in

7 من أبناء أشهر الزعماء الديكتاتوريين وكيف كانوا يتعسفون في استخدام سلطة ونفوذ آبائهم

7 من أبناء أشهر الزعماء الديكتاتوريين وكيف استغلوا سلطة ونفوذ آبائهم لتنفيذ مخططاتهم الصبيانية

أنتج القرن الماضي للبشرية بعضاً من أسوأ وأغرب الديكتاتورات في التاريخ، غير أنه يتعين حتى على أكثر المستبدين جنونا أن يتريثوا قليلاً من حين إلى آخر حتى لا يفقدوا السيطرة على شعوبهم وتسقط حكوماتهم على إثر ذلك، وثورات الربيع العربي خير دليل على هذا.

لسوء الحظ، فالولد سر أبيه، فقد كان لأكثر هؤلاء المستبدين أبناء طغاة بالغوا في استغلال سلطة ونفوذ آبائهم التي لم تكن لها حدود، وكنتيجة على ذلك يزخر تاريخنا اليوم بقصص هؤلاء الأبناء الذين بسبب امتلاكهم لسلطة ونفوذ أكبر مما يستطيعون التحكم فيه، عاشوا حياة غريبة وصبيانية في أغلب الأحيان، مثل:

1. (فاسيلي ستالين)، نجل (جوزيف ستالين)، الذي قتل عن طريق الخطأ فريق الهوكي الوطني، ثم بدأ حرباً ثملة بسبب كرة القدم مع زعماء الشرطة السرية السوفييتية:

(جوزيف ستالين) وابنه الثاني (فاسيلي ستالين) في سنة 1935.
(جوزيف ستالين) وابنه الثاني (فاسيلي ستالين) في سنة 1935.

كان (فاسيلي) نجل (جوزيف ستالين) الأقرب لوالده من بين جميع إخوته، وكان قد أصبح جنرالاً في صفوف القوات الجوية وعمره لم يتعدى 25 سنة، لقد كان مدمنا على الكحول وكان نادرا ما يظهر في مقر عمله، غير أن هذا ربما كان لصالح الجميع، بما أنه كان صبيا مدللا كثير التذمر الذي كان غالبا ما يطلق النار من مسدسه في جميع الاتجاهات، وقد قام في إحدى المرات بتسلية نفسه من خلال التحليق بطائرته الحربية المقاتلة النفاثة على علو منخفض في شوارع موسكو مسببا للسكان هلعا كبيراً.

وعندما لم يكن ينفذ المقالب على المواطنين بمقاتلته النفاثة ويتظاهر بقصفهم، كان (فاسيلي) من عشاق الرياضة لحد الجنون، وكان قد أحكم سيطرته على نادي (في في إس موسكو) للرياضات VVS Moscow، وهو نادي تضمن فرقاً لكرة القدم والهوكي وكرة السلة، وسرعان ما استغل نفوذ والده وثقل اسمه لجعل (في في إس موسكو) واحدا من أفضل الأندية الرياضية في الاتحاد السوفييتي.

عندما فاز فريق (سبارتاك موسكو) في رياضة الهوكي بالبطولة الوطنية، أعلم (فاسيلي) نجوم الفريق كلهم بأنهم سينتقلون إلى فريقه (في في إس موسكو)…وهو ما كان خيبة أمل له لأن معظمهم لاقى حتفه عندما تحطمت الطائرة التي كانت تقلهم، إثر إجبارها من طرف (فاسيلي) على التحليق في خضم عاصفة جوية في سنة 1950.

كان لـ(فاسيلي) حوادث سابقة من هذا النوع، حيث سبق له أن أمر بإقامة تظاهرة عسكرية للقوات الجوية في طقس سيئ ما تسبب في تحطم اثنتين من الطائرات المقاتلة السوفييتية ومقتل طيّاريها، لذا عمد إلى التعتيم على حادثة تحطم طائرة فريق الهوكي الوطني من خلال استقدام لاعبين جدد والتظاهر بأن شيئاً لم يحدث، ولم يكتشف المواطنون الروس العاديون ما كان قد حدث لفريق الهوكي ذلك حتى سنة 1991.

