in

أحداث كانت ستودي بالبشرية إلى الهلاك

أحداث كانت ستودي بالبشرية إلى الهلاك

لم يمر أكثر من 60,000 عام منذ أن بدأ أسلافنا في السهول الأفريقة بالهجرة إلى الشمال في رحلة كان من شأنها أن تقود في النهاية إلى ظهور الحضارة المعاصرة. وإنها لمعجزة حقاً كوننا تقدمنا كل هذا التقدم وخصوصاً في هذه المدة القصيرة. ليس من الصعب معرفة السبب الكامن وراء ندرة أشكال الحياة في الكون، مما يدل على عبثية حظنا في البقاء على قيد الحياة. فهناك العديد من الأحداث التي كان يمكن أن تسير على نحو مأساوي والعديد العديد التي كانت على وشك الحدوث.

صباح الـ12 من آب عام 1883:

وبينما كان العالم الفلكي المكسيكي خوسيه بونيا ”José Bonilla“ يراقب الشمس، بدأ الكثير من الصحون الطائرة UFOs بالمرور أمام قرص الشمس، وقد كانت هذه الأجسام محاطة بضباب تاجي وساحبة ورائها ذيول ضبابية، واستمرت الظاهرة ليومين متتاليين وأحصى بونيا 447 جسماً.

الصورة الملتقطة من طرف خوسيه بونيا
الصورة الملتقطة من طرف خوسيه بونيا – صورة: قناة LEMMiNO على يوتيوب

ونظراً لعدم امكانية تفسير هذا الحدث فقد قوبلت هذه الأجسام الغريبة بالتجاهل واعتبرت عصافير أو حشرات أو غبار يمر من أمام التيليسكوب. ولكن بناء على وصف بونيا للحدث؛ إلى جانب الفهم العميق لعدة ظواهر فلكية تم نشر مقالة في عام 2011 افترضت أن هذه الأجسام كانت أجزاء من مذنب كان وشيكا من الاصطدام بالأرض. فالمذنبات هي الأجسام الوحيدة في النظام الشمسي التي تملك ذيولاً وتكون محاطة بغلاف ضبابي ساطع، ونحن الآن نعرف أن التكسر بالمذنبات هو حدث متكرر دوماً مثل هذا المذنب الذي شوهد عام 2006:

المذنب الذي شوهد عام 2006
المذنب الذي شوهد عام 2006 – صورة: قناة LEMMiNO على يوتيوب

الذي يقدر بأنه تجزأ إلى أكثر من 3200 جزء يتراوح قطرها من 50 إلى 1000 متر وسبحت بقرب الأرض على مسافة لا تتجاوز عدة آلاف من الكيلومترات، واصطدام أحدها فقط بالأرض كان سيتسبب بالملايين من الإصابات، ولو أن كلها أو معظما ضرب الأرض لكنا نتحدث عن حدث على مستوى الإنقراض.

30 حزيران، 1908:

في عمق غابة الصنوبر السيبيرية حوالي السابعة صباحاً، حيث أضاء انفجار قوي السماء وكانت هذه أقوال شاهد عيان كان على بعد 65 كيلومتر من مكان الانفجار: ”انقسمت السماء إلى نصفين ولاحت نار كبيرة فوق الغابة، وفي تلك اللحظة وصلت بي الحرارة إلى حد لم أستطع تحمله وكأن قميصي يشتعل، أردت أن أمزق قميصي وأرميه، ولكن حينها أغلقت السماء وسمعت صوت انفجار مدوي مما قذف بي لعدة أمتار“.

بعد الحادثة بعقدين في عام 1927، أُرسلت البعثة الأولى إلى مكان الانفجار والتي التقطت هذه اللقطات:

حوالي 2000 كيلو متر مربع من الغابة احتوت تقريباً على 80 مليون شجرة سويت بالأرض نتيجة للحدث، وكان الإجماع على أن السبب هو كويكب أو مذنب بعرض أقل من 200 متر قد انفجر فرق الأرض بعدة كيلومترات وأنتج كرة نارية كبيرة.

الكويكب أو المذنب بعرض أقل من 200 متر وقد انفجر فرق الأرض بعدة كيلومترات
الكويكب أو المذنب بعرض أقل من 200 متر وقد انفجر فرق الأرض بعدة كيلومترات – صورة: قناة LEMMiNO على يوتيوب

وكانت ستكون النتائج الكارثية أكثر وضوحاً إذا نُقل هذا الحدث إلى مدينة نيويورك سيتي حيث كانت ستبلغ الإصابات ما يفوق 7 ملايين إصابة.

