in

قصص 5 أطفال مميّزين ساعدوا في حل قضايا إجرامية معقدة

كم عدد القضايا التي ساعدت في حلها وأنت في مرحلة الطفولة؟ هل تستطيع الإجابة على هذا أم أن الجواب المتوقع هو صفر؟ وإن كنت تعتبر أن اكتشافك لأخيك الصغير وهو يتجسس على أهلك لمعرفة ما هي الهدايا التي سوف يجلبونها ليضعوها تحت شجرة الميلاد هو حل لقضية فأنت مخطئ، لأن هذا لا يعتبر شيئاً أبداً.

بينما أنت كنت تمضي وقت طفولتك في لعب ألعاب مثل الاختباء (الطميمة)، أو ”حجرة، ورقة، مقص“ المشهورة، كان أطفال آخرون يمضون وقتهم في مساعدة رجال الشرطة في حل قضايا حقيقية، نعم حقيقية وليست تمثيلاً.

إليكم هنا 5 من أجمل القصص التي تتحدث عن هؤلاء الأطفال الأذكياء:

1. طفلان يساعدان في حل قضية اصطدام وفرار من خلال رسم خريطة تفصيلية للحادثة:

خريطة تفصيلية لحادثة اصطدام وفرار

ما هو الاصطدام والفرار؟ أو كما هو معروف بالإنجليزية (Hit-And-Run)؟ هي عملية اصطدام يرتكبها أحد سائقي السيارات وتكون ضحيتها إما أشخاصاً، أو سيارات أخرى، أو حتى منازل ليقوم بعدها السائق بالفرار وكأن شيئاً لم يكن.

في عام 2107 شهد طفلان يبلغان من العمر 9 و8 سنوات على التوالي، وهما في طريق عودتهما من المدرسة في بلدة ألمانية صغيرة تدعى بلدة (أوير- إيركينشفيك)، حادثة اصطدام وهروب اصطدمت فيها سيارة كانت تمشي بطيش كبير بسيارة كانت مركونة على جانب الطريق ليلوذ بعدها السائق الذي اقترف الحادثة بالفرار، مثله مثل الذين يدخلون إلى متجر البقالة ويسرقون أو يضعون شيئاً في جعبتهم ثم يهربون بسرعة خارج المتجر آملين بأن لا يلاحظهم أحد.

لم تكن بلدة (أوير- إيركينشفيك) الصغيرة مجهزة بكاميرات مركبة في كل زاوية من زوايا شوارعها كما يبدو، لذلك اعتقد رجال الشرطة بأنهم سوف يمرون بوقت عصيب قبل أن يتمكنوا من حل هذه القضية، ولكن لحسن حظهم مر حل هذه الجريمة بسهولة لأن الطفلين اللذين هما بالمناسبة أبناء عمومة لم يقوما بعد مشاهدتهما للحادث بالارتعاش نتيجة هذا المنظر المهول، ولم يقولا: ”رائع، حادث سيارة مدهش“، ولم يعودا إلى منزليهما ليلعبا ألعاب الفيديو مثل أي طفلين آخرين، بل عمدا إلى الذهاب إلى عُليّة المنزل ليلعبا دوراً استخباراتياً رائعاً جالبين أقلام تلوين ليرسما خارطةً توضح كيفية سير الحادثة بهدف تسليمها لرجال الشرطة.

هذه الخارطة مذهلة للغاية، لدرجة جعلتنا نعلم بالتفصيل كيف جرت الحادثة على الرغم من عدم وجودنا في مكان الحادثة نهائياً، حيث تُظهر الخارطة الطريقة التي خرج بها السائق الطائش من مرآب السيارات ليصطدم بسيارة مركونة على جانب الطريق، ليقوم بعدها بالحركة المعتادة وهي ”أنا ذاهب في هذا الطريق، لا لا سأذهب في الاتجاه الآخر“، وتُظهر الخريطة أيضاً وقوف السائق بسيارته بجانب السيارة التي صدمها ليرى ويقيم نسبة الضرر التي أحدثها فيها. كانت الخارطة المرسومة خارطة احترافية بحق فأنت لن ترَ محققين يرسمونها بدقة تُظهر حتى ألوان الزهور الموجودة في الحديقة التي تقع قرب موقع الحادثة.

