in

دخلك بتعرف أشهر وأفضل التماثيل والمنحوتات في العالم في كل العصور

من عصر ما قبل التاريخ، مرورًا بعصر النهضة، إلى الحداثة في القرن العشرين ووصولًا للحاضر، إليكم قائمة بأفضل وأشهر التماثيل.

أشهر وأفضل التماثيل والمنحوتات في العالم في كل العصور

تنتشر التماثيل والمنحوتات في جميع أنحاء العالم، فترى تجسيدات القادة العسكريين أو السياسيين أو الشخصيات التاريخية في الساحات دون أدنى اعتبار لمفاهم الفن والإبداع أحيانًا، لكن لكي نُقدر هذين الجانبين حقًا فلا بد من زيارة بعض المتاحف أو الأماكن الخاصة لنلمس معنى الخلق وتجليات الانسان الحقيقية، وبما أن هذه الرحلات قد تكون غير متاحة لمعظمنا، وتحقيقًا لهذه الغاية أتينا لكم بمقال يسرد أفضل التماثيل الشهيرة من كل الأزمنة البشرية، من عصور ما قبل التاريخ إلى ما بعد الحداثة، لتساعد على معرفة القليل عن التميز والفرادة والتاريخ الإبداعي.

تمثال (فينوس ولندورف)، 28000-25000 قبل الميلاد

تمثال (فينوس ولندورف)، 28000-25000 قبل الميلاد
تمثال (فينوس ولندورف)، 28000-25000 قبل الميلاد. صورة: متحف التاريخ الطبيعي فيينا

قبل 25 ألف سنة، كان الإنسان لايزال في حالته البدائية، وهذا التمثال الصغير للغاية الذي تم اكتشافه في النمسا عام 1908، البالغ من الطول أكثر من 10 سم، خير دليل على بساطة الإمكانيات والمدركات والغايات البشرية آنذاك، إذ لا تُعرف الوظيفة التي كان يقدمها بالضبط، لكن التخمينات تراوحت ما بين أنه كان تجسيداً لإلهة الخصوبة في تلك المنطقة إلى كونه أداة للمساعدة في ممارسة العادة السرية.

يقترح بعض العلماء أنه قد يكون تجسيداً ذاتياً صنعته امرأة من ذاك الزمان، لكنه بالتأكيد الأكثر شهرة بين العديد من الأشياء التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم.

تمثال رجل المعاناة، 4000 سنة قبل الميلاد

تمثال رجل المعاناة، 4000 سنة قبل الميلاد
تمثال رجل المعاناة، 4000 سنة قبل الميلاد.

تم اكتشاف هذا التمثال، الذي صممه نحات مجهول، على بعد 200 كيلومتر جنوب حائل في المنطقة الشمالية الوسطى من المملكة العربية السعودية. وفقًا لعلماء الآثار تبدو العيون الكئيبة والفم الحزين واليد الموضوعة على قلبه محاولة ناجعة لعكس الحزن والأسى المحفور في هذا العمل، وقال سعد راشد، مستشار رئيس السياحة في قطاع الآثار: ”يعود تاريخ هذا التمثال إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، وهو عبارة عن نحت ورسم معبرين يمثلان الحنان والسلام، وربما يكون تعبيرًا عن حالة جنائزية.“

تعتبر منحوتة رجل المعاناة واحدة من القطع الأثرية النادرة في العالم التي تعكس تاريخ المنطقة، وقد جذبت انتباه الكثيرين خلال جولاتها العالمية إلى دول مثل اليابان والصين والولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية.

تمثال نفرتيتي النصفي، 1345 قبل الميلاد

تمثال نفرتيتي النصفي، 1345 قبل الميلاد
تمثال نفرتيتي النصفي، 1345 قبل الميلاد. صورة: CC/Wiki Media/Philip Pikart

كان هذا العمل رمزًا للجمال الأنثوي منذ اكتشافه لأول مرة في عام 1912 داخل أنقاض مدينة العمارنة، العاصمة التي بناها الفرعون الأكثر إثارة للجدل في التاريخ المصري القديم: أخناتون. وهو الذي وصل إلى العرش باسم أمنحوتب الرابع، لكنه قام بتغيير اسمه كجزء من قراره بإلغاء هيكل الإيمان بآلهة المصريين مؤسسًا لبدء دينه الجديد: عبادة توحيدية مكرسة لإله الشمس آتون الذي كان ممثلًا كقرص مجرد في المنحوتات والجداريات. أما حياة زوجته الملكة نفرتيتي فيسودها شيء من الغموض: يُعتقد أنها حكمت لفترة من الزمن بعد وفاة أخناتون، أو هي على الأرجح شاركت في الحكم خلال فترة الفرعون توت عنخ آمون.

