in

5 خرافات صنعتها هوليوود عن عالم الجريمة

رغم وجود صناعة ترفيهية في جميع البلدان تقريباً، ما تزال الولايات المتحدة و”هوليوود“ مسيطرة بشكل شبه حصري على عالم الترفيه. وبما أن هوليوود تصل اليوم إلى كل مكان في العالم عن طريق الأفلام والمسلسلات المنتجة فيها؛ فقد تركت أثاراً كبيرة على شكل مفاهيم خاطئة رسختها في ذهن الجمهور في مواضيع مختلفة وأحدها هو عالم الجريمة.

فيما يلي 5 خرافات تم ترسيخها في بال الجمهور من الأفلام والمسلسلات التي تتناول مواضيع الجريمة:

1. القتلة المأجورون أشخاص أنيقون وواثقون من أنفسهم

توجد الكثير من الأفلام التي تتناول القتلة المأجورين مثل Hitman Contracts: Agent 47 وMr. & Mrs. Smith، والمشترك بينها وبين غيرها هو أنها دائما تظهر القاتل المأجور بشكل أنيق وشخصية قوية ودقة وبرود أعصاب مثير للدهشة بل جذاب حتى.

انجيلينا
WikiMedia

المشكلة في هذا التصور أنته بعيد جداً عن الحقيقة؛ فعلى الرغم من أن الأفلام غالباً ما تجعل القاتل يبدو بشكل واثق وهو يغادر من المطار لينفذ مهمة في منطقة أخرى من العالم فالدراسات تقول غير ذلك. حيث وجدت دراسة بريطانية قام بها علماء نفس سلوكي أن الغالبية العظمى من القتلة المأجورين يتم إلقاء القبض عليهم بعد التعاقد الأول لهم والذي غالباً ما يكون من قبل عصابات المخدرات أو أشخاص يرغبون بالانتقام من مدرائهم أو شركاء عاطفيين سابقين، كما أن إحدى الصفات الأساسية التي تجمعهم هي الحاجة المادية مما يجعل معظمهم ينفذون عمليات القتل المأجور ضمن مناطقهم المحلية دون أن يملكو المال الكافي ليختفو في مكان آخر بعدها.

2. القتلة المتسلسلون عباقرة وذوو قدرة كبيرة على التلاعب بالناس

غالباً ما تظهر البرامج التلفزيونية مثل Hannibal القتلة المتسلسلين ككائنات ذكية جداً قادرة على الهروب من قبضة المحققين والشرطة وتكرار جرائمهم دون أن يتم اكتشافهم.

هانيبعا
WikiMedia

قد يبدو ذلك منطقياً عند معرفة أن معظم القتلة يتم إلقاء القبض عليهم بعد الجريمة الأولى لهم؛ فكيف ينجو القتلة المتسلسون بعدد جرائم كبير دون إلقاء القبض عليهم؟ في الواقع هنالك اختلاف كبير بين القتل العمد والقتل الذي يقوم به القتلة المتسلسلون، ففي عمليات القتل العادية يكون القاتل شخصاً معروفاً للمقتول (زوج/زوجة، قريب، جار، مرتزق لعصابة منافسة) وهذا ما يجعله هدفاً أسهل للوصول إليه. في الجانب الآخر فالقتلة المتسلسون تكون جرائمهم عشوائية المظهر دون رابط واضح بينهم وبين الضحايا الذين لا يعرفونهم عادة.

أظهرت دراسة أجريت على 2600 قاتل متسلسل تم إلقاء القبض عليهم أن معدل ذكائهم (IQ) يبلغ فقط 94.7 (بينما المتوسط العالمي دائماً محدد ب 100) أي أنهم بشكل عام ”أغبى“ من الناس العاديين وقد يظهر ذلك من ميل بعضهم إلى إرسال الأدلة إلى الشرطة تحدياً لهم مما ينتهي بالقبض عليه.

3. البضائع المهربة شبه محصورة بالمخدرات والأسلحة

تبادل إطلاق نار، ضحايا كثيرون، مطاردات طويلة والكثير من الأسلحة والمخدرات هو ما يخطر بالبال بعد ذكر التهريب عند معظم الناس. بالطبع فالملام هنا هو صناعة الترفيه التي غالباً ما تربط التهريب بهذين الشيئين لسبب بسيط: المخدرات والأسلحة تعطي حماسة أكثر للقصة وتجذب المزيد من المشاهدين!