كان أمر إلقاء القبض على مسبب الحادثة سهلاً كألعاب الأطفال بالنسبة للشرطة، وخاصةً أنهم مسلحون بخارطة دقيقة كتلك التي رسمها الأطفال، وفعلاً تم إلقاء القبض على السائق ووجهت له التهم، وقال أحد المتحدثين باسم شرطة البلدة: ”لنكون صريحين، لو رسم أصدقائي في الشرطة رسماً توضيحياً ما كان ليُظهر تفاصيل الجريمة بمثل هذا الوضوح الذي أظهره رسم هذين الطفلين الذكيين“.

2. أطفال يشكلون سهماً بشرياً ليرشدوا طائرة هيليكوبتر تابعة للشرطة على مكان المشتبهين بهم لكي تلحق بهم:

أطفال يشكلون سهما بشريا لإرشاد طائرة هيليكوبتر في مطاردة بوليسية

ما الذي كنت لتفعله في حال توجب عليك أثناء مشاهدتك لمطاردة بوليسية أن تجد طريقة لكي تدّل طائرة هيليكوبتر إلى وجهتها الصحيحة؟ هل ترفع يديك وتلوح بهما آملاً أن تجلب انتباهها؟ أو تبني مشعلاً كبيراً من نار؟ أو تطلق بعض الألعاب النارية في الهواء لتهبط بعدها الطائرة وينزل منها الربان الذي سيكون ضابط شرطة لتشرح له وتدّله على الطريق الذي يجب عليه اتباعه؟ في الحقيقة لو قمت بفعل الخيار الثالث أقل رد سوف يرد عليك به الضابط هو هل أنت مخبول؟

يمكنك القيام بأحد هذه الخيارات لكن ما رأيك بطريقة أفضل؟ كجمع أصدقائك مثلاً لتشكيل سهم بشري حي جميل بغرض إرشاد الطائرة إلى المكان الصحيح؟

في الحقيقة هذا ما حدث في عام 2016، عندما قامت مجموعة من الأولاد أثناء بحثهم عن بيض عيد الفصح خارج لندن بمشاهدة رجلين يتسابقان بشكل جنوني في أحد الحقول ليلمحا بعدها طائرة هيليكوبتر تحوم في الأجواء ليستنتجوا بأنها تريد ملاحقة هذين الرجلين الطائشين، وهنا فوراً دخل الأولاد في العملية من خلال تشكيل سهم بشري حي مكون من 8 أشخاص في منتصف الحقل وعندما لاحظ طاقم الطائرة السهم أرسلوا المعلومات إلى ضباط على الأرض.

وبعد تحليل اتجاه السهم الذي شكله الأولاد تم إلقاء القبض على الرجلين الذين اتضح أنهما مهربان مشتبه بهما، والأهم من هذا كله أنه وفي صباح اليوم التالي حقق أحد ضباط الشرطة حلمه بالتعبير عن الطفل الذي بداخله عندما كتب في تقرير الاعتقال جملة وهي ”بمساعدة سهم بشري حي“.

3. أطفال أستراليون يتقمصون دور محققين يشبهون محققي الـCSI لحل قضية مخرّب كان يعيث فساداً في مدرستهم:

بصمة حذاء

كان لمدرسة (بروكستيد) الأسترالية مشكلة عويصة وهي وجود مخرب يقوم بإفساد شبكات ملاعب التنس الخاصة بها، ولحسن الحظ امتلكت هذه المدرسة حلاً للمشكلة أيضاً، وكان الحل هو مجموعة من طلاب المدرسة نفسها الذين تمكنوا من كشف تفاصيل القضية بواسطة طرق مأخوذة من كتاب تعليمات الـCSI نفسه.

كانت المدرسة نفسها قد أعطت طلابها مسبقاً مادةً دراسية تتعلق بعلم التحليل الجنائي والطب الشرعي، والأمر الملفت هو أن الطلاب قد أحبوا هذه المادة كثيراً، وعندما تجلت الفرصة المناسبة لتنفيذ النظريات التي تعلموها على أرض الواقع بعملية تخريب لشبكة ملعب تنس المدرسة، هب 20 طالباً من هذه المدرسة الابتدائية للقيام بعملهم فوراً: أولاً قاموا بتأمين مسرح الجريمة عبر إحاطته بسياج أصفر من الورق كالذي نراه في أفلام الجريمة، وبعدها قاموا بتفتيش المنطقة بشكل دقيق جداً، وأسفر هذا العمل عن إيجاد آثار أقدام مشبوهة بجانب الشبكة المخربة ليقوموا بتصويرها فوراً عدة صور ومن عدة زوايا.

