in

5 قصص مثيرة للقشعريرة من تاريخ الحروب

لا شك بأن الحروب هي أوقات صعبة على جميع من يكونون أطرافاً ولو غير مقاتلة فيها، لكن مع أن التأثيرات الملموسة كالموت والإصابات وخسارة الأحباب والأقارب تبدو واضحة وشديدة بالطبع، فهناك بعض التأثيرات التي قلما يتم الحديث عنها وقلما تشغل بال أحد عند التفكير بالحروب، هنا أتحدث عن التأثيرات النفسية لها، فالخطر المحيط والخوف الدائم والتعرض للصدمات من شأنها أن تغير كثيراً في تفكير البشر، ويمكن في بعض الأحيان أن تحول أشخاصاً طبيعيين إلى آلات قتل ممنهج وحشيين تماماً، أو أن تشكل المكان المثالي لظهور الجوانب المظلمة لأشخاص مضطربين عاطفياً وسايكوباثيين حتى.

مع التأثير الشديد للحروب على الأشخاص بهذا الشكل، فالعديد من الأشخاص يتصرفون تحت الضغط بأساليب غريبة مختلفة عن حياتهم السابقة، ومع أن المظاهر المعروفة للحروب مروعة كفاية، فهناك بعد القصص المثيرة للقشعريرة أكثر من غيرها، ومع أنها قد تعتبر أقل وحشية من المجازر الجماعية ومعسكرات الاعتقال مثلاً، فهي تسبب نوعاً مختلفاً من الرعب الممتزج مع الإحساس بالغرابة عند تخيل ما من الممكن للعقلية البشرية أن تتفتق عنه تحت الظروف القاسية.

سنذكر هنا 5 قصص من الحروب في القرن العشرين والتي قد لا تكون مناسبة للجميع، لذا في حال كنت من ذوي القلوب الضعيفة فربما من الأفضل أن تتوقف عن القراءة.

”مصانع الأطفال“ النازية:

مصانع الأطفال النازية
عندما تريد غزو واحتلال أوروبا بأكملها فأنت تحتاج لعدد سكان كبير قادر على الإقامة في هذه المساحة الواسعة وإنتاج جنود كافين لقتال أعدائك.

مع أن الفكر النازي ككل معقد للغاية وليس مجرد فكرة واحدة، فواحدة من الأفكار المحورية فيه كانت بسيطة للغاية: أنت من العرق الآري؟ تمتلك شعراً أشقر وعيوناً زرقاء؟ فأمورك سليمة، غير ذلك؟ أهرب لأجل حياتك.

كان النازيون ببساطة مهووسين بكون العرق الآري متفوق على سواه، وأن الأعراق الأخرى لا تعدو عن كونها مجرد كائنات أدنى وأشبه بالحيوانات (ذكّر محبي هتلر في العالم العربي بالأمر، ربما تعمل بعض الخلايا الدماغية لديهم حينها)، لذا فواحدة من الأفكار التي تبدو وكأنها خارجة من فيلم خيالي كان قد تم تطبيقها هناك.

الهوس النازي بالعرق الآري كان قوياً جداً بحيث أنهم كانوا مقتنعين بأنه لا يوجد أطفال آريون ذوو شعر أشقر بعدد كافٍ في العالم، لذا تم إنشاء مؤسسات مخصصة لتخصيب الأطفال بحيث يحصلون على ”الصفات الجينية المتفوقة“ وتربيتهم ليكونوا نازيين مثاليين لاحقاً، لكن تخصيب الأطفال لم يكن كافياً على ما يبدو، والبحث عن أكثر الأطفال ”الأنقياء“ عرقياً قاد إلى جمع العديد من الأطفال الأيتام الذين كانوا يصنفون حسب صفاتهم المظهرية، ومن كانوا يقعون خارج الشروط المطلوبة كانوا يرسلون إلى معسكرات التركيز (معسكرات الاعتقال الخاصة باليهود والسجناء من أوروبا الشرقية)، حيث تشير بعض التوقعات إلى أن بولندا خسرت حوالي 200 ألف طفل في هذه المعسكرات.

لكن الحلم النازي بملايين الأطفال الآريين المتبنين للأفكار النازية تطلب خطوات إضافية، فقد كانت جنود قوات الـSS تقوم باختطاف الأطفال ذوي الملامح الآرية والذين يبدون ”أنقياء“ تماماً من أهاليهم، وفي الكثير من الحالات كان الأهل يسلمون أولادهم طوعاً لحمايتهم وحماية أنفسهم من الملاحقة أو القتل.

