in

دخلك بتعرف هؤلاء الأشخاص من التاريخ، والذين توفوا حرفياً من شدة الضحك!

يعتبر الموت من الضحك من أفضل الطرق للموت بالنظر للأسباب الكثيرة التي تؤدي للموت، ولو كان علينا اختيار الطريقة التي سنموت فيها سيختار الكثيرون قضاء آخر لحظات حياتهم على الأرض وهم يضحكون بالتأكيد. وقد مرّت العديد من الحالات في التاريخ البشري لأشخاص دخلوا في نوبة ضحك كبيرة انتهت بموتهم، سنعرض في هذا المقال 10 أشخاص ماتوا من الضحك.

1. مزارع من (إنديانا) توفي بعدما ضحك عند سماعه نكتة

شارع في بلدة لوريل
لوريل، في إنديانا. صورة: Wikipedia

(لوريل) مجتمع زراعي صغير في مقاطعة (فرانكلين – إنديانا)، بتعداد سكاني 512 نسمة عام 2010 لكنه انخفض في السنوات القليلة الماضية حتى 500 نسمة، كانت هذه المنطقة مجتمعاً صغيرا ً منذ تأسيسها عام 1836م وقد تأرجح عدد سكانها على مر السنين فكان حوالي 500 شخص عام 1860م ثمّ وصل للذروة عام 1960م حيث سجل تعداد سكاني حوالي 848 نسمة.

بمعنى آخر لا تعتبر (لوريل) منطقة يحدث فيها الكثير من الأحداث، أو يوجد فيها الكثير من الإثارة التي قد تأتي من سكانها، وفي مناطق محلية كتلك ستعتبر أي نكتة أو مزحة محطاً للاهتمام ورواية يمكن الأخذ بها لوقت زمني طويل، وهذ ما حدث عام 1893م عندما تسببت إحدى النكات بموت مزارع يدعى (ويسلي بارسونز) بعد أن ضحك بشدة عند سماعه تلك النكتة.

كان (بارسونز) برفقة أصدقائه يتنزهون خارجاً عندما سمع نكتة أصابته بالفرح الشديد لدرجة أنه دخل بموجة ضحك هيستيرية، فأخذ ضحكه يتزايد أكثر فأكثر وتبين أنه يعاني من آثار موجة ضحكٍ التي لا يمكن السيطرة عليها. وصفت صحيفة معاصرة ما حدث وجاء فيها: ”توفي (ويسلي بارسونز) وهو مزارع من (لوريل – إنديانا) في ظروف غريبة بعدما كان يتبادل النكات مع أصدقائه، ثم تعرض لموجة ضحك شديدة استمرت وأدت لاحقاً لوفاته بسبب الإرهاق الشديد عندما بدأ بالسعال بعد الضحك المتواصل لساعة من الزمن“. ولسوء الحظ لم يسجل أحداً النكتة التي أثّرت على ذلك الرجل وأودت بحياته بعد ضحكه الهستيري عليها.

2. وفاة فنان يوناني قديم بعدما ضحك بشكل هستيري بسبب طلب من زبون

لوحة تصوّر زيوكس
لوحة تصوّر زيوكس يختار نساءً من كروتون لأداء صورة هيلين. بريشة الفنان فرانسوا أندريه فنسنت. صورة: Google Art Project

(زيوكس) وهو فنان يوناني قديم انشهر في القرن الخامس قبل الميلاد، وهو من مدينة (هيراكليا) القريبة من (تورونتو-إيطاليا) في يومنا هذا، وبالعودة إلى الوقت الذي عاش فيه (زيوكس) فقد اعتبره معاصريه واحداً من أعظم الرسامين الذين عاشوا على الإطلاق. لقد كان مبتكراً وابتعد عن الطريقة المعتادة المتمثلة في ملء الأشكال بالألوان، واعتمد بدلاً من ذلك على التلاعب الذكي بالضوء والظلال لتعزيز واقعية أعماله. فضّل التراكيب الصغيرة وكانت لوحاته غالباً بشخصية واحدة في أغلب اللوحات.

