in

10 من أسوأ الزيجات التي شهدها التاريخ

شهد التاريخ الكثير من علاقات الحب والزواج التي انتهت بطريقة مأساوية، إلا أن بعض هذه العلاقات الزوجية قد لاقت النجاح ولكنها لا تشبه قصص الحب الغرامية ولا بأي شكل من الأشكال، بل إنها كانت أشبه بالتخبط بالحياة حتى يفرقهما الموت. كثيراً ما نسمع عبارة “وعاشوا بسعادة أبدية”، قد ينطبق هذا القول على بعض الزيجات التي نصادفها في حياتنا الواقعية، لكنها ليست معيار. قد يكون الكذب عوضاً عن وضع حد للزواج هو سبب فشل العلاقات الزوجية، أو ربما قد يكون السبب وراء فشل هذه العلاقات الزوجية هو أنها لم تكن زيجات مباركة، بل كانت وكأنها قد أصابتها لعنة شريرة. فيما يلي 10 من أسوء قصص الزواج التي عرفها التاريخ:

1. باحث من القرون الوسطى الأوروبية يقع في غرام إحدى طالباته.

بيتر أبيلارد
بيتر أبيلارد في دير الرهبان. صورة: Wikimedia Commons.

قد تكون قصة (روميو) و(جولييت) من أشهر قصص الحب في العالم، لكنهما للأسف شخصيتين خياليتين، ظهرا في مخيلة (ويليام شكسبير) وقام بخلق هذه القصة باستخدام ريشته. أما بالنسبة لقصص الحب الحقيقية، فربما كانت قصة (إلواز) و(أبيلارد) أشهرها. (إلواز) و(أبيلارد) هما عالمان من القرون الوسطى، انتهت علاقتهما الرومانسية بطريقة مؤلمة ووحشية وخاصة بالنسبة له.

ولد (بيتر أبيلارد) (1142-1079) لعائلة بسيطة تنتمي لطبقة نبلاء فرنسا في (بريتاني)، ظهر حبه للتعلم في سن مبكرة، شجعه والده على دراسة الفنون الحرة، واشتهر بمهارته في النقاشات وخاصة النقاشات الفلسفية عندما بلغ أوائل العشرينات من عمره، وأشار إليه الناس على أنه شخص متغطرس حاله كحال باقي الأذكياء.

بحلول عام 1115، كان (أبيلارد) قد أصبح عالم لاهوت مبدع، ومدرساً في كنيسة (نوتردام) وكاهناً في أبرشية شمال فرنسا. التقى (أبيلارد) بـ (إلواز دي أرجينتويل) (1164-1095)، كانت (إلواز) تعيش في أحياء نوتردام تحت رعاية خالها الذي كان كاهناً علمانياً ويدعى (فولبرت)، أتقنت (إلواز) اللاتينية واليونانية والعبرية، كما اكتسبت شهرة بسبب المامها بالدراسات الكلاسيكية.

شق (أبيلارد) طريقه إلى منزل (فولبرت) مدعياً أنه غير قادر على تحمل تكلفة الإقامة وحده، وعرض عليه تعليم ابنة اخته بدلاً من أن يدفع الإيجار. وافق (فولبرت) على ذلك. في عام 1115 بدأت العلاقة الغرامية المتقدة بين (إلواز) و(أبيلارد)، لكن لم يهتم العاشقان للمخاطر التي تنطوي عليها هذه العلاقة الغرامية.

عاشت (إلواز) في الدير ولكنها كانت تتسلل للقاء (أبيلارد)، وكانا يمارسان العلاقة الحميمية كلما سمحت الفرصة لهما سواء في الحديقة ليلاً، أو في غرفتها في الدير، أو في مطابخ الدير، وفي غرفة نوم خالها. في النهاية حبلت (إلواز) وأنجبت طفلها أثناء زيارة رتبها لها أبيلارد إلى أسرته في (بريتاني).

لسوء حظهما، وخاصةً بالنسبة لـ (أبيلارد)، اتجهت الأمور نحو الأسوأ وذلك بسبب غطرسته وتفاخره بعلاقته الغرامية مع (إلواز). عقد الثنائي قرانهما سراً لإرضاء خالها، ولكن عندما علم (فولبرت) بخصوص زواجها سراً، أنكرت (إلواز) حقيقة هذا الأمر بغرض حماية حياة زوجها.

أرسل (أبيلارد) زوجته (إلواز) إلى الدير لحمايتها من خالها حيث تظاهرت هناك بأنها راهبة، عندما علم خالها بالأمر اعتقد أن (أبيلارد) يحاول دفن الفضيحة عبر إجبار (إيلويز) على أن تصبح راهبة، تملكه الغضب وقرر الانتقام لابنة أخته، لذلك قام باستئجار بعض البلطجية الذين قاموا في إحدى الليالي باقتحام غرفة (أبيلارد) وضربوه ثم خصوه.

بعد أن شفي (أبيلارد) من إصاباته، أصبح راهباً وتقاعد في الدير، كما مات حلم (إلواز) بأن تصبح عروس وقررت أن تلتحق بدير الراهبات. في النهاية، تمكن (أبيلارد) من التغلب على صدمته وتابع إلقاء المحاضرات والكتابة. أما (إلواز) فأصبحت المسؤولة عن دارها، وأمضى هذان العاشقان ما تبقى من حياتهما وهما يرسلون الرسائل لبعضهما البعض.

2. بدأت أميرة ويلز حياتها الزوجية بالتقيؤ على ثوب زفافها وثوب الملكة.

