in

أشياء غريبة لن تتوقع أنه من الممكن امتلاكها حقاً

على عكس ما قد يقوله الماركسيون وذوو التوجهات الاشتراكية، فالملكية الخاصة أمر أساسي لنا كبشر، فهو أمر متجذر في طريقة تفكيرنا وتفكير العديد من الكائنات الأخرى، وحتى أنه واحد من أولى المفاهيم التي تظهر لدى الأطفال الرضع.

ببساطة، نحن نحب الامتلاك، ودائماً ما نريد أن نمتلك المزيد والمزيد، لكن المشكلة الأساسية تبقى في الحدود التي تفصل بين الأشياء التي من الممكن أن تمتلكها وتلك الأخرى التي يبدو امتلاكها غير منطقي أصلاً.

لتوضيح الفكرة هنا، فامتلاك شيء مثل منزل أو هاتف أو سيارة مثلاً أمر منطقي تماماً بالنسبة لنا كبشر حديثين، وكذلك هو الأمر بالنسبة للاختراعات والأفكار حتى، فاليوم أشياء مثل القصائد الشعرية أو الألحان الموسيقية أو التصاميم مثلاً تعامل كملكيات خاصة، ولا يحق للآخرين أخذها واستنساخها، بالنسبة لعالم اليوم تبدو الملكية الفكرية أمراً منطقياً للغاية، لكن الأمر لم يكن دائماً كذلك، لذا وعلى الرغم من غرابة البنود التي ستظهر في هذا المقال، فهي تبقى أموراً قريبة نوعاً ما من ما هو موجود أصلاً.

في العديد من الولايات الأمريكية؛ تمتلك الحكومة مياه الأمطار

بالنسبة لمعظم الأشخاص اليوم فمياه المطر ليست شيئاً يمكن الاستفادة منه بشكل مباشر حقاً، فمعظم الأشخاص يسكنون المدن حيث لا تستطيع جمع ماء المطر أصلاً، وحتى في حال جمعته سيكون مملوئاً بالكثير من الأوساخ والملوثات المتراكمة في هواء المدن، لكن في العديد من القرى هناك الكثير من الأشخاص ممن يعتمدون على مياه الأمطار وجمعها بشكل رئيسي، سواء كان ذلك لري المزروعات او حتى للاستخدام المنزلي عدا الشرب.

جمع مياه الامطار
صورة: River Network

في ولاية (يوتاه) الأمريكية مثلاً يعد جمع مياه المطر عملاً غير قانوني، وقد يؤدي إلى مخالفة وغرامة حتى –ولو أنه لا توجد معلومات عن مدى تطبيق القانون–، وفي ولاية (كولورادو) كان الأمر مشابهاً حتى عام 2016 حيث سمح بجمع حتى 110 جالوناً من المياه –حوالي 416 ليتراً أو 0.4 متر مكعب– فقط، والأمر مشابه في ولاية (أوريغون) حيث يمكن جمع 100 جالون من المياه فقط –حوالي 378 ليتر– لكن هناك خيار للحصول على ترخيص يسمح بجمع حتى 9.4 متر مكعب من الماء، وهي لا تزال كمية صغيرة لا تكفي منزلاً صغيراً لشهرين فقط على الأكثر.

شركة Hasbrow تمتلك رائحة معجون اللعب Play-Doh

معجون اللعب Play-Doh
معجون اللعب Play-Doh – صورة: iStock

نسبة كبيرة من الكبار اليوم لا يزالون يتذكرون ”معجون اللعب“ الشائع للغاية للأطفال والذي عادة ما يباع ضمن علب ويسمح بإعادة تشكيله وصنع العديد من الأشكال منه، هذه اللعبة البريئة قد تبدو أمراً أتفه من أن تهتم به الشركات الكبرى وبالأخص مع وجود عشرات إن لم يكن مئات العلامات التجارية الصغيرة أو الكبيرة التي تقدمه، لكن بين مختلف أنواعه المتعددة، يبدو أن معجون اللعب الأنجح حتى الآن هو المعجون الأصلي الذي يحمل اسم Play-Doh وهو مملوك من قبل شركة Hasbrow الكبرى.

في الواقع فالمعجون الأصلي ناجح كفاية بحيث أن شركة Hasbrow تحاول جعله مميزاً عن البقية منذ زمن، وواحدة من الخطوات الأهم ربما هي الرائحة المميزة له والتي تشبه رائحة الفانيليا مع القليل من رائحة الكرز.

هذه الرائحة جميلة بالطبع، لكنها لا تمتلك تأثيراً كبيراً حقاً على المنتج كونه لا أحد يشتري معجون اللعب بغرض شمه، ومؤخراً في شهر أيار/مايو من عام 2018 تمكنت شركة Hasbrow أخيراً من تسجيل رائحة معجون اللعب المميزة كعلامة تجارية خاصة بها!

