in

تخيل أنك تملك قلعة في العصور الوسطى، كيف تقوم بحمايتها وتحصينها

نمط (موت وبيلي) التل والحقل

تخيل أنك عدت بالزمن إلى العصور الوسطى وأنك من المحظوظين القلائل الذين يستمتعون بالعيش في قلاع، ستلاحظ حينها أن ذلك العيش المترف تعتريه مشكلة كبيرة وهي الحؤول دون التعرض إلى أطماع الآخرين في الإستيلاء على قلعتك. ولذلك عليك تعلم كيفية حمايتها بشكل جيد، وليس فقط بالإعتماد على جدرانها السميكة والخنادق العميقة المحيطة بها.

تابع معنا في هذا المقال الطرق المختلفة التي عليك اتباعها لتحصين قلعتك:

عليك تنويع أساليب دفاعك

إذا تعرضت قلعتك لحصارٍ أو هجومٍ ما؛ عليك التفكير في العديد من الأشياء عدا عن قدرة جدرانك على تحمل ضربات المنجانيق، فبإمكان العدو استعمال أنواع عديدة أخرى من الأسلحة، لذلك عليك تحصين قلعتك جيداً وتصميمها بنمطٍ يجعلها قادرة على الصمود أمام كل تلك الأسلحة المختلفة.

إليك بعض التهديدات التي قد تواجهك و كيفية التعامل معها:

1. نمط (موت وبيلي) التل والحقل:

(موت وبيلي) هو نمط تصميم القلاع القديمة جداً، فإذا كنت تتجول في أرجاء أوروبا بين القرنين التاسع والحادي عشر؛ لن ترى قلاعاً حجرية أبداً بل أخرى مبنية من الخشب. أول ما سيتبادر إلى ذهنك أنها ضعيفة، وهذا صحيح، لكنها كانت تتبع طرقا دفاعية استمر الإعتماد عليها لقرون عديدة أخرى.

نمط (موت وبيلي) التل والحقل
نمط (موت وبيلي) التل والحقل.

تسمى هذة الطريقة بنمط (موت وبيلي)، ويعرف (موت) على أنه تلٌ مرتفع، أما (بيلي) فهو حقل مسيجٌ يقع أسفل التل، يمكّن هذا التصميم الرماة من القضاء على المهاجمين عند اقتحامهم الحقل.

2. حفر خندق:

واحد من السماة المميزة لطريقة بناء القلعة فوق التل وإحاطتها بالحقل، هو الخندق الموجود بينهما.

حفر خندق حول التلة سيجعل الأمر أكثر صعوبة على العدو، وخاصة إذا ما ملأ الخندق بالماء، سيصبح العبور والوصول إلى القلعة أمرا صعبا للغاية، وسيعمل ذلك على حمايتها بالتنسيق مع طرقٍ دفاعيةٍ أخرى.

3. الحصن المنيع:

الحصن المنيع
صورة: divemasterking2000 من فليكر

بسبب وجود الخندق جنباً إلى جنب مع النقاط التي يتم فيها تضييق الخناق على العدو (مثل الجسور والبوابات المنزلقة) سيكون المدافعون على دراية جيدة بالأماكن التي ستستحوذ على الاهتمام من قبل المهاجمين.

هنا يأتي دور الحصن المنيع، وقد يتخذ أشكالاً عديدة، ولكن وظيفته الأساسية هي أن يعلو فوق الجسور والبوابات، ويجعل المهاجمين عالقين هناك، آسفين على قراراتهم السيئة بمحاولة الهجوم على قلعتك. هناك أعلى البوابة أو الجسر، يمكن للمدافعين داخل الحصن أن يطلقوا السهام أو يستعملوا  أشياءً أسوا من ذلك ضد العدو العالق في الأسفل.

4. فتحة الرماة وفوهات الغدر:

فتحة الرماة وفوهات الغدر
فتحة الرماة وفوهات الغدر – صور: supermoving وGauis Caecilius من موقع فليكر

فتحة الرماة وفوهات القتل هما من أكثر سمات الحصن شيوعاً آنذاك، على الرغم من أنه تم اختراعها في وقت ما قبل حوالي 200 سنة قبل الميلاد، إلا أن شعبيتها قد تراجعت في القرن الثاني عشر. بسبب شكلها الضيق، كانت تسمح فتحات الرماة للمدافعين بإطلاق السهام بحرية وأمان ودون إغفال الكثير من النقاط المستهدفة.

أما ما كان يسمى بفوهات الغدر، والمعروفة أيضا باسم Machicolations، فقد مكنت المدافعين من التصدي للمهاجمين، برمي العديد من الأشياء عليهم من خلال تلك الفوهات، فاستعملوا الحطام والقمامة بل وحتى الزيت المغلي.

5. البوابات المرتفعة:

البوابات المرتفعة
البوابات المرتفعة.

تعتبر الجدران السميكة، والخنادق المملوءة بالماء، والحصون المنيعة وسيلة رائعة لمنع القوات البرية من الوصول إلى بوابة قلعتك، لكن ابقاء بوابات قلعتك مرتفعة عن الأرض هي طريقة دفاعية أخرى تحول دون دخول المهاجمين إليها، فقد كانت الأبواب المرتفعة سمةً مميزةً للقلاع في كل مكان.

ولكن كيف يمكنك الخول والخروج من باب يبلغ ارتفاعه عن الأرض 4 أمتار؟ ببساطة، كان يتم ذلك باستخدام سلالم خشبية، وممرات خشبية قابلة للإزالة تؤدي إلى تلك الأبواب.

الموقع ثم الموقع ثم الموقع!

قبل البدئ بتشييد قلعتك التي تعود إلى القرون الوسطى؛ يجب عليك اختيار أهم ميزة وهي موقعها ومحيطها الطبيعي.

تعتبر قلعة (دوفر) التي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا مثالاً رائعا عن القلاع التي استفادت كثيراً من موقعها، حيث تقع على قمة المنحدرات البيضاء الشهيرة في انجلترا، وكان من الصعب للغاية محاصرتها عن طريق البحر أو اليابسة.

موقع قلعة (دوفر) الحصين
موقع قلعة (دوفر) الحصين – صور: موقع [email protected] وموقع Marinas

أثبتت هذه القلعة قدرتها على الصمود في العديد من المرات، وأشهرها تلك التي حاولت فيها فرنسا في أوائل القرن الثالث عشر الإستيلاء عليها بينما كان الملك والبارونات منشغلون بتداعيات (ماغنا كارتا).

بالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي، كانت قلعة (دوفر) تتمتع بجدران سميكة ومتراكزة تتصدى جيداً لضربات المنجنيقات، واستمرت حصونها المنيعة بالتزايد على مدى قرنين من الزمن، هذا دليل على أن أقوى القلاع هي تلك التي تتمتع بأساليب دفاع مختلفة وتتكيف جيداً مع العالم من حولها.

مقالات إعلانية