آب 1945:

عندما ألقيت القنبلتان الشهيرتان على اليابان مما وضع نهاية درامية للحرب، تم الإشارة إليهما أيضاً كبداية لنوع مختلف تماماً من الخوف، الخوف من ”الإبادة لعدم التكافؤ“. ونحن البشر نخطئ ونعي ذلك ويمكن لخطأ واحد أن ينتج دمارا مروعا يقضي علينا. فبعد ملاحظة أخطاء الطبيعة؛ تأتي أخطاء البشر التي لا تبرر.

أكتوبر 1960:

أطلق العنان في بدايات شهر أكتوبر لنظام إنذار جديد في غرينلاند، ففي حالة هجوم الاتحاد السوفييتي بالصواريخ على الولايات المتحدة سيرسل إنذارا من خمس مستويات إلى مركز القيادة في كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية.

نظام الحماية في غرينلاند وهو يرسل التقارير الى كولورادو
نظام الحماية في غرينلاند وهو يرسل التقارير الى كولورادو – صورة: قناة LEMMiNO على يوتيوب

وفي الخامس من نفس الشهر تغير الرقم الذي يدل على حالة الخطر فجأة من 0 إلى 1 مؤشراً إلى وجود جسم غير معروف وقليل الخطورة مما لا يدعو إلى قلق كبير، ولكن الرقم واصل الصعود إلى أن وصل إلى الرقم 5 (أعلى درجات الخطورة) مما يعني أن صواريخا طويلة المدى ستضرب الولايات المتحدة خلال 20 دقيقة.

وتبع الإنذار مجموعة من الأوامر المتسلسلة والهلع، ولكن سرعان ما هدأت الأجواء لدى إدراك القوات الأمريكية أن الرئيس الروسي نيكيتا كروشيف كان في زيارة للولايات المتحدة في تلك الأثناء، أي أنه ليس بالمكان المناسب عندما يريد أن يقوم بهجوم نووي. واتضح لاحقاً أن محطة المراقبة في غرينلاند قد اتخذت ظهور القمر وكأنه هجوم محتمل.

24 كانون الثاني 1961:

في الصباح الباكر، سقطت مقاتلة أميريكية b52 والتي كانت تحمل قنبلات هيدروجينيتان في حقل زراعي في ولاية كارولاينا الشمالية، وسرعان ما صرح المسؤولون أنه لم يكن هناك من داع للقلق وليس هنالك خطر انفجار نووي أو إشعاع.

ومع ذلك أشارت وثيقة نشرت في سنة 2013 أن واحدة من تلك القنبلتان كانت على وشك الإنفجار، حيث أن 3 من 4 مفاتيح أمان موجودة في القنبلة قد تم تفعيلها جراء الارتطام بالأرض، بينما حالَ انفصال صغير بين سلكين من حدوث انفجار نووي مروع بقوة 3.8 ميغاطن، أضف إلى ذلك أن الرياح كانت في المسار الصحيح لدرجة أن الإشعاعات النووية كانت ستصل إلى واشنطن، وفيلادلفيا، وحتى نيويورك.

16-28 أكتوبر 1962:

في بداية الستينات وصل التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إلى ذروته فيما يعرف بأزمة صواريخ كوبا. والقصة باختصار أن الولايات المتحدة أنشأت قاعدة لإطلاق الصواريخ النووية بالقرب من الاتحاد السوفييتي في تركيا، وكرد على ذلك قام الاتحاد السوفييتي بإنشاء قاعدة لاطلاق الصواريخ النووية بالقرب من الولايات المتحدة في كوبا.