لم ينجو أي من أعماله ليومنا هذا لكن السجلات التاريخية تشير إلى واقعية أعماله، وحسبما قال المؤرخ الروماني الشهير (بلينيوس الأكبر) في كتابه الأبرز التاريخ الطبيعي، دخل (زيوكس) في مسابقة مع نظيره (برهاسيوس) لمعرفة من بإمكانه رسم لوحة أكثر واقعية، بدأ (زيوكس) بلوحته ورسم عنقود عنب متدلي، وقد كان شكل العنب في الصورة طبيعياً لدرجة أنّ الطيور كانت تأتي لتلتقط حباته حسب الرواية السائدة.

هُزم سيد الواقعية في ذلك اليوم حيث فاز (برهاسيوس) بلوحته شديدة الواقعية، فيعد انتهاء المسابقة اقترب (زيوكس) ليزيل الستار عن لوحة منافسه عندما اكتشف أنّ الستار هو اللوحة بحد ذاتها. أقرّ (زيوكس) بفوز نظيره وقال: ”أنا خدعت الطيور لكن (برهاسيوس) خدع (زيوكس)“. بعد قرون من الزمن، نظر رسامو عصر النهضة إلى هذا التنافس على الواقعية بين الرسامين السابقين كتحدي وحافز في سعيهم لتجاوز القدماء.

جاءت نهاية (زيوكس) بسبب أرملة عجوز ثرية، حيث طلبت المرأة من (زيوكس) أن يرسم (أفروديت) إلهة الحب والشهوة والجمال والإنجاب، على أن تقوم المرأة بتجسيد (أفروديت) في هذه اللوحة، لكنّ التناقض الكبير بين شكل الاثنتان أدخل (زيوكس) في موجة كبيرة من الضحك انتهت بموته.

3. اعتقدت إحدى رائدات المسرح أنّ أوبرا The Beggar’s Opera مضحكة جداً فماتت من الضحك

The Beggars Opera
ملصق إعلاني لأوبرا The Beggars Opera. صورة: Public Domain/metmuseum

إن ”Break a leg“ مصطلح يُستخدم كثيراً في مجال صناعة الترفيه ومعناه تمني الحظ الكبير للشخص الذي سوف يقوم بتقديم عرض ما على المسرح، والحقيقة أنّه لا يأخذ معناه الحرفي الذي يؤدي لسقوط الشخص على المسرح وحاجته لجبيرة وعكازة في نهاية الأمر. كذلك الأمر بالنسبة للمصطلح ”go kill ’em“ عند تقديم العروض الكوميدية، الذي لا يحث الكوميدي على حمل السلاح وقتل الجمهور حرفياً وإنما قتلهم من الضحك أي جعلهم يشعرون بقمة السعادة بطبيعة الحال.

لكن الأمور لم تسر على ذلك النحو مع الفرق الكوميدية التي قدمت عروضاً في القرن الثامن عشر، فإحدى تلك العروض انتهت بموت أحد الحضور حرفياً وذلك عام 1782م، حدث ذلك في شهر نيسان من ذلك العام عندما ذهبت السيدة (فيتزربرت) مع أصدقائها لحضور مسرحية أوبرالية تُدعى (The Beggar’s Opera) في شارع (دروري-لندن).

بدأ العرض عندما ظهر الممثل الشهير (تشارليز بانيستير) على المسرح ليلعب شخصية تدعى (بولي بيتشام) حيث أضحك الجمهور كثيراً بهذا الأداء، إنّ بصمة (بانيستير) على هذه الشخصية هي التي سببت موجات من الضحك الشديد، وبالنظر لشخصية (بولي) فقد كان رجلاً كَهِلاَ ذو وجه طويل ونحيل، يرتدي ثوباً ضخماً ويحمل بيده مروحة ويحدق بالأفق.

استعاد الجمهور تركيزه بعد موجة الضحك الكبيرة واستأنفوا مشاهدة المسرحية، عدى السيدة ( فيتزريرت) التي تملكتها موجة ضحك هيستيرية، وقد وصفت مجلة The Gentleman’s Magazine الأمر لاحقاً: ”لم تكن (فيتزريرت) قادرة على محو الشخصية من ذاكرتها فدخلت بنوبة ضحك هستيرية انتهت بموتها في صباح يوم الجمعة“.

