in

ما هي القصة الحقيقية وراء المسلسل الشهير Peaky Blinders الاقنعة الهزيلة

بيكي بلايندرز

آل (شيلبي) عائلة خيالية في مسلسل Peaky Blinders ولكنها عصابة حقيقية عاشت في (برمينغهام-إنجلترا) في مطلع القرن العشرين. استوحى كاتب السيناريو البريطاني (ستيفن نايت) قصته من قصص والده الذي أخبره فيها عن رجال العصابات الذين كانوا يرتدون ملابس رائعة ومذهلة، كما كانوا أقوياء وذوي نفوذ، وقد نشطوا في بداية القرن العشرين في إنجلترا، ومن هنا اخترع (نايت) عائلة (شيلبي) في مسلسل بيكي بلايندرز (Peaky Blinders) الشهير.

قصة المسلسل بيكي بلايندرز

تدور قصة المسلسل الذي تم عرضه على قناة BBC حول عائلة ( شيلبي)، وهم أفراد عصابة يحملون معهم شفرات حلاقة طوال الوقت، وعلى الرغم من أن أحداث المسلسل خيالية، إلا أن الكاتب اقتبس قصته من عصابة حقيقية وإن اختلف نوع النشاط الإجرامي بين العصابتين الخيالية والحقيقية.

لم تكن حياة ( بيكي بلايندرز) الواقعية ناجحة بالقدر نفسه الذي نجحت فيه عائلة (شيلبي) الثرية، فقد تطّورت شبكة (شيلبي) الإجرامية من فصيل يضم عددا قليلا من الأفراد، إلى قوة كبيرة في بلدان متعددة على مدار عرض المواسم الخمسة من المسلسل.

ولكن مع ذلك يبقى هناك العديد من أوجه التشابه الأساسية بين العصابتين أبرزها: الذكاء، واعتراض القانون بشكل وحشي، بالإضافة إلى أهم وجه من أوجه التشابه وهو قاعدة العضوية المؤلفة من فئة الشباب العاملة، هؤلاء الشباب الذين عانوا من الحرمان الاقتصادي الذي انتشر في إنجلترا الصناعية في ذلك الوقت، الأمر الذي تعتبره (جيسيكا برين) من Historic UK ”ثقافة فرعية، عنيفة، إجرامية ومنظمة“.

يوضح المؤرخ (كارل تشين) لصحيفة Birmingham Mail أن الاختلاف الأساسي بين شخصيات (بيكي بلايندرز) الخيالية وأشباههم التاريخيين هو التوقيت، فعلى الرغم أن المسلسل الدرامي تدور أحداثه خلال العشرينات والثلاثينيات من القرن العشرين، إلا أن عصابة (برمينغهام) الحقيقية ذاع صيتها كثيراً في تسعينيات القرن التاسع عشر.

(تومي شيلبي) كبير أسرة Peaky Blinders يرتدي قبعة مميزة
(تومي شيلبي) كبير الأسرة يرتدي قبعة مميزة

ماذا يعني اسم بيكي بلايندرز

وبينما (تومي شيلبي) البطل الماكر وباقي أفراد العصابة قد استمدوا اسم (بيكي بلايندرز) من شفرة الحلاقة الموجودة في قبعاتهم المسطحة، فإنه من غير المرجح أن يكون أفراد العصابة الحقيقيون قد حملوا مثل تلك الشفرات –التي كانت تعتبر عنصراً فاخراً حينها– داخل قبعاتهم، وبالعودة إلى ما قاله (تشين) فقد كان رجال (شيلبي) يستخدمون أسلحتهم السرية ويصوبونها بشكل منخفض نحو جبهات خصومهم، الأمر الذي يسبب نزيفاً حاداً من الرأس إلى أعين الضحايا مسبباً العمى، في حين أشارت (برين) إلى أن (بيكي بلايندرز) الحقيقيين قد أخذوا اسمهم من شكل قبعاتهم المميز، أو من الممكن أن يكونوا قد استخدموا قبعاتهم لإخفاء وجوههم عن الضحايا، ومن المرجح أيضاً أن يكون الاسم المستعار مستمداً من العامية المحليّة (بلايندر) والتي كانت تستخدم لوصف الأفراد المميزين.

