أحمد الحسنين
معظم الثديّات المفترسة تطبق أسنانها على عظام فرائسها مما يمكّنها من اختراق قشرة العظام للوصول إلى النخاع المحتوي على الأملاح المعدنية المهمة والسعرات الحرارية. لكنّ أسنان الزواحف المفترسة لا تنطبق على الفريسة، مما يعني أنّ ضغط الأسنان على العظام سيكون ضعيفاً جداً، لذلك فإنها تلتهم العظام كاملةً.
مع ذلك فإنّ الديناصور Tyrannosaurus Rex ذا الثلاثة عشر متراً، المنتمي لفصيلة الزواحف العملاقة من عائلة Tyrannosaurids في أميركا الشمالية، استطاع قضم وطحن وهضم العظام.
كيف استطاع ذلك بدون أسنان قادرة على الإطباق؟
كان ذلك محل جدل بين العلماء، لكنّ بحثاً جديداً يشير أنّ قوة عضته كانت 8,526–34,522 نيوتن (ما يقارب وزن ثلاث سيارات صغيرة)، وضغط أسنان 718–2,974 ميجا باسكال MPa، كما أنّ شكل أسنانه وتشكيلة الممرات بينها عملت على تركيز الإجهاد السطحي، والعض المتكرر على المكان نفسه. كل هذه الامكانيات والسلوكيات ساعدت التيريكس على تكسير العظام لأجزاء صغيرة والاستفادة من جثث الديناصورات الضخمة بشكل أكثر كفاءة من منافسيه.
أكبر قوة عضّ معروفة عند أيّ حيوان موجود الآن هي قوة عضّ أحد أقارب الـT-rex، وهو تمساح المياه المالحة بقوة عض تصل إلى 16,460 نيوتن (أقل من نصف قوة تي ريكس).
الإنسان لديه قوة عض بمعدّل 890 نيوتن، أقل بـ35 مرة من تي ريكس، أما الأسود والنمور والضباع فلديها قوة عض بمعدّل 4,450 نيوتن، أيّ أقل 7 مرات من تي ريكس وأربع مرات من تمساح المياه المالحة.
