in

هل انقرضت النمور التسمانية حقاً؟ إدعاءات حديثة تزعم رؤيتها في غابات استراليا

النمور التسمانية

النمور التسمانية؛ والمعروفة أيضاََ باسم ثيلاسين (Thylacine)، هي حيوانات جرابية مخططة تشبه الكلاب، وانقرضت في استراليا… مهلاً، ماذا لو لم تنقرض تلك النمور بعد؟

إدعاءات حديثة حول رؤية نمور تسمانية أقنعت العلماء في جامعة James Cook في استراليا للتحقيق فيما إذا كان هذا النوع لم ينقرض بعد.

قتل آخر نمر تسماني في الفترة ما بين عام 1910 و1920، بينما توفي آخر نمر تسماني معروف عام 1936 في حديقة الحيوانات المتواجدة في مدينة Hobart في استراليا. ومنذ ذلك الحين لم تظهر أي أدلة أخرى تشير إلى أن تلك النمور لا تزال متواجدة في البرية، وأُعلن عن إنقراض هذا النوع رسمياً في عام 1986 وفقاً للموقع الالكتروني التسماني لإدارة الحياة البرية.

النمور التسمانية
آخر نمر تسماني معروف توفي عام 1936 – صورة: Topical Press Agency/Hulton Archive/Getty

الشائعات حول رؤية النمور التسمانية استمرت رغم ذلك، فمؤخراً قام شخصان في شمال مقاطعة Queensland في استراليا بتقديم تقارير معقولة ومفصّلة حول حيوانات يبدو أنها تشبه النمور التسمانية إلى حد كبير. وبناءاً على ذلك أعلن الباحثون في جامعة James Cook يوم 24 مارس عن بدء دراسة استقصائية جديدة؛ لمعرفة ما إذا كانت تلك الحيوانات لا تزال على قيد الحياة.

على الرغم من تسمية هذه الحيوانات ”بالنمور“ إلا أنها لا تنتمي لفصيلة القطط. كما لا يجب الخلط بينها وبين العفريت التسماني؛ وهو حيوان جرابي آكل للحوم، موطنه الأصلي أستراليا، ولا يزال منتشراً بشكل واسع في جزيرة تسمانيا.

العفريت التسماني
العفريت التسماني

العديد من الأدلة الأحفورية تشير إلى أن النمر التسماني ظهر قبل حوالي 4 ملايين سنة، ولكن ذلك الحيوان اختفى في كل مكان بعد انتشاره في أستراليا باستثناء مكان واحد وهو جزيرة تسمانيا قبل حوالي 2000 سنة. وعندما وصل المستوطنون الأوروبيون إلى استراليا في بداية القرن التاسع عشر كانت أعداد النمور التسمانية تقد بـ5000 نمر فقط، ومع مرور الوقت بدأت أعدادها بالإنخفاض نتيجة للصيد وتفشي الأمراض الجديدة وفقدان مواطنها الأصلية، وذلك وفقاً للمتحف الوطني في استراليا.

إذاً هل انقرضت تلك الحيوانات أم أنها متخفية فقط؟

سيقوم التحقيق الجديد حول تلك النمور بإجراء استطلاعات على مواقع في شبه جزيرة Cape York في شمال مقاطعة Queensland في استراليا، وذلك بالاستناد إلى الادعاءات التي قدمها موظف يعمل في حديقة Queensland، إضافةً إلى شاهد عيان أخر.

”إن موظف الحديقة شخص يخيم كثيراً، كما أنه يقضي معظم وقته خارج المنزل“ يقول الباحث المشارك Bill Laurance والأستاذ في جامعة James Cook الأسترالية. ويضيف: ”إن جميع التقارير التي قدمت حول رؤية حيوانات يعتقد أن تكون نموراً تسمانية حدثت ليلاً، إلا أنها كانت شاملة وموصوفة بشكل دقيق، وفي إحدى تلك الحالات تم رصد أربعة حيوانات على مسافة قريبة، وتم تسليط الضوء الكشاف عليها من مسافة تقارب الـ6 أمتار، وإن التفاصيل التي قدمها الراصدون ترجح بشدة على أنهم لم يخطئوا بالتمييز بين النمر التسماني وحيوانات أخرى شائعة في المنطقة.“ ويشرح Laurance: ”لقد قمنا بفحص الأوصاف التي تلقيناها، كلون بريق العين، وحجم الجسم وشكله، وسلوك الحيوان، والعديد من الصفات الأخرى. وقد اتضح بعد المقارنة بأن تلك الصفات لا تتفق مع السمات المعروفة للأنواع الأخرى كبيرة الحجم كالكلاب الأسترالية Dingoes، والكلاب البرية أو الخنازير الوحشية المتواجدة في شمال مقاطعة Queensland“.

وفقاً للباحث Laurance، سيقوم الباحثون باستخدام 50 كاميرا مخبأة، ومن المتوقع أن يبدأ البحث الاستطلاعي في أبريل بعد الحصول على التصاريح اللازمة من ملاك الاراضي الخاصة، كما سيوفر البحث للعلماء فرصة للتحقيق في حالة حياة برية أخرى قد تكون مهددة بالانقراض أيضاً.

ويختتم Laurance: ”بغض النظر عن النوع الذي سيتم الكشف عنه، فإن المسح سيوفر بيانات هامة عن حالة أنواع الثدييات في شبه جزيرة Cape York، وخاصةً بعد أن شهدت أعداد الحيوانات البرية إنخفاضاً كبيراً في السنوات الأخيرة.“

مقالات إعلانية