كما وصف مصدر معاصر آخر الحادثة بتفصيل أكبر حيث جاء في الوصف: ”كانت السيدة (فيتزريرت)، وهي أرملة لكاهن من مدينة (نورثهامبتونشاير- إنجلترا) برفقة مجموعة من أصدقائها في شارع (دروري) مساء يوم 17 نيسان عام 1782م، لمشاهدة عرض (The Beggar’s Opera) الذي يلعب فيه (بانيستير) شخصية (بولي)، عتدها سيطر الضحك على السيدة لدرجة أنها غادرت العرض قبل بداية الفصل الثاني منه، واستمرت نوبة الضحك الهيستيرية حتى صباح يوم 19 نيسان حيث توفيت“.

أثار الحادث الكثير من الضجة نظراً لما كان سائداً آنذاك حول التميز الطبقي، فوجود زوجة رجل دين بين الحضور في مسرحية هزلية هو أمر بحد ذاته مستغرباً، ناهيك عن ضحكها المستمر بصوت عالٍ في الأماكن العامة وهو أمر مستنكر أيضاً، فهذه التصرفات كانت متوقعة من أشخاص بلا فائدة في الحياة وليس من شخص ذو مركز اجتماعي هام كالسيدة (فيتزريرت) في ذلك الوقت.

4. مات (أليكس ميتشل) من الضحك أثناء مشاهدته لحلقة من السلسلة الكوميدية The Goodies

إحدى صور المسلسل البريطاني من عام 1975. صورة: BBCArchive
إحدى صور المسلسل البريطاني من عام 1975. صورة: BBCArchive

ربما يكون القليل من خارج بريطانيا على دراية بـ (The Goodies)، وهو مسلسل تلفزيوني يجمع بين مواقف كوميدية ولوحات سريالية، وقد بُثت في الأصل 76 حلقة على قناة BBC بين عامي (1970 و1980)، قد لا تكون هذه السلسة هي المفضلة لدى المتابعين في أنحاء العالم، لكنها بالتأكيد كانت مضحكة للغاية بالنسبة للجمهور البريطاني المقصود، وهذا ما توضحه مدة العرض الزمنية التي استمرت لعقد من الزمن، كما يأتي الدليل الأكبر على كمية الكوميديا الكبيرة في هذه السلسلة التلفزيونية، يأتي على شكل وفاة أحد المشاهدين من الضحك عند مشاهدته إحدى حلقات هذه السلسلة.

بدأت القصة مساء 24 آذار عام 1975م، عندما جلس (أليكس ميتشل) وهو عامل بناء أمام التلفاز لمشاهدة مسلسل (The Goodies)، وهو مسلسله المفضل الذي كان يشاهده كل أسبوع بعد العشاء. وكونه مشاهد مخلص للمسلسل فقد كان على دراية كبيرة بكمية الضحك التي يحتويها هذا المسلسل لكنه لم يكن مستعداً للحلقة التي أودت بحياته والتي كانت بعنوان (Kung Fu Capers).كان موضوع الحلقة يدور حول الحزام الأسود في لعبة (Ecky Thump) إحدى الفنون القتالية في المعروفة في (لانكستر)، وفي ذلك الوقت شيئاً ما أصاب (ميتشل) بقمة فرحه وبدأ بالقهقهة لدرجة ازعجت زوجته كثيراً.

كان (ميتشل) مستمتعاً بضحكاته وأبعد عنه زوجته قاتلة البهجة، ولكنه كان من الأفضل له أن يخرج من المنزل تلك الليلة بدلاً من الجلوس على الأريكة ومشاهدة التلفاز، ففي تلك الحلقة، هاجم أحد الأبطال المرتدين حزاما أسود رجلاً اسكتلندياً الذي بدوره دافع عن نفسه مستخدماً مزمار، بعد هذا المشهد أصابت ميتشل نوبة ضحك شديدة استمرت ل 25 دقيقة وانتهت بوفاته بعد تعرضه لنوبة قلبية. أصبحت قصة وفاة (ميتشل) مشهورة في ذلك الوقت، والجدير بالذكر أن زوجته أرسلت رسالة لفريق عمل مسلسل (The Goodies) شاكرة إياهم على جعل اللحظات الأخيرة من موت زوجها سعيدة للغاية.