تسبب عشق (فاسيلي) للرياضات في الواقع في نشوب أشبه ما يكون حرباً سخيفة مع (لافرينتي بيريا)، رئيس شرطة (ستالين) السرية المهيب ورئيس نادي (دينامو موسكو). عندما فاز فريق (سبارتاك) منافس فريق (دينامو) ببطولة الدولة لكرة القدم، أمر (بيريا) بإرسال مدربهم (نيكولاي ستاروستين) إلى أحد السجون السيبيرية مع الأشغال الشاقة.

غير أن (فاسيلي) أمر بسرعة باسترجاع (ستاروستين) وإعادته لموسكو من أجل إشرافه على تدريب فريق (في في إس موسكو)، فاكتشف (بيريا) هذا الأمر وأمر باختطاف الرجل، غير أن (فاسيلي) اختطفه من خاطفيه، مما تسبب في اندلاع معركة بالأسلحة وتبادل إطلاق النار بين رجال (بيريا) والحرس الشخصيين لـ(فاسيلي) التابعين للقوات الجوية.

في نهاية المطاف، اختطفت الشرطة السرية (ستاروستين) مجددا وحاولت إعادته إلى سيبيريا، غير أن رجال (فاسيلي) طاردوهم على مسافة 500 كيلومتر إلى (أوريل) وقاموا بإعادة المدرب مجددا إلى موسكو.

قام (فاسيلي) بعدها باصطحابه لحضور إحدى مباريات (دينامو) كضيف له، وسار به إلى وسط النخبة الحاكمة، حيث راح يوبخ رؤساء الشرطة السرية وهو ثمل بينما ظل (ستاروستين) المسكين يحاول أن لا يصاب بسكتة قلبية في خضم كل ذلك.

في نهاية المطاف فر المدرب المسكين من كل من (فاسيلي) و(بيريا) وراح ليعيش في المنفى في (كازاخستان) في خطوة كانت ذكية جدا بالنظر إلى الظروف آنذاك.

2. أجبرت (غولنارا كاريموفا) الجميع في أوزباكستان على الاستماع لموسيقاها المريعة:

(غولنارا كاريما) في إحدى الحفلات الموسيقية.
(غولنارا كاريما) في إحدى الحفلات الموسيقية.

يعتبر (إسلام كاريموف) في أوزباكستان بصفة عامة على أنه واحد من أسوأ الحكام الديكتاتوريين الذين شهدهم القرن الواحد والعشرين، كما اتهمت ابنته ذات النفوذ (غولنارا كاريموفا) باستعمال العنف والفساد لسلب المليارات من خزائن بلدها الفقير، غير أن طموح (غولنارا) الحقيقي وشغفها الكبير كان في الفن، حيث جل ما أرادته هو أن تصبح نجمة بوب لامعة، تحت الاسم الفني (غوغوشا)، وبفضل والدها كانت تتمتع بالسلطة والنفوذ من أجل تحقيق ذلك وجعله يحدث، حتى وإن لم يرغب فيه أي شخص آخر.

تحت حكم والدها (كاريموف)؛ كانت أغاني (غوغوشا) تعتلي التصنيفات المحلية وكانت تذاع بشكل مستمر على موجات الراديو، تعين على وسائل الإعلام الأوزباكستانية تتبع وتغطية كل حركة لها إعلامياً مثلما لو كانت نجمة لامعة، بينما كانت هي في أثناء ذلك تحاول استغلال الثروة من أجل اشتراء الشهرة والنجاح خلف البحار في الخارج.

على سبيل المثال، قامت في إحدى المرات بدفع ثروة صغيرة لمجلة (بيلبورد) من أجل وضعها على غلاف أحد إصداراتها. لسوء الحظ، فشلت موسيقى (غوغوشا) في تحقيق النجاح في الخارج على الرغم من كل المجهودات الجبارة التي بذلتها وبجميع الطرق الملتوية التي اتبعتها.

