in

هل التوائم المتطابقة متطابقة فعلاً؟

التوائم المتطابقة

تأتي التوائم المتطابقة نتيجة انقسام البويضة بعد التخصيب لبويضتين أو أكثر، وينتج عنها عدد من التوائم المتشابهة نظراً لأن خلاياهم تحتوي على الجينوم نفسه. لكن بالرغم من ذلك فإن هذه التوائم لا تكون متطابقةً تماماً كنسخة من الكربون، هناك فروقٌ بسيطة تظهر عند الفحص المدقق بأجهزة أعقد بكثير من العين البشرية.

على سبيل المثال فإن التوائم المتطابقة لديها بصمات أصابع مختلفة، وذلك لأن الأجنّة تتعرض داخل الرحم لظروف بيئية مختلفة، بدءاً من مسببات التوتر والمنبهات وحتى طول الحبل السري الذي يختلف من جنينٍ لآخر، ومكان التصاقه بالمشيمة …والخ

وهو ما يقودني في الحديث عن تأثير البيئة على الجينوم الخاص بنا، حيث يتأثر الـDNA داخل الخلايا المختلفة بعوامل مختلفة من الإشعاع والشقوق الحرة والحرارة والمواد الكيميائية، التي تسبب تغيراً في الـDNA مع الوقت ومع كل مرة تنقسم فيها الخلية ويتضاعف فيها الـDNA.

تأثير العوامل البيئية هذا بجعل الـDNA الخاص بالتوائم المتطابقة يختلف ويتغير مع الوقت، وهو ما يعطي في بعض الأحيان صورة مختلفة للتوائم، حيث قد يُصاب أحدهم بمرضٍ معين لا يصيب الآخر.

كذلك يحتوي جينوم الإنسان العادي على نسختين من كل جين، لكن في بعض الأحيان تنكسر هذه القاعدة فيصبح هناك تنوع في عدد النسخ من صفر وحتى 14 نسخة للجين نفسه، وبهذا يمكننا اكتشاف عيوب الـDNA المسبب للأمراض المختلفة من خلال النظر المدقق في المحتوى الجيني للتوائم المتطابقة التي يعاني أحدهما من مرضٍ ما.

كذلك يمكننا الاستفادة من هذه الفروق في التحقيقات الجنائية المعتمدة على الأدلة الجينية لمعرفة أيٍ من التوأمين هو الجاني مثلاً. يجب أيضاً أن يتم أخذ هذه الفروق بعين الاعتبار أثناء إجراء الاختبارات على التوائم، والتي توضح الفروق في السلوك أو الفروق الظاهرة …الخ

بعد كل هذه الفروق لا أعتقد أنه بإمكاننا نعت التوائم المتطابقة بهذه الصفه بعد الآن، ربما هم متشابهون لا أكثر، لكن ما أود ذكره أيضاً وما أريدك أن تتأمل فيه قليلاً هو أن المحتوى الجيني الخاص بك وقت ولادتك ليس هو نفسه وقت موتك.

مقالات إعلانية