إن الغدة الدرقية هي غدة صغيرة تقع حول القصبة الهوائية مباشرة تحت الحنجرة، وتتحكم الهرمونات التي تفرزها في وتيرة عمليات الأيض والتمثيل الغذائي في الجسم، وهي، مثل معظم أعضاء الجسم، قد تكون معرضة للاضطرابات الوظيفية، وعندما يحدث ذلك فهي تتصرف بطرق مختلفة وفقا للحالة التي تمر بها، سواء كانت تفرز الهرمونات بشكل مفرط وهو ما يعرف بـ«فرط نشاط الغدة الدرقية»، أم لم تكن تفرزها بالقدر الكافي وهو ما يعرف بـ«قصور الغدة الدرقية».

في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، جمعنا لك عزيزي القارئ لائحة تضم مجموعة من الأعراض التي ترتبط بكلتا حالتي الغدة الدرقية الآنفتي الذكر، حتى تتمكن من معرفة مستقبلا ما إن كانت غدتك الدرقية تعمل بشكل طبيعي أم لا، وإن كنت تعتقد أن بها خطباً ما، فنحن ننصحك بزيارة الطبيب بأسرع وقت ممكن.

أولا: حالة قصور الغدة الدرقية

قصور الغدة الدرقية هو حالة مرضية تكون فيها الغدة الدرقية عاجزة عن إفراز القدر الكافي من الهرمونات الدرقية، ويعتبر نقص وارد اليود من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى حدوثها. يكون قصور الغدة الدرقية أكثر شيوعا عند النساء منه عند الرجال، مع كون النساء فوق سن الستين أكثر عرضة للإصابة به، لنلقِ نظرة على أعراض قصور الغدة الدرقية:

1. الفتور:

تفرز الغدة الدرقية هرمونات من شأنها التحكم في الطريقة التي يستغل وفقا لها الجسم الطاقة داخله، ومنه فإن نقص إنتاج هذه الهرمونات وإفرازها قد يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، والخمول، والفتور.

2. تغير في نبرة الصوت:

تقع كل من الغدة الدرقية والحنجرة بالقرب من بعضهما البعض على مسافة قريبة جدا، لذا فإن أي اضطراب وظيفي في الغدة الدرقية يؤثر على وظيفة الحنجرة ويتسبب في مشاكل على مستوى صوت المريض.

3. بشرة قاسية وحواجب رقيقة:

يتسبب قصور الغدة الدرقية في تكلس البشرة، ويجعلها هذا الأمر تبدو أكثر خشونة وجفافا وذات نسيج حرشفي متقشر، كما قد يتسبب في جعل الحواجب أرقّ وأقل كثافة، وهو ما قد يخفى على الكثيرين على الرغم من أنه يكون من الأعراض الأولية للحالة.

4. آلام العضلات والمفاصل:

إن احتباس السوائل الذي يعتبر واحدا من الأعراض الشائعة لقصور الغدة الدرقية قد يتسبب في آلام على مستوى العضلات والمفاصل، وتتركز هذه الآلام غالبا حول الكاحلين والأقدام وتزداد حدة وسوءاً عند ممارسة النشاطات الحركية المختلفة.

5. ضعف حاسة السمع:

على الرغم أن السبب يبقى مجهولا تماما، فإن الأبحاث حددت بعض الروابط بين اضطراب وظيفة الغدة الدرقية وفقدان السمع.

6. انخفاض الرغبة الجنسية:

يتسبب قصور الغدة الدرقية في إبطاء معدل حرق السعرات الحرارية —التمثيل الغذائي— في الجسم، مما يعني أن الأعضاء التناسلية تتباطأ أيضا، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى خفض إفراز الهرمونات الجنسية في الجسم ومنه التأثير على الرغبة الجنسية بصفة عامة.

الحالة الثانية: فرط نشاط الغدة الدرقية

يُعرف فرط نشاط الغدة الدرقية على أنه حالة مرضية يسببها إفراز زائد فوق المعدلات الطبيعية للهرمونات الدرقية في الجسم، تعود حوالي 60 بالمائة إلى 80 بالمائة من حالات فرط نشاط الغدة الدرقية في الولايات المتحدة إلى داء (غريفز)، وتتضمن مسببات أخرى تضخم الغدة الدرقية متعدد العقيدات، والأورام الغدية الدرقية السمية، والتهاب الغدة الدرقية، ونسب زائدة من اليود في الحمية الغذائية، وتكون منتشرة أكثر عند النساء بإثنين إلى عشرة أضعاف.

