in

أغرب أشكال وطرق الاحتجاج والتظاهر حول العالم

على مر التاريخ، قام البشر بالتظاهر والاحجتاج بشتى الطرق رفضاً لسياسات أو قرارات يصدرها أصحاب السلطة الأعلى. تختلف أشكال التظاهر حسب كل حالة، لكن في بعض الحالات، التي سنستعرضها في مقالتنا هذه، ابتكر المحتجون طرقاً جديدة ورائعة لإثبات وجهة نظرهم. تابعوا معنا:

1. فردتا الحذاء على جورج بوش

منتظر الزيدي وهو يرمي الرئيس الأمريكي بفردة الحذاء الأولى. صورة: Reuters

كلنا شاهدنا الصحفي العراقي منتظر الزيدي وهو يرمي فردتي حذائه على الرئيس الأمريكي (جورج بوش) خلال مؤتمر عُقد في العراق في الرابع عشر من شهر ديسمبر، فالفيديو انتشر على الإنترنت وعرضته معظم القنوات التلفزيونية الإخبارية وغير الإخبارية.

استطاع (بوش) تفادي الضربتين، لكن تلك الحركة الاحتجاجية جعلت من الزيدي أحد مشاهير العراق. ما فعله يرمز إلى المواطن العادي الذي شاهد بلاده ترضخ لتنمر الولايات المتحدة، فقرر رمي الرئيس الأمريكي بحذائه، وتلك إهانة كبيرة في الثقافة العراقية.

تمكن الرئيس (بوش) من تفادي الحذاء، بينما اقتيد الصحفي خارج القاعة وجرى التحقيق معه. صورة: Reuters

اعتُقل الزيدي على يد رجال الأمن بعد تعبيره عن سخطه، كما يُقال أن عائلته تلقت عدة تهديدات بعد الحادثة. وقال شقيقه أن الصحفي نُقل إلى المستشفى إثر تعرضه لإصابات وكسور على يد رجال الأمن، وفوق ذلك، جرى التحقيق معه لاكتشاف إن كان يتعاطى الكحول أو المخدرات حتى أقدم على هذه الفعلة، وفقاً لما نقلته قناة «بي بي سي».

تذكر التقارير الإخبارية تعرض الزيدي للاختطاف على يد عناصر ميليشيات، ثم أُطلق سراحه، ورحبت منظمة مراسلين بلا حدود بإطلاق سراح الصحفي وعودته سالماً. أيضاً احتجز الزيدي من طرف الأمريكان لاحقاً وتعرض لحملة تفتيش، لكنهم أطلقوا سراحه في نهاية المطاف.

2. احتجاجات مطار هيثرو

صورة من التظاهرات المضادة لتوسيع مطار هيثرو الدولي في لندن. صورة: Airport Watch

عندما بدأ مطار هيثرو بلندن خططاً لتوسيع المنشأة، اندلعت الاحتجاجات على الفور من طرف أنصار البيئة الذين ادعوا أن زيادة عدد الطائرات سيؤدي إلى زيادة التلوث وزيادة الاحتباس الحراري. عندها قامت مجموعة تُعرف باسم «Plane Stupid» بالاحتجاج والتظاهر داخل المطار –وهي مجموعة من أنصار البيئة الذين يرغبون بإيقاف عمليات توسيع المطارات.

لكن عندما افتُتح جناح جديد في مطار هيثرو، وهو المحطة 5، في شهر مارس من عام 2008، اجتمع مئات المحتجين وارتدوا قمصاناً حمراء كُتب عليها «أوقفوا توسّع المطار» داخل مطار هيثرو، وعسكروا هناك.

3. احتجاج ضد لباس العمل

برج المراقبة والتحكم في لوس أنجلوس صورة: Federal Aviation Administration

قامت إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة بفرض قانون يمنع العاملين والموظفين من ارتداء الألبسة الرياضية والكنزات ذات الأكمام المقصوصة والشورتات وبناطيل الجينز. وعلّق المتحدث باسم الوكالة (توني مولينارو) قائلاً: ”من ناحيتنا، فالموضوع لايهمنا ولا نكترث به“.

ما حصل هو عدم موافقة عدد من العمال، البالغ عددهم 15 ألف عامل، في الهيئة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية على هذا القرار. بل على العكس تماماً، قام بعض العمال بتحدي هذا القرار.

فوفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، قام أحد العاملين من مدينة دالاس بالذهاب إلى العمل مرتدياً بنطالاً أخضراً مائلاً إلى الصفرة وسترة بنية فاقعة، كما صبغ شعره باللون الأزرق للاعتراض على قوانين لباس العمل غير القابلة للتطبيق أصلاً. ابتكر أحد الموظفين طريقة أكثر تطرفاً وغرابة لتحدي السلطات، حيث جاء إلى العمل مرتدياً فستاناً!

