in

أكثر حفلات كشف جنس المولود جموحاً على الإطلاق، وإضاءة برج خليفة ليس الوحيد

في هذا المقال سأصحبكم في عجالة برحلة سنبدأها من حيث بدأ هذا كله.

أول من بدأ هذا الترند وقام بأول حفلةٍ موثقةٍ للكشف عن جنس مولوده المنتظر سيدة تدعى (جينا كرافونيديس)،  وثقت حفلتها تلك بمقطع فيديو في سنة 2008، لتنتشر بعد ذلك قصة هذه الحفلة كالنار في الهشيم، وتصبح ترنداً يحاول العديد من الآباء حول العالم مجاراته وإضافة لمساتهم الخاصة عليه.

تتضمن مثل هذه الحفلات التي قامت بها (جينا) وغيرها من الآباء في بداية انتشار هذا الترند قالبَ كاتو محشو بحشوة وردية اللون أو زرقاء، ثم يكتشف الضيوف والأبوين عند تقطيعه جنس الجنين، أو كيساً كبيراً يحوي بداخله بالونات أو قصاصات ورقية وردية اللون أو زرقاء، والتي عند تمزيق الكيس تتطاير في الهواء لتملئ المكان بفرحةٍ هستيرية معلنةً عن جنس المولود المنتظر.

وطبعاً القائمة تطول لتشمل أي طريقة يُستخدم فيها أحد هذين اللونين للإشارة لجنس الجنين. لكن تدريجياً بدأ بعض الآباء بإضافة جموح غير مسبوق لحفلاتهم تلك!

فمثلاً، قام (مايك كيليبرت) وزوجته (ريبيكا) الذين يملكان مزرعة لتربية الزواحف، بالاستعانة بـ(سالي) إحدى تماسيح المزرعة، لإجراء طقوس هذا الحفل!

يظهر (مايك) في فيديو نشرته العائلة وهو يحاول فتح فكي (سالي) الضخمين ليقدم لها بطيخة ناوله إياها أحد الضيوف، ليتضح بعد أن انفجرت البطيخة تحت قوة فكي (سالي) أنها كانت محشوة بمادة لزجة زرقاء اللون، لتبشر الزوجين بقدوم طفل جديدٍ للعائلة.

لكن في بعض الحالات، خرجت الأمور عن السيطرة تماماً، ليتحول الحفل إلى كارثة حقيقية. ففي ولاية أريزونا الأمريكية، استخدمت عائلة قنبلة دخانية للكشف عن جنس جنينها، وانفجرت القنبلة وخرجت منها سحابة زرقاء اللون كما هو مخطط، ولكن حدث شيءٌ ما ليس مخططاً له، فبدأت النيران تلتهم الأعشاب الجافة من حولها، ولم يتمكن أحدٌ من إخماد النيران إلى أن أتت على ما يقارب 47 ألف فدان من الأراضي المجاورة، وتجاوزت الأضرار ثمانية ملايين دولار.

حارب رجال الإطفاء النيران وتمكنوا منها بعد أن مضى ما يقارب الأسبوع، واعترف الأب (دينيس ديكي) الذي قام بتفجير القنبلة بفعلته تلك، وعبر عن ندمه الشديد لما جرى. لكن هذا لم يغفر له فعلته، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، وغرامة مالية قيمتها 8,188,069 دولار! بدءاً بمئة ألف دولار كدفعة أولية، مع تحديد مبلغٍ سيدفع شهرياً بعد ذلك.

ونفس السيناريو حدث في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث أتت النيران هناك على أكثر من سبعة آلاف فدان من الأراضي.

وفي ولاية آيوا الأمريكية، توفيت جدة في إحدى حفلات كشف جنس الجنين، حيث كانت الأسرة التي تحلقت حول قالب كاتو الحفلة تأمل عند انفجار البارود داخل القالب أن يتطاير مسحوق أزرق أو وردي اللون ليعلنوا عن جنس الجنين! لكن حدث ما لم يتوقعوه، فقد صنعوا بغير قصد شيئاً يشبه القنبلة الأنبوبية التي أصابت إحدى شظاياها الجدة وتسببت بمقتلها.

آخر محطاتنا في هذا المقال ستكون في دبي (رغم أنها لا تحمل صفة ”الجموح“ التي رأيناها في القصص السابقة)، حيث احتفل زوجان سوريّان على طريقتهما الخاصة.

نشر الزوجان أنس مروة وأصالة المالح فيديو على قناتهما على اليوتيوب التي تحوي أكثر من سبعة ملايين متابع، يوثق هذا الفيديو أضخم حفل كشف لجنس الجنين في العالم. وكما تجري العادة في مثل هذه الحفلات، يستلم طرف ثالثٌ مظروفاً من الطبيب الذي يراقب حالة الحمل، وبدون علم الأهل بمحتوى المظروف، ليقوم بالتنسيق للحفل.

الفيديو وخلال يومين فقط حظي بـ16 مليون مشاهدة. ويظهر فيه إضاءة برج خليفة في دبي باللون الأزرق ليكتشف أنس وأصالة أن ابنتهم البكر سترزق بأخ.

وتباينت أراء الناس حول هذا الحفل ما بين منتقدٍ له وما بين من يراه حرية شخصية.

فكتب زياد س: ”حتى الحيوانات فينها تجيب ذكور وإناث! مانو هالإنجاز يعني. على شو كل هالزيطة؟“

وكتبت نور م: ”فرحانين عأنو ذكر وبكرا بجوز يصير ترانس بس يكبر!“

وكتب نور ب: ”لو معاكن مصاري كنتوا عملتوا متلن بس شاطرين نحكي عبعض.“

ختاماً، وبغض النظر عن الانقسام في آراء الناس حول حفل أنس وأصالة بشكل خاص، أو عن فكرة مثل هذه الحفلات بشكل عام، فإن (جينا)، وهي أول من بدأ هذا الترند، ترى أن الأمر بات كارثياً وخرج عن السيطرة وتقول: ”أمتلك مشاعر متضاربة حول مساهمتي في نشر هذه الثقافة، حينها لم أكن أعيش في الـ2019 ولم أكن أعرف حينها ما أعرفه الآن. فمواهب أطفالنا وقدراتهم لا علاقة لها بما إذا كانوا ذكوراً أو إناثاً. علينا أن نعي ذلك.“

مقالات إعلانية