in

كيفية التأمل: خمس عشرة نصيحة عملية تساعدك في الانسجام مع عقلك

التامل

إن فهمنا لعقولنا ليس أمراً سهلاً، لكنه ممكن بواسطة التأمل.

تقوم عقولنا بتأدية عدة وظائف في وقت واحد، ما يؤدي إلى تشويشها، حيث يعاني معظم الناس من تشوش الأفكار والمشاعر، ومن خلال التأمل يمكنك تنظيم عاداتك وزيادة تركيزك… وأن تصبح أكثر هدوءاً.

ولكي تبدأ، نقدم إليك خمس عشرة نصيحة عملية تستطيع الاستفادة منها في التأمل:

1. استرخ لمدة دقيقتين: قد يبدو الاسترخاء لمدة دقيقتين أمراً في غاية البساطة، ممتاز. ابدأ بدقيقتين في اليوم ولمدة أسبوع، وإن سارت الأمور بشكل جيد زدها بدقيقتين كل أسبوع، وإن نجحت بزيادتها بفترات قصيرة ستصل إلى جلسة تأملية لمدة عشر دقائق في اليوم عند بلوغك الشهر الثاني، وهو أمر مذهل، المهم أن تبدأ بفترات قصيرة.

2. ابدأ يومك بالتأمل: من السهل أن نقول ”سوف أواظب على ممارسة التأمل يومياً“، ثم ننسى الأمر كلياً. لتفادي المشكلة، اضبط منبهاً يومياً يذكرك بالتأمل عند الاستيقاظ، استخدم الهاتف النقال، أو عبارة ”تأمل“ في مكان تستطيع أن تراها فيه.

3. لا تشغل نفسك في كيفية القيام بالأمر: يتساءل معظم الناس: أين نجلس، كيف نجلس، وما هو البساط الأمثل لممارسة التأمل… في الواقع، هذه الأسئلة ليست مهمة، ابدأ بالجلوس على كرسي أو أريكة أو حتى سريرك الخاص.

فتاة تحلس على أريكة
اجلس على أريكة فهذا كافي

وإن كنت ترتاح بالجلوس على الأرض، استخدم وضعية الأقدام المطوية، الأمر لن يتطلب أكثر من دقيقتين كبداية، لذا.. اجلس. لاحقاً، ستزيد مدة التأمل لديك، لذا يمكنك اختيار مكان تشعر فيه بالراحة، أما عن البداية فهي غير مهمة، كل ما عليك هو اختيار مكان هادئ ومريح.

4. تواصل مع مشاعرك الداخلية وحاول استيعابها: في بداية جلستك التأملية، حاول تحليل مشاعرك، كيف يشعر جسدك، ما هي الحالة التي يمر بها عقلك: مشغول، متعب أم قلق؟ ابحث عن المشاكل التي تؤرقك و حاول إيجاد الحلول المناسبة.

5. احسب أنفاسك واجعلها أكثر تنظيماً: بما أنك وصلت لمرحلة متقدمة وأكثر استقراراً، انتبه إلى عملية التنفس، وتتبع الهواء الذي يدخل إلى رئتيك عبر أنفك؟ حاول تنظيم عملية التنفس بالطريقة التالية: 1_شهيق، 2_زفير، 3_شهيق… وهكذا. كرر العملية حتى تصل للعدد عشرة ثم أعد المحاولة من جديد.

6. لا تبالغ في الشرود: من المؤكد أن عقلك سيشرد، لكنها ليست مشكلة، عندما تلاحظ ذلك ابتسم وعد إلى مراقبة أنفاسك من جديد.

قد تصاب بشيء من الإحباط، لكن الشرود لا يعد مشكلة كبيرة، فكلنا نعاني منها. بأية حال، الأمر لن يكون سهلاً خلال فترة قصيرة.

7. كن أكثر تقبلاً وودّية: عندما تلاحظ ازدياد الأفكار والمشاعر خلال جلسة التأمل—كما هو مفترض—اتخذ منها موقفاً ودّياً، اعتبرها صديقاً، لا دخيلاً أو عدواً. إنها جزء منك، لذا حاول أن تكون أكثر ودية وأقل قسوة.