4. الاحتجاج على حفر الطرقات

سئم مواطنو مقاطعة ساسكتشوان الكندية من عدم التفات مسؤولي المقاطعة إلى الطرقات والحفر التي خربتها، لذا قرروا الاعتراض وتذكير الحكومة بطريقة غير عادية.

قرر سكان البلدة اختراع تقويم –رزنامة– وضعوا في كل يوم منها صورة شخص ما من سكان المدينة وهو عارٍ لا يكسيه سوى إحدى أغطية الحفر على الطريق السريع 32. فمثلاً، هناك صورة لرجل عارٍ داخل زورق على أحد الأشهر، بينما يحمل شهر آخر صورة رجل عارٍ يغطي منطقته الحساسة بطاسة الدولاب –غطاء إطار السيارة.

يبدو أن هذا الشكل الغريب من الاحتجاج قد نجح في الوصول إلى هدفه، حيث بدأت الصحف المحلية بتغطية الخبر، وأكدت لاحقاً قيام السلطات بتخصيص المال لإصلاح الطريق السريع 32 في شهر أكتوبر من عام 2008.

5. احتجاج الآباء

صورة: Getty Images

قرر الرجلان المطلقان (جولي ستانسبي) و(إيدي غوريكوي) الاحتجاج أمام محاكم العدل الملكية في لندن في شهر أكتوبر من عام 2003 على طريقتهما الخاصة، والهدف هو لفت الانتباه إلى المعاناة التي يواجها الأب في المحاكم.

كان الرجلان عضوين في مجموعة «آباء للعدالة» المثيرة للجدل، وربما ذلك هو السبب وراء احتجاجهما الغريب: حيث ذهبا إلى محكمة العدل الملكية في لندن آخذين معهما الطعام الكافي والملابس والأسرّة التي تكفيهما لأسبوع كامل، وفوق ذلك، تنكروا بملابس مشابهة لأزياء الأبطال الخارقين في قصص الكوميكس، كـ باتمان وسوبرمان.

في الشهر التالي، صعد أحد أعضاء المنظمة رافعة طولها نحو 36 متر للتعبير عن استياءه من قاضٍ حرمه من التواصل مع ابنته البالغة 3 أعوام. الطريف في ذلك الاحتجاج هو ارتداء الرجل ملابس أحد الأبطال الخارقين.

انتهت هذه المنظمة في عام 2006 بعدما كشفت السلطات إحدى خطط أعضائها الداعية إلى اختطاف ابن رئيس الوزراء آنذاك (توني بلير)، والبالغ عمره 5 سنوات.

6. تنظيف قذارة السياسيين

كان (ألبيرتو فوجيموري) رئيس البيرو، ورشح نفسه لفترة رئاسية جديدة عام 2000 على الرغم من اتهامات عديدة له بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان لقمع معارضيه. رد المحتجون على ترشحه بالتجمع في إحدى الساحات الرئيسة في العاصمة ليما بشكل شبه يومي من أجل «غسيل» علم البلاد المتسخ بـ «قذارة» السياسيين.

استمر هؤلاء المحتجون بغسيل علم بلادهم يومياً لأشهر، لكن عندما ظهر فيديو يصوّر أحد حلفاء (فوجيموري) وهو يرشي أحد المشرعين، اضطر الرئيس إلى الهرب من البيرو إلى طوكيو في اليابان. وهناك، من منفاه، استقال من منصب الرئيس لكنه نُقل إلى البيرو مجدداً بعدما سافر إلى تشيلي عام 2005.

7. عندما رُشق (بيل غيتس) بالفطائر

بيل غيتس بعدما أصيب بفطيرة على وجهه، أثناء حضوره لقاءً مع رجال أعمال في العاصمة البلجيكية بروكسل. صورة: ASSOCIATED PRESS

كان حدث رشق (بيل غيتس)، مؤسس شركة «مايكروسوفت»، إحدى الأحداث الهامة حقاً، ففي بلجيكا عام 1998، التقى (غيتس) بالعديد من الزعماء الاقتصاديين، لكن عندما كان الرجل يدخل أحد المباني، رمى عليه شخص ما فطيرة فأصابته في وجهه.

لم يرفع (غيتس) أي دعوى قضائية ضد الرجل الذي قام بهذه الفعلة، بل أن الأخير عبّر للصحافة لاحقاً أنه لا يكره (غيتس) أبداً، إنما أراد القيام بهذا الشغب فحسب.