أغوستا من ساكسونيا غوتا
أغوستا من ساكسونيا غوتا، أميرة ويلز. صورة: Wikimedia Commons

كانت (أوغستا) من ساكسونيا غوتا التنبورغ (1772-1719) امرأة نبيلة ألمانية، أصبحت تعرف باسم أميرة ويلز بزواجها من أمير ويلز. بدأت حياتها الزوجية بطريقة مشؤومة للغاية وحفل زفاف كارثي. ولكي يكتمل حظها السيء، انضمت (أوغستا) لأميرات ويلز الأربع اللواتي لم يصبحن ملكات.

ولدت (أوغستا) في مدينة (غوتا) الألمانية، وهي ثاني أصغر أطفال الدوق الذي كان لديه 19 طفلاً. في عام 1736، عندما بلغت (أوغستا) الـ 16 من عمرها تم إرسالها إلى إنكلترا لتتزوج من ابن العائلة المالكة. عندما وصلت إلى إنكلترا كان الوضع صعب عليها، لم تكن تجيد تكلم اللغة الإنكليزية فكيف ستتزوج من الأمير (فريديريك) أمير ويلز، وهو الابن والخليفة للملك (جورج الثاني).

كانت العائلة المالكة في عجلة من أمرها لتحضير حفل الزفاف هذا، وذلك لتجنب الشائعات التي ستنتشر بأن أمير ويلز على وشك الزواج من امرأة نبيلة بريطانية. عند لحظة وصول (أوغستا) إلى إنكلترا، قاموا بأخذها لشراء فستان زفافها، وفي الثامن من مايو عام 1736، وجدت (أوغستا) نفسها في ممشى الكنيسة الملكية في قصر (سانت جيمس) لتتزوج من الأمير (فريدريك) البالغ من العمر 29 عاماً.

شعرت (أوغستا) بتوتر شديد عندما وجدت نفسها في بيئة جديدة كلياً بالإضافة لعدم قدرتها على فهم اللغة التي يتكلم بها الحاضرون. عندما كانت الملكة (كارولين) تترجم لـ (أوغستا) من الإنجليزية إلى الألمانية وتهمس في أذنها، تقيأت العروس على ثوب زفافها، وعندما مدت الملكة (كارولين) والدة زوجها يدها لمساعدة (أوغستا) في تنظيف ثوبها، أصيبت (أوغستا) بنولة ذعر أخرى وتقيأت على ثوب الملكة.

عادت الأميرة (أوغستا) لحياتها الطفولية عندما وجدت الحياة الزوجية غريبة ومحرجة للغاية، حتى تمكن أقرباؤها من إجبارها على التوقف عن هذه التصرفات الطفولية والتصرف كملكة وكزوجة. استغل زوجها سذاجة زوجته وأقنعها أن تعين عشيقته كمساعدة لها في غرفة النوم. عندما انتشرت الشائعات حول وجود علاقة غرامية بين أمير ويلز ومساعدة زوجته، تمكن الأمير من إقناع زوجته أنها مجرد شائعات.

كانت الدراما والمشاكل العائلية تسيطر على أجواء العائلة المالكة في ويلز، وكثيراً ما كانت (أوغستا) تنجر لهذه المشاكل وتتلقى اللوم من كلا الطرفين. ولكنها ومع ذلك، تمكنت من أداء دورها المتوقع منها كزوجة، وأنجبت تسعة أطفال. لكنها لسوء حظها لم تحظى بلقب الملكة أبداً، فقد توفي زوجها قبل والده، وعند وفاة الملك (جورج الثاني) توج ابنها (جورج الثالث) كملك عوضاً عنها.

3. زواج بدأ بمذبحة وانتهى بالانفصال.

لوحة لـ ألكسند فراغونار عام 1836 بعنوان «مشهد من مذبحة القديس بارتولوميو»، وتظهر مارغرت ملكة فرنسا المستقبلية، محاولة حماية
لوحة لـ ألكسند فراغونار عام 1836 بعنوان «مشهد من مذبحة القديس بارتولوميو»، وتظهر مارغرت ملكة فرنسا المستقبلية، محاولة حماية زوجها هنري نافار. صورة: Fine Art Images/Heritage Images/Getty Images

إن (مارغريت) من (فالوا) (1615-1553) هي ملكة فرنسية اشتهرت بفسقها واقترافها للمعاصي دون اكتراث بالإضافة لكونها المرأة الأولى التي تدون مذكراتها في التاريخ، تعتبر (مارغريت) مثالاً حياً للشغب والاضطراب الذي شهدته فرنسا في ذلك الوقت. اكتسبت (مارغريت) شهرة أو ربما سمعة سيئة عندما تناولها الكاتب (ألكساندر دوماس) موضوعاً في إحدى رواياته (الملكة مارغو).

و(مارغريت) هي ابنة الملك الفرنسي (هنري الثاني) وزوجته (كاترين دي ميديتشي). كبرت (مارغريت) وكانت مقربة من شقيقها (هنري) -الملك المستقبلي (هنري الثالث) –آخر ملوك (فالوا)، كانت مقربة منه لدرجة مثيرة للشبهات حيث كثرت الشائعات حول طبيعة علاقتهما واتهموهما بزنا القربى. في النهاية تحولت هذه العلاقة المقربة إلى كراهية لمدى الحياة عندما علم (هنري) بوجود علاقة غرامية تجمعها مع الأرستقراطي (هنري غيس)، انتهت هذه العلاقة الغرامية في عام 1570 عندما تدخلت والدتها وشقيقها الملك (تشارلز) التاسع وقاموا بضرب (غيس) وطرده من المحكمة.

