in

11 من الحقائق الغريبة والمثيرة للاهتمام عن موناكو، واحدة من أصغر الدول في العالم

ما هو تعرفك للدول الصغيرة؟ ربما ترى البلدان العربية أو الأوروبية صغيرة مثلاً كونها لا تقارن بدول كبيرة مثل الصين والهند والولايات المتحدة، أو ربما تعتبر الكويت وقطر والبحرين بلداناً صغيرة كونها أصغر بكثير من بلدان المنطقة العربية الأخرى. لكن في حال كان الحديث عن أصغر البلدان المستقلة على الإطلاق، فبعض الأسماء متفق عليه دون شك مثل الفاتيكان وسان مارينو وبالطبع موناكو.

كما البلدان الصغيرة الأخرى مثل سان مارينو أو سنغافورة، فموناكو مكونة من مدينة واحدة فقط وبعض المناطق الريفية المحيطة بها، ومع أنها واحدة من أصغر البلدان على الإطلاق، فهي تمتلك شهرة وسمعة عالمية كونها وجهة سياحية معروفة، كما أنها واحدة من أثرى المناطق في العالم سواء من حيث متوسط الدخل فيها، أو حتى أسعار العقارات التي تبدو جنونية بالمقارنة بأي مكان آخر فعلياً.

عموماً ومع كون موناكو إمارة مستقلة صغيرة للغاية منذ قرون عديدة، فهي تمتلك العديد من الأشياء المميزة التي تجعلها مختلفة عن أي مكان آخر تقريباً. وفي هذا المقال سنستعرض بعضاً من أغرب الأشياء عن هذا البلد الصغير للغاية والواقع على ساحل المتوسط مع كون فرنسا تحيط بالإمارة من جميع الاتجاهات في الواقع.

العائلة الحاكمة في موناكو هي الأقدم في أوروبا

يظهر في الصورة على اليمين أفراد العائلة الملكية في موناكو سنة 1969، من اليمين إلى اليسار: الأميرة (كارولين)، ثم الزوجة الأميرة (غريس كيلي)، ثم الأميرة (ستيفاني)، ثم الأمير (ألبير الثاني) أمير موناكو الحالي والذي يظهر في الصورة على اليسار، ثم الأمير (رينيه الثالث) أمير موناكو في ذلك الوقت
يظهر في الصورة على اليمين أفراد العائلة الملكية في موناكو سنة 1969، من اليمين إلى اليسار: الأميرة (كارولين)، ثم الزوجة الأميرة (غريس كيلي)، ثم الأميرة (ستيفاني)، ثم الأمير (ألبير الثاني) أمير موناكو الحالي والذي يظهر في الصورة على اليسار، ثم الأمير (رينيه الثالث) أمير موناكو في ذلك الوقت – حقوق الصور: Getty Images

على عكس اعتقاد الكثيرين، فالعديد من البلدان الأوروبية اليوم لا تزال ممالكاً من حيث المبدأ، فعلى الرغم من أن بلدان أوروبا الغربية ديموقراطية تماماً مع عائلات مالكة شكلية فقط، فكل من إسبانيا وهولندا والدنمارك والسويد وبالطبع المملكة المتحدة لا تزال تمتلك عائلات حاكمة حتى اليوم. ومع كون العديد من هذه الممالك قد تأسست منذ قرون طويلة مع عائلات حاكمة امتدت لأوقات طويلة للغاية، فجميعها أحدث فعلياً من العائلة الحاكمة في موناكو.

تحكم موناكو اليوم من أمراء عائلة (غريمالدي) الذين يعدون واحدة من أقدم السلالات حالياً والأقدم تماماً في أوروبا، كونهم مستمرون في الحكم بشكل غير منقطع منذ عام 1297. ومع عائلة حاكمة قديمة إلى هذا الحد في بلد صغير جداً، لطالما كان السؤال يدور حول مستقبل البلاد في حال مات أحد أمراء موناكو دون أن يترك وريثاً له، وحتى عام 2002 كان الجواب المرجح هو أن موناكو ستصبح جزءاً من فرنسا بالطبع، لكن في اتفاقية أقرت عام 2002، تم تأكيد استقلال موناكو واستمرار كونها مستقلة بغض النظر عن استمرار عائلة (غريمالدي) في الحكم من عدمه.

