in

10 حقائق عن آلات التدمير التي تسمى بـ”البشر“

البشر الاوائل

إنه يوم عادي على كوكب الأرض، على جانب منه على الأقل، ومع بزوغ الفجر يبدأ سكان الكوكب حياتهم في يوم جديد.

تملك أنواع الكائنات على الأرض نظام تصنيف طبيعي، إما أنها تصطاد أو يتم اصطيادها. ولكن هناك نوع واحد قد قرر أن يكون فوق الأنواع الأخرى وأن يخرق ذاك النظام، وقد أصبح بذكائه العنيف متحكما بهذا الكوكب.

إنها فصيلة لا تخاف إلا نفسها: البشر؛ آلات قتل لا تتوقف.

1. الأصول:

البشر الأوائل

وُجِد البشر منذ بعض الوقت، وبدأ البشر الأوائل بالظهور منذ حوالي 6 إلى7 ملايين سنة خَلَتْ في القارة المعروفة الآن باسم أفريقيا استنادا على الكثير من الحفريات والأدلة (مع الأخذ بعين الاعتبار أن ورقة بحثية جديدة نشرت مؤخرا تناقش بأن الانفصال بين الخط التطوري للشمبانزي والإنسان حدث في أوروبا وتحديداً في شرق المتوسط بدلا من شرق أفريقيا لكننا نحتاج المزيد من الحفريات في أوروبا لتأكيد هذه الاستنتاجات).

كان البشر الأوائل أشبه بالقرود، فيما عدا أنهم استطاعوا أن يمشوا على قدمين بدلاً من أربعة. وكانت هذه خطوة مهمة جداً في تطور الجنس البشري، لأننا أصبحنا الآن نملك عضوا جديدا وهو اليدان التي نستطيع استخدامهما لأغراض أخرى.

تابع البشر التطور عبر ملايين السنين في أفريقيا، وازدهرت فصائل مثل ”نياندرتال“ و”هومو إريكتوس“ وبالطبع الـ”هومو سيبيان“، وخلال 60 إلى 80 ألف سنة خَلَتْ بدأ الهوموسيبيان بالهجرة إلى خارج أفريقيا، وهم الآن النوع الوحيد الناجي من أنواع جنس الـ”هومو“. (المصدر 1، المصدر 2، المصدر 3)

2. الدم:

الدم

يملك البشر الكثير من الدماء. في الحقيقة، إذا أخرجنا الأوعية الدموية من الجسم وأعدنا تشكيلها بحيث تكوّن وعاء دمويا واحدا، فقد يموت الشخص p: هذا بالإضافة إلى أن طولها سيبلغ 160,000 كم.

الرئتان كبيرتان أيضاً لأنهما تحويان بداخلهما أجزاء معقدة جداً مركبة مع بعضها بحيث تعطي الرئة مساحة داخلية تبلغ 70 مترا مربعا، أي بمساحة نصف ملعب تنس، وهذا الفعل أيضاً قد يتسبب في قتل الإنسان. (المصدر)

3. غبار النجوم:

قال كارل سيغان: ”جميعنا تشكلنا من النجوم“.

كارل سيغان
كارل سيغان

العناصر المكونة لأجسادنا مصدرها انفجارات النجوم، أو ما يدعى بالـ”سوبرنوفا“ (المستعر الأعظم)، ولكن كم تبلغ نسبة غبار النجوم التي تتكون منها أجسادنا؟

يحتوي جسم الانسان العادي على 7 أوكتيليون ذرة (7 متبوعة بـ27 صفرا)، ولمعرفة ذلك يجب أن نعود للحظة الأولى، إلى الإنفجار العظيم ”The Big Bang“.

بعد وقت قصير من نشأة الكون، بدأت الجسيمات تحت الذرية بالتجمع لتشكل الهيدروجين والهيليوم؛ وهما أبسط تشكيلات الذرة. وبعد مرور وقت كافٍ، تجمّع العنصران مما أدى إلى ولادة أوائل النجوم، وكل العناصر الأخرى الأثقل منها، كالحديد. والدم الذي يجري في عروقك، كلها مصدرها تلك النجوم.