كانت العلاقة الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت متوترة في ذلك الوقت في فرنسا، لذلك سعت (كاثرين دي ميديتشي) إلى كسر هذا التوتر عبر تقريب كاثوليك (فالوا) من أقاربهم عائلة (بوربون)، وهم الفرع البروتستانتي التابع للعائلة المالكة الفرنسية. تبعاً لذلك، رتبت (كاثرين) زواجاً بين (مارغريت) وأحد أقربائها من عائلة (بوربون) البروتستانتي (هنري نافار).

أقيم حفل الزفاف في كاتدرائية (نوتردام) في باريس في 19 أغسطس عام 1572. لم تسر الأمور بالشكل المخطط له منذ البداية عندما رُفض العريس البروتستانتي أو بمعنى آخر لم يُسمح له الدخول للكاتدرائية الكاثوليكية، لذلك أمضى ليلة زفافه خارج كاتدرائية (نوتردام). بعد مرور خمسة أيام ازدادت أمور المصالحة الدينية سوءاً، عندما بدأت مذبحة القديس (بارتولوميو) في 24 من شهر أغسطس، حيث قام الكاثوليك بقتل الآلاف من (البروتستانت) الذين سافروا إلى باريس لحضور حفل الزفاف، ذُبح الآلاف من البروتستانت في جميع أنحاء فرنسا خلال الأيام التالية.

نجا (هنري نافار) من الموت وذلك بسبب وعده الذي قطعه بخصوص تحوله إلى الكاثوليكية. وأُجبر على العيش في المحكمة الفرنسية لكنه تمكن من الفرار في عام 1576. لم يكن لـ (مارغريت) أي دور في عمليات القتل، بل إنها فعلت الكثير لحماية حياة زوجها، بعد وقوع المذبحة ومرور 4 سنوات من أسره، لم يكن (هنري نافار) من المولعين بالكاثوليك، ومن بينهم زوجته.

بمجرد إطلاق سراحه، قرر (هنري نافار) التخلي عن الكاثوليكية والانضمام للقوات العسكرية البروتستانتية. عندما خلف (هنري) شقيق (مارغريت) أخاه (تشارلز التاسع) ليصبح الملك (هنري الثالث)، أصبح زوجها خليفة له، وذلك لأن الملك (هنري) الثالث لم يرزق بطفل. سبب هذا الأمر اندلاع صراع ثلاثي الجهات عُرف باسم حرب الثلاثي هنري (شقيق مارغريت هنري الثالث، زوجها هنري نافار، عشيقها السابق هنري غيس).

في عام 1588، اغتال (هنري الثالث) العشيق السابق لـ (مارغريت) (هنري غيس)، سببت عملية الاغتيال هذه انتشار الخوف بين الشعب الفرنسي وأدت لانهيار سلطة الملك في جميع انحاء فرنسا. في عام 1589 اغتيل الملك (هنري الثالث) على يد راهب، وأصبح (هنري نافار) زوج (مارغريت) الملك الشرعي لفرنسا وحصل على لقب (هنري الرابع). رفضه الفرنسيون كملك ولكنه هذه المرة اعتنق الكاثوليكية عن طيب خاطر لتأمين حصوله على العرش، وقد علق على هذا الأمر بسخرية قائلاً: ”باريس بحاجة لقديس“. أول عمل قام به بعد أن استلم الحكم كملك هو فسخ زواجه من (مارغريت).

4. زواج وقعت جراءه جريمة قتل في سنته الأولى، وانتهى بانفجار في سنته الثانية.

ماري ملكة الاسكوتلنديين
ماري ملكة الاسكتلنديين. صورة: Time Life Pictures/Mansell/The LIFE Picture Collection/Getty Images

إن (هنري ستيوارت)، اللورد (دارنلي) (1567-1545)، هو الزوج الثاني لملكة اسكتلندا الملكة (ماري)، وملك اسكتلندا منذ عام 1565 حتى يوم وفاته بعد عامين من تنصيبه ملكاً. لم ينجز (دارنلي) الكثير من الإنجازات خلال حياته القصيرة التي استمرت 22 عاماً فقط. كان إرثه الوحيد هو ابنه الذي يعرف باسم (جيمس السادس) في اسكتلندا و(جيمس الأول) في إنكلترا، وهكذا نشأت عائلة (ستيوارت) وحكمت المملكة المتحدة.

كانت زوجته الملكة (ماري) (1587-1542) ابنة عمه، كما كانت الابنة الشرعية الوحيدة الباقية على قيد الحياة للملك (جيمس الخامس)، كان عمرها 6 أيام فقط عندما توفي والدها وورثت العرش وهي لا تزال رضيعة، نشأت (ماري) في فرنسا بينما كانت إسكتلندا تحت حكم الحكام، وفي عام 1558، تزوجت من (دوفين) ولي العهد الفرنسي الذي أصبح الملك (فرانسيس الثاني) عام 1559، لكنه توفي بعد عام.

عادت (ماري) الأرملة إلى فرنسا، وفي عام 1565 قابلت ابن عمها الأول اللورد (دارنلي) الذي كان يعرف بوسامته وأغرمت به. بغض النظر عن مدى جاذبيته وجماله، كانت فكرة الزواج بينهما منطقية للغاية، وذلك لكونها وسيلة لتوحيد أسرتين من عائلة (ستيورات)، أي أن هذا الزواج سيعمل على تعزيز نفوذ الأسرة المالكة الأسكتلندية. تم ترتيب هذا الزواج بسرعة كبيرة وتربع اللورد (دارنلي) على عرش المملكة بجانب الملكة (ماري).