يعتقد بعض علماء المصريات أنها كانت بالفعل والدة توت عنخ آمون، على أي حال لم يتم العثور على موميائها على الرغم من أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنها قد دفنت في غرفة مغلقة خلف جدار في قبر توت. يُعتقد أن هذا التمثال النصفي من الحجر الجيري المطلي بالجص، الذي اكشف من قبل فريق الآثار الألماني وأعيد إلى ألمانيا، أنه من صنع نحات بلاط أخناتون، وقد تميز بأسلوب طبيعي ينبع من الطابع التقليدي للفن المصري القديم. يقيم التمثال في برلين منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية ويعتبر الآن رمزًا للمدينة.

جيش الطين، 210-209 قبل الميلاد

جيش الطين، 210-209 قبل الميلاد
جيش الطين، 210-209 قبل الميلاد. صورة: CC/Wiki Media/Philip Pikart

اكتُشف جيش التيراكوتا في عام 1974 (الذي يمكن القول أنه أكبر الاكتشافات في التاريخ الأثري) في مخبأ هائل للتماثيل الطينية المدفونة في ثلاث حفر ضخمة بالقرب من ضريح أول إمبراطور صيني (شي هوانغ) الذي توفي عام 210 ق.م. يقصد به حمايته في الحياة الآخرة، وتشير بعض التقديرات أن الجيش يضم أكثر من 8000 جندي إلى جانب 670 حصانًا و130 عربة، كل منها بالحجم الطبيعي، بيد أن الارتفاع الفعلي يختلف حسب الرتبة العسكرية.

على الرغم من أن صفات وسمات كل جندي تبدو فريدة من نوعها ولا يتطابق اثنان، إلا أنها تستند فعليًا إلى 10 أشكال أساسية للوجه وهي جزء من عملية خط التجميع التي استخدم فيها الحرفيون القوالب لتصنيع الأشكال في قطاعات منفصلة قبل تجميعها مع طين ممزوج بالماء، ثم زود الجنود بأسلحة حقيقية (رماح، سيوف، إلخ) وطلوا بألوان زاهية، على الرغم من تلاشي الصباغ أو تقشره تمامًا مع مرور الوقت.

(لاوكون) وأبناؤه، القرن الثاني قبل الميلاد

(لاوكون) وأبناؤه، القرن الثاني قبل الميلاد
(لاوكون) وأبناؤه، القرن الثاني قبل الميلاد. صورة: CC/Wiki Media/LivioAndronico

ربما كان أشهر أعمال النحت في العصور الرومانية القديمة هو هذه المجموعة النحتية التي تم اكتشافها في روما في عام 1506، ثم انتقلت إلى الفاتيكان حيث تقيم حتى يومنا هذا. وهي تستند إلى أسطورة كاهن طروادة الذي قُتل مع أبنائه على يد الثعابين البحرية التي أرسلها إله البحر (بوسيدون) كقوة رادعة لمحاولة (لاوكون) فضح حيلة حصان طروادة. تم تركيب هذه المجموعة التصويرية بالحجم الطبيعي في قصر الإمبراطور (تيتوس)، والتي تُعزى إلى ثلاثة من النحاتين اليونانيين من جزيرة (رودس) كدراسة وتجسيد للمعاناة الإنسانية.

تمثال داوود، 1501-1504

تمثال داوود، 1501-1504
تمثال داوود، 1501-1504. صورة: CC/Wikimedia/Livioandronico2013

يعد عمل (مايكل أنجيلو) هذا من أكثر الأعمال شهرة في تاريخ الفن، والذي يعود أصله إلى مشروع أكبر كان الغرض منه تزيين دعائم كاتدرائية فلورنسا الكبرى، إلى جانب مجموعة من الشخصيات المأخوذة من العهد القديم، ومنها شخصية النبي والملك داوود، وقد بدأ الفنان الإيطالي (أجوستينو دي دوتشيو) العمل عليه بالفعل في عام 1464، وعلى مدار عامين تمكن (أجوستينو) من تقطيع جزء من الكتلة الرخامية الضخمة في المحجر الشهير في بلدة (كارارا) شمال غرب إيطاليا قبل أن يتوقف في عام 1466 ولا أحد يعرف السبب، ليشرع فنان آخر بالعمل عليه، لكنه أيضًا عمل لفترة وجيزة ثم توقف.