ضريبة الدخل في موناكو هي 0٪ منذ 150 عاماً

موناكو
موناكو على الخريطة.

كما يعرف الجميع، فالضرائب جزء أساسي من مصادر التمويل الحكومي، فهي تجمع من الشركات والمواطنين لتوفير الخدمات الحكومية المعتادة.

ومع أن بعض البلدان تمتلك معدلات ضرائب منخفضة جداً أو شبه معدومة، فحالة موناكو مختلفة هنا كونها لا تمتلك ثروات باطنية مثلاً، بل أن تمويل الحكومة يأتي من الأرباح الطائلة لكازينو (مونتي كارلو) الشهير عالمياً، ومنذ افتتاح الكازينو منتصف القرن التاسع عشر فقد نجح بتمويل الحكومة وإلغاء حاجتها لفرض ضرائب الدخل على مواطنيها.

مع غياب ضريبة الدخل تماماً، فقد تحولت إمارة موناكو لمكان مميز جداً عالمياً، وباتت تعرف اليوم بكونها مقر الكثير من الأثرياء العالميين، حيث أن الغالبية العظمى من سكانها اليوم هم مواطنون لدول أخرى مع ثروات طائلة تحت تصرفهم.

موناكو قائمة على القمار، لكن سكانها ممنوعون منه

كازينو (مونتي كارلو) الشهير عالمياً
كازينو (مونتي كارلو) الكبير.

ربما يبدو هذا الأمر وكأنه مفارقة مستحيلة، لكن وبشكل غريب فهو حقيقي تماماً، فبينما يقوم جزء كبير من اقتصاد موناكو على كازينوهاتها الفخمة للغاية التي تجذب مئات آلاف الزوار من حول العالم، لا يسمح للمواطنين بالدخول إلى هذه الكازينوهات حتى إلا في حال كانوا موظفين فيها. وبالطبع فالمقامرة ممنوعة تماماً كون الدخول بحد ذاته ممنوع.

بالطبع فالمفارقة واضحة للغاية وتبدو أشبه بشركة للتبغ لا تقبل أن يكون موظفوها مدخنين مثلاً، لكن بالعودة للتاريخ هناك سبب للأمر في الواقع، حيث أن الكازينوهات هي من أنقذت العائلة الحاكمة في موناكو واستقلال البلد بحد ذاته منتصف القرن التاسع عشر، حيث كانت وجهة أخيرة لجني المال مع إفلاس العائلة الحاكمة، وكما بات معروفاً فالكازينوهات هي من أنقذت موناكو ونهضت باقتصادها لتوصلها إلى مكانتها الحالية.

المثير للاهتمام هو أن افتتاح الكازينوهات ضمن الإمارة أتى نتيجة جهود الأميرة (كارولين) التي تظهر في الصورة في أول المقال –زوجة أمير موناكو حينها والحاكمة الفعلية للإمارة–، وعلى الرغم من أن الأميرة هي المسؤولة عن افتتاح الكازينوهات في موناكو، فقد كانت ترى فيها فساداً أخلاقياً يجب ألا يكون متاحاً لسكان الإمارة. لذا ومع أنها جلبت القمار، فقد منعته على المواطنين، وحتى اليوم لا يزال المواطنون الذين يقلون عن 40 ألف شخص ممنوعين من دخول كازينوهات المدينة.

موناكو لديها الرقم القياسي بعدم الفوز في الأولمبياد

الالمبياد
صورة: Shaun Botterill/Getty Images Sport

منذ بدأ الألعاب الأولمبية بمختلف أنواعها، شاركت موناكو في أكثر من 29 مناسبة، لكن طوال تاريخها لم تحصل الإمارة على أية ميداليات من أي نوع وفي أي رياضة أبداً.