الآن ننتقل إلى أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية:

1. زيادة في الشهية:

قد تكون زيادة الشهية علامة على فرط نشاط الغدة الدرقية وذلك لأن الإفراز المفرط لهرموناتها في الجسم قد يجعل صاحبها يشعر بالجوع طوال الوقت، والجانب الإيجابي الوحيد من هذه المشكلة هو أنها لا تسبب زيادة في الوزن، وذلك لأن زيادة معدل حرق الحريرات في الجسم يعمل على حرق كل ما يحتويه ذلك الطعام الزائد من طاقة وسعرات حرارية ولا يخزنه.

2. التبول بشكل مفرط:

قد يعني الحرق السريع للسعرات الحرارية زيادة سرعة تدفق الدم، وهو ما يجعل الكليتين تعملان على تصفية كميات أكبر من الدم، ومنه يتم إنتاج كميات أكبر من البول في الجسم، وهو ما يفسر الحاجة إلى التبول بشكل متكرر.

3. العطش المفرط:

بما أن فرط نشاط الغدة الدرقية يسبب التبول بشكل متكرر، فإن الجسم يكون دائما في حاجة إلى تعويض تلك السوائل وإعادة موازنة مستوياتها فيه، مما يجعلك تشعر بالعطش تقريبا دائماً.

4. رجفات اليدين:

قد يختبر أي شخص رجفات متوسطة على مستوى اليد أو الذراع الأمامية عند الإبقاء عليها في وضعية واحدة لمدة طويلة نسبيا، وبما أن فرط نشاط الغدة الدرقية يسرع تقريبا جميع وظائف التمثيل الغذائي وحرق السعرات الحرارية في الجسم، فإنه يجعل الجسم في وضع سريع، ومنه تتقلص مدة الزمنية التي تبدأ فيها اليدان بالرجفة عادة بعد جعلهما في نفس الوضعية، مما يتسبب في رجفات ملحوظة في اليدين والذراع الأمامية.

5. الرغبة الجنسية الملحّة:

بسبب ارتفاع وتيرة التمثيل الغذائي في الجسم، يتسبب فرط نشاط الغدة الدرقية في نفس الوقت في زيادة الرغبة الجنسية وتكررها بشكل ملحوظ.

نصائح للتعامل مع اضطراب الغدة الدرقية الوظيفي:

أولا نصائح للتعامل مع قصور الغدة الدرقية:

• عليك باتباع حمية غذائية صحية غنية بالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبروتين الكامل.
• من أجل الإبقاء على مستويات الطاقة في جسمك مستقرة، عليك بتناول وجبات غذائية صغيرة خلال اليوم.
• إن زيادة الوزن هي من الأعراض الشائعة التي يسببها قصور الغدة الدرقية، لذا فإن اتباع حمية غذائية صحية قد يساعدك على التحكم أكثر في وزنك.
• عليك باتباع نمط حياة نشيط: قد تساعدك ممارسة التمارين الرياضية على الحفاظ على وزنك في المستوى الصحي المثالي، كما تساعد على زيادة مستويات الطاقة لديك وتقلص التوتر وهو الأمر الذي يعتبر مهما إذا كنت تعاني من قصور الغدة الدرقية.
• مارس اليوغا والتأمل: قد تؤدي بك قصور الغدة الدرقية إلى الشعور بالفتور الدائم والاكتئاب، وهو الأمر الذي تساعدك كل من ممارسة اليوغا والتأمل كثيرا على محاربته.
• عليك أن تخلد إلى الفراش باكرا وإعداد جدول نوم منظم: إن الشعور بالخمول ونقص الطاقة من الأعراض الشائعة لقصور الغدة الدرقية، لذا عليك بمنح جسمك القدر الكافي من النوم من أجل إنعاش هذه المستويات وموازنتها.

ثانيا: نصائح التعامل مع فرط نشاط الغدة الدرقية:

• تجنب اليود: لا يجب على الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية أن يتناولوا الأطعمة التي تكون نسب اليود فيها عالية.
• عليك بتجنب تناول الحليب ومنتجات الألبان الأخرى بما في ذلك المثلجات، والجبن، واليوغرت، والزبدة، كما يجب عليك تجنب بعض الأطعمة البحرية على غرار الأسماك والسوشي، وما إلى ذلك.
• عليك بممارسة التأمل واليوغا: إن الإفراز المفرط لهرمونات الغدة الدرقية يتسبب في تحفيز زائد للدماغ مما يؤدي بالمصاب بأن يشعر بالتوتر أو الهيجان والنرفزة، ومنه عليك بممارسة التأمل من أجل التحكم في التوتر.
• لا تنسَ شرب الماء: إن فرط نشاط الغدة الدرقية يسبب لك فقداناً كبيراً في مستويات الماء في الجسم عبر التبول المفرط والمتكرر، لذا يجب عليك المحافظة على رطوبة الجسم بتناول الماء بالشكل الكافي.