in

عشرة [10] طرق للاختفاء بشكل كامل وبدء حياة جديدة

لطالما رغب العديد منا بترك حياته الحالية والفرار نحو حياة جديدة. كثيرة هي البواعث وراء هذه الرغبة، وبصرف النظر عن الأسباب، إليك عشر طرق تساعدك في تحقيق اختفاء مثالي، وتجنب العثور عليك من قبل أي أحد.

1. تخلص من هاتفك المحمول

صورة: Dreamstime/TNS

ربما يبدو أن استخدام تطبيقات الخرائط والمذكرات وميزات احتساب عدد الخطوات المقطوعة إضافة مفيدة لخطة الهرب خاصتنا، لكن المحقق والعميل السري السابق (بيتر بلاكز لي) وخبير الأمن السيبراني (بول فليسيدس) لهما رأي آخر!

إذ يشيران إلى أن هاتفك المحمول يجب أن يكون على رأس قائمة الأشياء التي يتوجب عليك التخلص منها تماماً لكي تفلت من الشبكة، إذ أن معظم هذه الهواتف تقوم بإرسال إشارة GPS، الشيء الذي تشبهه شركة (Blakeslee) بجهاز تتبع يضعه الشخص على نفسه طواعيةً، فغالباً ما يمنح المستخدمون أذوناتٍ للتطبيقات على هواتفهم المحمولة لتحديد الموقع الجغرافي دون أن يدركوا ذلك حتى.

ولكن حتى مع تعطيل خدمات تحديد المواقع، يحذر (بلاكز لي) من أن الحكومة تملك وسائل أخرى للتتبع عبر الهاتف المحمول، خلال وقت قد لا يتجاوز عدة دقائق. إذ يقر الاثنان (بلاكز لي) و(ليتشي) بأن ثمة نوع من التعاون ما بين الجهات الحكومية وشركات الهواتف المحمولة، ففي حال اعتقدت تلك الشركات أنك تحت تهديد ما، سيتم منح الشرطة إذن بالوصول إلى هاتفك بأسرع وقت ممكن.

يوصي الخبير الأمني (أنتون إدواردز) بترك الهاتف المحمول بعد مسحه داخل قطار أو محطة حافلات، حتى يستخدمه شخص ما، ما سيضلل الشرطة.

2. صنارة وخيط وثقالة

صورة: Frank Ahearn

في كتابه «كيف تختفي»؛ يحدد الخبير في مجال الخصوصية (فرانك آهيرن) طريقته المسماة بـ”صقنارة وخيط وطعم“ للتملص من أي شخص يحاول تعقبك في حياتك الجديدة، وقد ابتكر هذه الطريقة لإحدى عميلاته، التي كانت سيدة تحاول الهروب من زوجها المسيء.

تبدأ الخطة بمرحلة (الصنارة)، حيث يقوم الشخص الهارب عن قصد بإنشاء وصل دفع، بحيث يمكن للشخص الذي يلاحقه العثور عليه، وهذا ما عنى للسيدة الهاربة أن تسافر إلى بلدة صغيرة وتتقدم بطلب لاستئجار شقة تتطلب التحقق من بطاقتها الائتمانية، وهذا ما قد فعلته في نفس المدينة التي انتقلت اليها، موقنة أن زوجها السابق سوف يتحقق من تقارير بطاقتها الائتمانية.

ثم تأتي مرحلة (الخيط) التي تتضمن توقيع عقد إيجار في هذا الموقع المزيف، أي الشقة. مستعملاً خدمة تحويل المكالمات للرقم الذي وضعته في العقد، ما سيؤدي إلى توجيه زوجها السابق إلى موقع مزيف في حال تعقب هذا العقد غير المكتمل.

وأخيراً قسم (الثقالة) وهو إجراء أمني إضافي، حيث يفتح العميل حساباً مصرفياً جاري، في حين يقوم أحد زملاء (أهيرن) بسحب مبالغ مالية صغيرة من عدة أمكنة، خلال تنقل بين أنحاء البلاد، مما أبقى العملاء آمنين إلى يومنا هذا.