بعد فترة وجيزة من الزفاف، اكتشفت (ماري) أن زوجها الثاني كان مدللاً، بالإضافة لثقته الكبيرة بنفسه وبأهليته كملك. غضب (دارنلي) عندما رفضت زوجته (ماري) منحه التاج الزوجي الذي يسمح له بمواصلة الحكم بعد وفاتها. وعندما حملت (ماري) بابنه، لم يشعر بالسعادة بل تملكه شعور القلق، وذلك لأن ابنه سيدفعه بعيداً عن العرش الملكي في المستقبل.

زاد غضب (دارنلي) بعد أن تم وضع صورة رأس الملكة (ماري) على العملة النقدية المتداولة. صب (دارنلي) غضبه على سكرتير الملكة (ديفيد ريزيو) حيث اتهمه بتحريض زوجته ضده وبوجود علاقة حميمية بينهما. في شهر مارس عام 1566، اقتحم (دارنلي) وبعضاً من مساعديه غرفة طعام الملكة وقام بطعن (ريزيو) حتى الموت أمام عيني زوجته الحامل.

قام (دارنلي) بهذه الخطوة متأملاً أن زوجته ستجهض طفلها إثر الصدمة وستخضع تحت إرادته، ولكن (ماري) لم تجهض طفلها وأنجبت الملك المستقبلي (جيمس) في شهر يونيو من عام 1566. ومع ذلك، واجهت الملكة (ماري) العديد من محاولات وعمليات التخويف من أجل إعلان العفو عن قتلة (ريزيو). لم يفلت (دارنلي) من العقوبة لفترة طويلة، ففي 19 من فبراير عام 1567 خططت (ماري) لعملية اغتيال زوجها حيث وضعت المتفجرات أسفل غرفة نومه. نجا (دارنلي) من الانفجار ولكنه عندما خرج من تحت الأنقاض، تم الإمساك به وخنقه حتى الموت. تزوجت (ماري) من قاتل زوجها (إيرل برثويل) بعد ثلاثة أشهر من موت (دارنلي).

5. إلين تيرنر ومؤسس نيوزيلندا.

إدوارد جيبون ويكفيلد
إدوارد ويكفيلد، سياسي بريطاني وأحد أهم الدعاة لاستعمار أستراليا، كما كان مؤسس نيوزيلاندا. صورة: Wikimedia Commons

كان (إدوارد جيبون ويكفيلد) (1862-1796) سياسياً بريطانياً لعب دوراً رئيسياً في استعمار أستراليا، كما يعتبره الكثيرون المؤسس لدولة نيوزيلندا. قبل ذلك، حصل (ويكفيلد) على لطخة سوداء في تاريخه بسبب اتهامه بقضية اختطاف وريثة ثرية بعمر الـ 15 من عمرها والزواج منها.

كان (ويكفيلد) ساعياً دبلوماسياً في نهاية حرب (نابليون)، قبل أن يهرب مع وريثة فاحشة الثراء تبلغ من العمر 17 عاماً في عام 1816. نال (ويكفيلد) تسوية زواج من والدها بقيمة 7 مليون دولار أمريكي. للأسف، توفيت زوجته بعد فترة وجيزة من ولادتها في عام 1820، وعلى الرغم من الثروة التي جمعها من وراءها إلا أنه أراد المزيد من المال للبدء في مسيرته السياسية. في عام 1827 أقدم (ويكفيلد) على الزواج من (إلين تيرنر) الابنة الوحيدة لصاحب شركة لصناعة المنسوجات.

كانت (إلين) تبلغ من العمر 15 عاماً، ولم يملك (ويكفيلد) أي فرصة بالحصول على موافقة والدها، لذلك خطط (ويكفيلد) لخطف (إلين) والهرب معها بمساعدة شقيقه، متوقعاً أنه بهذه الطريقة سيخضع والدها للموافقة كما فعل مع والد زوجته الأولى. أرسل (ويكفيلد) عربة إلى مدرسة (إلين) الداخلية في ليفربول مرفقة برسالة موجهة لمديرة المدرسة تنص على أن والدة (إلين) على فراش الموت وتتمنى رؤية ابنتها على الفور.

نُقلت (إلين) إلى فندق في مانشستر، حيث أخبرها (ويكفيلد) أن إمبراطورية والدها التجاري قد انهارت، وأن والدها قد هرب بسبب تراكم الديون عليه. ثم أقنع (إلين) بأن عمه المصرفي وافق على الإفراج عن بعض الأموال التي قد تنقذ والدها ولكن بشرط الزواج من (ويكفيلد)، كما أخبرها أن والدها قد أيّد هذا الزواج.

وافقت (إلين) على الزواج منه، أخذ (ويكفيلد) (إلين) إلى اسكتلندا وذلك لأن قوانينها في الزواج أقل تشدداً، وتم عقد قرانهما على يد حداد. في النهاية، طلبت (إلين) رؤية والدها ووعدها (ويكفيلد) بأنه سيلبي مطلبها، لكن اجتماعاته كانت لا تنتهي. في النهاية، تمكن من اقناعها أن والدها الآن في فرنسا وهو يرغب أن تتبعه ابنته وزوجها.