لذا كل ما علينا فعله هو معرفة كمية الهيدروجين والهيليوم الموجودة بأجسادنا وطرحها من 7 أوكتيليون، أجسادنا لا تحتوي على الهيليوم، وتحتوي على 4.7 أوكتيليون ذرة هيدروجين، أي أن أجسادنا تحوي على 2.3 أوكتيليون ذرة أتت من النجوم.

غبار النجوم

نستنتج من ذلك أن نسبة تزيد عن 30% من أجسادنا هي غبار نجوم. (المصدر 1، المصدر 2، المصدر 3)

4. تطور الحضارة:

تطور الحضارة

إلى أن يتم إيجاد أشكال حياة أخرى، البشرية هي أكثر حضارة متطورة في الكون المعروف.

لقد وصلنا إلى سرعة لم يسبق لها مثيل في التقدم وتحقيق الإنجازات المتتالية، ولكن العملية كانت بطيئة للغاية في بداية الطريق، فقد ظهر استخدام الأدوات الحجرية منذ حوالي 2.5 مليون سنة، ويعود التاريخ المرجع لأول استخدام للنار إلى مليون سنة، وبمقارنة ذلك بالإنجازات الأكثر حداثة، تجد أن القصة تختلف تماماً.

فقط في الـ5000 سنة الأخيرة انتقل البشر من اختراع اللغة المكتوبة إلى الوقوف على سطح القمر، وهذا (أي الفترة القصيرة نسبياً بين اختراع الكتابة والصعود إلى القمر) يعطيك فكرة عن مدى أهمية اختراع الكتابة، حيث يمكنك الآن كتابة أفكارك، ومعلوماتك، وحكمك، كما بإمكان الأجيال القادمة الوصول إلى مستوى معرفتك في فترة قصيرة من الزمن فقط عن طريق القراءة دون الخوض في نفس التجارب للوصول إلى نفس المعلومات، وبالتالي سيكون هناك وقت لتطوير وزيادة المعلومات بدلاً من البداية من الصفر، ومنه أصبح البشر الآن يمتلكون وسيلة لحفظ واسترجاع المعلومات متى أرادوا. (المصدر)

5. حقيقة أم خيال؟

التمارين الرياضية هي أنشطة مهمة لبقاء الكائنات البشرية بصحة جيدة. فكلما كنت أقوى، كان شعورك أفضل.

لكي تبني كتلة عضلية، أو لتصبح رشيقاً يجب أن تكرر حركات معينة بشكل دائم لتزيد من قوتك، والفكرة الأساسية هنا هي أنك يجب أن تتحرك.

في دراسة أجريت عام 2007، تم اختبار ثلاثة مجموعات على مدى أسبوعين، حيث لم تفعل المجموعة الأولى شيئاً خارج إطار الروتين اليومي، أما المجموعة الثانية فقد عملت على تدريب عضلة محددة ثلاث مرات في الأسبوع، بينما تم إعطاء تعليمات للمجموعة الثالثة أن يتخيل عناصرها أنهم يقومون بالتمرين الذي تقوم به المجموعة الثانية ثلاث مرات في الأسبوع أيضاً.

صورة: قناة LEMMiNO على يوتيوب

لم تلحظ المجموعة الأولى؛ والتي لم تقم بشيء، أي تغيير، بينما زادت قوة المجموعة الثانية (والتي تدربت) بنسبة 28%، ولكن المفاجأة تكمن هنا، حيث أن المجموعة الثالثة؛ والتي لم تفعل شيئاً سوى تخيل القيام بالتمارين؛ لوحظ عليها ازدياد قوتها بنسبة 24%، وذلك قريب جداً من نتيجة المجموعة الثانية، كيف أو لماذا يحصل ذلك؟ لا نعلم هذا لحد الآن. (المصدر)

6. آثار تطورية:

Palmaris Longus

لا يملك 15% من البشر العضلة التي تدعى ”Palmaris Longus“، ولتعرف ما إذا كنت تملكها، مُدَّ يدك والمس خنصرك بابهامك واثنِ الرسغ، قد ترى عضلة رفيعة طولية في وسط رسغك تذهب نحو راحة اليد. وإذا لم تجد شيئاً فأنت واحد من الـ15%. (المصدر 1، المصدر 2، المصدر 3)

7. وُجِدَ ليركض:

عندما نفكر في أسرع الكائنات على الكوكب، فالبشر لن يكونوا في المراتب العليا في قائمة الحيوانات السريعة، ولكن عندما يكون الحديث عن الفعالية وقدرة التحمل فهذه حكاية مختلفة.

