سواء اتفقت أو اختلفت مع المحتوى الإعلامي النهائي المقدم لك ورقيا أو من خلال شاشة التلفزيون، أو حتى إلكترونيا، لا تستطيع أن تتغاضى عن الصعوبات والظروف المجحفة، والتي تكون أحيانا مأساوية، التي يتعرض لها المصورون الصحفيون في مختلف البقاع الساخنة على وجه الأرض.
في هذا المقال نرصد لك عزيزي القارئ 20 صورة وقصة لصحفيين تعرضوا لظروف صعبة تغلبوا عليها، وقدموا لك محتوى جيدا، بعضهم لقى حتفه أثناء ذلك وبعضهم مازال حيا يرزق.
برغم الإصابة مستمر في العمل:

يظهر في الصورة المصور الصحفي لوكالة رويترز ”جليب جارانيش“ والذي أصيب اثناء تغطيته للاحتجاجات المعروفة باسم ”الميدان الأوروبي“ في العاصمة الأوكرانية كييف، والتي بدأت عفويا من المواطنين احتجاجا على تعليق الحكومة لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة والشراكة مع الإتحاد الأوروبي في 21 نوفمبر 2013، وطالب المحتجون بإقالة الحكومة وعزل الرئيس ”فيكتور يانوكوفيتش“ واجراء انتخابات مبكرة.
وكان رد قوات مكافحة الشغب الأوكرانية عنيفا وقمعيا، مما أدى لنزول المزيد من المتظاهرين خاصة من الشباب والجامعيين، وأصيب ”جليب جارانيش“ في 30 نوفمبر 2013 أثناء تغطيته لاشتباكات ميدان الإستقلال بكييف، وقال في شهادته أن قوات مكافحة الشغب استخدمت الهراوات وقنابل الصوت لتفريق مئات المتظاهرين من الميدان الرئيسي بالمدينة.
تفان في العمل برغم الرصاص:

بعدما رفعت الحكومة العسكرية بـ”ميانمار“ الدعم عن المحروقات البترولية بما فيها البنزين والديزل والغاز الطبيعي، قامت في البلاد احتجاجات سلمية على نطاق واسع قادها الطلاب والنشطاء السياسيون والرهبان، بدأت في أغسطس 2007، وكان الرد الحكومي إطلاق النار على المحتجين والقيام بحملات اعتقال واسعة في البلاد.
يظهر في الصورة المصور الصحفي الياباني ”كينجي ناجاي“ والذي عمل لوكالة APF وهو ممدد على الأرض متأُثرا بإصابته يوم 27 سبتمبر 2007، نتيجة فتح قوات الجيش النار على المحتجين بغرض تفريقهم، وبالرغم من إصابته فقد استمر في تصوير الأحداث وقمع الجيش للمحتجين، جدير بالذكر أن ”ناجاي“ توفي متأثرا بإصابته بعد ذلك.
بسالة عربية تحت القصف الأمريكي:
تظهر في الصورة مديرة مكتب رويترز في الشرق الأوسط الصحفية ”سامية نخول“ بعد إصابتها بجروح في الوجه واليدين، بعد تعرض فندق فلسطين في العاصمة العراقية بغداد (التي كانت متواجدة به وتعمل منه) لقصف مدفعي من دبابات أمريكية في 8 ابريل 2003، وتم اخذ الصورة من كاميرات المراقبة بالفندق.
للصحفيين تواجد بين الفوضى وتعدد الرايات أيضا:

خمس صحفيين ومصورون يعملون لدى ”نيويورك تايمز“ يظهرون أمامك في الصورة، كانوا يحاولون تغطية فصل فوضوي من فصول الثورة الليبية، وهم من أقصى اليمين إلى اليسار: لينزي أداريو، جون مور، هولي بيكيت، فيليب بوبين، وتايلر هيكس.
كانوا يركضون محاولين إيجاد مخبأ من قصف الطيران الحكومي لنقطة تفتيش بجوار مصفى للبترول في رأس لانوف بليبيا.
جدير بالذكر أن ”هيكس“ و”أداريو“ كانا مفقودين خلف خطوط جيش القذافي آنذاك، مع صحفيان آخران من التايمز وهما ”أنتوني شديد“ و”ستيفين فاريل“ قبل التقاط تلك الصورة بيومين.
ما لم يكمله النظام المصري أتمه النظام السوري:

في وسط اشتباكات ”محمد محمود“ بالقاهرة، ربض المصور الصحفي ”ريمي أوشليك“ خلف أريكة قديمة ليتفادى طلقات الخرطوش، وارتدى قناعا واقيا من الغاز المسيل للدموع بغية إتمام عمله على أكمل وجه، وبعدها بثلاثة أشهر قتل بصحبة المراسلة ”ماري كولفن“، حيث قصف النظام السوري بالصواريخ المنزل الذي كانا يعملان به بحمص، وقتها أفاد ناشطون سوريون بأنه على الأقل أصيب صحفيان في هجوم النظام السوري على حمص.
جدير بالذكر أن أوشليك وكولفن قد حازا على جائزة من قدامى محاربي الشرق الأوسط وآسيا.
صراع فلسطيني/فلسطيني:

يظهر في الصورة مصور فلسطيني مصاب نتيجة لقمع الشرطة الفلسطينية لاحتجاج مواطنين فلسطينيين في جنين في الضفة الغربية، وهو أيضا محمول من مواطنين فلسطينيين، يعود تاريخ الإحتجاج إلى 24 مايو 2005.
قصة من قصص انتفاضة الحجارة:

يظهر في الصورة الصحفي اليوناني ”يانيس بيراكيس“ أثناء تغطيته اشتباكات بين القوات الإسرائيلية بالأسلحة النارية ومقاومين فلسطينيين بالحجارة في رام الله، هي جزء مما عرف بإنتفاضة الحجارة في 2001.
في أثينا، ينشغل القمعيون بالصحافة بدلا من المتظاهرين:

في وسط ميدان الدستور بأثينا، تحديدا في احتجاجات أكتوبر 2011، انشغلت قوات مكافحة الشغب بقمع الصحفيين فأصابت على الأقل صحفيان، ومنعت العديد منهم من أداء عمله.
يظهر في الصورة فرد من قوات مكافحة الشغب وهو يصفع ويقمع المصورة الصحفية اليونانية ”تاتيانا بولاري“، أملا منه في إسكات صوتها وصوت المحتجين.
حتى مهربو المخدرات يخشون الصحفيين!

اثناء ذهابه لتغطية مداهمة كبيرة لمهربي المخدرات في حي ”فيلا كروزيرو“ بـ”ريو دي جينيرو“، تلقى المصور الصحفي التابع لوكالة رويترز ”باولو ويتكر“ في 27 نوفمبر 2010 طلقة نارية اخترقت زجاج التاكسي واستقرت في كتفه، جدير بالذكر أن قوات الامن البرازيلية تمكنت من قتل 42 مهرب مخدرات على الأقل، من أصل أكثر من 400!

بعد إصابة ”باولو ويتكر“ بيوم كان زميله يختبئ من حدة الإشتباكات الواقعة بين قوات الأمن البرازيلية ومهربي المخدرات، لكن تلك المرة بحي ”اليماو“ بريو دي جينيرو.
ألم تطلق النار بعد؟ إذا سأطلق أنا:

تظاهر طلبة الجماعة الإسلامية أمام السفارة الفرنسية بـ”كراتشي“ في 16 يناير 2015 احتجاجا على الرسومات المسيئة لنبي الإسلام محمد، وبدلا من أن تطلق قوات الشرطة النيران، أطلقها الطلاب مصيبين المصور الصحفي الباكستاني بوكالة الأنباء الفرنسية ”آصف حسان“ بطلقة نارية في الصدر، فيما ردت الشرطة بإطلاق المياه لتفرقة المتظاهرين، جدير بالذكر والتذكرة أنه قد وقع حادث إرهابي استهدف مقر صحيفة ”شارلي إيبدو“ بباريس قبل تلك المظاهرة بتسعة أيام، راح ضحيته أكثر من 20 شخصا.
سوريا وأزمة لا تنتهي:

تظهر في الصورة مراسلة صحفية تهرب من نيران الدولة الإسلامية بصحبة مقاتل من الجيش السوري الحر، ربما لا تظهر كثير من التفاصيل في الصورة لكنها تطرح سؤالا: ”هل يطلق أفراد الدولة الإسلامية (داعش) النيران عليها لأنها امراة، أم صحفية، أم بصحبة من هو معاد للدولة الإسلامية؟
الفلبين والمجازر:

يظهر في الصورة مراسل محلي ملقا على الأرض ومفارقا للحياة ومغطى بأوراق الجرائد، بينما تصطحب زوجته بعيدا بعد التعرف عليه بعد مجزرة العشيرة السياسية في نوفمبر 2009 بضواحي ”أمباتوان“ بجنوب الفلبين.
عندما تختلط الصحافة بحقوق الإنسان بالكارتل:

في الثانية ظهرا من يوم 16 سبتمبر 2010، كان المصور الصحفي المكسيكي الشاب ”لويس كارلوس سانتياجو“ يستقل سيارة الحقوقي ”جوستافو ديلاروزا“ بصحبة صديقه، بنية الذهاب إلى ورشة تصوير في إحدى ضواحي مدينة سيوداد خواريز (مدينة مكسيكية)، وعلى حين غفلة تم إطلاق النار على السيارة من طرف مجهولين يعتقد انتمائهم لكارتل المخدرات المكسيكي، أسفر اطلاق النار عن مقتل سانتياجو البالغ من العمر 21 عاما، وإصابة صديقه إصابة بالغة.
في الصورة يظهر جزء بسيط من حزن أهله وأصدقائه في العزاء المقام له في سيوداد خواريز.
صورة تجسد جزء صغير من معاناة الحروب الأهلية في إفريقيا

مظاهرة لأتباع المرشح الرئاسي الكونغولي ”بيمبا“ في ميدان الـ30 من يونيو بـ”كينشاسا“ تتحول لاشتباكات دامية بين قوات حفظ السلام والمتظاهرين، وتسفر عن مقتل 4 اشخاص، ثلاثة منهم بطلقات طائشة.
يظهر على يمين الصورة مراسل رويترز في الكونجو ”ديفيد لويس“ وهو يحتمي بسيارة قوات حفظ السلام المصفحة، في 11 نوفمبر 2006.
سلطان تركيا الخائف من الصحافة:

تحولت مظاهرات بسيطة لناشطين بيئيين معترضين على إزالة أشجار ”ميدان تقسيم“ باسطنبول بفضل قمع الشرطة التركية لاحتجاجات واسعة في أكثر من مدينة تركية، أصيب المئات نتيجة إطلاق الشرطة للغاز المسيل للدموع وإطلاق المياه، واعتقال حوالي 1000 متظاهر.
يظهر في الصورة فرد من الشرطة التركية وهو يقمع مصورا صحفيا أثناء تغطيته لمحاولة المتظاهرين، المسلحين بالحجارة والألعاب النارية، استعادة السيطرة على ميدان تقسيم في 11 يونيو 2013.
أوكرانيا وأزمة دونيستك:

مشعلا سيجارته وجالسا على كرسي فاره (بالنسبة لوضع المكان)، يحاول أن يجد له مساحة ومتنفسا من الوضع المزري المحيط به والمخيم على أوكرانيا في هذا الوقت، نعم عزيزي القارئ، إننا نتكلم عن فبراير 2015 والحرب بين القوات الأوكرانية والإنفصاليين، أما عن المكان، فهو قرية ”بيسكي“ في الشمال الغربي من ”دونيستك“.
لم يكن ”سيرجي نيكولايف“، المصور الصحفي لصحيفة ”سيجودنيا“، يعلم أنه سيلقى حتفه بعد تلك الصورة، ففي يوم 28 فبراير 2015 كان نيكولايف يغطي الإشتباكات الواقعة بين قوات الجيش الأوكراني وميليشيا الإنفصاليين عندما تلقى قذيفة مدفعية ومات بعدها متأثرا بجراحه.
وأفادت الصحيفة في بيان لها: ”مات نيكولايف برغم تصريح الجيش الأوكراني بانخفاض عدد هجمات الإنفصاليين، وبزوغ أمل جديد في وقف إطلاق النار لمدة أسبوعان“، هذا وقد أثار موت نيكولايف ضجة عالمية واسعة في أوساط الصحفيين، فقد أفادت ”أرينا بوكوفا“ المديرة العامة لليونسكو: ”نشجب مقتل سيرجي نيوكلايف ونطالب أوكرانيا بتوفير حماية أكثر للصحفيين“.
وقالت منظمة صحفيون بلا حدود في بيان رسمي لها: ”نقدم تعازينا لعائلة وزملاء المصور الموهوب سيرجي نيكولايف، وهو سابع إعلامي محترف يلقى حتفه في الأزمة الأوكرانية“. وقد منح نيكولايف لقب بطل أوكرانيا القومي، وهو لقب يقدمه رئيس الجمهورية.