3. الموقع ثم الموقع ثم الموقع

إن اختيار المكان المناسب للإقامة الجديدة أمرٌ ضروري، فإذا كنت تتوقع ملاحقة الناس لك، يتوجب عليك اختيار اخر موقع يتوقعونه. عندما تكون في إحدى المدن الكبرى، فربما تعتقد أن الموقع المنشود هو قرية صغيرة نائية. ولكن بحسب (فرانك آهيرن)، هذا ما قد يقود المحققين مباشرة إليك، والسبب في ذلك أن المكان الجديد الذي حللت فيه سيبدو بادئ الأمر غير ملائمٍ، مما سيدفعك للبحث في (جوجل)، وربما ظهور اسم القرية في أعلى نتائج البحث عن القرى يوم وصولك، ويقترح أيضاً في حال سافرت الى بلد جديد كلياً، تحاشي المواقع السياحية لكونها المكان الأول الذي سيقصده المحققون.

وحذر مما أسماه (أحلام شجرة النخيل)، إذ أن جميع من يودون الاختفاء، يفضلون فعل ذلك على شاطئ ما ليمتعوا أنفسهم، لكن لذلك سلبيات كالفيضانات التي قد تحصل، وكون المكان بعيداً عن المتاجر والمستشفيات. يقترح (آهيرن) المكوث في مكان جديد لثلاثة أشهر، مع اتخاذ موقع آخر في مدينة احتياطية

4. شخصية جديدة

عندما تسعى إلى حياة جديدة متخفية فإن عدم مخالفتك للقوانين يعتبر قاعدة أساسية، فقد تتوقف الشرطة عن ملاحقتك في حال لم تشكل خطراً، بينما فعل العكس يعتبر طريقة سريعة للقبض عليك.

قد تكون دواعي الهرب خطيرة بحيث يستدعي إجراءات صارمة للتخفي، إحداها انتحال شخصية جديدة، والذي ينص عليها كتاب «كيف تختفي تماماً، ولا يعثر عليك».

تبدأ هذه الطريقة في بحث الهارب عبر الصحف الصادرة في تاريخ ميلاده عن أسماء لأطفال ماتوا عند ولادتهم، ثم يرشد الكتاب القارئ إلى كيفية استصدار شهادة ميلاد باسم الطفل المتوفى. والملفت أن هذه العملية سهلة بشكل مدهش من الناحية النظرية، وتسمح بدورها للهارب بالحصول على بطاقة ضمان اجتماعي لهويتهم الجديدة ومن ثم الحصول على حسابات مصرفية وشهادة قيادة، وتراخيص أخرى تمكنهم من عيش حياة جديدة دون كشفهم.

5. المشاكل المالية

صورة: Amazon

بدء حياة جديدة عادةً لا يكون أمراً رخيصاً من الناحية المالية، لذا يجب التأكد من أنك قد ادخرت ما يكفي من المال، خاصةً وأن العمل المربح سيصبح أكثر صعوبة، إلا أن المدخرات المالية قد تصبح بلا قيمة إذا لم تتوفر طريقة لاستعمالها.

فوفقاً لـ(بول فيلا) المدير الفني لشركة أمن المعلومات (مجموعة إن سي سي)، فإن الشرطة تقوم بمراقبة بطاقات الائتمان الخاصة بالأشخاص الملاحقين على مدار الأسبوع ساعةً بساعة، بحيث سيتم تمرير هذه المعلومات الى الشرطة لحظة استعمال البطاقة الائتمانية وتحديد موقع الشخص الملاحق بدقة. من الأفضل الاحتفاظ بأكبر قدر من المال نقداً، والتأكد من تخزينه في مكان آمن حيث يمكن الوصول إليه عندما يحين الوقت لخطوة جديدة.

