in

أشخاصٌ قاموا بطلاء حيواناتهم لأغرب الأسباب

بعد أنّ يأس من استعادة أرضه الزراعية من عصبة القرود البريّة، قرر مزارعٌ هندي طلاء كلبه ليبدو وكأنهُ نمرٌ على أمل أن يُخيف القرود. ذلك ما صرّح به (سريكانت غودا) Srikant Gowda، وهو مُزارعٌ من منطقة شيفاموغا في ولاية كارناتاكا بالهند، ليتصدر عناوين الأخبار الدولية بعد ورود أنباءٍ عن استخدامه أصبغة الشعر لرسم الخطوط النمور المميزة على كلبه العامل في حراسة الحقل.

لونُ شعر الكلب الأصلي مائلٌ للحمرة في الأصل، لذلك كلُ ما كان عليه فعله هو إضافةُ خطوطٍ سوداء والقليل من اللون الأبيض لإضفاء مظهرْ النمر على الكلب. ذلك ليس لأن (غودا) أحبّ النمور، بل لأنه كان يأملُ في أن يسُاعد كلبهُ المقنع في طرد القرود التي تدمرُ محاصيله.

أخبر المزارعُ الهندي المراسلين أنه حصل على الفكرة قبل أربع سنوات عندما زار منطقة أوتارا كانادا وقابل مزارعًا هناك استخدم دمية نمرٍ مزيفة لتخويف القرود. بدا الأمر سخيفًا، لكنه حاول بنفسه وفوجئ بحقيقة أنه نجح فعلًا. ومع ذلك كان مقتنعًا بأن دمية النمر لن تخدع القرود لفترةٍ طويلة، لذلك قرر تجربة شيء آخر.

هذا العام، لم يستخدم (غودا) صبغة الشعر فقط لجعل كلبه يبدو كنمرٍ صغير، ولكنه وضع أيضًا ملصقاتٍ كبيرةً لنمورٍ حقيقيةٍ إضافةً لنمره المزيف في جميع أنحاء أرضه، على أمل أن يُشكّلوا فزاعاتٍ مضمونة للقردة. يزعم المزارع أنّ الطلاء لا يؤذي الكلب، فهو في الواقع صبغة شعر تستمر لمدة شهر قبل أن تختفي.

وفقًا لموقع The Youth، كانت حيلة (سريكانت غودا) ناجحة جدًا لدرجة أنها ألهمتْ المزارعين الهنود الآخرين على أن يحذوا حذوه. لكن يبدو أن ذلك المزارع البسيط لم يكن أول من فكّر بهذه الحيلة، ولو لأغراض أخرى، كالصين مثلًا التي أصابتها في عام 2010 صرعة طلاء الكلاب لتبدو كنمورٍ ودببة باندا. فهذه الحيوانات الصغيرة ليست دببة باندا بل هي كلابٌ صينية من فصيلة تشاو تشاو التي تشبه الأسود مصبوغةٌ بالأبيض والأسود لتبدو وكأنها باندا.

أول ما ظهر هذا الاتجاه الغريب في معرض للحيوانات الأليفة بمدينة تايبيه الصينية في صيف 2009، حيثُ كان هناك منافسةٌ شرسة لصباغة الكلاب وتلوينها، لكن صباغةُ حيواناتك الأليفة لتبدو وكأنها حيواناتٍ برية هي صرعةٌ أحدث.

المهمُ في هذا الحدث هو توضيحه لمدى تغيّر الموقف تجاه الحيوانات الأليفة بسرعةٍ وبشكلٍ كبير -خاصةً مع الكلاب- في أجزاءٍ كثيرة من آسيا. ففي تايوان، على سبيل المثال، قبل 10 سنوات، كانت الكلاب لا تزالُ تُؤكل في المطاعم العامة وتُربى في المزارع لهذا الغرض. ولطالما اعتبر الطب الصيني التقليدي أن ”اللحوم الطرية“ من الكلاب يمكنُ أن تُعزز صحة الفرد. أما الآن فينظر الكثيرون إلى أكل الكلاب على أنه تذكيرٌ محرجٌ بماضي الفقْر والعوز.