بالنتيجة فموناكو هي البلد الأكثر خسارة في الأولمبياد من حيث المبدأ، فمع أن هناك العديد من البلدان الأخرى التي لا تمتلك خزائنها أية ميداليات، فأي من هذه البلدان لم تشارك بعدد الأولمبيادات الكبير الذي شاركت فيه موناكو.

يمتلك سكان موناكو أعلى متوسط عمر متوقع في العالم

متوسط العمر المتوقع حول العالم
المصدر: وكالة الاستخبارات المركزية

بينما أن المتوسط العالمي للعمر المتوقع للأفراد هو 70 عاماً فقط –حوالي 68 عاماً للرجال و72 عاماً للنساء–، فمواطنو موناكو يعيشون أطول من غيرهم في أي مكان آخر في الواقع، حيث بالمتوسط العمر المتوقع للرجال هو 85 عاماً ونصف تقريباً، و93 عاماً ونصف للنساء، أي بالمتوسط يكون العمر المتوقع للأشخاص في موناكو هو 89 عاماً ونصف، وهذا ما يجعلها البلد الأول في العالم في هذا السياق متبوعة بكل من اليابان وسنغافورة.

في الواقع لا توجد أسباب مهمة حقاً لكون متوسط العمر مرتفعاً للغاية لدى سكان موناكو، لكن الأرجح أن الأمر ناتج ببساطة عن الارتباط الكبير بين الثراء والعمر المتوقع، فالأثرياء لا يحتاجون لإنهاك أنفسهم بالعمل واستنزاف طاقتهم كما الفقراء، كما أنهم يستطيعون تحمل النفقات الصحية أكثر من سواهم، وبالتالي يعيش سكان موناكو أطول بقرابة عقدين من الزمن مقارنة بالمتوسط العالمي.

تمتلك موناكو أكبر قوات شرطة في العالم [نسبة لعدد السكان]

شرطة موناكو
صورة: RossHelen/Shutterstock

عند مقارنة القوى الأمنية والشرطة في العالم، فالمقارنة بالأعداد وحدها ليست عادلة حقاً، فالبلدان ذات أعداد السكان الأكبر ستتفوق بوضوح، لكن في حال قمنا بحساب العدد كنسبة إلى عدد سكان كل بلد، فموناكو هي المتصدرة في المجال مع وجود 515 فرداً من الشرطة مقابل 38 ألف مواطن وضمن مساحة 2 كيلومتر مربع فقط.

بالطبع فعدد الشرطة الكبير نسبياً هذا ضروري نظراً لكثرة السواح الأجانب، لكنه يساهم كذلك بجعل موناكو واحداً من أكثر الأماكن أماناً في العالم.

معظم سكان موناكو ليسوا من الإمارة أصلاً

سكان موناكو
صورة: RossHelen/Shutterstock

حالياً يبلغ عدد سكان موناكو حوالي 40 ألف نسمة فقط، لكن من بين هؤلاء، فقط 21٪ من السكان هم من الإمارة حقاً، فيما البقية من جنسيات أخرى مختلفة.

حيث أن 28.4٪ من السكان فرنسيو الأصل، و18.7٪ إيطاليون –علماً أن العائلة الحاكمة نفسها إيطالية الأصل–، و7.5٪ بريطانيون و2.8٪ بلجيكيون و2.5٪ ألمان و2.5٪ آخرون سويسريون، والـ16٪ البقية من جنسيات متنوعة معظمها أوروبية.

المثير للاهتمام ربما هو أن هناك كلمتين مخلفتين للتعبير عن سكان موناكو، مع كون كل واحدة منهما تعني فئة مختلفة، حيث أن صفة Monégasque تصف شخصاً من موناكو وهو من سكانها الأصليين وليس من بلد آخر في الواقع، بينما تعبر كلمة Monacoian عن سكان الإمارة الذين ولدوا في بلد آخر ومن ثم هاجروا إلى موناكو للإقامة ضمنها.

