الأمهات عموماً خلال فترة حملهن، جمعنا لكم في هذا المقال قائمة من 8 حيوانات يعتبر حملها هو الأكثر ألماً على الإطلاق.

1. فأر الخلد العاري

الاسم العلمي له Heterocephalus Glaber، يعيش هذا الحيوان حياة اجتماعية مماثلة للنمل والنحل، ضمن مستعمرات تحكمها أنثى واحدة هي الملكة، وهي الوحيدة المسؤولة عن الإنجاب. ولكن هذا التسلسل الهرمي قد يتغير، فـ «بإمكان أي أنثى الانقلاب على الملكة الحالية وقتلها» وفق ما قال (كينتون كيرنز) الأمين المساعد في حديقة سميثسونيان الوطنية للحيوانات في واشنطن.

وعند تتويج الملكة الجديدة للمستعمرة، تبدأ مهامها في الإنجاب، ويتراوح عدد الصغار التي يمكن أن تحمل بهم في الحمل الواحد من 10 إلى 15.

وهذا العدد مشابه تقريباً لحمل القوارض الأخرى كالفئران والجرذان، لكن بالنسبة لفأر الخلد العاري، يزداد هذا العدد مع الوقت، لأنه الحيوان الوحيد من بين الثدييات الذي تنمو عظامه بعد البلوغ. قال (كينتون): ”في كل حمل للملكة، يزداد حجم أقراصها الفقرية (المساحة بين أقراص العمود الفقري) زيادة صغيرة، تتناسب طرداً مع كل حمل“.

إن أقصى عدد يمكن أن تحمل به ملكتنا هو 33 فردًا، حجم كل واحد بحجم حبة فاصولياء مكتملة النمو. وحسب (كينتون)، فإن حجم حمل أنثى فأر الخلد العاري هو الأكبر من بين كل الثدييات.

2. الشيهم البرازيلي أو الشيهم ذو الذيل الماسك

تعتبر أمريكا الجنوبية موطن هذا الحيوان، والذي يتميز بذيله الطويل الذي يستخدمه للفه حول أغصان الأشجار. بالنسبة لعملية الحمل لدى حيوانات الشيهم فهي تمر بمرحلتين صعبتين.

فبادئ بَدْءٍ، تولد صغار الشيهم وأشواكها تملأ كامل جسدها. إن الأشواك تكون ناعمة داخل الرحم، ولكنها تتصلب لدى تعرضها للهواء. ووفق ما قال (كينتون)، إن الولادة المقعدية (هي الولادة التي يكون فيها مقعد الجنين هو الأقرب لعنق الرحم وليس الرأس)، تمثّل الطامّة الكبرى بالنسبة للأم.

المرحلة الثانية التي قد ترافق عملية الحمل تلك متعلقة بمكان الولادة. رغم أنه من النادر أن ترى أنثى شيهم تضع حملها من على غصن شجرة، لكن هذا يحدث في البرية من حين لآخر. فحسب (كينتون)، حدث هذا الأمر في حديقة الحيوان الوطنية ذات مرة، وكان مشهد رؤية صغير الشيهم وهو يتشبث بغصن شجرة وبحياته في آنٍ واحد، والحبل السري يقارب على الانقطاع، واحداً من المشاهد المثيرة للدهشة والإعجاب حقاً.

3. حيوان المدال أو الطَنرَق

شكل هذا الحيوان الصغير هو مزيج من حيوان الزباب والقنفذ، ولكن في الواقع لا علاقة له بكلا الحيوانين، وهو من أقرباء الفيل!

على عكس حيوان الشيهم الذي تلتصق أشواكه في جسد أعدائه وتنمو له أشواك أخرى، فإن أشواك التينوك ثابتة مدى حياته.

بالنسبة للولادة ومعاناة الأم مع أجنة يكسو جسمها الأشواك الناعمة والتي تتصلب بعد ملامستها للهواء، فالأمر يشبه ما سردناه لكم في القصة السابقة. هل ما زلتم تذكرون قصة الشيهم!

لكن ما سيزيد الطين بلة، وعلى عكس أنثى الشيهم التي يأتي حملها بجنين واحد، فقد تحمل أنثى عدداً من الصغار يتراوح بين اثنين إلى عشرة جراء، وهذا يعني التعامل مع المزيد والمزيد من الأشواك.

4. زباب الفيل قصير الأذنين

هو حيوان صغير للغاية يبلغ طوله 10 سم، ولا يزيد وزنه عن 43 غرام، وذلك حسب حديقة الحيوان الوطنية في واشنطن.

قد يزيد وزن الأم بنسبة تصل لـ 50% عند الحمل، فكل زباب فيل حديث الولادة يبلغ وزنه 10 غ، وإن كانت الأم تحمل بصغيرين فالزيادة ستكون 20 غرام. فكر بمدى صعوبة الأمر! أن تكون حمولة بطنك نصف وزنك تقريباً قبل الحمل.