في الحقيقة، وعبر المسافات الطويلة، يستطيع البشر الركض أكثر من أي حيوان آخر تقريباً على الكوكب، ويوحي تشريح الإنسان بأن الإنسان البدائي استخدم طريقة إجبار الضحية على الركض حتى الموت للبقاء على قيد الحياة في السافانا الأفريقية.

أسرع الكائنات على الكوكب

هنالك العديد من الأسباب الكامنة وراء كوننا عدّائين لمسافات طويلة، مثل أن أجسامنا التي يمكنها أن تتعرق لضبط الحرارة، مما يعني استطاعتنا الحفاظ على خطوات أسرع لمسافة أطول بكثير، بينما لا تستطيع غالبية الحيوانات أن تقوم بذلك، فعندما تبلغ حرارة أجسادها الداخلية درجة معينة فإنها تُجبر على التوقف عن الركض، أو على الأقل تبطئ من سرعتها.

يمكننا أيضا أن نتنفس بتواتر عالٍ جداً مقارنةً مع حيوانات كثيرة أخرى، وبشكل أساسي، ضبطت الأجسام البشرية نفسها بدقة لتكون آلات ركض، حسناً بعضها فقط فعل ذلك. (المصدر)

8. البشر مضيئون:

البشر مضيئون

بالطريقة نفسها التي تضيء بها اليراعات وحيوانات أعماق البحار لتنير جوارها وتجذب شركاء محتملين، يستطيع الإنسان أن يضيء في الظلام.

التلألؤ البيولوجي للبشر هو تأثير جانبي للتفاعلات الأيضية والكيميائية في أجسامنا. في الحقيقة تصدر كل الحيوانات قدرا صغيرا من الضوء كنتيجة لذلك، ولكن الضوء الذي ننتجه هو أضعف بآلاف المرات مما تستطيع العين البشرية رؤيته. (المصدر)

9. إجلس، تَمُتْ:

”إن استعطت أن تركض، لا تمش، وإن استطعت أن تمشي، لا تقف، وإن استطعت أن تقف، لا تجلس“.

على مر التاريخ كان البشر واقفين. دعوني أشرح الأمر: لقد بدأنا حياتنا كصيادين وجامعين، وكنا آنذاك واقفين على أقدامنا، كان ذلك مهماً لنجاتنا وأدائنا لمهامنا اليومية، ففي ذلك الوقت لم نكن قادرين على الجلوس وراء الحواسيب ونقرأ مقالاً عن مخاطر الجلوس.

مبدئيا، لم نكن نجلس إلا عند الحاجة إلى الاستراحة أو الأكل فقط، ولكن مع تطور التكنولوجيا أصبحنا كسالى، أصبحنا نجلس لمدة أكبر بكثير من ذي قبل.

تتطلب معظم الأعمال والهوايات العصرية الجلوس لساعات طويلة. في الحقيقة، الجلوس هو خطر كبير على صحتك، وبالرغم من كل ما تفعله لتحاول أن تتحرك كالتمارين الرياضية، فإن التأثيرات السلبية للجلوس تفوق بكثير التأثيرات الإيجابية للتمارين الرياضية.

تمارين رياضية

فالجلوس يسبب السمنة، ويزيد من احتمال حدوث أمراض القلب؛ لا تقف قبل أن تكمل المقال، ويزيد من خطر الإصابة بالسكري، ويتسبب بمشاكل خطيرة في الظهر والرقبة، ويجعل عظامك أضعف بكثير خصوصاً في الأقدام التي لا يتم استعمالها أبداُ أثناء الجلوس.

