روان شحرور
إن كنت ترغب في معرفة السبب الذي يقف وراء ارتفاع معدلات الجريمة وانخفاضها في بعض الدول ولماذا تعتبر بعض الدول أخطر من غيرها، فربما ستصل لطريق مسدود وتدخل في الكثير من التفاصيل المعقدة.
على الرغم من وجود الكثير من النظريات والأبحاث التي تناولت هذه المسألة، فإنه يستحيل وجود عامل واحد، أي أننا نتحدث عن مجموعة من العوامل التي تتماشى معاً بطريقة معقدة، ومنها عدم المساواة في الدخل أو السجن أو انتشار السلاح وغيرها من العوامل التي تسبب وقوع الجرائم.
لن نقوم في هذا المقال بتحليل الجرائم، بل نفضل أن نسلط الضوء على أغرب العوامل التي تؤثر على الجريمة وتحد منها، أو تدفع الناس لارتكاب الجرائم وخرق القوانين، تابع القراءة واكتشفها بنفسك:
1. ارتفاع عدد حبوب الطلع
إن كنت لا تعاني من الحساسية تجاه حبوب الطلع فأنت شخص محظوظ للغاية، تخيل أنك تقضي أول 30 دقيقة من كل صباح وأنت تعطس وأنفك يسيل وأحياناً قد تواجه صعوبة في التنفس! إنه أمر مزعج أليس كذلك؟
بعيداً عن تأثير هذه الحساسية عليك، هل سبق لك وفكرت كيف يمكن للحساسية أن تؤثر على العالم من حولنا بشكل غير مباشر؟ فالحساسية تعيق إنجاز العديد من الأمور، من بينها الأعمال الإجرامية، حيث وجدت إحدى الدراسات أن معدلات الجريمة تنخفض عندما ترتفع حبوب الطلع في الجو كما لو أن عدد أفراد الشرطة زاد بـ10 في المائة.
وعلى الرغم من أن هذه الحساسية لها أثر إيجابي في الحد من الجرائم بصفة عامة، فإنها وفقاً لبعض الأبحاث لا تساهم في خفض جرائم السطو على الملكيات التي يتم التخطيط لها مسبقاً.
2. الأشجار الكبيرة داخل المدينة
للأشجار فوائد لا تحصى كإنتاج الأكسجين والهواء المنعش وبالطبع لن ننسى مظهرها الجميل خلال فصل الخريف، ولكن هل سبق لك وفكرت بكيفية تأثير الأشجار على معدل الجريمة؟ لحسن الحظ قام بعض الأشخاص بدراسة هذا الأمر وتوصلوا لأن معدلات الجريمة وخرق القوانين تنخفض بشكل ملحوظ في المدن التي تعد موطناً للأشجار الكبيرة.
تقول النظرية أن المدينة التي تحتوي على أشجار كبيرة الحجم تكون بمثابة تحذير للمجرمين، أي أنها توصل رسالة لأي شخص يحاول خرق القانون ”مهلاً، هذا المكان جميل ونحن نعتني به كثيراً لذلك إن حاولت القيام بأي تصرف غبي فاعلم أننا سنلقي القبض عليك“، كما أنها تبعد المجرمين واللصوص عن المنازل وذلك لأنها لا توفر مكاناً مناسباً للاختباء لشخص يحاول اقتحام منزلك، على عكس الشجيرات الصغيرة، لذلك لا ننصحك بغرس هذه الأخيرة حول منزلك.
3. انتشار الهواتف المحمولة
أثرت التكنولوجيا بشكل كبير على عالم الجريمة وصعبت الأمور في وجه المجرمين، ففي أيامنا هذه أغلب الناس قد زودوا منازلهم بأنظمة الأمان المنزلية المتقدمة كالكاميرات ذات الأسعار المقبولة، لذلك أصبح من الصعب جداً اقتحام المنزل.
كما ساهمت الهواتف المحمولة في خفض معدلات الجريمة منذ تسعينيات القرن الماضي، ففي حال هوجمت من شخص ما قم بالاتصال برقم الطوارئ في دولتك أو التقط صورة للمجرم أو مقطع فيديو لمساعدة الشرطة على إلقاء القبض عليه.
4. درجات الحرارة المرتفعة
بالطبع أنت تتساءل الآن كيف يمكن للطقس أن يؤثر على الجريمة، قد يتسبب إعصار أو موجة صقيع في منعك من الخروج من المنزل، ولكن برأيك هل يمنع الطقس أولئك المجرمين من ارتكاب جرائمهم؟
على ما يبدو، فالإجابة على هذا التساؤل هي نعم، لأن بعض الأبحاث وجدت أنه كلما ارتفعت درجة الحرارة انخفض عدد الجرائم المرتكبة، وهذا لا يعني أن المجرمين يتفقدون المحرار قبل خروجهم لممارسة أعمالهم الإجرامية، بل أن حرارة الجو قد تعيقهم بطريقة أو أخرى عن ذلك.
5. تلوث الهواء
لا يمكننا إنكار حجم الآثار السلبية التي يتسبب بها التلوث لكوكبنا، ولكن من بين كل هذه الآثار السلبية هناك شيء غريب ينتج عن التلوث، فوفقاً لبعض الدراسات فإن الهواء الملوث يجعلك أكثر عرضة لارتكاب الجرائم وخاصة جرائم الاعتداء.
تشير التقديرات إلى أن تقليل التلوث بنسبة 10% فقط قد يساهم في توفير أكثر من مليون دولار لمكافحة الجريمة كل عام.
تفترض هذه الدراسة أن التلوث يفسد المخ بطريقة ما ولكنها ليست دراسة مؤكدة 100%، فالأمر هنا لا يختلف عن باقي الدراسات التي تسعى لفهم العوامل التي تؤثر على تباين معدلات الجريمة من دولة لأخرى، بالطبع هناك العديد من العوامل ولكننا لسنا متأكدين منها بعد.