لم يكن المخرب يعلم بأنه ملاحق من قبل فريق من أشباه (شيرلوك هولمز)، فقد قام لاحقاً في نفس الليلة التي بدأ بها التحقيق بالانتقال من مجرد التخريب إلى السرقة، حيث قام باقتحام متجر صغير يقع ضمن مساحة المدرسة ليقوم بسرقة كمية من المواد الغذائية الموجودة فيه، وعندما اكتشفت إدارة المدرسة ما حصل في صباح اليوم التالي، اتصلت بالشرطة التي دُهش ضباطها عند وصولهم إلى مسرح الجريمة من إلقاء مجموعة من الطلاب الصغار (محققو مسرح الجريمة الجدد) التحية عليهم، وليس هذا فقط بل أعطوهم صوراً كاملة عن كل الآثار والانطباعات التي خلفتها الأحذية التي مشت في تلك المنطقة البارحة.

ولأن الذي يقوم باقتحام حرم مدرسي لتخريب شبكة تنس أو سرقة بعض الطعام لن يكون مجرماً محترفاً، تمكنت الشرطة من تتبعه وإلقاء القبض عليه بسهولة، ولكن الجزء الصعب كان إجبار المتهم بالاعتراف بجريمته، وهذا الأمر كان ليكون أمراً مستحيلاً لولا الصور التي التقطها الأطفال المحققون لانطباع الحذاء الذي كان موجوداً في مسرح الجريمة، حيث قام رجال الشرطة بمقارنة البصمة التي يتركها حذاء المشتبه به مع الصور التي بحوزتهم ليصبح لديهم دليل ملموس كافٍ لإدانته.

على الأرجح أن المخربين الطموحين بتخريب ما تملكه هذه المدرسة من منافع أو أطعمة سوف يأخذون إجازة لفترة طويلة قبل أن يحاولوا من جديد.

4. تتبع طفل يبلغ من العمر 8 سنوات جهاز الـ(آيباد) خاصته الذي سرق منه ليعثر عليه:

طفل صغير على الحاسوب

لم يهتم (لاندون كرابتري) الطفل الذي كان يبلغ من العمر 8 سنوات بسرقة آيباده كما يفترض على أي شخص سُرق منه جهازه اللوحي أن يهتم، واللص الذي سرق جهازه لم يكتف به فقط بل سرق عدة أشياء ثمينة أخرى من المنزل. على كل حال كان (لاندون) يملك ورقة رابحة في جعبته ألا وهي أنه كان قد حمّل تطبيقاً للتتبع على جهازه اللوحي كما قد يفعل أغلبنا في أيامنا هذه، ولكن هذه الحادثة وقعت في عام 2012، نعم 2012 سيداتي وسادتي وكان عمر (لاندون) ثمان سنوات فقط!

بالطبع لم يكن (لاندون) ملماً بشكل كامل بكيفية استخدام تطبيق التتبع المحمّل على جهازه اللوحي، لذلك قام بتعليم نفسه من خلال مشاهدته لفيديوهات على اليوتيوب، وسرعان ما استطاع استخدام وتسخير خدمة الموقع التي توفرها الأجهزة الذكية ليعثر على جهازه المسروق على بعد 6.5 كيلومترات من منزل عائلته، ليذهب بعدها إلى والده ليقول له: ”أبي لقد علمت أين يوجد جهازي اللوحي المسروق“، تخيل نفسك والد هذا الطفل ووُضعت في نفس الموقف: ابنك يأتي إليك ليقول لك بأنه حل قضية السرقة المعقدة هذه ببضعة نقرات على شاشة ما، فإن كنت أباً غير خبير بالتكنولوجياً وسمعت هذا الكلام قد يبدو لك الأمر معجزاً بحق.

وصف الأب هذه الحادثة بكلام وجيز وملخص قائلاً: ”إنه جيل مختلف تماماً، أنا لم أكن أعلم أن شيئاً مثل هذا موجود حقاً، ولم يكن ليخطر على بالي أن ولدي الذي يبلغ من العمر 8 سنوات سيتمكن من اكتشاف طريقة تحميل هذا التطبيق واستخدامه بشكل ممتاز ليخبرني بموقع الأشياء المسروقة“.