تم تعليق مسيرة (غولنارا) الفنية بعد أن أمر والدها باعتقالها ثم توفي لاحقا، وبعدها حوكمت وثبتت إدانتها في سنة 2017 بالنصب والاحتيال، بينما تبقى جرائمها ضد الموسيقى معلقة إلى أجل آخر.

3. الساعدي القذافي الذي اعتاد على تعقب نجوم فرقة (جي يونيت) G-Unit الأمريكية:

الساعدي القذافي

يشتهر سعدي القذافي، نجل معمر القذافي بكونه الشاب الذي اشترى طريقه بالمال نحو مسيرة مثيرة للشفقة في رياضة كرة القدم في إيطاليا، وخلال كل وقت الفراغ الذي كان يحصل عليه بعد فشله في جميع اختبارات المنشطات التي خضع لها، كان الساعدي من أشد المعجبين بفرقة الهيب هوب (جي يونيت) التي أسسها مغني الراب 50 Cent، وتحول إعجابه إلى هوس لدرجة أنه كان يدفع لأفرادها مبالغ طائلة من أجل قدومهم للحفلات التي كان يقيمها. لقد عشق الفرقة بشدة لدرجة أنه في إحدى المرات عرض على 50 Cent مبلغ 300 ألف دولار مقابل الثياب التي كان يرتديها.

وكان أكثر تفاعل له مع الفرقة غرابة عندما صادف عضو الفرقة (ديجاي وو كيد) خلال مهرجان (تورنتو) للأفلام، فأصيب الساعدي بنوع من التوتر الهستيري الممزوج بالحماس، غير أن كل ما كان (وو كيد) يرغب فيه هو أن يبتعد عنه، خاصة بعد رؤيته لحرسه الشخصيين وهم يحملون ابنة (آل باتشينو) وينقلوها خارج قسم الـVIP ”مثل الطفلة الصغيرة“، وبعد أن تم إبلاغه بأنه أساء معاملة ابنة (باتشينو)، غير الساعدي رأيه ثم أمر بإعادتها مجددا إلى مكانها ”مثل الطفلة الصغيرة“.

عندما دعاه الساعدي إلى حفلة يقيمها بعد المهرجان؛ قال (وو كيد) بأنه سيبذل ما بوسعه من أجل الحضور ثم عاد إلى غرفته في الفندق، وتظاهر بأنه سيخلد للنوم، وبعد وقت وجيز، ظهر اثنان من الحراس الشخصيين على عتبة باب غرفته وأعلموه بأنه ذاهب للحفلة لا محالة.

وصل (وو كيد) ليجد الساعدي غارقا بأنفه في جبل من الكوكايين، وهو ما قد يساعد على تفسير سلوكاته الغريبة، وبعد نزوله من جبل الكوكايين ذلك، بدأ نجل الديكتاتور المخلوع يتصرف بطريقة غريبة جدا وحاول حمل نجم الهيب هوب على استنشاق بعض الكوكايين معه، وبعد اقتناعه بخطورة الوضع الذي كان فيه؛ تحتم على (وو كيد) التظاهر باستنشاق الكوكايين حتى يتركه الساعدي في حال سبيله.

قضى (وو كيد) بقية الليلة داخل إحدى خزانات الملابس مختبئا مع إحدى ضيفات الساعدي الإناث، فانجذب الاثنان لبعضهما البعض ومارسا الحب وفي نهاية الأمر قذف (وو كيد) داخل أحد أحذية الساعدي القذافي. ليس واضحا ما إن كان الساعدي قد لاحظ أن إحدى فردات الحذاء صارت أنعم من الأخرى، ولعله إن علم أن (وو كيد) قذف فيه لكان قد وضعه ضمن مجموعة أغراضه الثمينة جداً.

4. (تيودورين أوبيانغ) الذي نهب أبناء شعبه من أجل الحصول على بعض تذكارات مايكل جاسكون:

تيودورين أوبيانغ

كان (تيودورين أوبيانغ مانغي)، نجل ديكتاتور غينيا الاستوائية سيئ السمعة (تيودورو أوبيانغ مباسوغو)، يكسب أجراً ”متواضعاً“ قدره 6799 دولاراً شهريا نظيرا عن خدماته كوزير للزراعة في البلد. حاول كذلك اشتراء يخت فاخر يبلغ ثمنه 380 مليون دولار وأنفق عشرات الملايين من الدولارات على المنازل، والسيارات، والطائرات الخاصة. تبلغ قيمة ملكيته العقارية في فرنسا وحدها 200 مليون دولار.