8. الصفعة السوفياتية

الزعيم السوفياتي السابق ميخايل غورباتشوف. صورة: Leonid Paladin/Sputnik

رحبت معظم دول العالم بانهيار الاتحاد السوفياتي، تحديداً أوروبا والولايات المتحدة، لكن في روسيا، لم يكن الوضع مماثلاً تماماً، فشعر بعض الروس بالغضب والاستياء من انهيار الاتحاد، تحديداً الغضب من الرجل الذي أفضى إلى ذلك، الرئيس (ميخايل غورباتشوف).

عقب الإصلاحات التي بدأها (غورباتشوف) في ثمانينيات القرن الماضي –وهي البريسترويكا والغلاسنوست– قرر الرجل الترشح للرئاسة مجدداً عام 1966. بالطبع، لم يحبذ الجميع استلام (غورباتشوف) منصب الرئيس.

في إحدى الحملات الدعائية التي تواجد فيها الزعيم السوفياتي في مدينة أومسك السيبيرية، استطاع شاب يبلغ من العمر 29 عاماً الاقتراب من (غورباتشوف) لدرجة جيدة، فقام بصفعه على وجهه.

قال الشاب لاحقاً للشرطة أنه صفع الزعيم السوفياتي السابق لأنه شعر أن إصلاحات (غورباتشوف) المحلية دمّرت روسيا. ولاحقاً، أوصت محكمة روسية بحصول الشاب على علاج نفسي. لكن في المقابل، قال أحد الساسة الروس معلقاً على الحدث: ”لقد فعل ما يحلم العديد منا بفعله“.

9. الرجل العاري ضمن حفل توزيع الأوسكار

صورة: AP

في كل سنة، يجري توظيف أفضل كوميديّ أميريكا لتقديم حفل جوائز الأوسكار، لكن الحفل عادة ما يكون مملاً وغير طريف على الإطلاق. لكن في عام 1974، حدث استثناء مضحك.

في تلك السنة وأثناء تقديم جائزة أفضل فيلم للسنة، ظهر الممثل (روبرت أوبل) البالغ من العمر 33 عاماً، وبدأ يركض على المسرح وهو عارٍ تماماً. رفع الرجل علامة السلام بإصبعيه، ويبدو أنه استطاع الدخول لأنه حصل على بطاقة حضور.

كان الحفل بأكمله يُبث مباشرة على قناة NBC، لذا علّق الممثل (ديفيد نيفين) الذي قام من مقعده لتلقي الجائزة، وهو يحاول التوقف عن الضحك: ”في الحقيقة، لا يضحك الإنسان من قلبه إلا إذا شاهد شخصاً يخلع ملابسه ويرينا جسده العاري“.

10. مظاهرة أفاتار في فلسطين

المتظاهرون الفلسطينيون متنكرون بأزياء شخصيات فيلم أفاتار. صورة: Reuters

احتجاجاً على الجدار العازل الذي يفصل الضفة الغربية في عام 2010، تظاهر عدد من الفلسطينين وهم يرتدون أزياء شخصيات فيلم الخيال العلمي الشهير Avatar، حيث طلوا أجسادهم باللون الأزرق وارتدوا ملابس قديمة مثل شخصيات العمل تماماً.

وقعت التظاهرة في قرية بلعين الفلسطينية الواقعة في محافظة رام الله، وتحدث هناك تظاهرات دائمة ضد الجدار العازل، حتى أن مجموعات يسارية إسرائيلية تشارك فيها. تحدث دائماً الاشتباكات بين الفلسطينين والسلطات الإسرائيلية، حتى خلال تظاهرة أفاتار تلك الغريبة.

11. احتجاج على قرار منع التدخين

صورة: Jenny Kane, AP

في جامعة نورث تكساس الأمريكية عام 2011، اقتُرح قرارٌ لمنع التدخين. بالطبع، لم يعجب الأمر جميع الطلاب، لذا لجؤوا إلى التظاهر على طريقتهم الخاصة.

شكل الطلاب مجموعة «الأمريكيون الشباب من أجل الحرية»، وأظهروا اعتراضهم على المقترح من خلال توزيع السجائر المجانية على الطلاب مقابل توقيعهم عريضة ضد المقترح، مدعين أن الجامعة لا تملك الحق في فرض حظر كهذا على طلابها. حتى أن الطلاب غير المدخنين شاركوا في التظاهرة، وعلّق أحدهم ويدعى (كلينت تاونسند): ”أؤمن بالحرية الفردية والمسؤولية الشخصية“.

كانت الجامعة قد أصدرت سابقاً قراراً بمنع التدخين على مسافة نصف قطر يبلغ 7 أمتار ونصف من بناء الجامعة. لكن على الرغم من التظاهرة السابقة، أصبح حرم الجامعة منطقة خالية من المدخنين منذ شهر يناير عام 2013.

مقالات إعلانية