تبين عام 2012م أن (ميتشل) كان يعاني من متلازمة QT الطويلة الأمد، حدث ذلك عندما تم نقل حفيدته إلى المستشفى بعد إصابتها بنوبة قلبية وتشخيصها بذلك المرض الوراثي. تسبب هذه المتلازمة عدم انتظام في ضربات القلب عند تعرض الشخص المصاب لإجهاد بدني كبير كالضحك المتواصل لمدة كبيرة، والتي تؤدي بدورها لحدوث سكتة قلبية كما حدث مع (أليكس ميتشل).

5. أحد المهرجين أخبر نكتة (لمارتن الأول) ملك (أراغون) تسببت بوفاة الأخير

مارتن الأول
مارتن الأول من أراغون. صورة: Wikipedia

حكم مارتن الأول من (1356- 1410)م ، أراغون وفالنسيا وصقلية وسردينيا وكورسيكا منذ عام 1396م بعد وفاة شقيقه الأكبر (جون الأول) رغم أن المتوفى كان له بنات. كان عهد مارتن مضطرباً منذ البداية حيث كان مليئاً بمخططات الطبقة النبيلة ومؤامراتهم، وكان عليه الدفاع عن حقه المزعوم بالعرش أمام أقربائه وبنات أخيه الراحل وأنصارهم، فقام بصد العديد من الهجمات المتواصلة التي قام بها أبناء أخيه وأنصارهم.

يقال أنّ (مارتن) توفي عام 1410م بعد أن تناول إوزة كاملة سببت له عسراً في الهضم حيث لازم على إثره (مارتن) فراشه، عندها استدعى (مارتن) أحد المهرجين الموجودين في البلاط الملكي، وعندما وصل المهرج إلى غرفة الملك سأل الأخير المهرج عن مكانه فأجاب المهرج بالتالي: ”جئت من حقل العنب المجاور يا صاحب الجلالة، حيث رأيت غزالاً صغيراً معلقاً من ذيله ويتدلى من شجرة، كما لو أحداً عاقبه لسرقته التين“.

أثارت تلك الصورة بهجة الملك وبدأ بالضحك المتواصل، في حين يسجل التاريخ الكثير من النكات الخالدة فهناك نكات أيضاً كانت مضحكة في زمان ومكان محددين، ففي القرن الخامس عشر في (أراغون) اعتُبرت الغزلان المعلقة على ذيلها مضحكة للغاية، الأمر الذي أدخل الملك بنوبة ضحك متواصلة لثلاث ساعات انتهت بسقوطه عن السرير ثم فارق الحياة.

فشل (مارتن) في تأمين الخلافة لابنه غير الشرعي، وبذلك اعتُبر آخر ملوك بيت (أراغون) في برشلونة (878-1410)م، وخلفه ابن أخيه (فرديناند الأول). في الحقيقة كانت نهاية مارتن سعيدة مقارنة بالنهايات السيئة التي حدثت لملوك آخرين التي ٍعبر التاريخ.

6. فيلم (A Fish Called Wanda) قتل مشاهداً دنماركياً

ملصق تجاري لفيلم A Fish Called Wanda
ملصق تجاري لفيلم A Fish Called Wanda. صورة: Amazon

في ثمانينيات القرن الماضي عُرض فيلم الكوميديا والجريمة A Fish Called Wanda من أداء (جيمي لي كورتيس) و(جون كليز) و(كيفين كلاين) و(مايكل بالين). تدور أحداث الفيلم حول عصابة لسرقة المجوهرات الذين يخدعون بعضهم البعض للوصول للألماس المسروق الذي يخفيه رئيس العصابة. حقق الفيلم نجاحا ًكبيراً حيث رُشح لثلاث جوائز أوسكار وفاز بجائزة عن أفضل ممثل مساعد، بالإضافة إلى عدة جوائز عن أفضل ممثل وأفضل ممثل مساعد في جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام (BAFTA).