ليس عليك أن تكون محاسبا ماليا متقد الذكاء حتى تلاحظ أنه إما يملك أكبر شركة بطاقات الائتمان في العالم أو أنه كان متورطا في الفساد، نحن نكره بطبعنا اتهام الناس بالفساد، غير أنه عندما يختفي المال من خزائن الدولة دون أثر أو دليل، فنحن لا يسعنا إلا أن نشك في الرجل الذي يقود دراجة مائية (جيت سكي) مرصعة بالألماس الخالص.

من المستحيل أن تبالغ في وصف حياة البذخ التي كان يعيشها (تيودورين) مهما حاولت، فمهما جاءت به مخيلتك من أكثر المشاهد جموحاً كان ليتضح أنه حقيقي، فنحن هنا نتحدث عن رجل دفع مبلغ 30 مليون دولار نقدا لشراء منزل في (ماليبو) بكاليفورنيا، حيث كان يحتفظ بالكثير من السيارات لدرجة تعين عليه الاحتفاظ بها في متحف قريب للسيارات الفارهة.

وهو ما يعتبر معقولا بالنظر إلى عادته في التنقل بسيارتين من نوع (بوغاتي) فقط لأن مظهرها سيكون مثيراً للإعجاب وهي مركونة بجانب بعضها خارج النادي الليلي الذي يرتاده، وعندما سافر مؤخرا في رحلة وجيزة إلى البرازيل، فتشت السلطات طائرته الخاصة وحجزت ما قيمته 15 مليون دولار من ساعات اليد لوحدها، فقد كان يغرق نفسه في الكثير من المجوهرات لدرجة أنها كانت تثقل كاهله حرفيا.

وبينما كان على شعب غينيا الإستوائية العاديين تحمل مشاق حياة الفقر والفاقة، كان لـ(تيودورين) أمور أكثر أهمية ليقلق بشأنها: لقد كان لديه شغف كبير بالموسيقى الذي طوره من أجل شغل أوقات فراغه الطويلة. بشكل خاص، كان يعشق مايكل جاكسون ويعتبره بطله الشخصي، وقد أنفق مبلغ 3.2 مليون دولار على تذكارات تخص الفنان الراحل، بما في ذلك قفاز جاكسون الشهير، وزوجا من جواربه الأقل شهرة، وكان (تيودورين) يعشق مجموعته هذه بشدة لدرجة أنه عندما هددته الحكومة الأمريكية بتجميد ممتلكاته على أراضيها، عقد اتفاقا معها بتسليم كل منازله وسياراته شرط الاحتفاظ بتذكارات مايكل جاكسون.

بعيدا عن هوسه بمايكل جاكسون، قام (تيودورين) بتسجيل ألبوم غنائي تحت اسمه الفني (تيدي بير) الذي لم يتم إصداره أبداً، كما واعد نجمة الراب الأمريكية (إيف) Eve، التي قيل أنها انفصلت عنه بعدما سمعت أن والده يحب أكل لحم البشر، كما قام حتى بإصدار شركة التسجيلات خاصته، والتي لم تقم بدورها سوى بإصدار ألبوم واحد فقط لمغني الراب (وون – جي)، الذي كان والده واحدا من القادة العسكريين للمستبد الهاييتي (بابا دوك)، والآن: كم من وزراء الفلاحة في العالم يسعهم القيام بما قام به (تيودورين) في رأيك؟

5. (تومي سوهارتو) الذي اشترى شركة (لامبورغيني) ثم حاول بيع سيارات (كيا) على أنها سيارات أندونيسية محلية:

(تومي سوهارتو)
(تومي سوهارتو)

كان الديكتاتور الأندونيسي (سوهارتو) —الذي هو في حاجة إلى لقب— مختلا نفسيا بلا مبادئ، وبينما حكم (سوهارتو) بقبضة من حديد وأعدم أعداءه واقترف مجازر في حقهم، كان أبناؤه الذين لا يقلون عنه سوءا ودناءة يملؤون جيوبهم بالمليارات تحت غطاء أعمال تجارية وصناعية سخيفة، التي كان معظمها وهمياً لا أكثر.