هناك شخص قام بشراء بركان نشط

ربما واحد من المشاهد الأكثر كلاسيكية في أفلام الأكشن من القرن العشرين هي أن الأشرار لسبب ما يحبون أن يمتلكوا مراكز سرية في البراكين، هذه الصورة النمطية الغريبة قد تبدو غير منطقية بالطبع، فعدا عن كون بناء مقر داخل بركان أمراً غير عملي أبداً، فكيف من الممكن لشخص ما أن يمتلك بركاناً أصلاً؟ مع بقاء النقطة الأولى حقيقية تماماً، فالنقطة الثانية تمتلك جانباً غريباً في الواقع، فالبراكين قابلة للامتلاك وهناك على الأقل مثال واحد لشخص اشترى بركاناً.

جزيرة واكاري
جزيرة واكاري – صورة: Chris Sisarich/NewZealand.com

لسبب ما قام مضارب بورصة نيوزيلندي باسم (جورج رايموند باتل) بشراء جزيرة صغيرة قرب سواحل نيوزيلندا عام 1936 تدعى (جزيرة واكاري)، هذه الجزيرة لا تمتلك أي أهمية في الواقع وتاريخها مختصر بكونها كان موقعاً للتنقيب عن الكبريت قبل أن يموت المنقبون الذين يبحثون فيها في ظروف غامضة، عدا عن ذلك فالجزيرة مهجورة تماماً ومكونة بشكل كامل من بركان هو سبب ظهورها عل السطح أصلاً، حيث أن هذا البركان نشط للغاية ويثور بشكل دوري منذ قرون طويلة، مع كون آخر ثوران له كان عام 2001.

توفي (باتل) لاحقاً، لكن الجزيرة بقيت ملكية خاصة لعائلته كمحمية طبيعية خاصة، ومع أن سبب شراء (باتل) للجزيرة أو سبب احتفاظ عائلته بها مجهولين في الواقع، ففكرة امتلاك بركان تضيف الكثير من قدرة التهديد لأي شخص وتعطيه مظهر الثراء الفاحش وعدم المبالاة معاً.

في الكثير من البلدان؛ يمكن الاستيلاء على أملاك الآخرين في حال تمكن الشخص من البقاء فيها لوقت كافٍ

في بداية المقال تحدثنا عن كون الملكية هي أمر أساسي بالنسبة للبشر، ولا عجب بأن قوانيننا ومجتمعاتنا البشرية الحديثة مبنية حول الملكية إلى حد بعيد، وقبل أن يصبح هناك ملكيات متنوعة كان أساس الملكية هو العقارات والأراضي فقط، لذا قد يبدو من الغريب أن العديد من البلدان تتضمن قوانين غريبة من الممكن أن تسمح لأشخاص بالاستيلاء على أملاك أشخاص آخرين بمجرد الدخول إليها والبقاء ضمنها لفترة ما بشكل غير قانوني.

بالطبع فهذا النوع من الحالات نادر جداً، لكنه يحدث ولو بشكل محدود من فترة لأخرى، وفي واحد من الأمثلة تمكن مستأجر سابق من السيطرة على مدخل منزل كان يستأجره سابقاً لأكثر من شهر ببناء كوخ صغير هناك والإقامة فيه، وعلى الرغم من محاولات المالك المتعددة للتخلص من هذا الساكن غير المرحب به؛ لم يتمكن من ذلك حتى غادر المتطفل المكان بنفسه بعد أكثر من شهر على إقامته في الكوخ الصغير.

تمكن مستأجر سابق من السيطرة على مدخل منزل كان يستأجره سابقاً لأكثر من شهر ببناء كوخ صغير هناك والإقامة فيه
تمكن مستأجر سابق من السيطرة على مدخل منزل كان يستأجره سابقاً لأكثر من شهر ببناء كوخ صغير هناك والإقامة فيه – صورة: من فيديو globalnews

الغاية الأساسية من هذا النوع من القوانين هي ”عدم إساءة استخدام الملكية“ ،أي عدم السيطرة على كم كبير من الأملاك دون استخدامها، لكن في الكثير من الحالات تكون النتيجة هي أن أشخاصاً مسافرين أو مهاجرين لعدة سنوات يعودون إلى منازلهم ليجدوا أشخاصاً آخرين قد استولوا عليها وباتت ملكية شرعية لهم في السجلات.

على العموم فهذا النوع من الحالات يبقى بسيطاً أمام ما يمكن أن يحصل من اجتماع قوانين المتطفلين هذه مع تشريعات تحد من قدرة المالكين عل إخلاء المستأجرين. حيث أن قوانين العديد من البلدان تتضمن ”ثغرات قانونية“ تمنع المالكين من استخدام القوة لإخلاء المستأجرين من أملاكهم في حال قرر أولئك البقاء فيها بشكل غير شرعي، حيث عادة ما يكون هذا خلافاً مدنياً يجب حله بطريقة بيروقراطية للغاية قد تمتد لسنوات من الأخذ والرد ريثما يصدر قرار إرغام المتطفل على المغادرة، وفي بعض الحالات من الممكن أن يسمح القانون للمتطفل الاستيلاء على المكان شرعياً قبل أن يتمكن مالكه الأصلي من استعادته حتى.

مقالات إعلانية