in

دخلك بتعرف بابلو بيكاسو؟

بابلو بيكاسو

اليوم في الثامن من نيسان/أبريل ذكرى وفاة بابلو بيكاسو الأربع وأربعين، وسنحتفل معكم بهذه الأسطورة بإخباركم سبع حقائق قد لا تعرفوها عن بابلو بيكاسو:

1. اسمه الحقيقي لم يكن بابلو بيكاسو بل بابلو رويز Paplo Ruiz:

في الواقع، إن اسمه الكامل هو بابلو دييغو خوسيه فرانثيسكو دي باولا خوان نيبوموثيني ماريّا دي لوس ريميديوس تشيبرانو دي لا سانتيّسيما ترينيداد رويز وبيكاسو. والده إسباني من مدينة ملقا Málaga الكائنة في مقاطعة أندلُسيّا Andalusia، ووالدته إيطالية من مدينة جنوة Genoa.

اعتمد الفنان الإسباني اسم عائلة والدته الإيطالي كاسم عائلة له لأنه اعتقد أنه يلائمه أكثر، حيث هذا ما قاله للفنان الهنغاري جورج باراشاي: ”بيكاسو… يبدو غريباً، رناناً وأكثر إيقاعاً من رويز، هل تعلم ما يعنيه لي هذا الاسم؟ إنه حرف الـS المكرر، وهو أمر غير عادي إلى حد ما في إسبانيا. (بيكاسو) اسمٌ من أصل إيطالي كما تعلم، والاسم الذي يحمله الشخص أو يتبناه له أهميته، هل يمكنك أن تتخيلني أدعو نفسي برويث؟ بابلو رويز؟ دييغو خوسيه رويز؟ أو خوان نيبوموثيني رويز؟“

2. أنهى لوحته الأولى في سن التاسعة:

لم يملك والديّ بيكاسو ثلاجة؛ ولكن لو كان لديهم واحدة لعلّقوا عليها رسومات ولدهم الأولى بكل فخر!

كان الفن يسري ضمن عائلة بيكاسو، فقد بدأ بأخذ دروس الرسم والتصوير الزيتي مع والده الرسّام منذ عمر السابعة. وفي سن التاسعة أنهى لوحته الأولى. وعندما أصبح بعمر الثالثة عشر دخل بيكاسو مدرسة برشلونة للفنون الجميلة حيث يعمل والده كمدرّس. بعد عامين من ذلك أنهى بيكاسو ما أسماه أول لوحةٍ رئيسية له.

*أي من هاتين اللوحتين تعتقد أنه قد رسمها أولا؟ أي منهما تظهر بيكاسو الرسام الأكثر نضجاً؟ ستجد الإجابة في اخر المقال

لوحات بيكاسو عندما كان صغيرا

3. هناك عدة شائعات قوية تقول أن بيكاسو كان من مستخدمي اليد اليسرى:

أن تٌدعى بالأعسر ليس بذلك الأمر السيّئ، فلو كان ذلك صحيحاً لكان بيكاسو ضمن صحبةٍ جيدة من الفنانين اليسراويين؛ إلا أنه في الواقع كان يستخدم يده اليمنى ويمكنك رؤية ذلك بنفسك في هذا الفيديو:

4. إشاعة أخرى: بيكاسو سرق الموناليزا:

في 11 آب/أغسطس من عام 1911، قام أحدهم بسرقة الموناليزا من متحف اللوفر وقلب بذلك عالم الفن رأساً على عقب.

وعندما أعلنت صحفية فرنسية عن منح مكافأة لمن لديه معلومات حول الحدث؛ جاء رجلٌ مع تمثال مسروق من المتحف منذ أربع سنوات، وادّعى أنه سرق بعضاً من تماثيل المتحف لصالح الشاعر Guillaume Apollinaire الذي قام ببيعهم لبيكاسو.

وبذلك تم نقل بيكاسو البالغ من العمر 29 عاماً والذي كان يقيم في فرنسا آنذاك إلى المحكمة حيث نفى معرفته بأن التماثيل التي اشتراها كانت مسروقة. كما أنه لم يكن هناك دليلٌ حقيقي أو مباشر على صلته بسرقة الموناليزا، لذلك لم يتم محاسبة بيكاسو.

أما اللص الحقيقي فينشيزو بيرودجيا Vincenzo Peruggia فقد تم القبض عليه عام 1913 عندما حاول خلسةً بيع الموناليزا لتاجر أعمال فنية.