ولكن الحقيقة الأكثر رعباً هي أنه يقلل من متوسط عمرك بشكل كبير.

أثبتت دراسة أُجريت على مدى أكثر من 80 عاما على أن الجلوس لمدة تزيد عن 7 ساعات في اليوم يزيد من خطر الموت بنسبة 61% بالمقارنة مع الجلوس لمدة لا تزيد عن ساعتين.

يقول الباحثون أن الشيء الوحيد اللازم فعله لمواجهة ذلك هو فقط عدم الجلوس، إنها حقيقة، إن جلوسك يقتلك ببطئ. (المصدر 1، المصدر 2، المصدر 3)

10. نحن نبرع في تدمير كوكبنا:

كوكب الأرض

من الفضاء الخارجي، يبدو الكوكب آمناً، هذه الكرة العملاقة تدور ببطئ لتمدنا بكل ما نحتاجه للحياة وأكثر. من الغريب التفكير أنه وعبر التاريخ كان هذا كل شيء، كان هذا الكوكب هو الكون بالنسبة للعرق البشري، و”ما بعد السماء“ كان شيئاً لا يستطيعون تخيله.

كما هو ”ما بعد الكون“ بالنسبة لنا، كان يبدو غير قابل للتخريب، فبالتأكيد لا يستطيع شيء بضآلة الإنسان أن يؤثر على بيتنا الشاسع، أو لم يبدُ كذلك.

في الأربعين سنة الأخيرة، خسرت الأرض نصف ثروتها البرية، وفي الوقت نفسه تزايد تعداد البشر وارتفع من 4 مليار إلى أن وصل 7.5 مليار، وإذا لم يقنعنا هذا بوجود شيء مريب في الطريقة التي نعيش بها، فلا أدري ما قد يفعل؟

ولكن دعنا نكمل، تغطي الغابات 31% من مساحة الكوكب، فتنتج الأكسجين الحيوي، وتؤمن المأوى للملايين من الحيوانات الفريدة والغريبة، من الواضح أننا نريد التخلص من تلك الغابات، وحتى الآن عمِلنا على قطع وتدمير نصف غابات الكوكب، كما أننا نصبح أكثر فعالية وسرعة في ذلك، وبكلمات أخرى نحن ناجحون جدا في تدمير الكوكب.

لم نفعل كل هذا؟ ما الذي قد يفيدنا ذلك به؟

نحن لا نحتاج المزيد من أي شيء، لدينا كل ما يلزمنا للبقاء ولعيش حياة مريحة، حتى أن البشرية بأكملها بإمكانها أن تعيش في ولاية تكساس وحدها [المصدر].

تكمن المشكلة الأساسية في الطمع والجشع، نحن دائما نريد المزيد، من قد يرضى بالبقاء فقط بينما بمقدوره الحصول على أكثر من ذلك؟

تشير بعض التقديرات إلى أن نمط حياة الفرد الأمريكي يجعله يحتاج إلى 24 فدانا من الأرض، ولو أن كل شخص في العالم رغب في نفس المقدار من الأراضي لاحتجنا إلى 10 كواكب بحجم الأرض لتتسع لنا.

نحن ندمر الكوكب الوحيد الذي نملكه فقط لأن البقاء ممل، ولأن الهدف قصير الأمد لأخذ ما نريد أهم بكثير من الهدف طويل الأمد للبقاء والإستمرار.

لاشيء يجعل الأمور أكثر وضوحاً من هذا المثال: في عام 2015 كان أغنى 1000 شخص في العالم يملكون الثروة نفسها التي كان يملكها الـ 2.5 مليار أفقر شخص، وفي غضون فترة قصيرة من الزمن ستكون نسبة 1% الأغنى، أغنى من البقية [المصدر].

هل ما زلت تعتقد أن شيئا بضآلة الإنسان ليس بإمكانه تدمير كوكب بحجم الأرض؟ (المصدر 1، المصدر 2، المصدر 3، المصدر 4)

مقالات إعلانية