بقي الرخام على حاله لمدة 25 عامًا حتى استأنف (مايكل أنجلو) نحته في عام 1501 حينما كان عمره 26 عامًا، عند الانتهاء كان وزن التمثال يقارب ستة أطنان، مما يعني أنه لا يمكن رفعه إلى سقف الكاتدرائية، فتم عرضه خارج مدخل قصر (فيكيو) مباشرة، وهو مبنى بلدية فلورنسا بدلاً من ذلك. تم تبني هذا العمل، وهو واحد من أنقى الأمثلة على نمط أعمال عصر النهضة الأمثل، على الفور من قبل الجمهور الفلورنسي كرمز لمقاومة المدينة-الدولة ضد القوى المصطفة ضدها، وفي عام 1873 نُقل تمثال داوود إلى معرض أكاديمية فلورنسا، وتم تثبيت نسخة مماثلة له في موقعه الأصلي.

تمثال نشوة القديسة تيريزا، 1647-1652

تمثال نشوة القديسة تيريزا، 1647-1652
تمثال نشوة القديسة تيريزا، 1647-1652

قام (جيان لورينزو بيرنيني)، الذي اشتهر بأنه منشئ الطراز الباروكي الروماني المميز، بابتكار هذه التحفة داخل كنيسة القديسة (ماريا ديلا فيتوريا) في روما. ارتبط الفن الباروكي ارتباطًا لا ينفصم بالإصلاح المضاد الذي حاولت الكنيسة الكاثوليكية من خلاله وقف موجة البروتستانتية التي ارتفعت عبر أوروبا في القرن السابع عشر، فكانت الأعمال الفنية كتلك التي أننتجها (بيرنيني) جزءًا من برنامج لإعادة تأكيد العقيدة البابوية، وقد تم تقديمها هنا بشكل جيد من قبل عبقرية الفنان التي جعلت المشاهد الدينية تتشرب مع الروايات الدرامية. النشوة (أو الانجذاب الصوفي) هي مثال على ذلك، وموضوعها هنا القديسة (تيريزا أفيلا) –راهبة كرملية إسبانية وصوفية كتبت عن لقائها مع ملاك– حيث يصور (بيرنيني) تمامًا كما لو كان الملاك على وشك أن يغرز سهمًا في قلبها، فنرى علامات لنشوة مثيرة لا لبس فيها قد غمرت القديسة.

(برسيوس) حاملاً رأس (ميدوسا)، 1804-1806

(برسيوس) حاملاً رأس (ميدوسا)، 1804-1806
(برسيوس) حاملاً رأس (ميدوسا)، 1804-1806. صورة: CC/Wiki Media/Alvesgaspar

يعتبر الفنان الإيطالي (أنطونيو كانوفا) أعظم نحّات في القرن الثامن عشر، حيث اشتهر بمنحوتاته الرخامية التي جسدت برقة الجسد العاري وقد شكلت أعمله النمط الكلاسيكي الحديث، ومثال ذلك أداؤه الفني هنا على رخام وخلقه للبطل الأسطوري اليوناني (بيرسيوس). قام (كانوفا) بإصدار نسختين من هذه القطعة الفنية: إحداهما تقيم في الفاتيكان في روما، بينما يقف التمثال الآخر في قاعة النحت الأوروبي في متحف (متروبوليتان) للفن.

مواطنو (كاليه)، 1894-1885

مواطنو (كاليه)، 1894-1885
مواطنو (كاليه)، 1894-1885. صورة: متحف المتروبوليتان للفنون/صندوق فليتشر

رغم أن معظم الناس يربطون النحات الفرنسي العظيم (أوغست رودان) بمنحوتة المُفكر، فإن هذه المجموعة التي تحتفي بذكرى حادثة وقعت خلال حرب المائة عام بين بريطانيا وفرنسا ما بين 1337 و1453 هي الأكثر أهمية في تاريخه النحتي. فبعد تكليفه بصنعها لحديقة مدينة (كاليه) –حيث تم رفع الحصار لمدة عام من قبل الانجليز في عام 1346 عندما عرض ستة رجال من كبار السن أنفسهم لتنفيذ حكم الإعدام في مقابل تجنيب سكان المدينة القتل–، ربما لذلك اختار (رودان) الابتعاد عن النمط المتبع في صنع المنحوتات في ذلك الوقت، فبدلاً من جعل الشخصيات معزولة أو هرمية من على قاعدة التمثال المرتفعة، قام (رودان) بخلق شخصياته بالحجم الطبيعي على الأرض ومستوى الناظر مباشرة. هذا الانتقال الجذري نحو الواقعية كسر الحالة المتبعة في صنع التماثيل التي تُطبق عادة على مثل هذه الأعمال الموضوعة في الهواء الطلق، وبهذه المنحوتة اتخذ (رودان) إحدى الخطوات الأولى نحو النحت الحديث.