خلال هذه الفترة، كتب (ويكفيلد) لوالد (إلين) رسالة يبلغه بزواج ابنته. شعر (ويكفيلد) بخيبة أمل كبيرة وخاصة بعد توقعه أن السيد (تيرنر) سيتصرف كما تصرف والد زوجته الأولى. طلب والد (إلين) الذي كان عمدة بلدة (شيشاير) من وزارة الخارجية البريطانية إرسال محامياً وشرطياً إلى فرنسا، عندها وجدوا (تيرنر) و(إلين) في فندق في (كاليه). قاموا بإعادة (إلين) إلى والدها، وألقوا القبض على (ويكفيلد) وشقيقه وحُكم عليهما بالسجن لمدة 3 سنوات. في نهاية المطاف قام البرلمان بإبطال هذا الزواج.

6. كاميلا أو جورمان والأب لاديسلاو جوتيريز.

إعدام كاميلا أوغورمان
لوحة بعنوان «إعدام كاميلا أوغورمان». صورة: elbaile

كانت (كاميلا أو جورمان) (1848-1828) شخصية اجتماعية أرجنتينية ثرية من القرن التاسع عشر، كما كانت وواحدة من أشهر بطلات الرومنسية والمأساوية في الأرجنتين. خاضت علاقة عاطفية انتهت بزواجها من القس الروماني الكاثوليكي الأب (لاديسلاو جوتيريز)، أثار هذا الزواج فضيحة كبيرة بالبلاد وانتهى بمأساة.

ولدت (كاميلا) في (بوينس آيرس)، وكانت فتاة جميلة ذات أخلاق عالية ومتعلمة على خلاف الوضع في الأرجنتين في ذلك الوقت، أي كانت تنتمي لأرض السلام والجمال. لسوء حظها، أمضت حياتها في بلد تسودها الوحشية ويحكمها الديكتاتور (خوان مانويل دي روساس) وهو جنرال بالجيش، تصاعدت حملات المعارضة ضده في ساحات البلدة من سياسيين معارضين لحكمه.

كانت (كاميلا) إحدى ركائز المجتمع الراقي، كما كانت صديقة لابنة الدكتاتور الحاكم، ولكن عندما تعرفت (كاميلا) على الكاهن (لاديسلاو غويتريز)، تحرك شيء ما بين هذه الشخصية الاجتماعية وهذا الكاهن. في عام 1847، غرق الاثنان في علاقة غرامية وهربا معاً إلى بلدة صغيرة في المقاطعة، حيث تظاهرا بأنهما زوجان وأسسا أول مدرسة في هذه البلدة.

سرعان ما اتخذت هذه الفضيحة منحى سياسياً وذلك بسبب قيام معارضي الديكتاتور بتسخير هذه العلاقة لإظهار الفساد والتدهور الأخلاقي خلال فترة حكم (روساس). وفي نهاية المطاف، قاموا بتعقب (كاميلا) و(لاديسلاو) واختطفوهما وأعادوهما إلى بوينس آيرس. ناشدت ابنة الديكتاتور (روساس) والدها أن يعفي عن صديقتها، لكنه رفض مدعياً أن هذه القضية تستدعي ”إظهار قوتي بلا منازع، لأن القيم الأخلاقية والمعايير الدينية في المجتمع معرضة للخطر“.

وقع الديكتاتور مرسوماً لإعدام العاشقين. حيث أُعدم كل من (كاميلا) والأب (لاديسلاو) في الـ 18 من أغسطس عام 1848 على يد فرقة لإطلاق النار في سجن المدينة بالقرب من (بوينس آيرس)، كانت (كاميلا) في ذلك الوقت في الـ 20 من عمرها وحاملاً بالشهر الثامن. قبل إعدامها قاموا بعرض الماء المقدس عليها لتشربه وذلك كبادرة حسنة كي يذهب طفلها للجنة.

7. الكونتيسة التعيسة وزوجها الإنكليزي السيء.

لوحة لـ جيمس غيلراي يصوّر فيها محاكمة باوز
لوحة لـ جيمس غيلراي يصوّر فيها محاكمة ستوني في محكمة الملوك. صورة: Wikimedia Commons

كان (أندرو روبنسون ستوني) (1810-1747) شخصاً مغامراً وفاسداً وينتمي للأنجلو الإيرلنديين. اكتسب (ستوني) سمعته السيئة بسبب خداعه امرأة من طبقة النبلاء بزواج مروع. تزوج (ستوني) من (ماري باوز) وهي كونتيسة (ستراثمور) و(كينغهورن) (1800-1749)، وهي الجدة الكبرى للملكة (إليزابيث الثانية) التي كانت تعرف باسم ”الكونتيسة الحزينة“، تسبب هذا الزواج بفضيحة كبيرة في إنكلترا وانتهى بالطلاق.

ولدت (ماري) في لندن وهي ابنة بارون فاحش الثراء، توفي والدها عندما كانت (ماري) تبلغ من العمر 11 وترك لها ثروة تبلغ حوالي المليون جنيه إسترليني. أصبحت (ماري) أغنى وريثة في أوروبا وأكثر النساء المرغوبات في بريطانيا، واستمتعت بكونها محط انتباه واهتمام الجميع كما شعرت بالسعادة عند تودد الأرستقراطيين إليها، في النهاية تزوجت (ماري) من إيرل ستراثمور وكينغمور في عيد ميلادها الـ 18.

رزق الزوجان بخمسة أطفال، ولكن عندما أصيب الإيرل بمرض السل، شعرت (ماري) بالإحباط واعتبرته شخصاً ضعيفاً غير قادر على تلبية رغباتها الجنسية. بدأت (ماري) بخوض علاقات غرامية سببت لها سمعة مروعة. عندما توفي زوجها الإيرل في عام 1776، استعادت (ماري) ثروتها ودخلت بعلاقة غرامية مع حبيبها (جورج جراي)، وأصبحت حبلى أربع مرات خلال عام من عشيقها ولكنها أجهضت في جميع تلك المرات.