في مرحلة ما، خططت ابنته لتشييد طريق سريع مرفوع ذا ثلاثة طوابق يعبر مركز العاصمة (جاكارتا)، بينما خطط شقيقها لحفر نظام نقل تحت الأرض ينافس به مشروع شقيقته، وكانت شقيقتهما الأخرى تحاول بناء جسر يبلغ طوله 100 كلم يربط بين أندونيسيا وماليزيا، غير أن قمة ما تمخضه جنون هؤلاء الأبناء كان من نصيب (هوتومو —تومي—سوهارتو)، الذي صنع لنفسه ثروة طائلة بعد أن منحه والده احتكار تجارة القرنفل، الذي كان مكوناً أساسياً لصناعة سجائر القرنفل الأندونيسية الشهيرة.

عندما لم يكن بصدد تعذيب تجار القرنفل، كان (تومي) يهوى قيادة سياراته الرياضية بسرعة جنونية، وكان غالباً ما يبقي على سيارتين أو أكثر قريبتين في حالة ما حطم السيارة التي يقودها، وهو الأمر الذي كان كثير الحدوث أيضاً.

قد يحلم بعض الأطفال الأثرياء باشتراء سيارة (لامبورغيني)، غير أن أحلام (تومي سوهارتو) فاقت هذا بكثير، حيث تضمنت إحدى مغامراته المالية اشتراء الشركة برمتها عندما أصبح حامل أكبر نسبة من الأسهم في هذه الشركة العريقة، كما قام بشراء شركة (فيكتور موتورز) بعد أن أصدرت هذه الأخيرة خط سياراتها الجميلة WX-3، غير أن رئيس المصممين في الشركة غضب كثيرا لدى محاولة (تومي سوهارتو) الإنقاص من قيمته فاستقال ونجح في تسجيل تصميم السيارة الجميلة على أنها براءة اختراع يمتلكها، تاركا (تومي) مع شركة سيارات بدون سيارات.

جاءت ساعة (تومي) الحاسمة عندما أعلن عن كونه سيقوم بإنتاج أول سيارة أندونيسية محلية الصنع، التي أطلق عليها اسم (تيمور). أعفته الحكومة من تسديد الضرائب وشجعت البنوك الأندونيسية على الاستثمار معه، وعلى الرغم من ادعاءات (تومي)، فإن البريق سرعان ما بدأ يزول عن هذا المشروع الذي أصبح طموحه يتناقص شيئا فشيئاً.

في بادئ الأمر، تبين أن ”صناعة سيارة وطنية محلية“ كان يعني في الحقيقة ”استيراد قطع سيارات (كيا) مفككة ثم إعادة تركيبها مثل عدة (ليغو)“، ثم اتضح أن حتى عملية التركيب تلك كانت أكبر مما يستطيع (تومي) القيام به، لذا ارتبك هذا الأخير واقتنى لنفسه رخصة لاستيراد سيارات (كيا – سيفياس) جاهزة بدون ضرائب وقام ببيعها على أنها ”سيارات أندونيسية“.

لم تلق مبيعاتها النجاح اللازم على الرغم من كونها كانت تباع بسعر أرخص بالنصف من السيارات المتوفرة آنذاك في الأسواق، ذلك لأن الأسعار الرخيصة أمر جيد، لكن أن ترفض أن يتم سرقتك والاحتيال عليك من طرف (تومي سوهارتو)، النجل الغبي والمدلل للديكتاتور، كان أفضل.