لكن مع ارتفاع مستوى المعيشة، تبنى الصينيون الأثرياء ثقافة امتلاك الكلاب كرد فعلٍ على الماضي، فيتم إحضارُها إلى المطاعم، وتسليطُ الضوء عليها في الأماكن العامة، وجعلها ترتدي ملابس مثيرة للضحك وصبغ فرائها لتبدو وكأنها نمورٌ شرسة. وهنا مثلًا يُرافق بعض الناس كلابًا مطليةً بألوان الباندا أو النمور خلال افتتاح حديقة حيواناتٍ أليفة جديدة في متنزه داهي مينكوي في 5 حزيران 2010 في مدينة تشنغدو بمقاطعة خنان الصينية.

لم تتوقف الصين هنا إذ يوجد العشرات من مقاهي الحيوانية المختلفة في جميع أنحاء الجمهورية حيثُ يمكنك احتساءُ الشاي والتسكع برفقة القطط والبوم والراكون. ولكن هناك مقهىً واحدٌ فقط يُمكنك من خلاله اللعب مع ”الباندا“.

طبعًا هذا المقهى لا يملكُ أي حيوانات باندا حقيقة لكنه قام بصبغ كلابه الستة من فصيلة تشاو تشاو لتُشبه صغار الباندا العملاقة، وفقًا لصحيفة تشنغدو الاقتصادية. يتجول ”كلاب الباندا“ الستة في المقهى ويلاعبون الزبائن أثناء تناولهم الطعام.

افتتح مقهى كيوت بت جايمز كافي Cute Pet Games Cafe في مدينة تشنغدو الشهيرة التي تُعد مركزًا تكاثر وتربية حيوانات الباندا في عام 2019، ولم يتوقف هنا بل قرر أحد أصحابه الحصول على أكبر قدر من الجذب السياحي في المنطقة من خلال تقديم خدمة تُمّكّن أصحاب الكلاب من صبغ حيواناتهم الأليفة لتُشبه الرمز الوطني الصيني الشهير.

صورة: VCG/GETTY IMAGES

وقال المالك الذي يدعى (هوانج) أن تكلفة طلاء حيوانٍ أليفٍ واحد هي 1500 يوان صيني (ما يعادل 212 دولار). وقال إن المقهى به فريق متخصص من الصبّاغين المحترفين وأن الصبغة ذات جودة عالية لن تؤذي جلد الحيوانات أو شعرها. وتستغرق العملية حوالي يومٍ واحد لتحويل الكلاب إلى باندا، بحسب صحيفة هندو تايمز.

لكن العديد من مجموعات حقوق الحيوان احتجّت على هذا العمل قائلةً إن صبغ فراء الحيوانات غير أخلاقي. وأكّد أحد الأطباء البيطريين، إنه لا يشجع الناس على صبغ حيواناتهم الأليفة، قائلاً إن ”هذا قد يضرُ بفرائهم وجلدهم“. كما نشر العديد من المُعلقين على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية ويبو Weibo تعليقاتٍ ضد هذه الممارسة.

بعد رد الفعل على الإنترنت، أعلن المقهى أنهُ لم يعُد يُقدم خدمة الصباغة، وفقًا لصحيفة الغارديان. وفي بيانٍ على موقع Weibo، قال المقهى عن الكلاب التي باتت موجودة في منزلها: ”هذه الكلاب حياتها أفضلُ بكثيرٍ من حياتنا، كما أنها بصحةٍ جيدة للغاية. مستخدمو الإنترنت من فضلكم لا تُسّلّطوا أفكاركم علينا.“

وبالطبع لم يتوقف الأمر في الصين أو الهند بل هو منتشر في باقي أرجاء العالم على سبيل الموضة والأهواء الشخصية دون اهتمامٍ بصحة الحيوان أو الآثار السلبية المترتبة على هذا العمل، فهل تؤيده أم تمانعه ولماذا؟ أخبرنا رأيك في التعليقات.

مقالات إعلانية