in

دخلك بتعرف نصب «رجم الهري» الغامض في الجولان، الذي يلقب بـ”ستونهنج الشام“

نصب «رجم الهري» الغامض في إسرائيل، الذي يلقب بـ”ستونهنج الشام“

إن هذا النصب الحجري العملاق، المتكون من أحجار مرتبة على شكل دوائر متحدة المركز ومن كومة أحجار مرتبة بشكل مخروطي في المنتصف، قد يبدو مذهلا من الأعلى ولكنه يكاد يكون غير ملحوظٍ من الأرض، فارتفاع الجدران يبلغ مترين فقط ولا يتجاوز هذا الإرتفاع شيءٌ من النصب سوى التل الوسطي.

يقع هذا المعلم الأثري في منتصف فسحة عارية في حقل من حقول هضاب الجولان التي هي تحت السيطرة الإسرائيلية، ولم يكتشفه أحد لمئات السنين إلى غاية اكتشفه من طرف عالم آثار اسرائيلي عندما تم احتلال المنطقة السورية عام 1967.

سمى السوريون هذا المعلم الأثري «رجم الهري» الذي يعني «تلة القط البري»، وسماه الإسرائيليون «جلجال رافائيم» وتعني بالعبرية «عجلة رافائيم» أو «عجلة العمالقة»، حيث أن (رافائيم) هو جنس من ”العمالقة“ الذين ذُكروا في التوراة والذين يزعم أنهم عاشوا في إسرائيل في العصر الحديدي، أما في اللغة العبرية الحديثة فكلمة (رافائيم) تعني أرواح أو أشباح، وقد تمت الإشارة لهذا الصرح بكلمتي ”عمالقة“ و”أشباح“ بسبب حجمه الهائل، إذ أن قطر الدائرة التي تصطف عليها الأحجار يصل لـ160 مترا، كما تدل هذه التسميات أيضا على الغموض الذي يكتنف هذا النصب الحجري، وهوية من بناه، والغاية من بنائه.

نصب «رجم الهري» الغامض في إسرائيل، الذي يلقب بـ”ستونهنج الشام“
نصب «رجم الهري» الغامض في الجولان، الذي يلقب بـ”ستونهنج الشام“.

يتكون هذا الهيكل من دائرة من أحجار البازلت البركانية، تنتصفها أربع دوائر أصغر متحدة المركز، ويقل سمك الدوائر تدريجيا من الخارج نحو الداخل. تتصل هذه الجدران المدورة بأحجار موضوعة بترتيب غير منتظم ومتعامدة على الدوائر، في المنتصف يوجد تل من الأحجار يبدو وكأنه ركام حجري يصل ارتفاعه لخمسة أمتار، وهو أعلى جزء من الهيكل. تم تقدير وزن أحجار البازلت الموجودة في نصب الهري بـ40 ألف طن.

يعود تاريخ «رجم الهري» إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، مما يجعله معاصراً لتاريخ بناء آثار الـ(ستونهنج) البريطانية، لذلك يشار إليه عادة باسم ”ستونهنج الشام“. يشابه «رجم الهري» المواقع الأثرية الحجرية الأخرى (الميغاليث) Megalith من ناحية الغموض، إذ لا يوجد أي سجل تاريخي يبين من بناه أو الغرض من بنائه.

تفيد إحدى النظريات بأن «رجم الهري» كان يستخدم كتقويم فلكي، حيث يبدو أن في سنة 3000 قبل الميلاد، في أطول يوم من السنة، كان أول شعاع من أشعة الشمس يدخل من خلال البوابة الشرقية الشمالية، ولكن هذا الارتصاف ليس مثاليا مما يدل على أن من بنى هذا النصب كان يفتقر للأدوات الهندسية المناسبة أو للمعرفة الدقيقة، كما أن هناك نظرية أخرى تقول أن «رجم الهري» ما هو إلا عبارة عن قبر على الرغم من أنه لم تكشتف فيه أية بقايا بشرية إلى غاية اليوم.

نصب «رجم الهري» الغامض في إسرائيل، الذي يلقب بـ”ستونهنج الشام“
يقع هذا الهيكل الغامض بالقرب من المعسكرات الإسرائيلية، لذلك يُسمح بالوصول إليه فقط في أيام نهاية الأسبوع وفي العطل الرسمية – صورة: Michael Homan من فليكر
نصب «رجم الهري» الغامض في إسرائيل، الذي يلقب بـ”ستونهنج الشام“
نصب «رجم الهري» الغامض في الجولان، الذي يلقب بـ”ستونهنج الشام“.
نصب «رجم الهري» الغامض في إسرائيل، الذي يلقب بـ”ستونهنج الشام“
رجم الهري في هضبة الجولان في الجولان – صورة: Michael Homan من فليكر

مقالات إعلانية