طاقم الموقع
عبقرية استثنائية وفيزيائي بارع ورياضي وعالم فلك، ويعتبر السيد اسحاق نيوتن الأعظم والعالم الأكثر تأثيراً على مر القرون، وأحد المساهمين الأساسيين في الثورة العلمية من القرن 17.
ولد نيوتن عام 1642، أي في نفس العام الذي توفي فيه غاليليو، وذلك في مزرعة صغيرة في مقاطعة لنكولن بإنكلترا. توفي والده قبل ولادته ورعته أمه وخاله.
في منتصف عام 1665، ضرب وباء الطاعون إنكلترا وتم اغلاق الكلية لمدة سنتين فأغلقت كامبردج أبوابها أمام الطلاب، حيث عاد نيوتن إلى مزرعة أمه ومكث فيها مدة سنة ونصف، ولعل تلك الفترة كانت أخصب فترة في تاريخ العلم – حيث كان عمره 23 عاما – ففيها ابتكر نيوتن قوانين الميكانيك الأساسية، كما اكتشف قانون الجاذبية وطبق هذه الاكتشافات على الأجرام السماوية، كما ابتدع طرق حساب التفاضل واكتشف نظرية ثنائي الحدين العامة، ووضع الأساس لاكتشافاته العظيمة في البصريات.
عاد نيوتن إلى وظيفة التدريس في كامبردج حين فتحت أبوابها عام 1667. وتمت ترقيته ليصبح أستاذًا للرياضيات حين بلغ السادسة والعشرين خلفًا لأستاذه إسحاق بارو بناءً على توصية منه، واصفا نيوتن بأنه عبقري لا نظير له.
وضع مبادئ الفيزياء الحديثة التي نشرت في كتابه عام 1687 ”المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية“، وسلط الكتاب الضوء على مفاهيم الجاذبية وقوانين الحركة التي بقيت في طليعة العلم طوال القرون اللاحقة، وعلاوة على ذلك كان يعمل على تطوير نظرية الألوان؛ أي أن الضوء الأبيض يتحلل إلى ألوان طيفٍ وتبدو واضحة في قوس قزح، وكان مسؤولا عن بناء أول تلسكوب عملي. كما ساهم في دراسة متسلسلة القوى
وقام بحساب كتلة كل كوكب، وعلل رياضيًا تفلطح الأرض عند القطبين وعزا انبعاجها عند الاستواء إلى قوة الشمس الجاذبة.
كما قام بوضع رياضيات المد والجزر باعتبارهما راجعين إلى جذب الشمس والقمر الموحد للبحار. ورد مسارات المذنبات إلى مدارات منتظمة وبذلك أيد نبوءة مذنب هالي. وبهذا صور نيوتن كونًا أكثر تعقيدًا من الناحية الميكانيكية مما كان يعتقد من قبل. ولنيوتن مساهمة كبيرة في مجال الكيمياء وعلم اللاهوت، واستلم العديد من المناصب كرئيس الجمعية العلمية وبروفيسور في الرياضيات.
ليس من الخطأ أن نقول أن نيوتن لوحده حقق إنجازات في الفيزياء التي وضعت الأساس لاكتشافات علماء المستقبل في جميع أنحاء العالم، وبالطبع تربع نيوتن على قمة العلم وتركزت جهود الفيزيائيين بعده على إكمال نسقه وبنائه.
انتخب نيوتن سنة 1703 رئيسًا للجمعية الملكية البريطانية وظل في هذا المنصب حتى وفاته. وقد منحته الملكة آن رتبة فارس عام 1705. توفي السير إسحاق نيوتن في 20 آذار عام 1728 في الخامسة والثمانين من عمره فدفن في كنيسة وستمن ستر، بعد أن شيع بجنازة تصدرها رجال الدولة والنبلاء.
قالوا عن نيوتن:
”إن نيوتن أعظم وأندر عبقري ظھر ليشرف النوع الإنساني ويعلمه.“ —ھيوم
”تنبأت قوانين نيوتن بدقة عن حركة الكواكب حول الشمس، لذا يعتبر نيوتن أعظم عالم فلكي.“ —ويل ديورانت
”الطبيعة بالنسبة لنيوتن كانت كتابا مفتوحا يستطيع أن يقرأ رسائلها بدون أدنى جهد.“ —أينشتاين