موناكو هي أغلى مكان في العالم من حيث أسعار العقارات

موناكو
صورة: S-F/Shutterstock

مع مساحة صغيرة لا تتعدى 2 كيلومتر مربع فقط، والكثير من الطلب على الأرض والعقارات من الأثرياء، فلا عجب بكون موناكو هي المكان الأغلى لشراء العقارات في العالم اليوم، فهي المدينة الأغلى في العالم، وبالطبع البلد الأغلى في العالم، حيث أن مليون دولار أمريكي يشتري بالمتوسط مساحة 16 متر مربع فقط. باختصار، إن لم تكن مليونيراً، فشراء أي عقار في موناكو ليس متاحاً أبداً.

في الواقع فحتى الإيجار يعد خياراً باهظاً للغاية، كون غرفة في (مونتي كارلو) تكلف أكثر من شقق في مدن كبرى أخرى، لذا لا عجب بكون الغالبية العظمى من العاملين في موناكو لا يسكنونها، بل يدخلون ويخرجون منها بشكل يومي من فرنسا.

أمير وأميرة موناكو الحاليان رياضيان أولمبيان

أميرة وأمير موناكو الحاليان رياضيان أولمبيان
أميرة وأمير موناكو الحاليان رياضيان أولمبيان.

أمير موناكو الحالي (ألبير الثاني) معروف بكونه رياضياً أولمبياً في الواقع، فبالإضافة لكونه يمارس رمي الرمح وكرة اليد والسباحة والتنس والإبحار والعديد من الرياضات الأخرى، فهو الراعي لنادي موناكو لكرة القدم –الذي يلعب في الدوري الفرنسي الممتاز وفاز به 8 مرات سابقاً–، كما أنه شارك في فريق موناكو للزلاجات الجماعية على الجليد في خمسة ألعاب أولمبية شتوية متتالية.

بشكل مشابه، فأميرة موناكو الحالية الأميرة (شارلين) هي سباحة أولمبية ناجحة للغاية، حيث سبق أن حصدت عدة ميداليات ذهبية في الألعاب الأفريقية كما شاركت في عدة مسابقات أولمبية، لكن أياً من إنجازات (شارلين) لا يمكن أن تحتسب لصالح موناكو كونها من جنسية جنوب أفريقية وليست من موناكو أصلاً.

موناكو هي أصغر مكان تقام فيه سباقات فورملا وان

مضمار فورميلا وان في موناكو
صورة: Frank Augstein/AP

من بين الحلبات العديدة التي تقام بها بطولة (فورملا وان) الشهيرة لسباق السيارات، فحلبة موناكو هي الثانية من حيث عد البطولات المقامة ضمنها، كما أن موناكو هي أصغر بلد يتضمن حلبة ضمنه. بالطبع وعلى عكس معظم الحلبات الأخرى، فحلبة موناكو ليست حلبة حقاً بل أنها جزء من طرق المدينة يتم تسويره أثناء السباقات ومن ثم يعود للاستخدام من قبل السيارات العادية بعدها.

في الواقع يعد مضمار موناكو واحداً من الأشد صعوبة في البطولة العالمية، فهو يتضمن الكثير من الزوايا الحادة للغاية وتغيرات الارتفاع كما أنه ضيق للغاية بشكل يصعب تجاوز السائقين لبعضهم البعض.

تمتلك موناكو لغة خاصة بها

موناكو
صورة: bellena/Shutterstock

اللغة الرسمية والمحكية عموماً في موناكو هي الفرنسية كون الإمارة محاطة بفرنسا من جمي الجهات، لكن الإمارة تمتلك لغة أخرى خاصة بها تعلّم بشكل جزئي في المدارس وتستخدم في اللافتات الطرقية كذلك، هذه اللغة مشتقة في الواقع من اللغة الإيطالية وبالتحديد من اللكنة الليجورية –مشتقة من مقاطعة (ليجوريا) شمال إيطاليا والتي تتضمن مدينة (جنوى) الشهيرة–، ومع أنها محدودة الاستخدام للغاية، فهي لا تزال موجودة في الإمارة مذكرة بأصولها وعلاقاتها بإيطاليا.

مقالات إعلانية