زياد اليوسف
من المقرر بيع أثمن عملة معدنية في العالم ضمن مزاد علني في مدينة لاس فيغاس الأمريكية، ويؤكد الخبراء أن ثمنها قد يصل إلى 10 مليون دولار، وفقاً لما قاله الصحفي (كين ريتر) من وكالة «أسوشيتد برس».
يعود تاريخ هذه العملة لعام 1794، وهذه العملة النادرة هي إحدى أوائل العملات المسكوسكة بعيد استقلال الولايات المتحدة الأمريكية، بل قد تكون أول عملة استُخدمت حينها.
تقول (لاورا سبيربر)، رئيسة معرض Legend Numismatics المسؤول عن بيع العملة المعدنية، في حديث لها مع وكالة «أسبوري بارك»: ”يمكنكم اعتبار هذه العملة المعدنية بمثابة الكأس المقدس بالنسبة للدولار“.
اشترى السيد (بروس مورلان) من لاس فيغاس هذه العملة عام 2013 مقابل 10 ملايين و16 ألف و875 دولار، فكانت أغلى عملة معدنية تُباع ضمن المزادات في التاريخ.
يقول (مورلان): ”أعشق العملات المعدنية، وهذا الدولار من عام 1794 هو حلم لطالما انتظرت الحصول عليه. اكتملت لدي اليوم مجموعة الدولار الأمريكي من التاريخ المبكر للولايات المتحدة، ولست بحاجة إلى قطع أخرى، لذا ارتأيت أن الأوان قد حان كي يستمتع جامعوا العملات المعدنية بهذه القطع الرائعة“.
قال مدير رابطة المسكوكات الأمريكية في متحف الأموال في ولاية كولورادو، السيد (دوغلاس ماد)، لوكالة «أسوشيتد برس» أن هذه العملة المعدنية هي واحدة من 300 عملة أخرى لا تزال موجودة حتى اليوم، جميعها تعود لخزنة كان تحوي 1758 دولار سُكت جميعها في يوم واحد، وهو اليوم الواقع في 15 أكتوبر عام 1794، ضمن دار سك العملات في فيلادلفيا. بقي نحو 100 دولار من تلك الكمية متداولاً بين جامعي العملات.
يُشار إلى هذه العملة باسم «دولار الشعر المنساب»، ربما بسبب الصورة المنقوشة عليها، وهناك كثير من السمات التي تتمتع بها تلك القطعة وتثبت أنها أول عملة مسكوكة في تاريخ الولايات المتحدة. ارتكز حجم هذه القطعة المعدنية ووزنها على الدولار الإسباني، فكانت الولايات المتحدة بحاجة إلى إصدار الأموال، فاعتمدت على العملات والقطع المعدنية التي يملكها الناس، ومن بينها الدولار الإسباني.
وفقاً لمتحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الأمريكي –وهو المتحف الذي يحوي تشكيلة من العملات المعدنية النادرة– وزّع المسؤول عن سك العملات (ديفيد ريتِنْهاوس) الدولارات الفضية الجديدة تلك على وجهاء الولايات المتحدة، على شكل هدايا أو تذكارات.
يتحدث (ماد) لـ Atlas Obscura قائلاً: ”كان السبب وراء إنتاج تلك العملات هو تعزيز شعور الولايات المتحدة بكونها قادرة على سك العملات، فمُنحت تلك العملات لنواب الكونغرس وأعضاء مجلس الشيوخ والشخصيات المهمة الأخرى كي تعلم تلك الشخصيات جميعها أن عملية سك العملات تسير نحو الأمام“. فكان النظام المالي الأمريكي قائماً على الدولار ومضاعفاته والأجزاء الأصغر منه.
سابقاً، وقبل إصدار تلك العملة، كان الدافع المحرك للاقتصاد الأمريكي هو عمليات المقايضة والعملات التي تعود لزمن الاستعمار أو العملات الأجنبية. في تلك الفترة، كان الناس يكسبون أقل من دولار واحدٍ في اليوم، وقلة منهم تكسب دولاراً أو أكثر –وفقاً لمجلة Atlas Obscura. في عام 1804، قرر الأمريكان التوقف عن إنتاج الدولار الفضي. أما العملة التالية التي بدأ الأمريكان استعمالها، وهي دولار «الحرية الراسخة أو Seated Liberty بالإنجليزية»، فدخلت مجال التداول في عام 1840. ووفقاً لوكالة «أسوشيتد برس»، عُرضت عملة عام 1794 على وزير الخارجية آنذاك (إدموند جيننغز راندولف)، وهو الذي تحدث عنها في رسالة وجهها إلى (جورج واشنطن).
يقيّم مختصو العملات جودة هذه المجموعات على أساس مقياس مؤلف من 70 نقطة. كي تحصل عملة ما على المجموع الكامل، عليها ألا تعاني من أي تشوه ملموس عند تكبيرها تحت المجهر بـ5 درجات.
حققت عملة الدولار الفضي، أو «الشعر المنساب» كما دُعيت، مجموعاً قدره 66 نقطة وفقاً لهذا المقياس، ما يجعلها عملة ذات نوعية عالية –بالإنجليزية، هناك مصطلح Specimen يُطلق على العملات التي تحافظ على معيارٍ عالٍ من الجودة بعد سكها، لم يعد المصطلح مستخدماً كثيراً، واستبدل بمصطلح آخر هو proof quality. عند إجراء المقارنة بين العملات، يلعب هذا العامل دوراً كبيراً، فهناك عملة دولار فضية أخرى من عام 1794 بُيعت عام 2019 مقابل 288 ألف دولار فقط، والسبب أنها لم تحقق سوى 35 نقطة عند اختبار جودتها وفقاً للمقياس السابق.
من المقرر أن يعرض المزاد الذي تحدثنا عنه 15 عملة معدنية سُكت بين عامي 1794 و1804. ومن المتوقع أن يبلغ سعر المجموعة بأكملها بين 15 مليون و18 مليون دولار. وفقاً لما أوردته مجلة «أطلاس أبسكيورا»، إذا لم تُبَعْ العملات بالسعر المطلوب، فستبقى ضمن المجموعات الخاصة.