6. استخدم ابن زوجة رئيس الوزراء الماليزي أموالا نهبها من الشعب من أجل إنتاج فيلم «ذئب وول ستريت» The Wolf of Wall Street:

(ريزا عزيز) على أقصى اليمين
(ريزا عزيز) على أقصى اليمين

لا يسعنا قول الكثير عن (ريزا عزيز)، ذلك أن الإعلام استفاض بالقول مسبقاً عن حياة هذا الولد المدلل الذي قام بإنتاج عدة أفلام مشهورة مثل فيلم «ذئب وول ستريت»، لقد كان هذا الرجل غارقاً في الجرائم المالية، ومثل فيلم Daddy’s Home –الذي أنتجه هو الآخر– كان يعتمد على قوة ونفوذ عائلته لتحصيل الثروة، ومثل النسخة الأحدث من فيلم Dumb and Dumber كان عبارة عن كومة من الهراء.

إن (ريزا عزيز) هو ابن زوجة نجيب رزاق، الذي كان رئيس الوزراء الماليزي حتى وقت سابق من السنة الفارطة، وبعد أن خسر السلطة والنفوذ، أغارت الشركة الماليزية على منزل رئيس الوزراء السابق لتحجز مجوهرات وحقائب يد ونظارات شمسية وساعات يد قيمتها الإجمالية 237 مليون دولار. أجل لقد أنفق الرجل مبلغ 237 مليون دولار على حقائب اليد والنظارات الشمسية!

سقط حكم رزاق في نهاية المطاف إثر كشف الستار عن فضيحة 1MDB المالية، التي كشفت عن اختفاء مليارات الدولارات من صندوق تطوير الدولة الحكومية الماليزي، والتي انتهى المطاف بـ680 مليون دولار منها في حساب رئيس الوزراء البنكي، هذا على الرغم من ادعائه بأن المال كان هبة وهدية من أمير سعودي سخيّ.

كان من الشخصيات الفاسدة التي جلبتها عائلة رزاق لماليزيا هو (ريزا عزيز) نجل زوجته ذات النفوذ الكبير، غير أن (ريزا) لم يكن يطمح فقط لبناء قصر يملؤه بالساعات والمجوهرات مثل زوج والدته، بل كان يحلم بأن يصبح منتتج أفلام شهير، وقد كان يملك الأموال الكافية ليحقق حلمه.

غير أنه من الواضح أن تصبح منتجاً هوليوودياً ناجحا تطلب أكثر من مجرد المال….عدا عن واقع أن كل ما يتطلبه الأمر هو المال وفقط.

قدرت وزارة العدل الأمريكية أن (ريزا) سلب مبلغ 238 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الماليزيين واستغلها لتأسيس شركة الإنتاج خاصته (ريد غرانيت) Red Granite، التي أنتجت الأفلام التي سبق لنا ذكرها جميعها. هذا صحيح، لقد كان المجرم المالي الذي أنتج فيلم «ذئب وول ستريت» أكثر شناعة من أي مما تم إبرازه في الفيلم نفسه.

لحسن الحظ، مال قوس العدالة الكونية تجاه تجريم (ريزا) الذي عوقب جزاء فساده، ذلك أنه قام بإنتاج فيلم (هورنز) Horns من بطولة (دانييل رادكليف) الذي كلف ثروة واتضح كونه فشلا ذريعاً، مما يعني أنه تحتم عليه مشاهدة الفيلم عدة مرات، غير أن وزارة العدل لم يرضيها هذا العقاب الكوني فقامت بمقاضاة شركة (ريد غرانيت)، التي وافقت على دفع مبلغ 60 مليون دولار كتعويض في مارس 2018، كما جعلت الممثل (ليوناردو ديكابريو) يعيد لوحة من إبداع بيكاسو بقيمة 3 ملايين دولار كانت شركة (ريد غرانيت) قد أهدته إياها.

حاليا، يقف (ريزا) في مواجهة اتهامات بالفساد في ماليزيا.

7. عدي صدام حسين:

عدي صدام حسين يعلم ابن أخيه تدخين السيجار.
عدي صدام حسين يعلم ابن أخيه تدخين السيجار.