القيام بهذه الخطوة بشكل متعجل قد يقود إلى السقوط عند أول عقبة، قانون السرية المصرفية لعام 1970 يلزم البنوك بتقديم تقارير حول العمليات المصرفية المشبوهة دون علم العميل، يحدث ذلك عادة عند المعاملات الضخمة التي تتجاوز 2000 دولار، لذا يفضل أن تكون عمليات السحب أقل من هذه العتبة، وموزعة بحيث لا تثير أي شبهات.

6. تزوير الوفاة

بعد أن يحسم شخص ما قراره بشأن الاختفاء دون ترك أثر، غالباً ما تترافق فكرته مع فكرة تزوير موته، ربما تلك أكثر الأفكار المطروقة في وسائل الإعلام، والتي يحذر منها أغلب الخبراء. تقنياً لا يوجد أي قانون ضد الاختفاء في حال لم تكن مديناً بالمال لأحدهم أو تترتب عليك التزامات من نوع ما، ولكن هذه الحالة تعرف بـ«تزوير الوفاة».

يصف (جيمس كويكل) مدير اتصالات «الائتلاف ضد عمليات التأمين المزورة» أنه من المستحيل أن يزور أحد موته دون تكبد العديد من التداعيات غير القانونية، كأن تقع في التآمر أو تهم أخرى ناجمة عن هذا التزوير، لذا قد لا تكون هذه الفكرة صائبة.

ولكن عندما لا يكون للمرء خيار آخر، فربما تكون تجربة الكاتبة (اليزابيث غرينوود) نافعة في هذا الصدد، حيث قامت بذلك من أجل كتابها «اللعب مع الموت»، وللقيام بذلك، سافرت إلى الفيليبين حيث تنتشر عمليات الاحتيال في مجال التأمين.

قالت (غرينوود) أنه يمكنك حتى الذهاب إلى مشرحة السوق السوداء للعثور على جثة لتُحرق بدلاً عنك. وبكل بساطة، يكلف الحصول على شهادة وفاة من مركز حكومي نحو 500 دولار، دون الحاجة لحرق الجثث.

7. تجنب مراقبة الكاميرات

بحسب برنامج «تعقبني إن استطعت» التي تبثه قناة (ديسكفري) هناك ما نسبته كاميرا مراقبة واحدة لكل عشرة أمريكيين، كنتيجة لإدارة العالم من خلال الكاميرات، وبحسب (IPVM)، الشركة الرائدة في مجال معلومات المراقبة بالفيديو، يتم التقاط الأمريكيين عبر كاميرات المراقبة أكثر من خمسين مرة في اليوم الواحد.

لكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من ذلك. فموعد رحيلك مثلاً هو أكثر توقيت يجب أن تبقى خلاله خارج مصيدة كاميرات المراقبة، لأن أي شخص سيبحث عنك سيتوجب عليه امتلاك فكرة أولية عن المكان الذي كنت فيه قبل الاختفاء، وهذا ما ستوفره كاميرات المراقبة، وبالتالي قد تقود الآخرين إليك، لذا يجب اختيار طريق إلى خارج المدينة، حيث أقل عدد من كاميرات المراقبة، وبفضل القيام بذلك خلال الليل مع ارتداء ملابس مموهة، وتفادى المطاعم والمتاجر الكبيرة، والتي عادة ما تكون مجهزة بالكثير من الكاميرات.

لحسن الحظ، يطمئن (بيتر بليكيلي) الهاربين، فمن غير المرجح أن تحدد هذه الكاميرات هويتك، لكنها ستصبح الوسيلة الأولى لتتبعك في حال تم تصنيفك كهارب من قبل جهات أخرى.

8. سجل البحث

صورة: Techspot

إن قرار الاختفاء، لا سيما الاختفاء الحقيقي، ليس مجرد قرار يتم اتخاذه في لحظة عابرة، إذ يوصي خبير الأمان (أنتون إدواردز) بثلاثة أشهر من التحضير والتخطيط، وأحد الجوانب المهمة في هذا التخطيط، هو عدم القيام به على حاسوب الشخصي، فإذا كنت قد بحث عن حافلات وطرق إلى الموقع الذي اخترته للاختفاء ربما تكون في ورطة.