ما الذي يميز شخصية البيكي بلايندر

كان (آرثر ماتهيسون)، وهو مصنع للطلاء والورنيش، شاهداً بشكل مباشر على السلوك الغريب للعصابة، حيث وصف (ماتهيسون) في وقت لاحق الشخصية الأصلية لفرد (بيكي بلايندر) كشخص فخور جداً بنفسه ومظهره، وكان يرتدي بنطلونا يصبح واسعا من عند الركبة إلى الأسفل، وحذاء ذو كعب عالي بالإضافة إلى وشاح ملون وقبعة لها ذروة وحافة ممدودة طويلة، وفي الوقت نفسه ارتدت صديقات أعضاء العصابة اللؤلؤ ومناديل حرير مبهرة ملفوفة حول أعناقهن.

لا يعكس المظهر الأنيق لـ(بيكي بلايندرز) أبداً معاملتهم الوحشية لعناصر العصابة المنافسين، ورجال الشرطة، وباقي الشعب، ففي 21 يوليو من عام 1898م، أُرسلت رسالة إلى Birmingham Daily Mail من عامل مجهول، وجاء فيها: ”بغض النظر عن جزء المدينة الذي يسير فيه المرء، فإن أفراد العصابات منتشرون ولا يفكرون في كثير من الأحيان في إهانة المارة بشدة سواء كان رجلاً أو امرأة أو طفلاً“.

الجرائم البشعة لعصابة Peaky Blinders (الاقنعة الهزيلة)

وقبل أيام من كتابة العامل المجهول للرسالة، حدثت مشاجرة في الشارع بين (بلايندرز) والشرطة، وأدت إلى وفاة أحد أفراد الشرطة، ويوضح (أندرو ديفيز) لـHistory Extra أن الضابط (جورج سنيب) كان يقوم بدورية في وسط مدينة (برمنغهام)، عندما التقى هو وزميله بستة أو سبعة من أعضاء العصابة الذين كانوا يشربون طوال اليوم ويتشاجرون طوال المساء على حد قوله، بعد ذلك ألقى (سنيب) القبض على (ويليام كولرين) البالغ من العمر 23 عاماً لاستخدامه لغة بذيئة، لكن أصدقاء المحتجز سرعان ما جاؤوا لإنقاذه، وخلال الصدام الذي تلا ذلك ألقى أحد الشبان قطعة قرميد على رأس (سنيب) بقوة، الأمر الذي أدى إلى كسر جمجمته إلى نصفين، وموته في صباح اليوم التالي.

أُدين (كلوجي ويليامز) البالغ من العمر 19 عاماً بجريمة القتل، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة، وقالت حينها صحيفة Birmingham Daily Post: ”ينبغي أن يكون ذلك بمثابة تحذير لكل مشاغب في (برمنغهام)“.

تفاصيل جرائم عصابة بيكي بلاندرز بما في ذلك اقتحام المتاجر وسرقة الدراجة والتصرف تحت ادعاءات كاذبة، الموجود في متحف شرطة (ويست ميدلاندز)
تفاصيل جرائم أعضاء العصابات بما في ذلك اقتحام المتاجر وسرقة الدراجة والتصرف تحت ادعاءات كاذبة، الموجود في متحف شرطة (ويست ميدلاندز)

أخبر (ديفيد كروس)، وهو مؤرخ في متحف شرطة (ويست ميدلاندز)، (مايكل برادلي) مراسل BBC NEWS أن (بيكي بليندرز) استهدفوا الضحايا بشكل عشوائي، واختاروا أي شخص بدا ضعيفاً لهم، ويقول: ”أخذوا أي شيء يمكن أخذه من الضحايا“.