في النهاية، تزوجت (ماري) من (جراي) بعد حملها الرابع، لكن عندما التقت بالملازم في الجيش البريطاني (أندرو روبنسون ستوني) الملقب بالكابتن، وقعت (ماري) في غرامه. في عام 1777، كتب (ستوني) مقالات شنيعة عن (ماري) ونشرها في إحدى الصحف، وعندما نُشرت هذه المقالات، تظاهر (ستوني) بالغضب من الإهانة الموجهة لشرف (ماري)، وتحدى رئيس تحرير الصحيفة لمبارزته. أثناء خوض الطرفين في هذه المبارزة المزيفة تظاهر (ستوني) بإصابته بجروح قاتلة، وتوسل (ماري) وقال لها أن أمنيته الوحيدة قبل الموت هي الزواج منها.

قبلت (ماري) الزواج من (ستوني) الذي كان محمولاً على إحدى النقالات عندما علمت أن هذا الزواج لن يستمر سوى بضع ساعات. بعد فترة وجيزة من تبادل الوعود وانتهاء الحفل، استعاد (ستوني) عافيته. في تلك الفترة، كان من حق الزوج التحكم بالممتلكات المالية لزوجته، لكن اكتشف (ستوني) وجود اتفاقية ما قبل الزواج تقف في طريق تحقيق مبتغاه. لكنه في النهاية تمكن من إجبار (ماري) على إلغاء اتفاقية ما قبل الزوج وتمكن من التحكم بثروتها.

بدأ (ستوني) بصرف وتبديد ثروة زوجته كبحار مخمور على الشاطئ، وأبقى زوجته (ماري) سجينة في منزلها. وحوّل حياتها إلى جحيم على مدار السنوات الثمان التالية، كما أساء إليها جسدياً وعاطفياً، وكان يغتصب خادماتها ويحضر البغايا إلى المنزل. خاض (ستوني) العديد من العلاقات الغرامية التي انتهت بولادة أطفال غير شرعيين له.

تمكنت (ماري) من الهرب في عام 1785 وتقدمت بطلب الطلاق من زوجها، لكن (ستوني) رفض التخلي عنها وقام بخطفها وأخذها إلى شمال إنكلترا وعذبها وهددها بالاغتصاب. كما أجبرها على ركوب الخيل خلال أيام الشتاء الباردة لعلها تمرض وتموت.
في نهاية المطاف، تم انقاذ (ماري) عندما ارتفعت أصوات البكاء من منزلها، أما زوجها (ستوني) انتهى به الأمر بالاعتقال.

استؤنفت قضية الطلاق وأدين (ستوني) وشركاؤه بالسجن لـ 3 سنوات بتهمة الخطف. وأخيراً حصلت (ماري) على طلاقها في عام 1789.

8. التراجع عن وعد بالزواج من غيشا (راقصة) يابانية كلف هذا الرجل أغلى ما يمل.

سادا ابه
أحبت سادا ابه عشيقها بشكل جنوني، وأرادت امتلاكه وحدها مما دفعها إلى قتله في نهاية المطاف.

في بعض الأحيان، قد ينتهي الزواج بطريقة سيئة، ولكن قد يكون لرفض الزواج من شخص ما نفس العواقب. عُرف (كيشيزو إيشيدا) (1936-1894)، وهو رجل أعمال ياباني وصاحب مطعم معروف، بحبه للنساء. قرر (إيشيدا) صاحب أنجح المطاعم في طوكيو توكيل إدارة شؤونه التجارية لزوجته واللحاق بشغفه ومطاردة النساء.

في عام 1936، بدأ بعلاقة غرامية مع موظفة قام بتعيينها مؤخراً اسمها (سادا أبه) (1971-1905) وهي بائعة هوى وغيشا يابانية سابقة. لم يمر الكثير من الوقت منذ بدء عملها حتى بدأ بالتودد إليها، وبالطبع لم تبعده (سادا). أصبح الاثنان مفتونان ببعضهما البعض، فكانا يمضيان أياماً في ممارسة العلاقة الحميمية في الفنادق، ولم يتوقفا عن ممارسة الحب حتى عندما تدخل الخادمات لترتيب وتنظيف الغرفة. في مرحلة ما، كان (إيشيدا) يتكلم عن تركه لزوجته والزواج من (سادا)، فأخذت (سادا) كلامه على محمل الجد.

كانت (سادا) تشعر بالغيرة كلما كان (إيشيدا) يعود إلى منزله، وعندما فشل (إيشيدا) في الطلاق من زوجته بدأت (سادا) بالتفكير بقتله وذلك كوسيلة لإبقائه لنفسها للأبد. في أحد الأيام، قامت (سادا) برفع السكين على (إيشيدا) ولكنه ظن أنها تتدرب على أحد الأدوار وتحمست قليلاً، الأمر الذي دفع (سادا) للتراجع عن نيتها بقتله. في مرة أخرى، حاولت (سادا) قتل حبيبها مجدداً عن طريق خنقه بحزام أثناء ممارستهما الحب، شعر (إيشيدا) برغبة جنسية أكبر وتوسلها أن تتابع ما تقوم به، الأمر الذي دفعها للتراجع عن نيتها بقتله مرة أخرى.

