تعرف نسبة كبيرة من مستخدمي الإنترنت حول العالم ماذا يعني الرقم 404 دون أي معلومة إضافية، فهذا الرقم واحد من الأكثر استخداماً عند صنع الـmemes مثلاً وحتى على القمصان التي تتضمن رسومات وشعارات تقنية، فالرقم مرتبط بواحدة من أكثر الأمور المزعجة على الإطلاق ويترافق مع رسالة معتادة: ”الصفحة التي ترغب بالوصول إليها غير متاحة إما لأنها حذفت او نقلت إلى رابط آخر، تأكد من أنك لا تستخدم رابطاً تالفاً وأعد المحاولة.“
بالطبع لا أحد يحب أن يشاهد هذه الرسالة المزعجة، فمشاهدتها تعني أن ما تبحث عنه غير موجود أصلاً، أو أنه غير موجود في المكان الذي تعرفه على الأقل، لكن على عكس العديد من تقارير الأخطاء الأخرى ذات الأرقام المتعددة، فلا يوجد أي تقرير خطأ تمكن من الوصول إلى جزء من شهرة التقرير 404 وكونه تحول إلى أيقونة ثقافية يميزها معظم الأشخاص. سبب هذه الشهرة غير معروف حقاً لكن هناك بعض الفرضيات والنظريات حول الأمر.
أسطورة الغرفة 404:
في حال لم تكن تعرف ذلك، فالشبكة العنكبوتية العالمية (World Wide Web) والتي تقرأ هذه الكلمات بفضلها مختلفة في الواقع عن الإنترنت، هي جزء من الإنترنت فقط وليست كلها، كما أنها تأخرت سنوات عديدة عنها، فبينما بدأت الإنترنت من الشبكات الأولية في السبعينيات وباتت تتيح البريد الإلكتروني لاحقاً وحتى إرسال الملفات أحياناً، فالويب الذي نعرفه لم يصدر حتى عام 1991 ولم يأتي بشكل تدريجي حقاً، بل أتى نتاج ورقة بحثية تم تقديمها عام 1990 رسمت الخطوط العريضة لآلية عمل المواقع والصفحات والتفاعل بينها وبين المستخدمين عبر ما سمي ببروتوكول نقل النصوص التفاعلية (HTTP).
الأسطورة تأتي من أن المبرمج الأول للشبكة العنكبوتية وهو العالم Tim Berners-Lee والذي كان يعمل لدى المركز الأوروبي للأبحاث CERN، كان يعمل في مكتبه ذي الرقم 404 في المبنى وكان دائماً ما يضيعه ويعجز عن الوصول إليه، كما أن المكتب تضمن أول مخدم في تاريخ الويب مما جعل رقم 404 يلتصق بتقرير خطأ عدم العثور على الصفحة المطلوبة حيث كانت تظهر عبارة ”Error 404“ فقط دون أية توضيحات أخرى.
ما مدى مصداقية الأسطورة؟
وفق العالم Robert Cailliau الذي كان من أوائل العاملين مع العالم Lee على مشروع الشبكة، فالأسطورة لا تمتلك أية مصداقية ولا تعدو عن خيالات نسجتها المخيلة البشرية لإضافة المزيد من التشويق والحماس إلى قصة التقرير الشهير والمكروه، فالواقع والقصة الحقيقة مملة نوعاً ما ولا تحمل أي شيء حماسي، فالمكتب 404 لم يكن موجوداً أصلاً وكامل تفاصيل القصة أتت من الخيال.
وفق Calliau فالتسمية لم تكن تحمل أية معاني خاصة أبداً، بل أنها أتت من ترتيب الأخطاء بحد ذاتها، فالأخطاء ذات الأرقام ضمن مجال 400 هي الأخطاء الناتجة عن العميل (Client errors) وبالتالي فكون الصفحة غير موجودة من المنطقي أن يأخذ رقماً في هذا النطاق كون المشكلة تأتي من العميل لا من المستخدم ولا من الخادم، فتقارير الأخطاء الأخرى المتعلقة بالعميل موجودة ضمن نفس النطاق مثل تقرير خطأ 403 الذي يظهر لدى محاولة الوصول لموقع محظور (سواء كان محظوراً من مزود خدمة الإنترنت أو من الموقع نفسه).
- أخطاء 1xx: معلومة
- أخطاء 2xx: نجاح
- أخطاء 3xx: إعادة توجيه
- أخطاء 4xx: خطأ من طرف جهاز العميل
- أخطاء 5xx: خطأ من طرف الخادم
برأي Calliau فالولع الزائد بالتقرير رقم 404 يعود لسبب بسيط جداً، فالويب مكان عشوائي جداً وقليل التنظيم والمواقع تفتح وتغلق بشكل دائم وآلاف الصفحات تظهر وتختفي في كل يوم، لذا فالتقرير منتشر بشكل كبير جداً، وفي الفترة الأولى من انتشار الويب كان العمل يتم على ذواكر صغيرة جداً مما عنى أن كتابة رقم التقرير فقط بدلاً من رقمه وتفاصيله كانت عملية موفرة للمساحة والعمل وبالتالي أسهمت في شهرة التقرير آنف الذكر.
صفحات خطأ 404 ذات طابع مميز:
في السابق كانت الصفحات التي لا تتضمن أي محتوى تظهر نصاً صغيراً أعلى الشاشة إلى الناحية اليسرى يتضمن ”Error 404 Not Found“ فقط دون أي تشكيلات أو زخرفات أو أمور إضافية، لكن شهرة الخطأ وانتشاره في الثقافة العامة جعل العديد من المواقع تقوم بتصميم صفحات مخصصة للخطأ مع طابع خاص بها ومميز عن الشكل الرتيب للنص.