وفي حال كان كل ما سبق غير كاف فالتوجيهات المخصصة لعناصر القوات الخاصة كانت تشجعهم على ”الاختلاط“ بالمحليين في الأراضي الأوروبية التي تتعرض للغزو، والاختلاط هنا كان بمعنى ممارسة الجنس أو الاغتصاب لنشر البذور الآرية في كل مكان.

هذا البرنامج المريب استمر لحوالي 10 سنوات بين عامي 1935 حتى سقوط الحجم النازي عام 1945، وخلال هذه السنوات يقدر أن حوالي 16,000 إلى 20,000 طفل قد ولدو أو جلبوا إلى ”مصانع الأطفال“ هذه. [مصدر]

قرية من القاتلات الجماعيات

قرية القاتلات الجماعيات
أجواء الحروب دائماً ما تكون مشحونة ومجنونة تماماً، وفي العديد من الحالات تكون الأوضاع على بعد دفعة صغيرة فقط لتدهور بشكل كامل.

هذه الحالة تعد حالة خاصة ربما، لأن من قام بها لم يكونوا جنوداً يخوضون معارك أو حكومة شمولية تريد السيطرة على العالم، بل مجموعة من النساء والزوجات في قرية هنغارية صغيرة باسم Nagyrev.

بدأت الأمور مع وفود قابلة إلى القرية (قابلة هي امرأة مختصة بتوليد النساء والمشاكل الصحية الحصرية للنساء) عام 1911 حيث كانت تساعد الفتيات والنساء المتزوجات على إجهاض الحمل غير الشرعي، ومع بداية الحرب العالمية الأولى لاحقاً عام 1914 وعدم وجود رجال حينها لجأت العديد من النساء إلى ممارسة الجنس مع أسرى الحرب الموجودين في معسكر قريب من القرية.

لكن الأمور لم تجري بشكل سلس طوال الوقت، ومع انتهاء الحرب وعودة الرجال إلى القرية كان هناك العديد من المشاكل الناجمة عما حدث سابقاً، حيث بدأت العديد من حالات الوفاة المتعددة والمتتالية بالظهور في القرية، ومع تتالي حالات الوفاة التي وصلت حتى 300 شخص خلال مدة قصيرة من الزمن بدأ الأمر بإثارة الشكوك في القرى المجاورة، ليتم الكشف لاحقاً عن سبب الأمر بأكمله.

تم اكتشاف أن القتلى الـ300 قد قتلوا من قبل 50 امرأة مختلفة بمساعدة من القابلة آنفة الذكر، حيث كانت قد علمتهن كيف يحضرن السم بغلي الورق المخصص لاصطياد الذباب ومن ذم كشط الرغوة المتشكلة على السطح والتي تحتوي على الزرنيخ ووضعها في الطعام والشراب للأشخاص الذين يريدون التخلص منهم.

بمعدل 6 ضحايا لكل واحدة من القاتلات الـ50 تضمنت قائمة الضحايا أزواجاً وأقارب وجيراناً وحتى أطفالاً في بعض الحالات. [مصدر]

جمع أجزاء بشرية كتذكارات

عادة ما يتضاعف حجم الجيوش مرات عديدة في الحروب لتحقيق الكفاية من الجنود لمواجه الأعداء، لكن تحوبل مئات الآلاف من الأشخاص إلى آلات قتل ممنهج ليس بالأمر السهل، فالغالبية العظمى من الأشخاص يجدون القتل أمراً خاطئاً وإقناعهم بالقتل حتى لأجل بلادهم ليس بالأمر السهل.

لكن هناك طريقة أثبت فعاليتها عبر العصور في هذا المجال لجعل قتل الأعداء أمراً أسهل للتقبل للأشخاص العاديين، وفي الواقع فهي لا تطبق بالضرورة في حالات الحروب فقط، بل كثيراً ما تستخدم في الأوقات العادية لتعزيز الحقد تجاه فئات أخرى وزيادة جاهزية الأشخاص للانخراط في أعمال وحشية عندما تقتضي الحاجة.