عندما استسلم (أيشيدا) للنوم قررت (سادا) خنقه للموت باستخدام حزامها، بعد أن مات قامت بإخصائه ونقشت اسمها على ذراعيه، قبل أن تهرب كتبت عبارة ”سادا وإيشيدا كيشيزو وحدهما“ بالدم على ساقه، و”سادا وإيشيدا لبعضهما“ على ملاءات السرير. سيطر مصطلح (رُعب سادا أبه) على معظم الرجال اليابانيين عند انتشار خبر أن جريمة القتل هذه قد ارتكبت على يد ”امرأة خطرة جنيساً وإجرامياً“.

في نهاية المطاف تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على (سادا)، وكانت الصدمة عندما وجدت الشرطة الأعضاء التناسلية لـ (إيشيدا) في حقيبتها، عندما سألوها عن السبب الذي يدفعها للتجول حاملةً قضيب وخصيتي (إيشيدا) في حقيبتها أجابت قائلةً: ”لم أستطع أخذ رأسه أو جسده معي، أردت أخذ الجزء الذي يعيد إليّ أكثر الذكريات حيوية“. حوكمت (سادا) بالسجن لمدة 5 سنوات. بعد إطلاق سراحها واصلت (سادا) كتابة سيرتها الذاتية، وعاشت حتى عام 1971.

9. الزواج المأساوي في مجال الاستعراض الفني

ميرا وزوجها جيري لي لويس
ميرا وزوجها جيري لي لويس

اُعتبرت بعض الزيجات التي حصلت في تاريخ الفن والأعمال الاستعراضية زيجات فاشلة وكارثية كزواج (جيري لي لويس) (1935- ) و(ميرا جيل براون). ولد (لويس) ونشأ في لويزيانا، وكان رائداً في مجال موسيقا (الروك آند رول)، بدأ تسجيل أغانيه في عام 1956. في العام التالي، اكتسب لويس شهرة عالمية بعد النجاح الذي حققته أغنيته (There’s a Whole Lotta Shakin’ Goin’ On). بعد مرور وقت قصير أطلق أغنيته المميزة (Great Balls of Fire)، والتي صنفت من أفضل 100 أغنية بحسب تقييم مجلة ”رولينغ ستون“.

بحلول هذا الوقت، كان (لويس) قد خاض علاقتي زواج فاشلتين. فانفصل عن زوجته الثانية ليتزوج للمرة الثالثة بعد أن وقع بغرام (ميرا جيل براون). كانت (ميرا) ابنة عمه، وكان الفارق العمري بينهما كبير، حيث كانت تبلغ من العمر 13 عاماً أي أنها كانت صغيرة جداً.

لم يكن الزواج من ابنة العم أو الزواج بفتاة صغيرة تبلغ من العمر 13 عاماً أمراً شائعاً في لويزيانا في ذلك الوقت، لكنه لم يكن يعتبر أمراً متطرفاً. لم يكن (لويس) يعتبر عمر (ميرا) أو قرابته بها أمراً ذا أهمية كبيرة، بل كان يخشى من الفضيحة وخاصة أنه سيعقد زواجه الثالث قبل انتهاء معاملات طلاقه من زوجته الثانية.

حذر الكثير (لويس) من اصطحاب عروسته معه في جولته الأوروبية الأولى ولكنه تجاهل هذه التحذيرات، لكن اتضح لاحقاً أنه كان من الأفضل له لو عمل بنصيحتهم. فعندما وصل إلى بريطانيا في شهر مايو عام 1958، قدم (ميرا) للصحفيين كزوجته لكنه ادعى أنها تبلغ من العمر 15 عاماً. زادت (ميرا) الأمر سوءاً عندما أشارت أنها ليست صغيرة جداً على الزواج، وقالت: ”يمكنك الزواج بسن العاشرة، إذا تمكنت من العثور على زوج“.

ما إن اكتشفت الصحافة على جانبي المحيط الأطلسي عمر (ميرا) الحقيقي، ظهرت ردود الأفعال العنيفة وخاصة من طرف الصحافة البريطانية، حيث وُصف (لويس) بأنه ”خاطف الأطفال“ و”لص الطفولة“. لعبت الصحافة دوراً كبيراً في حث الناس على مقاطعة حفلاته الموسيقية، كما طالبت بترحيله من البلاد لكونه متحرشاً بالأطفال. تم إلغاء مواعيد جولته الموسيقية واضطر (لويس) و(ميرا) إلى الفرار إلى الولايات المتحدة.

عندما هبطت طائرتهما في نيويورك، لم تكن الصحافة الأمريكية أكثر لطفاً من الصحافة البريطانية. كانت مسيرة (لويس) الفنية في ذروتها لدرجة أنه بدأ ينافس (إلفيس). لكن تسببت هذه الفضيحة بتحطيم سمعته، حيث انخفضت رسوم حفلته في تلك الليلة من 10 آلاف دولار إلى 250 دولار.بعد مرور فترة من الزمن، عاود (لويس) الظهور كمغني ريفي.

10. الزواج من ”ملكة نحل أناتاهان“ نهايته الموت.

كازوكو هيجا
كازوكو هيجا. صورة: Koreaboo.

وصفت مجلة (جابان تايمز) السيدة (كازوكو هيجا) بأنها ”امرأة وضيعة ذات وجه طويل ونحيل، بالكاد تعتبر جميلة“، لم تكن تبدو على الإطلاق كامرأة لعوب وحسناء. ومع ذلك، أجبرتها حال البلاد خلال الحرب العالمية الثانية على الدخول في سلسلة من الزيجات التي غالباً ما كانت تنتهي بكارثة وخاصة بالنسبة للزوج.