قواعد إطلاق الصواريخ النووية في كل من تركيا وكوبا
قواعد إطلاق الصواريخ النووية في كل من تركيا وكوبا – صورة: قناة LEMMiNO على يوتيوب

ومع تأزم المأزق واقتراب الكارثة، حال حدث وحيد دون ذلك، فبعد فرض الولايات المتحدة للحصار لمنع السوفييت من إيصال المزيد من الرؤوس النووية إلى كوبا، تم الكشف عن غواصات روسية بالقرب من السواحل الكوبية، وفي محاولة من الأمريكيين لاجبار الغواصات الروسية للصعود إلى السطح (لتجاذب أطراف الحديث :D)، قامت بعض المدمرات البحرية بالقاء متفجرات خفيفة كإشارة للغواصات للصعود إلى السطح، الأمر الذي أسيء فهمه من قبل كابتن الغواصة ظناً منه أنه هجوم أمريكي عليهم. فأمر رجاله بمهاجمة واحدة من المدمرات الأمريكية عن طريق إطلاق صاروخ محمل برأس نووي، ولحسن حظ البشرية أن أحد الضابطين الأعلى رتبة في الأسطول لم يوافق على قرار الكابتن وطمأنه، وأخبره بضرورة الصعود إلى السطح وانتظار الأوامر من موسكو.

22 آذار 1989:

اكتشف عالمان أمريكيان في الواحد والثلاثين من شهر مارس أنه في الأسبوع الفائت؛ أي في يوم 22 من نفس الشهر، قد مر نيزك بعرض 300 متر بشكل قريب جداً من الأرض، ليس بالقرب الذي يمكن أن يشكل تهديداً، حتى أنه أبعد من القمر، ولكن يبقى الأمر يستحق الذكر لكونه مر تماماً من مكان مرور الأرض قبل 6 ساعات بالضبط وهذا يعني أن الخطر كان وشيك جداً على المقياس الكوني.

فارتطام نيزك بهذا الحجم بالأرض يمكن أن يخلف دمارا كاملا بقطر يتراوح بين 60 و75 كيلومتر، ولو أنه مثلاً سقط على طوكيو أكبر مدن العالم لكان الأثر كارثياً.

23 تموز 2012:

بعضنا قد يتذكر الادعاء الذي يفيد بأن نهاية العالم ستكون في عام 2012 (وهذه النبوءة تعود جذورها لحضارة المايا التي عاشت بوسط قارة أمريكا)، طبعاً مر العام 2012 واستمرينا. ولكن ومع دوران أرضنا المستمر بالكاد استطاعت تفادي حدث كارثي آخر في تموز 2012، ففي اليوم الثالث والعشرين قذفت الشمس مايعرف بـCoronal Mass Ejection والذي تداولته وسائل الاعلام تحت مسمى عاصفة شمسية، وهي إطلاق الشمس لكميات كبيرة من البلازما الممغنطة، ولو ضربت الأرض كانت ستحدث ضررا كبيرا لكل الأجهزة الالكترونية، وهذه العاصفة تعتبر واحدة من أقوى العواصف الشمسية المسجلة في التاريخ. وقد انطلقت مباشرة نحو مسار الأرض ولحسن حظنا مرة أخرى أن الأرض كانت على الجهة الأخرة عندما حدث الانفجار، ولكن لو أنه حدث قبل تسعة أيام لكنا أصبنا بتلك العاصفة، ولو أن ذلك تم (وهناك احتمال بنسبة 12% أنه سيتم حدث مماثل في العشر سنوات المقبلة)، كان سيلزمنا حوالي عقد كامل للتعافي (هدول الأجانب بدن عقد بس نحنا ما عنا شي نخسره هههه).

إطلاق الشمس لكميات كبيرة من البلازما الممغنطة، ولو ضربت الأرض كانت ستحدث ضررا كبيرا لكل الأجهزة الالكترونية
إطلاق الشمس لكميات كبيرة من البلازما الممغنطة، ولو ضربت الأرض كانت ستحدث ضررا كبيرا لكل الأجهزة الالكترونية – صورة: قناة LEMMiNO على يوتيوب

من الصعب الجزم بنتيجة عاصفة شمسية بهذه القوة، فمن الممكن أن يستمر انقطاع التيار الكهربائي لسنوات، وسيلزم تغيير العديد من الأقمار الصناعية، جميع الأجهزة الإلكترونية من كل الأنواع ستتوقف عن العمل خلال هذه الليلة الطويلة. الأنظمة الطبية، والنقل، والأنظمة المالية والعسكرية وأنظمة أخرة ستتوقف تماماً عن العمل أو تدمر. كان كل شيء سيتوقف وسنعيش في ظلام لسنوات عديدة قادمة، وذلك نظراً لاعتمادنا في كل شيء على الكهرباء والالكترونيات. لم يكن هذا ليكون نهاية العالم كما ادعت الأسطورة بل كان العالم سيبدو قد انتهى لعقود.

مقالات إعلانية