هذه الطريقة هي ببساطة تجريد الأعداء من إنسانيتهم وتغيير صورتهم في ذهن المقاتلين إلى كائنات أدنى وأقرب للحيوانات منهم للبشر لنزع التعاطف، أو تصويرهم كوحوش ضارية مجردة من أي مشاعر إنسانية تجعل التفكير بهم كأشخاص عاديين أمراً غير ممكن، ولعل واحداً من الأمثلة الأفضل على هذه الحالة هي الحرب العالمية الثانية وبالأخص الجزء المتعلق بالمحيط الهادئ والصراع بين اليابان والولايات المتحدة، فبعد مهاجمة اليابانيين لميناء Pearl Harbor في هاواي لعب الإعلام وحملات التجنيد دوراً كبيراً في تغيير صورة اليابانيين في الولايات المتحدة إلى ما يشبه الحيوانات المفترسة لا أكثر، حتى أن بعض إعلانات التجنيد كانت تروج للأمر كـ”موسم صيد اليابانيين“.

لكن ماذا يحدث عندما تصور المعركة كصيد الحيوانات؟ في الواقع ما يحدث هو أن الجنود سيتعاملون مع الأمر وكأنه رحلة صيد، والنتيجة هنا تتعدى قتل الأسرى والتفنن بطرق القتل والتعذيب إلى الافتخار بإنجازات ”الصيد“ والتصرف كصيادين بالاحتفاظ ”بتذكارات“ من رحلات الصيد\المعارك هذه.

عبر سنوات الحرب كان هناك مئات الحالات المسجلة لجنود يقومون بخلع أسنان ضحاياهم لصنع عقد أو تعليق آذانهم المبتورة في خيوط في غرفهم أو صنع أدوات فتح رسائل من عظامهم، أو حتى سلخ رؤوسهم والاحتفاظ بجماجمهم كأدوات زينة أو لوضع الأقلام.

لم يقتصر الأمر على الثكنات العسكرية، فالعديد من الجنود كانوا يرسلون هذه ”التذكارات“ إلى أصدقائهم وأقاربهم في الولايات المتحدة كهدايا رمزية، وحتى أن الرئيس الأمريكي حينها (فرانكلن روزفلت) تلقى عدة هدايا منها فتاحة رسائل مصنوعة من عظم ساق جندي ياباني. [مصدر]

الانجذاب جنسياً للتعذيب والقتل

Irma Grese
الفكر النازي كان متطرفاً جداً وإجرامياً تماماً دون شك، ومع اجتماعه مع شخصية تميل للإجرام والتعذيب أصلاً لن يكون إنتاج كائن مثل Irma Grese مستبعداً

هناك العديد من الانجذابات الجنسية (Fetishes) التي قد تعد غريبة لدى البعض، فالأمر يتفاوت بين أشياء واسعة الانتشار كالانجذاب للأقدام وأصابع الأقدام إلى الانجذاب إلى المسنين وذوي الوزن الزائد، أو حتى على ألبسة محددة، لكن الأمر لا يتوقف عند هذه الانجذابات ”العادية“ التي لا تسبب أي ضرر أو أذى سواء لمن يمتلكونها أو للآخرين، فهناك العديد من الانجذابات الجنسية الأخرى وواحدة من الأشهر هي حالة السادية\المازوشية حيث يستمتع أحد طرفي العلاقة بإذلال أو ضرب أو إلحاق الأذى بالطرف الآخر، بينما يتلذذ الطرف الآخر بأن تتم هذه الأشياء عليه، وبينما هذه الحالة ليست سيئة بالضرورة (طالما انها لا تتضمن أي أذىً كبير ودائم) فهي على الأقل تتم برضا الطرفين.

لكن للأسف فالأمور ليست دائماً كذلك، وبالنسبة لبعض المختلين من بين ذوي الميول السادية (بالطبع فليس كل سادي مختلاً بالضرورة) فالأمور تأخذ منحىً مظلماً جداً حيث يتلذذ البعض بالقيام بممارسات عنيفة وتعذيب من هم تحت رحمته، ولمثل هذه الحالات فربما المكان الأشهر هو معسكرات الاعتقال النازية التي بنيت لإجبار اليهود على العمالة القسرية كما معسكر أوشويتز الشهير سيء السمعة، والحالة هنا هي حالة إرما غريس (Irma Grese) الملقبة بـ”الضبعة“ نظراً لوحشيتها المفرطة، وكما هو متوقع بالطبع فمعسكر اعتقال نازي هو واحد من الأماكن التي من شأنها أن تظهر بعضاً من أبشع الجوانب البشرية في البعض.