بدأ الأمر في يونيو عام 1944، عندما قامت إحدى الطائرات الأمريكية بإغراق قافلة يابانية صغيرة قبالة جزيرة (أناتاهان)، و(أناتاهان) هي إحدى جزر (الماريانا) النائية التي تقع على بعد 75 ميل عن سايبان. 36 بحاراً وجندياً سبحوا إلى جزيرة (أناتاهان). والتقوا هناك بالمقيم الوحيد في تلك الجزيرة، وهو مالك مزرعة يدعى (كيكوتشيرو هيجا) وزوجته (كازوكو هيجا). سببت التركيبة السكانية لهذه الجزيرة التي تضم 37 رجل وامرأة واحدة الكثير من المتاعب.

اشتعلت الحرب بينما كان هؤلاء الناجون يستقرون في هذه الجزيرة بمساعدة عائلة (هيجا). في وقت لاحق من عام 1944، غزت الولايات المتحدة جزر (الماريانا) وفرضت سيطرتها على الجزر الرئيسية بينما تغاضت عن بعض الجزر الصغيرة كجزيرة (أناتاهان). أما بالنسبة للمستوطنين الجدد في هذه الجزر الصغيرة، ففقدوا الاتصال مع حكومتهم وانعزلوا عن العالم الخارجي.

لم يكن الاستقرار في جزيرة (أناتاهان) أمراً ممتعاً، كانت هذه الجزيرة فقيرة بالموارد الغذائية، واضطر المقيمون إلى تناول جوز الهند والسحالي والخفافيش والحشرات وقصب السكر البري للبقاء على قيد الحياة. لكن عندما تحطمت قاذفة القنابل (B-29) على الجزيرة، تحسنت حياتهم واستفادوا من حطام هذه القاذفة واستخدامها لصنع سكاكين وأواني وأسقف لأكواخهم.

بسبب وجود امرأة واحدة على هذه الجزيرة أصبح الوضع يشبه رواية ”أمير الذباب“. وكانت الضحية الأولى زوج (كازوكو) (كيكوتشيرو هيجا)، اختفى (كيكوتشيرو) تحت ظروف غامضة بعد مرور وقت قصير من وصول المقيمين الجدد. عندها قامت (كازوكز) بالزواج من أحد المقيمين الجدد وذلك لحماية لنفسها من الآخرين، ومع ذلك قام أحدهم بإطلاق النار على زوجها الجديد وقتله. تزوجت (كازوكو) من قاتل زوجها ولكن بعد وقت قصير من زواجهما، قام عاشق آخر بشق حلق زوجها الجديد.

تحولت (كازوكو) لتصبح امرأة لعوب، حيث بدأت بالتلاعب بهؤلاء الرجال، وانتهى أمر كل زوج منهم بالموت بطريقة وحشية على يد الرجال الآخرين. ازداد الأمر سوءاً عندما اكتشف المقيمون الجدد طريقة تخمير نبيذ جوز الهند، حيث كانوا يمضون أياماً في شرب الخمر. في عام 1951، اندلعت المعارك بين هؤلاء الرجال للفوز بـ (كازوكو)، مات 12 عشر رجلاً، تعرض أحد الرجال للطعن 13 مرة على أيدي الرجال الآخرين، لكنه بعد نجاته من محاولات القتل التي تعرض لها كان يعاود التودد إليها.

في عام 1945، كانت الحرب قد انتهت في العالم الخارجي. تذكر أحد الأشخاص المأساة التي وقعت قرب جزر (الماريانا)، لذلك قامت السلطات الأمريكية بإلقاء منشورات فوق جزيرة (أناتاهان) لتخبر القاطنين هناك أن الحرب قد انتهت. اعتقد المقيمون في تلك الجزيرة أن هذه المنشورات ليست سوى أخباراً كاذبة، ورفضوا تصديق أن اليابان قد استسلمت. نظراً لكونهم معزولين عن العالم الخارجي ولا يشكلون أي تهديد على القوات الأمريكية، قررت القوات الأمريكية عدم التخلص منهم. لذلك كانت تقوم السلطات الأمريكية بإنزال المنشورات بين الحين والآخر لإعلامهم أن الحرب قد انتهت وأن اليابانيين قد استسلموا، ولكن استمر المقيمون في هذه الجزيرة بعدم تصديق هذه الأخبار.

في عام 1950، رأت (كازوكو) سفينة أمريكية عابرة وطلبت أن يتم أخذها بعيداً عن هذه الجزيرة. كان ذلك بعد أن اكتشفت السلطات الأمريكية أن المقيمين بهذه الجزيرة لم يصدقوا أن الحرب قد انتهت، لذلك تم الاتصال بأسر المعسكرين وكتبوا رسائل لهم لإعلامهم أن الحرب قد انتهت بالفعل منذ سنوات عديدة. وأخيراً جاءت هذه الرسائل التي أرسلتها الحكومة اليابانية بفائدة.
استسلم المقيمون في عام 1951، وعادوا إلى اليابان وانتشرت قصتهم على نطاق واسع. أطلقت الصحافة اليابانية على (كازوكو هيجا) لقب ”ملكة نحل أناتاهان“، ونشرت قصتها في الصحف وتناولت قصتها العديد من المسرحيات، بعد أن انتهت مرحلة شهرتها وفقد الجمهور اهتمامه بها، سلكت (كازوكو) طريقها نحو الدعارة وغرقت في فقر مدقع، توفت عن عمر يناهز الـ 51 عاماً، وكانت تعمل وقتها في جمع القمامة.

مقالات إعلانية