تدور حبكة الفيلم حول رئيس عصابة وهو محب للحيوانات متلعثم بالكلام وصاحبه الذي يخطط لسرقة جوهرة، تكون تلك السرقة ناجحة ويقع في شباك المجرمين الكثير من المجوهرات القيمة، ثم يبدأ كل واحد من العصابة بالتلاعب على الآخر لإبقاء المجوهرات لنفسه، تدور كل تلك الأحداث بسلسلة من المغامرات المجنونة والخيانات المتصاعدة خلال أحداث الفيلم.

في إحدى المشاهد يقتحم أحد المجرمين منزل رئيس العصابة ويربطه إلى كرسي، ثم يحاول أن يأخذ منه معلومات عن مكان المجوهرات المسروقة، كما استلزم المشهد أن يحشو المقتحم أنف الرجل المربوط بأصابع البطاطا المقلية، ثم قام المقتحم بأكل الأسماك الذهبية المفضلة عند رئيس العصابة المربوط إلى الكرسي وهي حية، ليجبره على إخباره عن مكان المجوهرات.

أثار هذا المشهد بهجة أحد المشاهدين في الدنمارك، وهو رجل أخصائي في علم السمع يدعى (أولي بنتزن) الأمر الذي جعله يضحك بصوت مرتفع ولم يستطع السيطرة على نفسه. قدّر تقرير لاحق من قاضي التحقيق الجنائي أن معدل ضربات قلب ( بنتزن) ارتفع إلى ما بين250 إلى 500 نبضة في الدقيقة أثناء نوبة ضحك لا يمكن السيطرة عليها، مما أدى إلى توقف قلبه ووفاته.

اتضح بعد ذلك أن السبب الذي أدى لموجة الضحك القوية تلك هو رهان قام به (بنتزن) في يوم من الأيام، حيث قام بحشو أنف كل شخص موجود في ذلك العشاء بالقرنبيط، وكان الرهان بأن يأكلوا الجزر دون أن يقع القرنبيط من أنفهم، وبذلك فقد جاء مشهد الفيلم مشابهاً لما حدث معه فضحك بشدة حتى توقف قلبه.

7. سيد الأدب الإباحي المعاصر مات من الضحك بعد سماعه نكتة بذيئة

بييترو أريتينو
بييترو أريتينو. صورة: ngv

هو (بييترو أريتينو) الذي عاش بين عامي (1492–1556)م، وكان كاتباً وناقداً إيطالياً وشاعراً وكاتباً مسرحياً، وقد ابتكر أعمالاً إباحية أدبية معاصرة، وهي كتابات جنسية الهدف منها إثارة القارئ جنسياً، كانت حياة (أريتينو) طويلة ومليئة بالمغامرات سيئة السمعة، لذلك كان سبب وفاته مناسباً لتلك الحياة التي عاشها.

ولد (أرتينيو) في أريتسو وهي مدينة إيطالية عريقة في وسط إيطاليا ضمن إقليم توسكانا، كان والده صانعاً للأحذية تخلى عن عائلته عندما كان (أريتينو) طفلاً، وعندما كبر (بيترو) تخلى عن اسم والده وأخذ اسم (أرتينو) بدلاً منه، بعد ذلك أصبحت والدته عشيقة لأحد الرجال النبلاء المحليين الذي تولى رعاية (أرتينو) وإخوته. قضى (أرتينو) بقية حياته متظاهراً أنه أحد أبناء الطبقة النبيلة، بدلاً من كونه ابن رجل بسيط صانع للأحذية.

انتقل (أرتينو) إلى مدينة بيروجيا، وهي مدينة في أواسط إيطاليا عاصمة إقليم أومبريا، عندما أصبح شاباً للعمل في مجال الرسم، ثم انتهى به المطاف في روما حيث تعرّف على أحد المصرفيين الأغنياء وأصبح تحت رعايته. لم يكن الرسم الشيء الحقيقي الذي برع فيه (أرتينيو) فقد ظهرت موهبته الحقيقية في الكتابة، حيث صمم أطروحة هزلية سخر فيها من شخصيات بارزة في روما، بما في ذلك البابا نفسه ثم انتهى به الأمر ليلقب بكارثة الأمراء.