على سبيل المثال، وقعت حادثة في 23 مارس من عام 1890م، حيث هاجمت مجموعة بقيادة (توماس موكلو) شاباً يدعى (جورج إيستوود) بعد رؤيته يطلب بيرة غير كحولية في الحانة المحلية، وقد عانى الضحية من إصابات بالغة متمثلة بكسر في الجمجمة وكدمات وجروح خطيرة، وأمضى أكثر من ثلاثة أسابيع في المستشفى واضطر إلى الخضوع لعملية جراحية دقيقة، وصفت صحيفة Daily Post الحادثة على أنها اعتداء قاتل، ووفقاً لـ(شين) فإن هذه الحادثة مثلت أول علامة واضحة معروفة للعصابة.

هل فعلا كانت جرائم Peaky Blinders ذكية

كان (بلايندرز) الحقيقيون بعيدين كل البعد عن الأعمال الإجرامية الذكية على عكس نظرائهم الخياليين، حيث تشير صور الاعتقال لكل من (هاري فاولر)، و(إرنست بايلز)، و(ستيفن مكيكي)، و(توماس جيلبرت)، إلى نوع الجرائم التي ارتكبوها، والتي شملت أحداثاً بسيطة مثل اقتحام المتاجر، وسرقة دراجة والتصرف تحت ادعاءات كاذبة، ووفقاً لمتحف شرطة (ويست ميدلاندز) الذي يضم مجموعة من حوالي 6000 صورة من صور الاعتقال من العصر الفيكتوري والإدواردي، فإن (فاولر) الذي تم اعتقاله في عام 1904م قاتل لاحقاً في الحرب العالمية الأولى، وتشير التفاصيل إلى أنه قضى 12 ساعة وهو مدفون حياً ثم خرج من المعركة بإصابات بالغة، كما يكشف المؤرخ (كورين برازييه) أن (فاولر) المصاب بجروح خطيرة، قد كسب رزقه بعد الحرب من خلال بيع بطاقات بريدية متنكراً بزي ممرضة.

سيطرت عصابة ( بيكي بلايندر) على (برمنغهام) حتى بداية الحرب العالمية الأولى، وهو جدول زمني انعكس في مسلسل الدراما الذي عرضته BBC، حيث نجد (تومي) و(آرثر) و(جون شيلبي) يخططون لمشروعهم الإجرامي بعد عودتهم من الحرب، والحقيقة أنه تولت عصابة منافسة تسمى Birmingham Boys السيطرة على المنطقة خلال عشرينيات القرن العشرين، وكانت بقيادة (بيلي كيمبير) وهو رجل العصابات الذي وصفة (شين) أنه رجل ذكي للغاية يتمتع بقدرة قتالية وشخصية جذابة، وكانت المجموعة تتمتع بنفوذها حتى الثلاثينيات من القرن العشرين، وبقيت في قوتها حتى جاءت عصابة أخرى برئاسة (تشارلز سابيني) وأخذت مكانها في (ميدلاندز).

فكرة السلسلة التلفزيونية

يوضح (نايت) لـHistory Extra أن إحدى الأمور التي ألهمت هذه السلسلة التلفزيونية مبنية على قصص والده حول مجموعة من رجال العصابات المحليين، حيث أُرسل لتسليم طلبية لهم فوجد ثمانية رجال يرتدون ملابس جيدة، ويجلسون حول طاولة مغطاة بالمال، كما كان كل شخص منهم يحمل مسدساً داخل جيبه.

يقول (نايت): ”صورة السجائر والخمر وهؤلاء الرجال الذين يرتدون ملابس أنيقة في حي فقير في (برمنغهام)، هي تلك الصورة التي نسجت عليها حكايتي“، ويضيف: ”إن السمعة السيئة لـ(بيكي بلايندرز) واسمها الغارق في أعمال العنف والعصابات يضمن عدم نسيانها“.

مقالات إعلانية