غيثارة، 1912

غيثارة، 1912
غيثارة، 1912. صورة: متحف فيلادلفيا للفنون

في عام 1912 ابتكر (بيكاسو) قطعة من الورق المقوى كان لها من التأثير على فن القرن العشرين ما شأنه الكثير، تجده في متحف الفن الحديث، جسّد ذلك العمل غيتارًا، وهو موضوع غالبًا ما كان (بيكاسو) يستكشفه في الرسم والفن التلصيقي. وفي كثير من النواحي غيّر هذا العمل تقنيات التقطيع واللصق من بعدين إلى ثلاثة أبعاد، وقد كان له نفس التأثير بالنسبة للحركة التكعيبية أيضًا من خلال تجميع الأشكال المسطحة لإنشاء شكل متعدد الجوانب ذو عمق وحجم.

ابتكار (بيكاسو) هنا هو تجنب النحت والنمذجة التقليدية لمنحوتة مصنوعة من كتلة صلبة واحدة، فقام بدلا من ذلك بربط أجزاء الغيتار معًا مثل هيكل. تردد صدى هذه الفكرة من البنيوية الروسية وصولاً إلى الحركة التقليلية وما وراءها. بعد عامين من صنع هذا العمل من الورق المقوى أعاد (بيكاسو) إنشاءه من قصاصات القصدير.

الآنسة (بوغاني)، 1913

تمثال الآنسة (بوغاني)، 1913
الآنسة (بوغاني)، 1913. صورة: Flickr/Wally Gobetz

وُلد (كونستانتين برانكوشي) في رومانيا ليعتبر أحد أهم نحاتي الحداثة في أوائل القرن العشرين، وهو بالفعل أحد أهم الشخصيات في تاريخ النحت بأكمله، حيث اتبع نوعًا من التقليلية البدائية اتخذ فيها أشكالًا من الطبيعة وجعلها تتجلى في تمثيلات مجردة. تأثر أسلوبه بالفن الشعبي لوطنه والذي غالبًا ما تميز بأنماط هندسية نابضة بالحياة وأشكال منمقة. كما أنه لم يفصل بين التمثال وقاعدته، بل عاملهما في بعض الحالات كمكونات متداخلة، وهو نهج يمثل انفصالًا حاسمًا عن التقاليد النحتية المتبعة.

هذه القطعة الأيقونية هي صورة لمحبوبته طالبة الفنون المجرية التي التقى بها في باريس عام 1910 (مارغيت بوغاني)، أول نسخة من العمل صُنعت من الرخام تلتها نسخة من الجبس ثم صُنعت هذه من البرونز. ظهرت هذه المنحوتة في نيويورك في المعرض الدولي للفن الحديث لعام 1913 حيث سخر منه النقاد وشهّروا به، ربما لأنها كانت القطعة الأكثر استنساخًا في المعرض، لينال عظيم الشهرة جراءها، وقد عمل (برانكوشي) على إصدارات مختلفة من منحوتة الآنسة (بوغاني) لحوالي 20 عامًا.

عجلة هوائية، 1913

عجلة هوائية، 1913
عجلة هوائية، 1913. صورة: Flickr/Steve Guttman NYC

تعتبر هذه القطة أول عمل من سلسلة أعمال ثورية للفنان (مارسيل دوشامب)، أطلق عليها الأعمال الجاهزة Readymades أو المعمولة صناعيًا، فعندما أتته فكرة هذا العمل ونفذه في باريس، لم يكن لديه أي فكرة عما يمكن تسميته، يقول (دوشامب) في وقت لاحق: ”خطرت لي فكرة سعيدة أن أربط عجلة دراجة إلى مقعد المطبخ وأشاهدها وهي تدور“. استغرق الأمر رحلة إلى نيويورك في عام 1915 حتى أدرك (دوشامب) المصطلح الذي سيستخدمه بعدما احتك بالإنتاج الضخم للسلع المصنعة في المدينة، وعرف أن صناعة الفن بالطريقة التقليدية والحرفية أصبح بلا معنى في العصر الصناعي، ورأى جدوى قيام العناصر المعمولة صناعيًا والمتوفرة على نطاق واسع بهذه المهمة. بالنسبة إلى (دوشامب)، كانت الفكرة وراء العمل الفني أكثر أهمية من كيفية تجسيده. هذه الفكرة –ربما أول مثال حقيقي للفن المفاهيمي– من شأنها أن تحول تمامًا مسار تاريخ الفن.

للفنان عمل آخر هو عبارة عن مبولة أسماها ”النافورة“ كإجراء ساخر على الواقع الفني المعاصر.