بعد وفاة البابا (ليو العاشر)، صاغ (أرتينيو) منشورات ساخرة تدعم ترشيح الكاردينال (جوليو دي ميديشي) للبابوية، الأمر الذي ساعد على وصول الكردينال للبابوية باسم البابا (كليمنت السابع) عام 1523 م، وعلى الرغم من حماية البابا الجديد أُجبر (أرتينيو) على مغادرة روما عام 1524م بسبب سمعته السيئة خاصة بعد تأليف مجموعة شعرية بذيئة المعاني عرفت باسم Lewd Sonnets.

ظل (أرتينو) هارباً لبعض الوقت بعد أن قام أحد المطارنة الذين وقعوا ضحية هجاء (أرتينيو) الساخر بتوظيف عدد من الأشخاص للتخلص من تلك المنشورات الهجائية، فرحل (أرتينيو) إلى الشمال الإيطالي حيث قدم الكثير من الخدمات لرجال الطبقة الأرستقراطية متميزاً بحسه الفكاهي وجرأته وجعل النهايات تلتقي بين الحين والآخر عبر الابتزاز. انتهى به المطاف في مدينة البندقية (فينيس) حيث اختلط بسكانها وبقي فيها حتى وفاته.

جاءت نهاية (أرتينيو) في حفلة كانت مقامة يوم 21 تشرين الأول عام 1556م، عندما قالت أخته نكتة قذرة فضحك لدرجة أن وقع من كرسيه الذي كان يجلس عليه حينها، وفي رواية أخرى يقال أنّ وفاته جاءت بسبب عدم قدرته على التقاط أنفاسه بعد الضحك، على كل حال فكل الروايات متفقة على سبب موت (أرتينيو) وهو الضحك.

8. مات (توماس أوركوهارت) من الضحك بعد سماعه خبر تولي (تشارلز الثاني) العرش

توماس أوركوهارت
توماس أوركوهارت. صورة: Wellcome Collection

يُعدّ (توماس أوركوهارت) أحد أغرب الكتاب في تاريخ الأدب الأسكتلندي وهو من مدينة (كرومرتي -اسكتلندا) عاش بين عامي (1611-1660)م، وانتهى به الأمر ليكون في كتاب عنوانه ((Scottish Eccentrics وهو كتاب يضم قائمة من الأشخاص غريبي الأطوار في اسكتلندا، حتى الآن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان مجنونًا أو محتالًا أو أكثر المحتالين الموهوبين الذين أنجبتهم اسكتلندا.

كان توماس كاتباً واسع المعرفة اشتهر بترجمته لأعمال كاتب النهضة الفرنسية (فرانسوا رابليه) إلى اللغة الإنجليزية، أما مؤلفاته الخاصة فكانت تشمل العمل على نظام جديد في علم المثلثات الذي أحدث ثورة فيه، كما ضمت مؤلفاته مواضيع في الرياضيات، تاريخ العائلات، واخترع لغة عالمية حتى قبل (الإسبرانتو) وهي لغة مصطنعة اخترعها (لودفيغ أليعزر زامنهوف) کمشروع لغة اتصال دولية سهلة عام1887م.

كان (أوركوهارت) مخلصاً للملك (تشارليز الأول) وقد تلقى حمايته بالفعل نتيجة لذلك الإخلاص، توفي والد (أوركوهارت) وتركه مثقلاً بالديون لذلك أمضى (أوركوهارت) فترة كبيرة من حياته وهو يتعامل مع الدائنين او يتهرب منهم حتى أنه فرّ من اسكتلندا. عاد عام 1645م لنشر أطروحة رياضية أو جدول مثالي لحل المثلثات، والذي ادّعى أنه يمّكن الطالب من تعلم الرياضيات في سبعة أسابيع فقط، ومع ذلك فقد كتب بطريقة خفية بحيث تكون غير مفهومة تقريباً.