كان بيرودجيا حارساً في اللوفر، وهو من شيّد الإطار الذي يحتوي اللوحة، وقد ادّعى أنه سرقها ليعيدها إلى موطنها الأم إيطاليا، إلا البعض لا يزال يعتقد أن لبيكاسو يد في هذه القضية.

5. قميصه الشهير لم يكن مجرد قميصٍ مخطط:

قميص بيكاسو الشهير المخطط

في عام 1858، كان هذا القميص النيلي والأبيض لباساً رسمياً موحداً للبحارة الفرنسيين في منطقة بريتاني Brittany؛ مع 21 خطاً أفقياً تمثل عدد انتصارات نابليون بونابرت، بالإضافة إلى خطٍ متواصل بين الكمّين لتسهيل رؤية البحارة من المسافات البعيدة.

الجدير بالذكر أن كوكو شانيل جلبت لباس الطبقة العاملة هذا إلى عالم الموضة عام 1917 ويمكننا أن نجده في مجلة ”فوغ“ إلى يومنا هذا.

6. لم تنته قصة حبه الأجمل بالزواج:

يقول بيكاسو ”الحب هو أعظم منعشات الحياة“. وفعلاً لم يغير هذا الرجل موقفه من الحب.

ففي عام 1927، رأى في الشارع فتاةً شقراءً جميلة تدعى ماري-تيريز والتر Marie-Thérèse Walter؛ وحاول لفت نظرها بالطريقة التقليدية قائلاً: ”آنستي، لديك وجه مثير للاهتمام… أود أن أرسم لوحةً شخصية لك، أنا بيكاسو“.

لكن في الحقيقة ماري-تيريز لم تسمع باسم بيكاسو مطلقاً. ولكنهما اتفقا سويةً، على الرغم من الفارق في العمر (كانت تبلغ 17 عاماً؛ وهو 45 عاماً)، والمستوى الاجتماعي (اسم بيكاسو معروفٌ عند باقي العالم)، وعلاقات كل منهما (إذ كان بيكاسو متزوجاً من راقصة الباليه Olga Khokhlova، بالإضافة إلى امتلاكه بعض العلاقات العابرة).

كانت ماري تيريز تمثل قصة الحب الأكثر جمالاً لبيكاسو، وقد استلهم بعض أعماله الفنية الأكثر شهرة والأغلى ثمناً من ماري-تيريز؛ كما أنهما قد أنجبا ابنةً معاً.

لوحة بيكاسو

للأسف، أعظم ملهمة لبيكاسو لم تصبح السيدة بيكاسو؛ فقد رفض الفنان الطلاق من أولغا ثم انفصلا هو وماري حوالي 1936. وبعد وفاة أولغا، تزوج بيكاسو من جاكلين روك Jacqueline Roque.

يقول البعض أن ماري-تيريز كانت لا تزال تنتظر بيكاسو ليتقدم بالزواج منها حتى موته عام 1973، وبعد أربع سنوات من وفاته قامت بشنق نفسها في المنزل الذي شاركته مع بيكاسو. كما انتحرت جاكلين أيضاً بعد 13 عاماً من وفاة بيكاسو.

7. لم يكن بيكاسو مجرد رسامٍ:

قال بيكاسو ذات مرة: ”لقد قالت لي والدتي إذا كنت جنديًا ستصبح جنرالاً، وإذا كنت راهباً فسوف تصبح البابا. بدلاً من ذلك كنت رساماً، وأصبحت بيكاسو“.

لكن لم يكن هذا كل شيء، فقد عمل بيكاسو في الشعر عام 1935 بعد انفصاله عن زوجته الأولى، وكتب في وقتٍ لاحق مسرحيتين من الأدب السوريالي – واحدة منهما تمت قراءتها من قبل كل من ألبير كامو، سيمون دي بوفوار، وجان بول سارتر.

تقول الشائعات أن بيكاسو توقع أنه في يوم من الأيام ستكون شهرة قصائده أكبر من شهرة لوحاته، ولكن أعمالة غير المعنونة، الفقيرة بعلامات الترقيم والتشكيل، والمليئة الممقاطع الجنسية لم تنجح فعلاً. يقول في أحد أبياته: ”رائحة قشور الخبز المنقوعة في البول“.

لا بأس بيكاسو، لا يمكن للمرء أن يكون ماهراً في كل شيء.

*لوحة بيكاسو الأولى Le Picador على اليمين.
الثانية La Première Communion أكملها عندما كان عمره 15 عاماً.

مقالات إعلانية