in

8 أسباب تدفعك لإطلاق لحيتك وفقا لكتاب من القرن التاسع عشر

اطلاق اللحية

لربما لم يعرف التاريخ شخصا داعما لفكرة إطلاق اللحى أكثر من السيد (ت. س. غوينغ) الذي أعجب كثيرا بشعرات الذقن هذه لدرجة ألف كتابا كاملا حولها في سنة 1854 بعنوان «فلسفة اللحى». كان هذا الكتاب مبنيا على محاضرة سابقة ألقاها الكاتب حول اللحى من منظور فيزيولوجي وفني وتاريخي، هذه المحاضرة التي لقيت إعجابا كبيرا وسط جمهوره لدرجة جعلت (غوينغ) -الذي ذُكر في وصف كتابه على موقع أمازون على أنه: ناشط بريطاني مؤيد لإطلاق اللحى غير معروف تقريبا- تحويلها إلى كتاب ذو 72 صفحة.

واعتقد (غوينغ) أن محاضرته تلك كانت أول محاضرة من نوعها فيما يخص موضوع اللحى التي وصفها على أنها ”هدية من الله“ بهدف ”تمييز الرجل وحمايته وتزيينه“، في مقالنا هذا على موقعنا ”دخلك بتعرف“ جمعنا لكم أعزائنا القراء بعض الأسباب التي جعلت (غوينغ) يحب اللحية، والتي قد تجعلكم تحبونها أنتم كذلك:

1. اللحية رمز الرجولة:

لقد كان زمن تأليف هذا الكتاب مختلفا جدا عن زمننا الحاضر، وكان الناس يملكون آنذاك أفكار شبه جامدة حول ما تعنيه الذكورة وما تعنيه الأنوثة، وقد كان الإجماع السائد أن اللحى بدون شك رمز من رموز الذكورة، وأطلق عليها (غوينغ) لقب: ”المعيار الحقيقي للتعبير عن الجمال الذكوري“، واحتج بأن حلاقتها تجعل الرجل أكثر أنوثة.

قد تتساءل عزيزي القارئ لماذا في رأي الكاتب لا تملك المرأة لحية؟ ذلك لأن النساء وفقا لـ(غوينغ): ”لم يكن مقدّرا لهن يوما أن يتعرضن للمصاعب وقسوة الأوضاع التي أُمر الرجال بخوضها وتحملها“، غير أنه لم يمتنع عن ذكر بعض الاستثناءات البارزة بما في ذلك جندية ضمن جيش الملك (تشارلز الثاني عشر) التي: ”كانت تقاتل بشجاعة جعلتها تستحق لحية خاصة بها“.

2. كان الرجال في جميع الحضارات القوية والمتقدمة التي عرفها الإنسان يطلقون اللحى:

رأس تمثال روماني قديم

كتب (غوينغ) في كتابه: ”منحت جميع أعراق الإنسان، سواء تلك التي عاشت في المناخ الدافئ أم البارد، غزارة وكثافة في هذا الغطاء الطبيعي [في إشارة إلى اللحية]“، وأعقب قوله هذا بمجموعة من الأمثلة من حضارة المصرييين والآشوريين والبابليين والإغريق والرومان وغيرها، وذكر بالتفصيل كيف أن ملوك مصر القديمة ”الفراعنة“ كانوا يخلَّدون في الرسومات والنقوش الجدارية بـ”لحاهم“ إلى جانب الآلة الإتروسكانية.

كما لم يكن (غوينغ) يعتقد أن الأمر كان محض مصادفة، فهو كان قد احتج بأن غياب اللحية كان دلالة على الضعف الفيزيولوجي والخلقي، ومنه كانت اللحية دلالة على القوة.

3. اللحية تحميك من البرد والرطوبة والأمراض:

أظهرت العديد من النصوص الطبية من زمن تأليف هذا الكتاب أن الرجال غير الملتحين كانوا يعانون بشكل أكبر من نزلات البرد والتهاب الحلق وآلام داء المفاصل، وقال (غوينغ) كذلك بأن الحدادين ونحّات الحجارة كانوا يتمتعون بحماية ضد الأمراض توفرها لهم لحاهم التي تعمل على جمع ذرات الحديد وغبار الحجارة وتمنعها من المرور في مجاريهم التنفسية وإلى رئتيهم في نهاية المطاف -قد يكون في هذا الادعاء نوع من الصحة لأن إحدى الدراسات كشفت أن اللحية تأوي أحيانا بعض أنواع البكتيريا المضادة للميكروبات-.