انضمّ ( أوركوهارت) إلى انتفاضة ملكية فاشلة في (إينفيرنيس-اسكتلندا) عام 1648م، وأعتبره البرلمان خائن، في عام 1651م حيث انضم إلى محاولة (تشارلز) الثاني لاستعادة العرش التي بلغت ذروتها بهزيمة ملكية حاسمة في معركة (Worcester)، أُلقي القبض على (أوركوهارت) وسُجن لمدة عامين في برج لندن ثم نُقل إلى (ونزر).

أثناء حبسه ضغط على (أوليفر كرومويل) لإطلاق سراحه بعد أن كتب سلسلة من الكتيبات الغريبة والتي تضمنت وصفاً مفصلاً يفترض فيه أنه عائلته تنحدر من أصول مهمّة، كان من بين هؤلاء جدته رقم 109 التي اكتشفت النبي موسى في النيل حسب ادعاءات ( أوركوهارت)،وادعى أن جدته 86 كانت ملكة سبأ وأن جده 66 كان جنرالاً في فرقة (فيرغوس الأول) الأسكتلندية.

أمر (كرومويل) بالإفراج عنه أخيراً عام 1653م بمقابل مصادرة جميع ممتلكاته ومخطوطاته كشرط للإفراج عنه، كما أُجبر على مغادرة بريطانيا ثمّ توفي عام 1660م بسبب دخوله في نوبة ضحك كبيرة بعد سماعه خبر عودة (تشارلز الثاني) للعرش بعدما سُحب منه عام 1951م لعدم أهليته لهذا المنصب.

9. فيلسوف يوناني يموت من الضحك بسبب حمار

خريسبوس
تمثال لـ خريسبوس. صورة: Wikipedia

هو (خريسيبوس) الفيلسوف الإغريقي الذي عاش بين عامي (279–206) ق. م تقريباً، وكان واحداً من أكثر الرجال أصحاب النفوذ في العصر (الهلنستي)، ربما يختلف مع القول المشهور ”الضحك هو أفضل دواء“ لأنه في الحقيقة توفي بعد نوبة من الضحك. لقد أثر بشكل كبير على الرواقية وشكلها وهي مذهب فلسفي يؤمن بوحدة الوجود، وفي وقت لاحق نسب إليه الفلاسفة المنتمين إلى هذا المذهب الفضل في وضع الكثير من الأسس التي بُني عليها بعد ذلك. كما قدم بدائل لنظريات أفلاطون وأرسطو التي فعلت بدورها الكثير لتشكيل المشهد الفكري في عصره، وحتى اليوم يعرف (خريسيبوس) بالفيلسوف الذي مات من الضحك.

ولد (خريسيبوس) في مدينة (سولي) الأثرية الموجودة في القرب من (مرسين_ تركيا) في يومنا هذا، وكان في شبابه رياضي متخصص لركض المسافات الطويلة، كان مهوسا ً بالفلسفة فانتقل إلى (أثينا) حيث درس مذهب الرواقية، وأصبح أكثر الطلاب موهبة، وعندما توفي (كليانثس) عام 230 قبل الميلاد خلفه (خريسيبوس) في رئاسة مدرسة الرواقية.

كان (خريسيبوس) كاتبا غزير الإنتاج وعُرف أنه كتب حوالي 700 كتاب، لا توجد أطروحات كاملة ولكن بقيت مقاطع من حوالي 475 من أعماله بما في ذلك الملخصات والتقييمات النقدية للمدارس التي وجدت في ذلك العصر، قام الفلاسفة اللاحقون بتجميع تلك الأعمال لتكون مصدراً ومرجعاً هاماً للفلاسفة الرواقيين.