بعد انتهاء الصدمة التي تبعت قول الأب لكلمتي ”انتظر، ما الذي تقوله!“، ذهبت العائلة إلى أقرب مركز شرطة لإعلامهم باكتشاف ولدهم (لاندون)، وهنا تتبعت الشرطة الموقع لتصل إلى نُزل يدعى (بنزل السفير) وهناك ألقت القبض على المجرم متلبساً وفي غرفته حاجات العائلة المسروقة وعلى الأقل حاجات عائلة أخرى مسروقة أيضاً، فـ(لاندون) الرائع لم يعثر على آيباده الثمين فقط بل أوقف سلسلة جرائم سرقة كانت ستحصل أيضاً لو بقي السارق حراً طليقاً.

5. رسمة بسيطة رسمتها فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً بقلم الرصاص تساعد على إلقاء القبض على مجرم:

إن كنت تعتقد أن رسومات بسيطة مكونة من عدة خطوط هي أمر عادي وأي شخص يمكنه رسمها فنعم أنت على حق، وأي طفل بإمكانه رسمها فلا شيء مميز بها، والنقطة الرئيسية التي تميزها هي بساطتها، ولكن الأمر الملفت هنا هو تمكّن فتاة صغيرة تبلغ من العمر 11 عاماً من رسم رسمة بسيطة ولكنّها تمتعت بخصائص وملامح أفادت الشرطة في إلقاء القبض على مجرم بفضلها.

في عام 2015 وتحديداً في (ستراتفورد) بـ(كونيكتيكت)، حدثت العديد من عمليات السطو التي كانت تسبب صداعاً لرجال الشرطة، مما دفعهم للطرق على أبواب الناس للسؤال عما إن كانوا قد شاهدوا أي شخص غريب عن الحي وشكّوا به، وكان أحد الأبواب التي طرقوها باب منزل فتاة صغيرة تُدعى (ريبيكا ديبيترو).

كان منزل (ديبيترو) أحد المنازل التي سرقها هذا اللص أيضاً وأرادت الشرطة أن تعرف ما إن كانت (ريبيكا) تعرف شيئاً أو شاهدت اللص مثلاً، وفعلاً عرضت الفتاة الصغيرة على رجال الشرطة أن ترسم لهم شكلاً بسيطاً للسارق الذي سبق ورأته، قبل رجال الشرطة بهذا العرض وخرجوا من منزل الفتاة وبيدهم رسمة كلفت الفتاة الصغيرة دقيقتين لرسمها فقط: بضعة خربشات تُظهر شكلاً مضحكاً تقريبياً لما شاهدته، حتى (ريبيكا) نفسها توقعت أن يرميها رجال الشرطة فور خروجهم من المنزل ولكنهم لم يفعلوا هذا.

على العكس بعد فترة وجيزة تلقت الفتاة الصغيرة خبراً غريباً وهو أن الشرطة قد أقفلت القضية وألقت القبض على اللص ويعود كل الفضل إلى رسمتها البسيطة.

على الأرجح أن الشرطة كانت تمزح مع الطفلة، أليس كذلك؟ قد تظن أنهم عادوا إلى مركز الشرطة ورموا الورقة التي رسمت عليها الفتاة شكل المجرم في سلة المهملات وقالوا بأنها قد ساعدت جداً فقط من باب اللطف وهو أمر ممكن، ولكن الشرطة لم تفعل ذلك بل على العكس تماماً، كانت هذه الرسمة دليلاً مهما ساعدهم في إلقاء القبض على الجاني، حيث أخذوا الرسمة وطابقوها مع صور أخرى أخذتها كاميرات محطات القطار في المنطقة ووجدوا تشابها كبيراً بين الرجل الذين كانوا يشتبهون به أساساً والشكل الذي رسمته (ريبيكا)، وفوراً قاموا باعتقاله، وبعدها اعترف هذا الرجل بشركائه الـ10 الآخرين.

لقد تأثر رجال الشرطة بمهارات (ريبيكا) الرهيبة لدرجة وجب عليهم تكريمها رسمياً لعملها البوليسي الرائع، حتى أنها وقفت إلى جانب رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي خلال حفل تكريم رسمي أقيم على شرفها.

وأنت بعد قراءتك لكل هذا، هل تعلم أي قصة لطفل ساعد رجال الشرطة ولو بعمل بسيط؟ شاركنا قصته في التعليقات.

مقالات إعلانية