يدّعي (فرانك آهيرن) أن أي مواقع قمت بالبحث فيها قد تم تخزينها بواسطة مسار التصفح المؤدي إليها، لذلك عليك القيام بمزيد من البحث عن مواقع آخري لتغطية مسارك وتمويه عمليات البحث الخاصة بك.

قم بالبحث في أمكنة عامة كمقاهي الانترنت، وعندما تكون مستعداً للمغادرة، يجب محو سجل تصفحك بالكامل وهنالك بعض المواقع التي تفيد في ذلك كموقع (just delete me). فيما يقترح بعض الخبراء تدمير القرص الصلب الخاص بحاسوب، ذلك عن طريق غمره بالماء ومن ثم استعمال مطرقة لتحطيمه وتمرير مغناطيس كهربائي عليه.

9. تغيير العادات

من المهم أن تدرك أن خيار شخص ما للهرب من حياته نحو حياة آخرة بعيداً عن الملاحقة، لا يكون بهذه البساطة، كما أنه ليس مجرد تغيير في سيناريو الحياة، باستبدال مكان اقامتك بمكان آخر الأمر الذي يعتبر أسهل طريقة للعثور عليك.

إذا كنت تهرب من شخص ما فإنك بحاجة لتبني عادات وهوايات جديدة، وهذا يشمل تفصيلات صغيرة كتفضيلاتك الغذائية وأخرى كبيرة كمخزونك اللغوي من الكلمات الفرنكوفونية. كما لا يمكنك أن تكون سائق باص هارب من مدينة ما وتذهب الى مدينة أخرى قريبة، ثم تعمل سائق باص أيضاً.

يجب عليك أيضاً تجنب سلاسل المطاعم من أجل العمل، والبحث عن أعمال يدفع فيها الأجر بشكل نقدي. ولكن قد يتم اكتشافك إذا ما أرسل محقق خاص في اعقابك من خلال شعرك أو ملابسك أو حتى طريقة مشيتك. فإذا أردت الاندماج بالمجتمع الجديد يتوجب عليك ستحتاج إلى تغيير طريقة مشيتك أو صبغ شعرك واعتماد أسلوب جديدة في اللبس.

10. طريق وحيد

بالإضافة إلى التحديات العملية، فإن أكثر الأشياء صعوبة التي تواجه المغادرين، هم الأشخاص الذين تركوهم خلفهم، فمحاولة التواصل مع الأحباء قد تساهم بشكل رئيسي في كشف موقعك، وقد يبدو أخذهم معك من البداية أمراً أكثر ذكاءً إذ أن وجود شخصين أفضل من شخص واحد، هذا ما لا يوافق عليه الخبراء الذين يحذرون من رفاق السفر في رحلة الهروب، فقد تزيد احتمالات اكتشاف هويتك بشكل كبير، خاصةً إذا كنت تهرب من جريمة قد ارتكبتها، أو بغرض تحصيل أموال التأمين، أو حتى الهرب من الديون، فإن مطالبة شخص ما بالحضور معك، يجعل منه شريكاً في هذا العمل بشكل تلقائي ما لم يقم بتسليمك للشرطة أو إخبارهم عنك.

وفي حال لم يفعل ذلك، فإن مجرد وجوده برفقتك يعطي الشرطة هدفين للترصد بدلاً من واحد، والأهم من ذلك إذا كنت أحد الوالدين، فمن الأهمية بمكان عدم اصطحاب طفلك معك، إلا اذا كنت قد أبطلت حق الوالد الآخر بالزيارة بشكل قانوني، باستثناء هذا سينتهي بك المطاف بتهمتي الخطف و تعريض الأطفال للخطر، الشيء الذي سيؤدي بك للسجن وخسارة حقوقك الأبوية بالحضانة، ناهيك عن جعل عملية الاختفاء أكثر تعقيداً.

مقالات إعلانية