مخدرات
WikiMedia

في الواقع فالبضائع المهربة غالباً ما تكون من أشيا ”أقل إثارة“ كالمنتجات المزورة والمسروقة (حقائب وملابس تشبه ماركات عالمية، نسخ مقرصنة من الأفلام والألعاب والبرمجيات) والتي تشكل تجارة تقدر قيمتها بـ650 بليون دولار أمريكي (أي ما يفوق قيمة تجارة المخدرات في العالم أجمع). كما أن العديد من الأشياء التي لا تخطر في البال تشكل جزئاً كبيراً من التهريب مثل الأسماك التي يتم صيدها بشكل غير شرعي أو الأخشاب والجذوع المقطوعة بشكل غير شرعي والتي تصل قيمة تجارتها إلى حوالي 100 بليون دولار أمريكي.

4. السطو على البنوك شيء مربح جداً

إذا شاهدت أي فيلم يتحدث عن سرقة البنوك مثل فهناك ثابت لا يتغير: مجموعة من اللصوص تدخل بنكاً حاملةً للسلاح ومهددةً للموظفين مجبرة إياهم على فتح الخزنة ليسرقو منها مئات الآلاف وأحياناً ملايين الدولارات ويلوذو بالفرار قبل وصول الشرطة.

بنك
WikiMedia

كل شيء هنا يبدو منطقياً فالبنوك هي مكان تجمع مالي أساساً. المشكلة تكمن في تجاهل حقيقة أن الخزنة لا يتم فتحها بهذه السهولة، فهذه العملية تتم وفق بروتوكولٍ معين وثابت لا يمكن تجاوزه، فهو يحتاج بعض الوقت وموافقات متعددة وعدة أوامر ومفاتيح بالترتيب؛ هذا الأمر يجعل فتح خزنة البنك أمراً صعباً جداً عند الأخذ بالاعتبار زمن وصول الشرطة. في الواقع غالب عمليات السطو لا تتمكن من كسب ما يزيد عن بضعة آلاف دولارات تكون موجودة في دروج المحاسبين وخارج الخزنة، فقد أظهرت الاحصائيات أن السطو على البنوك بالمتوسط يربح حوالي $7500 دولار أمريكي فقط ونسبة القبض على الجناة تصل إلى 25% من الحالات.

بشكل غريب فالسطو على السيارات المصفحة المستخدمة لنقل الأموال بين البنوك والصرافات الآلية يأتي بمتوسط ربح حوالي $325,000 دولار أمريكي ولا يتم القبض على الجناة إلا في 10% من الحالات فقط.

5. المهاجرون عادة ما يميلون للجريمة

عادة ما تتسبب الأفلام التي تتناول عصابات المخدرات المكسيكية في الولايات المتحدة بهذا الخطأ، فالكثيرون يرون المهاجرين سواء الشرعيين أو غير الشرعيين كقنابل موقوتة وأداة لنشر الجريمة والعنف في المجتمعات.

Rush hour
WikiMedia

في الحقيقة فالدراسات تخالف هذا الرأي تماماً، فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ييل (Yale University) أن المهاجرين من الجيل الأول (شرعيين كانو أو لا) لديهم ميل للجريمة أقل بـ45% من ميل المواطنين للجريمة! ويظن الباحثون أن هذا عائد إلى حقيقة كون المهاجرين دائمي الخوف من الترحيل أو إلغاء الإقامة إذا ما خالفو القانون؛ وهذا ما يجعلهم حذرين أكثر للحرص على ألا يتم ترحيلهم وعائلاتهم.

من المهم ذكر أن هذه الدراسة تم إجراؤها في الولايات المتحدة فقط لكن هنالك العديد من الدراسات التي توافقها في مختلف أرجاء العالم، مما يجعل الخوف من المهاجرين من ناحية أمنية شيئاً غير منطقي فهم إحصائياً يزيدون الأمان لا العكس.

مقالات إعلانية