رصيف حلزوني، 1970

رصيف حلزوني، 1970
رصيف حلزوني، 1970. صورة: متحف الفن الحديث

بعد الاتجاه العام لثقافة الفن خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بدأ الفنانون في التمرد ضد الطابع التجاري لعالم المعارض، حيث طوروا أشكالًا فنية جديدة جذريًا، مثل الأعمال الأرضية أو ما عُرف بفن الأرض. يُعرف الأمريكي (روبرت سميثسون) إلى جانب فنانين مثل (مايكل هيزر) و(والتر دي ماريا) و(جيمس توريل)، الذين جالوا في صحاري غرب الولايات المتحدة، بإنشاءهم لأعمال ضخمة تماشت فنيًا مع محيطها، حيث غالبًا ما يستخدم هذا النهج ”الخاص بالموقع“ –كما كان يطلق عليه– موادً مأخوذة مباشرةً من المشهد الطبيعي.

وهذا هو الحال بالنسبة لعمل (سميثسون) الفني هذا الموجود على الشاطئ الشمالي الشرقي للبحيرة المالحة الكبرى في ولاية (يوتاه)، يتكون الرصيف الحلزوني من الطين والكريستال الملحي والبازلت المستخرج من الموقع الذي تتراوح أبعاده بين 1500 إلى 15 قدمًا (4.572 × 457.2 متر). غمر العمل تحت مياه البحيرة لعقود حتى أعاده الجفاف في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين إلى السطح مرة أخرى. في عام 2017 تم اختيار الرصيف الحلزوني العمل الفني الرسمي لولاية (يوتاه).

العنكبوت، 1996

العنكبوت، 1996
العنكبوت، 1996. صورة: Wikimedia Commons/Soren.harward/Robert Smithson

عمل فني فرنسي المولد تم إنشاؤه في منتصف التسعينيات عندما كانت النحّاتة والفنانة تشكيلية (لويز بورجوازي) في الثمانينات من عمرها. لهذا العمل إصدارات عديدة بأحجام مختلفة بما في ذلك الضخم منها. المقصود من العنكبوت هو تكريم ذكرى والدة الفنانة التي عملت كمرممة نسيج (فالعنكبوت هنا يشير إلى ميلها الطبيعي للغزل والنسج). للعمل خمس نسخ رئيسة منتشرة في سبع دول بشكل أساسي، كالمملكة المتحدة واليابان واسبانيا وقطر.

بوابة السحاب، 2006

بوابة السحاب، 2006
بوابة السحاب، 2006. صورة: Flickr/Pierre Metivier

وتُعرف أيضًا باسم حبة الفاصولياء من قبل سكان شيكاغو بسبب شكلها الإهليجي المائل، وهي عبارة عن منحوتة عامة للفنان البريطاني المولود في الهند السير (أنيش كابور). تتوسط هذه القطعة الفريدة ساحة AT&T Plaza في متنزه (ميلينيوم) في شيكاغو بولاية (إلينوي)، وهي عملٌ فني وهندسي معماري على حد سواء يشكل مقصدًا مهماً لزوار الحديقة، وانعكاسًا لامعًا للمحيط كونها مصنوعة من الفولاذ العاكس ما يجعل Cloud Gate على نطاق واسع أكثر أعمال (كابور) شهرة وواحداً من أهم معالم المدينة.

الإسكندر الأكبر، 2007

الإسكندر الأكبر، 2007
الإسكندر الأكبر، 2007. صورة Flickr/Richard Howe

يجمع عمل النحّاتة الأمريكية (ريتشل هاريسون) بين الشكليات البارعة والموهبة في تشرب العناصر المجردة ذات المعاني المتعددة، بما في ذلك السياسية والاجتماعية منها. فهي تشكك بشدة في الأثر والصلاحيات الذكورية التي تسيطر على جوانب الحياة، ومن الأمثلة البارزة على هذا الرأي هو هذا المجسّم المثبت فوق شكل أشبه بالصخرة ومرشوش بالطلاء.

يرتدي المجسم قبعة وقناع (أبراهام لنكولن) المواجه للوراء ويحمل اسم شخصية مهمة من التاريخ ليرسل العمل نظرية أن الرجل العظيم وفاتح العالم القديم يقف منتصبًا على صخرة كمهرج. غالبًا ما تصنع (هاريسون) الجزء الأكبر من منحوتاتها عن طريق تكديس وترتيب كتل أو ألواح الستايروفوم قبل تغطيتها بمزيج من الأسمنت وزخارف ملونة لتبرز أفكارها بطرق تجذب العين وتعبث في التفكير.

مقالات إعلانية