5. الزرافة

تكمن الصعوبة في ولادة الزرافة في السقوط المدوي الذي ينتظر الجنين لحظة دخوله هذا العالم. في معظم الولادات يبرز حافرا الـخيلف، وهو اسم صغير الزرافة، الأماميين أولاً من رحم الأم متبوعاً بأنفه ورأسه. يستمر المخاض لحوالي نصف ساعة إلى ساعة كاملة، والأم تحاول دفع صغيرها للخارج.

كما قلنا لكم، سقوط مدوٍ وعلى ارتفاع مترين تقريباً بانتظار الخيلف الصغير. يبدو الأمر مروعاً للغاية، لكن وفق ما قاله المتحدث باسم حديقة الحيوانات في ولاية دالاس الأمريكية (لوري هولواي)، فإن السقوط من هذا الارتفاع ضروري لتمزيق الكيس السلوي المحيط بالخيلف، ليتمكن بعدها من التنفس بمفرده.

6. الضبع المرقط

ولادة أنثى الضبع المرقط لا تناسب ذوي القلوب الضعيفة أبداً. ففي المراحل الأخيرة من الحمل، تقوم الأم (المعروف عنها سيطرتها وعدوانيتها مقارنة مع الذكور) بمنح جرائها دفعة من هرمون الأندروجين (هرمون الذكورة، والمرتبط بالعدوانية). وإن دفعة الأندروجين هذه تساهم بدورين مهمين في عملية الولادة. أولاً: يمنح الجراء صفة العدوانية والشراسة. ثانياً: يساعد في نمو بظر الأم وتشكل ما يطلق عليه «القضيب الكاذب» (والذي يتمدد ليبلغ طوله 12 سم خارج الجسم) والذي منه سيخرج الجراء إلى خارج جسد أمهم.

يقول (كاي هوليكامب) بروفيسور في البيولوجيا التكاملية في جامعة ميتشيغين: ”تخيل الولادة من خلال قضيب! الأعضاء التناسلية لهذه الإناث غريبة للغاية فعلاً، ورغم أنها تؤدي العمل المطلوب منها، لكن قولاً واحداً، الولادة من خلال قضيب ليس بالأمر الهين“.

المشكلة تكمن في أن قطر هذا القضيب يبلغ 2.5 سم، وجرو يبلغ وزنه 0.9 كجم قد يسبب تمزقات لأنسجة القضيب. وهذا ما قد يسبب خطراً على حياة الأم، وهو ما يؤكده ارتفاع نسبة الوفيات بين إناث الضباع اللواتي تلدن للمرة الأولى.

7. طائر الكيوي

تحتل بيضة طائر الكيوي ما يقارب 25% من جسم الأم، ما يجعلها أكبر بيضة طائر مقارنة مع حجم جسم الأم. وذلك حسب المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك.

فمثلاً، ومقارنة بالدجاج، فهذا يعني أن تضع الدجاجة بيضة وزنها 0.4 كجم. ومقارنة بالإنسان، أن تنجب أنثى الإنسان طفلاً عمره 4 سنوات. لكن إن نظرنا إلى الجانب الممتلئ من الكأس، فالحجم الكبير للبيضة يعني أن الصغير وعند خروجه منها يكون مكتمل النمو تقريباً.

8. الإنسان

الولادة عند الإنسان قد تودي بحياة الأم. وهو السبب الذي جعلنا نضمنها بهذه القائمة. فتقريباً، وحسب منظمة الصحة العالمية، تموت 830 امرأة يومياً حول العالم بسبب مضاعفات الحمل والولادة، رغم كونها مضاعفات يمكن الحيلولة دون وقوعها.

لكن ترى منظمة الصحة العالمية أن الرعاية الصحية حول العالم آخذة في التحسن، فبين عامي 1990 و2015 انخفض معدل وفيات بين الأمهات بنحو 44% حول العالم.

حتى وإن لم تكن الولادة مميتة، لكن من الممكن أن تكون حدثاً تعاني فيه الأم آلاماً لا توصف. فالأم وأثناء المخاض تعاني من تقلصات وانقباضات مؤلمة لعضلات الرحم، وذلك لدفع الجنين لعنق الرحم الذي يتسع ليخرج منه الجنين والمشيمة.

وفي حال العمليات القيصرية، يقوم الأطباء بعمل شقين في جداري الرحم والبطن لكي يقوموا بسحب الطفل منه. في الولايات المتحدة مثلاً، فمعدل عمليات الولادة القيصرية يعادل نسبة 32% من مجموع الولادات، وذلك وفقاً لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها.