in

5 مرات غريبة خانت فيها الأجسام أصحابها، وهذا ما أدى إلى نتائج مريبة جدا

كقاعدة عامة فإن أجسامنا عادة ما تقوم تماما بما نملي عليها فعله، أو على الأقل ما نجبرها على القيام به، فلا يهمنا كيف تشعر أجسامنا عندما نقحم داخلها سبعة عشر شطيرة نقانق حارّة، فكل ما عليها القيام به هو الاضطرار للتعامل مع الآلام المعدية وآلام الأمعاء والإسهال في نهاية المطاف.

لكن بين الفينة والأخرى، يقرر جسم شخص ما الوقوف في وجه صاحبه والتمرد، وغالبا ما يفضي هذا إلى نتائج غريبة جدا، تابعوا معنا قراءة هذا المقال لمعرفة بعض من أكثر هذه الحالات غرابة:

امرأة وصلت بها الحساسية من الغلوتين إلى حد الهلوسة:

الهلوسة

في أيامنا هذه، كثرت نسبة الأشخاص الذين يعانون حساسية من عنصر الغلوتين الموجود في القمح والشعير على سبيل المثال، فقد صارت الحساسية منه ومرض (سيلياك) حقيقة وواقعا يعيشه الكثيرون حول العالم، لكن في نفس الوقت تستطيع نسبة 86 في المائة من الأشخاص الذين يرون في أنفسم حسّاسين تجاه الغلوتين تناول وعاء أو اثنين من المعكرونة وأن يكونوا بخير تماما، أضف إلى ذلك أن الأشخاص الذين يعانون عادة من آثار سلبية جراء تناول الغلوتين لا يصل بهم الأمر حد الهلوسة ورؤية أشياء غير واقعية، ككائنات غريبة تغطيها ألسنة اللهب التي تهددهم بالعذاب الأزلي.

أما إن كان هذا ما تعانيه، فعليك تجنب الخبز الأبيض في جميع الأحوال ومهما كلفك الأمر.

قبل بضعة سنوات من الآن، أجرى أطباء كنديون دراسة على امرأة كانت تعاني من هلوسات سمعية وبصرية غريبة جدا طوال حياتها تقريباً، بدءا من سن الرابعة أو الخامسة، كان لدى هذه المرأة الكثير من المشاكل المتعلقة بالأمعاء، كما كانت في نفس الوقت ترى: ”كائنات غريبة، وأحيانا مشاهد كاملة لم يكن أحد سواها يراها“.

أحيانا كان ما تراه من هلوسات جميلاً وذا طابع سعيد، مثل ذلك الصبي ذو الثمانية سنوات الذي يدعى (تومي) والذي كان لطيفا جدا معها، إن هذا أمر غريب بحق! وكانت كذلك ترى جنّيات جميلات كن يتحدثن إليها وينمن في الأشجار الموجودة خارج نافذتها، وفي أحيان أخرى كانت تسمع صوت الرب وهو يأمرها بأن تذهب وتقوم ببعض التفاهات العشوائية، مثل غرس ثلاثة أشجار في الحديقة وما شابه ذلك.

مع ذلك تبقى عمليات الغرس المضنية تلك أفضل من عذاب النار الأزلي الذي سبق وذكرناه، لذا، نعم لم تعش هذه المرأة المسكينة تلك الطفولة العادية والبريئة التي عشتها أنت.

استمرت هذه الهلوسات لتطال سنوات رشدها، وبطريقة ما تمكنت من أن تعيش حياة نصف عادية على الرغم من إصرار ”الرب“ على أن تستمر بالقيام بتفاهات عشوائية بين الحين والآخر في كل مكان تقريباً. في أحد الأيام، حضرت أحد الملتقيات وقررت أن تمتنع عن تناول كل ما له صلة بعنصر الغلوتين، وفجأة اختفت تلك الهولسات تماماً، إلى جانب الصبي (تومي) اللطيف ووحوش النار!

أخبرت طبيبها بما كان قد حدث، وهناك تقرر إجراء الدراسة السابقة، واستنتج الباحثون على إثرها أن عنصر الغلوتين كان يعبث بدماغها من خلال تقليص نسبة وارد المواد الغذائية إليه، مما يعيقه عن أداء مهامه بالشكل الطبيعي.

بالطبع، اعترف الباحثون والأطباء كذلك أنهم لم يكونوا يعرفون ما كان يحصل بالتحديد والتفصيل، غير أنهم ينصحون الجميع أنه إذا كانت أجسامهم تكره الغلوتين إلى هذا الحد لدرجة هي مستعدة فيها لتحويل وجودهم كله إلى أفلام سينمائية تحيط بهم، فعلى الأرجح يجدر بهم تجنبه تماما.

رجل ظل يعاني من الحازوقة على مر سنتين كاملتين دون توقف، ليكتشف أن السبب ورم في الدماغ كان يعاني منه:

الحازوقة

إن الحازوقة غير مضرة تماماً، حتى وإن جعلتك نوبة مطولة منها ترغب في القفز من جرف عالٍ فقط لترتاح منها قليلاً، إنها مزعجة، وليست لها أية فائدة بيولوجية، غير أنها رائعة جدا عندما تنتابك وأنت بصدد التهرب من التحدث مع أحد زملائك في العمل.

على الأقل، تزول معظم حالات الحازوقة بعد دقيقة أو اثنتين، أو بعد شرب الماء بطريقة مقلوبة أو عن طريق حبس أنفاسك حتى تبرز مقلتك عينك.. وما إلى ذلك، لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة والسهولة بالنسبة للرجل البريطاني (كريس ساندس) الذي كان يعاني من حالة مستمرة من الحازوقة على مدى سنتين كاملتين!

ساءت حالة هذه الحازوقة لدرجة لم يعد (ساندس) قادراً على مغادرة منزله، كما تسببت له في ضرر حقيقي وكبير على مستوى جسمه. في بادئ الأمر، حاول (ساندس) كل ما تمكن من التفكير فيه من علاجات، من ممارسة اليوغا، والعلاج بالتنويم المغناطيسي، إلى العلاج بالإبر الصينية، ثم تناول الخوخ المخلل والخردل وشرب الخل، وانتهى به الأمر حتى أن لجأ إلى السحر والأمور الخرافية الأخرى، لكن لا شيء مما سبق كانت له نتيجة على حالته.

مع كون حالته أخذت تسوء تدريجيا بدأ اليأس يدب في نفسه، ثم في أحد الأيام وافق (ساندس) على الظهور في برنامج وثائقي ياباني تناول موضوع حازوقته التي بدا وكأن لا نهاية لها. كجزء من البرنامج الوثائقي؛ طلب منه اليابانيون إن كان موافقا على أن يلقي أطباؤهم نظرة عليه ليتفحصوا حالته علّهم يكتشفون ما كان يشكو منه، وهناك اكتشفوا من خلال تصوير دماغه بالرنين المغناطيسي وجود ورم في الدماغ الذي كان قادرا على قتله في أية لحظة من حياته، لحسن الحظ، كان كل ما قام به هذا الورم هو منعه من الحديث.

أجرى عليه الأطباء عملية جراحية على جناح السرعة لإزالة الورم الخبيث، وعند استفاقته من العملية اكتشف (ساندس) أن الحازوقة التي ظلت تلازمه على مدى سنتين كاملتين قد اختفت أخيراً، لذا في المرة القادمة التي تعاني فيها من نوبة حازوقة طويلة عليك أن تفكر مليا فيما قد يكون يجري داخل دماغك!

بعد تعرضه لسكتة دماغية؛ لم يعد هذا الرجل قادراً على التوقف عن التبرع بكل أمواله!

التبرع

ما الذي قد يجعلك تصبح كريماً للغاية وتنفق أموالك على المحتاجين بشكل مفاجئ؟ هل للأمر علاقة باستفاقة روحانية ما؟ ربما كان له علاقة برحلة قمت بها إلى أحد البلدان الفقيرة جدا؟ إذا لم تنجح معك هذه الأمور السابقة في إيقاظ روح المتبرع داخلك، عليك التفكير في التعرض لسكتة دماغية حادة؟ لا ترغب في ذلك؟ أنت أناني يا رجل!

في تسعينات القرن الماضي، أُجبر رجل برازيلي يدعى (جواو) على التفكير مليا في هذا التساؤل بالذات، ففي أحد الأيام قام هذا الرجل بالاستقالة من عمله اليومي الممل وبدأ بيع أصابع البطاطس المقلية على عربة متنقلة في الشوارع. كانت البطاطس التي يبيعها ذات شعبية كبيرة، ليس لكونها لذيذة فقط، بل لأنها كانت مجانية وكل ما كان عليك فعله هو أن تطلب منه ذلك، وهو سيمنحها لك بدون مقابل بسعادة وسرور.

في الواقع، حتى عندما كان يبيع ويقبض المال، كان (جواو) في جميع الأوقات يقوم بالتبرع بذلك المال الذي جناه لشخص متسول في الشارع أو أي شخص يطلب منه ذلك. إنه أمر ملهم كثيراً أليس كذلك؟

الحقيقة هي أن (جواو) هنا كان شخصاً أنانيا وشحيحاً جدا إلى أن كادت سكتة دماغية حادة تودي بحياته. بعد شفائه منها، أصبح (جواو) كريما بشكل لا يوصف وبصورة سلبية لها تبعات سلبية على حياته وحياة عائلته، حيث كان يتبرع بماله طوال الوقت.

وصف أطباء الأعصاب حالته على أنها ”كرم مرضي“ لأنه كان كريما جدا على حساب رفاهيته ورفاهية عائلته التي كانت تحتاج لطعام تسد به رمقها، كما أصبح (جواو) كذلك متأرقاً دائما، وفقد رغبته الجنسية، ولم يعد قادرا على تذكر الكثير من الأشياء، وفقد كذلك جزءا من سرعة أدائه الطبيعية، لكنه على الأقل أصبح شخصا لطيفاً وكريماً.

وصل الأمر بـ(جواو) إلى حد لم يستطع حرفيا التوقف عن وهب ماله، فأفلست عربة أصابع البطاطس خاصته –على ما يبدو فإن التبرع بالطعام الذي تجني منه قوتك ليس تجارة مربحة–، وأُجبر على العيش على نفقة معاش والدته المسنّة. تسبب هذا الأمر في شجارات لا متناهية بينه وبين عائلته ”الأنانية“ التي كانت ترغب في أن تتناول الطعام ما يسد رمقها كل يوم!

في نهاية المطاف؛ تدخل الأطباء واستنتجوا أن الضرر الذي حل بدماغه بسبب تلك السكتة التي تعرض لها جعله يصاب بما أسموه بـ”التبرع القهري“، الذي لم يكن قادراً على التحكم فيه، كما نوّهوا إلى أن الإنسان تحت تأثير بعض أنواع العقاقير أو تحت ضغط بعض الاضطرابات العقلية بإمكانه نظريا أن يصاب بالتبرع القهري، وأن يتبرع بماله وممتلكاته للآخرين بصورة قهرية سواء رغب في ذلك أم لا.

يبدو أن الأشخاص الذين كانوا يتصرفون بلطف تجاهنا كانوا إما تحت تأثير العقاقير أو أنهم كانوا يشكون خطبا ما في أدمغتهم!

بعد أن غمرته الثلوج إثر انهيار ثلجي؛ أصبح هذا الشاب يتعرض لنوبات مرضية وتشنجات في كل مرة يلعب فيها لعبة (سودوكو):

سودوكو

كل يوم؛ في مختلف أنحاء العالم الواسع يتعرض الناس لحوادث مريعة تغير حياتهم بشكل جذري، قد تكون تبعات هذه الحوادث ببساطة تنامي فقدان ذاكرتهم وعجزهم عن تذكر الأمور البسيطة على غرار موضع مفاتيحهم، كما قد تكون كبيرة كشلل كامل في الجسم، أو كما تعلمون، قد تنتاب المرء نوبات غريبة في كل مرة يلعب فيها لعبة (سودوكو).

ذات مرة، كان أحد الطلبة الجامعيين الألمانيين ذو الخمسة والعشرين سنة في رحلة تزلج في أحد الجبال حينما طُمر تحت انهيار ثلجي كبير، وعلى مر 15 دقيقة مرعبة بقي عالقا تحت كل ذلك الكم الهائل من الثلوج محروما من الأكسجين، لحسن الحظ؛ نجا من تلك المحنة بأعجوبة، لكن الأطباء الذين أشرفوا عليه أعربوا عن قلقهم من أن يكون النقص الحاد للأكسجين الذي تعرض له قد ألحق بعض الضرر بأقسام مختلفة في دماغه. بالطبع كان الأمر ليتخذ منحى أسوأ، فقد كان ليتعرض لشلل جسمي كامل، أو الأسوأ من ذلك أن يلقى حتفه.

بغض النظر عن ذلك، وبعد بضعة أسابيع من الحادثة، أصبح هذا الطالب جاهزاً للخوض في عملية الشفاء وإعادة التأهيل التي تتطلب جهدا كبيرا. لمعظم الوقت؛ مضى كل شيء على أحسن ما يرام، بل كان أفضل مما توقعه الأطباء باعتبار الضرر الحاصل على مستوى دماغ المريض، غير أن المشكلة الوحيدة تمثلت في أنه في كل مرة يحاول المريض حل أحجية في لعبة (سودوكو)، كانت ذراعه اليسرى تعاني من تشنجات وشلل.

حاول الأطباء محاكاة ذات النوبات المرضية بواسطة نشاطات أخرى، لكن بدون جدوى، فقد كان الأمر الوحيد الذي يتفاعل معه جسم هذا الشاب على النحو السابق هو محاولة وضعه كل رقم من 1 إلى 9 في صف واحد في لعبة (سودوكو).

حامت شكوك الأطباء حول وقوع ضرر على مستوى قسم الدماغ المسؤول عن تنظيم المهمات البصرية المتعلقة بالحيز المكاني لدى الشاب، لكن كل شيء آخر مثل أحاجي الكلمات المتقاطعة لم يكن قادرا على إثارة تلك الاستجابة لديه.

في نهاية المطاف قام الطالب باتخاذ قرار صعب جدا وهو التخلي عن لعبة (سودوكو)، ولم يختبر تلك النوبات مجددا.

امرأة ترى العالم كله مقلوباً رأساً على عقب!

العالم كله مقلوباً رأساً على عقب

بالنسبة لمعظم مرضى العيون فإن زيارتهم لطبيب العيون تكون من أجل أن يساعدهم على الوصول إلى تلك النقطة حيث يصبح بإمكانهم رؤية تلك الشطيرة التي هم بصدد تناولها بوضوح تام، فلا شيء أكثر إزعاجاً من محاولة توجيه شطيرة لحم كبيرة إلى داخل فمك مع رؤية مضببة أو شبه منعدمة.

بالطبع قد يكون ما هو أسوأ من ذلك، فقد تكون تعاني من مشكلة تجعلك ترى تلك الشطيرة مقلوبة رأسا على عقب، وهو ما تعانيه امرأة من صربيا، حيث ترى هذه المسكينة العالم كله مقلوباً رأساً على عقب.

تدعى هذه المرأة (بويانا دانيلوفيتش)، وهي على الرغم من حالتها المرضية قادرة على أداء عملها على أكمل وجه من خلال قلب شاشة الحاسوب الذي تعمل عليه رأسا على عقب. في منزلها تسترخي إلى جانب أفراد عائلتها لمشاهدة التلفاز الخاص بها الذي يكون مقلوباً هو الآخر إلى جانب تلفاز العائلة الموضوع بشكل سوي.

وعندما تكون بصدد الكتابة، تبدأ (بويانا) من قاع الصفحة الأيمن وتذهب صعودا ناحية اليسار، وتماما مثلما قد يتوقعه أي شخص عاقل فهي لا يسمح لها بقيادة السيارة، على الأقل إلى غاية اكتشاف طريقة لجعل السيارات تعمل بشكل طبيعي بينما تسير مقلوبة رأساً على عقب!

والأمر الأكثر جنوناً حول الوضع برمته هو أن عيناها لا تشكوان من أي خطب، حيث تتمكن مقلتا عينيها من رؤية الأمور تماما مثلما يراها الإنسان الطبيعي، والمشكلة الوحيدة تقبع في دماغها الذي لأسباب معينة يقوم بقلب الصورة التي ترده من العينين.

بسبب هذا الأمر، هي دائما ما تجد نفسها تائهة، وبشكل يبعث على الذهول لم تسمح (بويانا) لمشكلتها الصحية هذه بإعاقتها عن عيش حياتها، حيث أنها تشغل وظيفة بدوام كامل كما تستطيع القيام بأي شيء يستطيع أي شخص طبيعي القيام به، والفرق الوحيد معها هو أنها ترى العالم مثلما يراه (سبايدر مان) وهو متدلي من سقف المنزل.

مقالات إعلانية