in

جبال جليدية في الخليج العربي؟.. هذا ما يطمح إلى تحقيقه رجل أعمال إماراتي

قريباً، ستملك الإمارات العربية المتحدة جبلين جليديين، إذا نجحت خطة رجل الأعمال الشحي بجلبهما من القارة القطبية الجنوبية.

بدأ رجل الأعمال والمهندس الإماراتي عبد الله الشحي العمل على مشروع ضخم جداً، تفوق ضخامته أي شيء قد سمعت عنه من قبل، ويتمثل هذا المشروع بسحب جبلين جليديين عملاقين من القارة القطبية الجنوبية إلى الخليج العربي لتوفير مياه شرب عذبة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

يعود قرار الشحي لعام 2017، حيث يسعى رجل الأعمال إلى تحدي العوامل الجوية والمناخية، وإيجاد حل لمشكلة المياه في الخليج العربي، فالمناخ الجاف والقاحل لا يمنح الإمارات العربية المتحدة خياراتٍ كثيرة عندما تتعلق المشكلة بمصادر المياه.

وبالمناسبة، تعتمد دول الخليج عموماً على تقنية إزالة الأملاح من مياه البحار، أو ما يُعرف بتقنية تحلية المياه، وهي طريقة تعتمد عليها معظم دول الخليج، لكنها ضارة جداً بالبيئة، عدا عن كونها ذات تكلفة مادية باهظة.

عبد الله محمد سليمان الشحي. صورة: ME NewsWire

عمل الشحي على هذا المشروع منذ 6 سنوات، حيث قرر سحب جبل جليدي بأبعاد قدرها 2 X 0.5 كلم من القارة القطبية الجنوبية، وباستخدام التكنولوجيا الحديثة، سيجرّ هذين الجبلين مسافة قدرها 8850 كم تقريباً وصولاً إلى الخليج العربي، وتحديداً سواحل إمارة الفجيرة. وبذلك ستوفر هذه الكتل الجليدية الضخمة مياه صالحة للشرب لملايين الناس، كما سيكون تأثيرها كبيرٌ على التغيرات المناخية في المنطقة.

حصل عبد الله الشحي، والبالغ من العمر 40 عاماً، على اهتمام وسائل الإعلام العالمية بعد إذاعة مقابلة له يشرح فيها المزيد عن تفاصيل هذا المخطط، والذي سينفق عليه عشرات الملايين من الدولارات.

اقترحت فكرة نقل جبل جليدي من مسافات طويلة عدة مرات، لكن هذه الأفكار لم تطبق حتى الآن. أما الشحي، فهو مهندس الكترونيات ألف كتاباً وضّح فيه الحلول المتوفرة لقضية شحّ المياه في الإمارات العربية المتحدة، ويبدو أن الشحي واثق جداً من نجاحه أمام هذه المشكلة.

فعندما سئل عن رأيه بالمشككين في هذا الحل، أجاب: ”شكك الناس قديماً بقدرة الإنسان على الطيران، والآن أصبح هذا الأمر واقعاً، كما شككو بهبوط الإنسان على القمر أيضاً. لقد تقدم العلم بشكل هائل جداً. ما أقترحه ليس بالخيال العلمي، بل سيصبح واقعاً. وبالمناسبة، فجلب جبل جليدي أسهل من الطيران في الجو، ولكن دائماً ما نرى أناساً يُعارضون كل فكرة جديدة“.

وأوضح الشحي في حديث له مع وكالة (يورونيوز): ”جلب جبلين جليدين وتسخيرهما للحصول على مياه عذبة أقل تكلفة من الناحية المادة مقارنة بتقنية تحلية المياه، حيث تتطلب معامل التحلية وإزالة الأملاح كميات هائلة من استثمارات رؤوس الأموال“.

بالرغم من غرابة هذه الفكرة، لكنها، كما أوضحنا سابقاً، ليست جديدة على الإطلاق، بل يمكن القول أنها تعود لعام 1975 عندما اقترحها علماء فرنسيون كإحدى الحلول المتوفرة لمشكلة شحّ المياه في المملكة العربية السعودية. بالطبع، فشلت الخطة وقتها بسبب التحديات التكنولوجية، لكننا حالياً في القرن الحادي والعشرين، وكما أوضح الشحي، العلم يتقدم بصورة سريعة جداً، وبالتالي لن يكون الأمر صعباً كما نتخيل.

ولتوضيح الخطة، سيقوم رجل الأعمال الإماراتي بسحب جبل جليدي عملاق من جزيرة هيرد قرب القطب الجنوبي لآلاف الكيلومترات بواسطة حزام معدني صُمم خصيصاً لمنع انهيار الجبل الجليدي خلال الرحلة الطويلة. وللأسف، يتوقع الشحي خسارة ما قدره 30 بالمئة من كتلة الجبل الجليدي خلال تلك الرحلة التي ستستغرق 10 أشهر، ومع ذلك، فالكتلة المتبقية كافية تماماً للحصول على الماء المطلوب. أما التحدي الأكبر في هذه المهمة فهو منع ذوبان الجبل الجليدي في المياه الدافئة، لكن الشحي يعتقد أن بإمكانه منع ذلك.

جبل جليدي عائم في خليج أنفورد، في القارة القطبية الجنوبية. صورة: Alexandre Meneghini/Reuters

سيوفر الجبل الجليدي مياه عذبة لملايين المواطنين في الإمارات العربية المتحدة، حتى 5 سنوات على الأقل، كما من المتوقع أن يؤدي هذا المشروع إلى هطولات مطرية كافية في المنطقة، مما سيفيد الزراعة بشكل هائل. وبالإضافة لكل ما سبق، من سيفوّت على نفسه فرصة مشاهدة جبل جليدي؟ لذا من المتوقع أن تزداد السياحة في الإمارات بشكل ملحوظ.

حيث أوضح الشحي: ”من المتوقع أن يُحدث وجود هذان الجبلان الجليديان تغييرات في مناخ المنطقة، حيث ستجذب هذه الأجسام الباردة الغيوم التي تتحرك فوق بحر العرب. وعندما تصل الغيوم إلى المنتصف، ستجلب معها المزيد والمزيد من الأمطار“. وأضاف: ”سيكون الجبل الجليدي هائل الحجم والوزن، ولن تستطيع المركبات جره بسهولة، لذا سنعتمد على حركة المحيط لنقل هذين الجبلين العملاقين“.

سيُجرى اختبار في نهاية العام حول هذا الموضوع، حيث سيُستخدم زورق قطر لجر جبل جليدي أصغر حجماً، ولمسافة أقل بالتأكيد. فإذا نجح هذا الاختبار، سيقوم الشحي باتخاذ الإجراءات اللازمة لبدء مشروع النقل إلى ساحل الفجيرة.

في المقابل، أوضح الشحي أن تكلفة هذا الاختبار قد تصل إلى 100 مليون دولار، وقد تصل تكلفة نقل جبل جليدي أكبر لنحو 150 دولار. وعلى أي حال، لن تبدأ الرحلة حتى عام 2022 كأقل تقدير.

وبالرغم من كون هذا المشروع جهداً شخصياً، ولا علاقة لحكومة الإمارات به، فقد استطاع الشحي جمع الأموال اللازمة من عدة أطراف، بينما لم تُعر الحكومة الإماراتية أي اهتمام بالموضوع.

مقالات إعلانية