لقد كان عدي وحشا حتى بمعايير والده صدام حسين، فقد كان سادياً يعشق التعذيب والدمار لدرجة أن والده اعترف بأنه لم يكن أهلا ليتولى الحكم من بعده، وعلى الرغم من أن سلطته كانت محدودة جدا من طرف والده، غير أن الإبن البكر لصدام حسين مثل وحشية وقسوة النظام الجائر بأتم معنى الكلمة.

لقد كان عدي مثالا للابن المدلل لديكتاتور مستبد، غير أنه استبعد من مركز السلطة السياسية والعسكرية والأمنية لصالح شقيقه الأصغر سنا قصي، الذي كان أقل إثارة للفضائح [لأنه كان يقترفها سرا].

لقد كان عدي يعشق كل ما هو مكلف، خاصة السيارات الرياضية السريعة، وكان يقيم حفلات ماجنة وصاخبة، ويرتدي بذلات باهضة جدا، إلى جانب عشقه للاعتداء والتعذيب. تعددت واجباته في نظام والده من اللجنة الأولمبية العراقية إلى تولي إدارة الفريق الوطني العراقي لكرة القدم، ثم رئاسة صحيفة «بابل» وتلفاز الشباب، فرابطة المصورين العراقيين، كما كان في نفس الوقت على رأس ميليشيا «الفدائيين» المهيبة الخاصة بصدام حسين.

بالنسبة لكل من كان تعيس الحظ بما فيه الكفاية ليلتقي به، فقد كانت الأسباب التي يختلقها عدي من أجل هدر حياة الأناس الأبرياء واهية جداً: فقد كان يرغب في تكوين صورة له في أذهان شعبه حتى تمهد له لتولي زمام الحكم من بعد أبيه.

يبدو أن بحثه عن التقبل الشعبي كان قد بدأ في ثمانينات القرن الماضي عندما حظيت الرياضة أولا باهتمام عدي، يقول لاعبو الفريق الوطني لكرة القدم في العراق أنه لم يكن حقا يفهم اللعبة أو يظهر اهتماما تجاهها بقدر ما كان يرغب بالفوز، لدرجة أنه كان يتصل بغرفة تبديل الملابس عبر الهاتف ليهدد اللاعبين بأنهم في حالة لم يفوزوا سيقوم بتقطيع أرجلهم وإطعامها للكلاب الشاردة.

كمشرف على رياضة كرة القدم، كان عدي يبقي على ”وصفات“ تعذيب صارمة مع تعليمات مكتوبة تبين عدد المرات التي يجب فيها ضرب أي لاعب كعقوبة له [كان يأمر بضربهم على باطن الأقدام بالسوط] بعد فشله في تحقيق أداء يحظى بإعجاب عدي.

كما كان كذلك شخصاً حقوداً للغاية، يقول اللاعب العراقي السابق حبيب جفار لصحيفة (ذا غارديان): ”بمجرد أن تحظى باهتمام عدي، فهو لن يتركك تبتعد عن مرآه، كما لن يتركك تبقى لمفردك أبداً. كانت المرة الوحيدة التي تمكنت فيها من الخروج من مراقبته عندما غادرت العراق“.

كما يمكنكم أن تتخيلوا، لقد طال تعسف عدي وإفراطه في استخدام نفوذ والده حتى حياته الخاصة، حيث اشتهر بإعطائه أوامر لحرسه بأن يختطفوا أي امرأة أو فتاة تقع عليها عيناه، ويتم جلبها إلى قصر المتعة خاصته حيث يغتصبها ويرمي بها في الشارع.

لقد كان هذا القصر ذا أسلوب عربي شرقي مزيناً بنوافير داخلية ولوحات جدارية إباحية، وكان يقع داخل مساحة القصر الرئاسي لوالده، وتضمنت إحدى غرفه كميات كبيرة من شتى أنواع الممنوعات إلى جانب عدة اختبار فيروس الآيدز، كما يقال أنه كان يملك غرفا أخرى خاصة بالتعذيب على ضفاف نهر الدجلة.

ولعل لحظة القضاء عليه من طرف القوات الأمريكية كانت من أجمل وأبهج اللحظات التي عاشتها العراق والعالم ككل في تلك الحرب كلها.

المصادر:

مقالات إعلانية