8. لا تقلق حيال شكك في صحة ما تقوم به: قد تشك بأنك تقوم بالأمر بطريقة خاطئة، لا بأس، الجميع ينتابه الشعور ذاته، لكنك لا تقوم به بشكل خاطئ. فلا يوجد طريقة مثالية لعملية التأمل، لذا حاول أن تكون سعيداً بما تفعل.

9. لا تشغل بالك بتصفية الذهن: يعتقد الكثير من الناس أن التأمل هو عملية تصفية الذهن أو التوقف عن التفكير.. هذا غير صحيح. قد يحدث ذلك في بعض الأحيان، لكنه ليس الهدف الرئيسي من التأمل.

كيفية التأمل
لا تشغل بالك بتصفية الذهن

من الطبيعي أن يمتلئ رأسنا بالأفكار، فعقولنا مصانع لإنتاجها، لذا لا يمكننا ببساطة إيقافها. بدلاً من ذلك حاول التدرب على تركيز الانتباه، وكرر المحاولة عندما يبدأ عقلك بالشرود.

10. كن أكثر تقبلاً لذاتك: في حال بدأت الأفكار والمشاعر بإجهادك، قد يخطر ببالك أن تجاريها وتتمسك بها.

ذكرت مسبقاً أن الحل يكمن في اللجوء إلى تنظيم التنفس، لكن وصولك إلى مرحلة متقدمة من مستويات التأمل قد يخولك من مجاراة مشاعرك وأحاسيسك.

غالباً ما نميل إلى تجنب مشاعر الإحباط أو الغضب أو القلق، في الواقع… التعمق في المشاعر والأفكار لفترة قصيرة قد يكون نافعاً، كن فضولياً وحاول مجاراتها.

11. اعرف نفسك أكثر: لا يقتصر هذا التدريب على زيادة التركيز، بل هو بحث في كيفية عمل العقل.

ما يحدث داخل عقولنا يشوبه الغموض، لكن مراقبة الحيرة والإحباط والمشاعر المعقدة تساعدنا في التعمق أكثر بذاتنا وأنفسنا.

12. كن صديقاً لنفسك: عندما تبدأ بالتعرف على ذاتك، قم بالأمر بأسلوب ودي، وابتعد عن الأسلوب النقدي اللاذع. اعتبر نفسك صديقاً جدياً تود التعرف عليه، ابتسم وكن لطيفاً.

13. اكتشف جسدك: ما تستطيع القيام به بعد إتقانك التنفس المنظّم هو زيادة التركيز في كل جزء من جسدك على حدا. ابدأ من أخمص قدميك، تحسسها جيداً ثم انتقل ببطء إلى الأصابع، القدم، مروراً بالكاحل وصعوداً إلى أعلى الرأس.

14. ركز بما يحيط بك: من خلال التمعن في البيئة المحيطة بك، يمكنك—بعد فترة قصيرة من إتقانك للتنفس المنظم طبعاً—أن ترفع من مستوى تركيزك. على سبيل المثال التركيز بالضوء. ركز نظرك بنقطة معينة وتمعن بالضوء المحيط بك. وبعد فترة وجيزة، ابدأ بالتركيز بالأصوات. ثم حاول التركيز بشتى أنواع الأشياء التي تتدفق من حولك (بما فيها الضوء والأصوات).

15. ألزم نفسك بالتأمل: لا تكتفِ بالقول: ”سأقوم بالتجربة لعدة أيام“ بل التزم به، وحاول إقناع نفسك بممارسة التأمل لمدة شهر على الأقل.

لهذا ترى العديد من الاديان الحالية والسابقة قد فرضتت ومارست طقوس الصلاة وجعلتها ركيزة اساسية من الحياة اليومية كالبوذية والهندوسية والاسلامية واليهودية وغيرها. فهذه الصلاة عبارة عن جلسات تأمل قصيرة ومطولة أحيانا. فبغض النظر عن الإله الذي تعبده سواء الله أو فيشنو أو قوى خفية بالطبيعة فالحقيقة هي أنك تجلس مع نفسك لفترة تجمع فيها الكثير من أفكارك وتتعرف أكثر على ذاتك.

في المرة المقبلة التي تمارس فيها صلاتك، لا تجعلها مجرد فرض وواجب بل حاول اتباع الخطوات أعلاه قدر الامكان، لتجعل منها تجرلة غنية صحية يومية بدلا عن كونها قصاص للذهن والجسد.

One Comment

مقالات إعلانية