أما فيما يخص ادعاء أن اللحية تبقي على صاحبها دافئا، فلم يكن على (غوينغ) البحث عن أدلة على ذلك في أماكن أبعد من وجهه هو نفسه، حيث سرد لمجتمع قرائه رحلة علمية قام بها إلى سويسرا في مناخ بارد جدا، التي قرر خلالها إطلاق شاربه مما منحه شعورا جيدا وجنّبه التعرض للبرد الشديد في منطقة حول الفم.

4. تعمل اللحية على تنظيم الكهرباء في الجسم!

قطة

بينما اعترف الكاتب على أن الدلائل والبحوث العلمية التي تدعم الموضوع كانت قليلة جدا، غير أنه قال بأن اللحية: ”تعمل كعازل للحرارة والكهرباء“ وتساعد على تنظيم ”الكهرباء التي ترتبط بشكل وثيق بحالة الأعصاب“. للأسف لم يصب الكاتب في هذه النقطة التي قد يكون أخطأ في التمييز فيها بين شعر اللحية و”الشعرات الأنفية“ -أو الخطارات- عند الحيوانات.

على خلاف الشعر البشري، فإن الخطارات عند الحيوان تعمل تماما مثل أعضاء تحسسية تقدم للحيوان معلومات مهمة حول موقع وحجم ونسيج الغرض أو الشيء لدى احتكاكها به، وذلك بناء على حركة الشعرات.

5. ذقن الرجل ”قبيح“ بطبيعته:

ليس (غوينغ) الوحيد الذي يعتقد ذلك، حيث كان قد أورد اقتباسا عن محاضرة ألقيت في «المدرسة الحكومية للفن العملي» التي احتج خلالها المحاضِر على أن ذقن الرجل صُمم ليتم تغطيته بالشعر لأنه ”قبيح وقاسٍ وحاد الزوايا، بينما يكون ذقن المرأة بصفة عامة جميلا“، وكان المحاضر قد دعم حجته من خلال الإشارة إلى أن: ”الدب والأرنب والقط والعصفور إذا ما نزع عنها غطاؤها سواء من فرو أو شعر أو ريش يصبح النظر إليها مصدر إزعاج كبير، لكن الحصان وكلب الصيد ’السلوقي‘ وبعض الحيوانات الأخرى عديمة الشعر تحافظ على أشكالها ومظهرها حتى مع الفرو أو بدونه، وهي تعتبر جميلة في كلتا الحالتين“.

واستطرد (غوينغ) قائلا بأن ذلك كان صحيحا بشكل أخص عند تقدم الرجال بالسن وظهور التجاعيد على وجوههم، وأضاف: ”لا يوجد شيء مقزز دون شك أكثر من النظر إلى شيخ مسن عديم اللحية“.

6. تشذيبها مصدر متعة كبيرة:

شخص يمشط لحيته
صورة: gilaxia/Getty Images

علق (غوينغ) في هذه النقطة من كتابه بأن تمشيط وتشذيب وتهذيب اللحية يمنح صاحبها شعورا جميلا مشابها لنفس الشعور الذي يختبره القط لدى تربيت صاحبه عليه.

7. حلاقة اللحية أمر مريع:

يقول (غوينغ) أن حلاقة اللحية ستتسبب لصاحبها في تهيج بشرة الوجه وكذا تشكل الحب والبثور بالإضافة إلى تطور الحالة في بعض الأحيان لتصبح مزعجة كثيرا لدرجة شبهها ببعض المواصفات الذميمة التي ذكرت في الإنجيل، كما نوه إلى أن أصحاب اللحى الكثيفة يعانون أكثر لدى حلاقتها في قوله: ”كلما كانت الحماية الطبيعية [أي اللحية] أكثر فعالية، كلما كانت مهمة إزالتها ’المريعة‘ صعبة“.

8. السيدات يعشقنها:

شابة وشاب ملتحي

وكان الكاتب في كتابه هذا قد عزم على أن يدحض الأسطورة القائلة بأن النساء لا يحبذن اللحية، واحتج في ذلك بقوله بأن النساء يحبن كل ما يعتبر ”رجولياً“، وحتى لو كن يعتبرنها تبدو غريبة في البادئ، فإنهن يسعجبن بها في نهاية المطاف لا محالة.

وكدليل على رأيه هذا اقتبس (غوينغ) حادثة وقعت للرسام السويسري الشهير (ليوتارد) في القرن الثامن عشر، التي يقال فيها أن زوجته امتعضت كثيرا بسبب حلاقته لحيته وعبرت عن ذلك في قولها: ”كاد تقبيل هذا الذقن الصغير القبيح يصبح خطيئة وإثما!“

مقالات إعلانية