ومع ذلك لم يكن (خريسيبوس) مجرد فيلسوف مهتم بالأمور الفلسفية والعلمية وحسب، بكل كان رجلاً يحب الاحتفال وقد شارك في الكثير من الحفلات وبعمر كبيرة، ففي إحدى الحفلات حيث كان عمره حوالي 73 عاماً كان يشرب الخمر غير المخفف (عادة ما كان اليونانيون يخلطون النبيذ بالماء في تلك الأيام)، فرأى حماراً يأكل التين فبدأ بالضحك بطريقة لا يمكن السيطرة عليها وكان يصرخ: ”أعطوا الحمار كأساً من النبيذ النقي ليساعده على بلع التين“ وتوفي بعد ذلك.

10. مُنجّم إغريقي مات من الضحك على نبوءة منافسه الفاشلة

يظهر كالخاس في هذا التصوير الجصي الذي عُثر عليه فيه بومبي. صورة: Carole Raddato/Flickr
يظهر كالخاس في هذا التصوير الجصي الذي عُثر عليه فيه بومبي. صورة: Carole Raddato/Flickr

في الأساطير الإغريقية القديمة كان (كالخاس) عرافاً موهوباً باركه الإله (آبولو) بموهبة التنبؤ بالمستقبل اعتماداً على مسار الطيور في السماء، كما كان بإمكانه التنبؤ من خلال تفسير ما يخفيه الأعداء في ساحات المعارك. رافق (كالخاس) الجيوش اليونانية في معركتها لغزو (تروي) وقد امتدح (هوميروس) مهاراته في الإلياذة قائلاً: ”لم يكن له أي منافس في المخيم“.

لعب (كالخاس) دوراً هاماً في التأثير على أحداث حرب طروادة، فقبل أن يتمكن اليونانيون الوصول إلى (تروي) بقي جيشهم عالقاً على الشاطئ ولم يتمكنوا من الإبحار بسبب الرياح المعاكسة، تنبأ (كالخاس) بأنّ الرياح قد أرسلها الإله (أرتميس) الذي كان غاضباً من الملك اليوناني العظيم وقائد الجيش(أجامنون)، ولتهدئة الإله (أرتميس )، قال(كالخاس) أنه على (أجامنون) التضحية بابنته (إفيجينيا)، وبالفعل حصل ذلك وهدأت الرياح مما سمح لليونانيين بالإبحار إلى (تروي).

في مناسبة أخرى خلال حرب طروادة، أُصيبت الجيوش اليونانية بضربة مدمرة، فقد قال لهم (كالخاس) ما يجب أن يفعلوه لانتشالهم من تلك الضربة، تكهن حينها أن الإله (آبولو) غاضب بسبب استعباد (أجامنون) لابنة كاهن الإله (آبولو) وتدعى (خريسس)، ورفضه الدائم لمحاولات أبيها الكاهن في تخليصها من الأسر مقابل فدية مالية. أُجبر (أجامنون) على إعادة (خريسس) إلى والدها لكنّه أسر (آخيل ) بدلاً منها وهو البطل اليوناني الأبرز في حرب طروادة، و الذي دار نزاع بينه وبين الملك الأمر الذي رفع من شأنه في الإلياذة. تنبأ (كالخاس) أيضاً بأن حصان طروادة بقيادة (أوديسيوس) سينجح في فك الحصار عن المدينة المحاصرة، بعد عدة قرون تطفل الرومان على سمعة (كالخاس) ونسبوا إليه نبوءة أن أمير طروادة (إينياس) سينجو من سقوط طروادة وسيقوم بوضع العديد من الأسس لروما.

وبحسب الروايات فقد لقي (كالخاس) حتفه في اليونان الكبرى أو (ماجنا جراسيا)، بعد أن دخل في موجة ضحك كبيرة أودت بحياته بعد أن اعتقد أن منافسه تنبأ بنبوءة خاطئة. حيث كان (كالخاس) كروم من العنب فتوقع منافسه أن (كالخاس) لن يشرب الخمر أبداً من ذلك العنب، نضج العنب وأصبح نبيذاً ودعا (كالخاس) العراف الآخر لتذوق النبيذ المصنوع من العنب المعني، ثم رفع كأسه عالياً وبدأ يضحك على نبوءة منافسه الفاشلة، ودخل بموجة ضحك أدت لوفاته حتى قبل أن يتذوق النبيذ المصنوع من كروم العنب خاصته.

مقالات إعلانية