كانت غريس معروفة باستمتاعها الكبير بالعنف والتعذيب، ومتعتها هذه كانت كبيرة كفاية لتشعر بالنشوة الجنسية عند قيامها بتعذيب المعتقلين أو مشاهدتها لتعذيبهم، فالعديد من قصصها المروعة كشفت لاحقاً عند محاكمتها بعد هزيمة النازية عام 1945، بعضها كان إفلاتها لكلاب تم تجويعها لأيام على معتقلين لتمتع نفسها بالمنظر، وأخرى عن قيامها بجلد السجينات حتى تتقرح أثدائهن ومن ثم تركهن حتى تستشري الالتهابات وتتطلب عملاً جراحياً، لتقوم بمشاهدة الجراحة في نفس الغرفة وتتعرض لنشوة جنسية ”قوية كفاية بحيث أن لعابها كان يتسرب من طرف فمها“.

بالطبع فحالة غريس هذه لم تكن الوحيدة في معسكرات الموت النازية (التي قتلت 6 ملايين شخص معظمهم من اليهود) لكنها واحدة من الحالات الأكثر شهرة والأكثر توثيقاً كذلك، فالكثير من الأحداث أخذت من اعترافاتها وشهادات الآخرين ضمن معسكر الاعتقال.

ربما أكثر ما يجعل الأمر مقززاً أكثر هو كون غريس قد كانت يافعة جداً عند قيامها بهذه الأعمال، فقد ولدت عام 1923، وعند ذهابها إلى معتقل أوشويتز لم تكن قد أتمت عامها العشرين بعد. [مصدر]

حادثة جزيرة شيشي-جيما وأكل لحوم البشر

أكل لحوم البشر
حدثت العديد من الحوادث عبر التاريخ البشري التي تضمنت أكل لحوم البشر في المجاعات مثلاً، والحروب ليست مختلفة جداً حيث يكون حتى أكثر الأشخاص استقامة في الحية العادية قادرين على القيام بأمور شنيعة للغاية.

كما وضحنا مراراً في هذا المقال وكما هو معروف بشكل كبير لدى المختصين بعلم النفس أيضاً، فالحرب تتسبب بتأثير كبير على الأشخاص، وفي الكثير من الأحيان قد تجد أشخاصاً عاديين ويعيشون حياة طبيعية يقومون بأفعال شنيعة للغاية أثناء الحروب، والحالة هنا ليست استثناءً حقاً (وليست الوحيدة، لكنها ربما الأكبر والأشهر).

على أي حال فالقصة حدثت على جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ تتبع حالياً لليابان اسمها شيشي-جيما، حيث أسقطت القوات اليابانية عدة طائرات أمريكية ونجا من السقوط 9 جنود واحد منهم عثرت عليه غواصة أمريكية (وهو جورج بوش الأب، الرئيس الأمريكي السابق) بينما قبض اليابانيون على 8 آخرين؛ ماتوا جميعاً لاحقاً.

وفق شهادات أسرى أمريكيين، فضباط الجيش الياباني كانوا قد أقاموا وليمة على شرف ضباط البحرية، وأثناء الاحتفال نفذ اللحم المخصص للشواء، وهنا يبدأ الجانب المظلم، حيث أن أحد الضباط أمر الجنود بالذهاب إلى جثة أحد الجنود الثمانية الذين كانوا قد أعدموا قبلها، وأخذ كبده وشيه، ويبدو أن الأمر راق لبقية المشاركين في الوليمة وخصوصاً ضباط البحرية الذين جلبوا بعض الأسرى ليتم إعدامهم وأكلهم كذلك.

الحدث لا يتوقف هنا في الواقع، فوفق الشهادات فالأمر استمر لأيام من إعدام الأسرى وتناول لحومهم وتطور لاحقاً إلى مرحلة أكثر وحشية (وحشية كفاية لتكون مرعبة حتى بمعايير مسلسل The Walking Dead) حيث تم جلب بعض الأسرى وبتر أطرافهم وشيها وأكلها أمامهم وهم لا يزالون احياء ”لتبقى لحومهم طازجة“.

هذه الحادثة تسببت بضجة كبيرة لاحقاً، وعلى مدى السنتين التاليتين للحرب أقيمت عدة تحقيقات ومحاكمات بقضية جرائم الحرب حول هذه الحادثة مع إدانة 5 ضباط وجنود يابانيين من المتورطين في الحادثة. [مصدر]

مقالات إعلانية