in

ما السر وراء وقف (آبل) لبيع هواتف iPhone X بعد مرور عام فقط من طرحها في الأسواق يا ترى؟

هاتف iPhone X

عندما أصدر عملاق التكنولوجيا (آبل) هاتف الـ(آيفون آكس) iPhone X في السنة الفارطة، أجمع الكثيرون على أنه أفضل هاتف ذكي تصنعه الشركة على الإطلاق، حيث خطت الشركة من خلاله خطوة عملاقة نحو الأمام مع العديد من المزايا والخصائص على غرار ميزة فتح القفل من خلال التعرف على الوجه Face ID، وعدسات كاميرا عالية الدقة لمنافسة هاتف (هواوي بي 20 برو) Huawei P20 Pro، وهاتف (بيكسل 2) Pixel 2 من إنتاج شركة غوغل.

غير أنه في السنة الموالية لسنة الإصدار مباشرة، تفاجأ مستعملوا (آبل) عن توقف هذه الأخيرة عن إنتاج الـ(آيفون آكس) الذي حمل كذلك رمزاً بعديا ومثّل احتفال الشركة بعيد الميلاد العاشر لسلسلة هواتف الـ(آيفون) خاصتها، كما تضمن تغييرا جذريا في طريقة تسمية الشركة لنماذج هواتفها.

كل ما عليك فعله للتأكد من هذا الأمر عزيزي القارئ هو أن تبحث في موقع شركة (آبل) على هاتف iPhone X لترى كيف سيتم توجيه بحثك إلى صفحة أخرى تظهر لك خط هواتف آيفون الجديدة التي تم إصدارها منذ عدة أيام فقط هذه السنة، والتي تضمنت هاتف iPhone Xs Max وهاتف iPhone Xs وهاتف iPhone Xr، ومنه لم يعد هناك أي شيء يدل على وجود هاتف iPhone X.

على اليمين هاتف iPhone XS، وعلى اليسار هاتف iPhone XS Max
على اليمين هاتف iPhone Xs، وعلى اليسار هاتف iPhone Xs Max

إنه أمر لم تعودنا عليه شركة (آبل)، فهي من غير عادتها أن توقف تصنيع وبيع الهواتف بهذه الصورة المفاجئة، حيث أن طريقتها الاعتيادية تملي خفض سعر نماذج السنة الفارطة بـ100 دولار ومواصلة بيعها، وهو ما قامت به بالذات مع هواتف iPhone 8 وiPhone 7 في هذه السنة. وكانت آخر مرة أوقفت فيها إنتاج وبيع نموذج من هواتف الـ(آيفون) بعد إصداره بعام فقط في سنة 2013، ويتعلق الأمر بهاتف iPhone 5 الذي صدر آنذاك في سنة 2012.

إذا، لماذا قامت (آبل) بهذه الخطوة الغريبة يا ترى من خلال إيقاف بيع هواتف iPhone X الذي يعتبر أكثر تجديد بارز لهواتفها منذ سنوات؟

لم تصرح شركة (آبل) عن سبب قيامها بهذه الخطوة علناً، غير أن العديد من المحللين يرجحون أن يقوم مديرها التنفيذي (تيم كوك) بشرح الأسباب وراء ذلك في تصريحات مستقبلية. في انتظار ذلك، حاك العديد من الخبراء نظريات منطقية قد تفسر هذه الخطوة الجريئة والمحيرة، وإحداها تتمحور حول سعر الهاتف:

أصدرت شركة (آبل) آخر نماذج هواتفها وهو الـiPhone Xs الذي يعتبر خلفا للـiPhone X بسعر ابتدائي مطابق لسعر هذا الأخير وهو 999 دولاراً، غير أن ما لاحظه الجميع هو أن الـiPhone Xs بالكاد يختلف عن هواتف الـiPhone X، حيث لكليهما نفس الحجم، ويحتوي كلاهما على كاميرا ثنائية العدسات بدقة 12 ميغابيكسل، ويتمتع كلاهما بميزة فتح القفل من خلال التعرف على الوجوه، كما أن التصميم العام لكليهما متشابه، وما يتميز به الـiPhone Xs ويتفرّد به عن سلفه هو أنه مجهز ببطاقة أمّ أفضل كما أن مقاومته للماء أفضل كذلك، لكن بالنسبة لجميع الناس تقريبا فإن هذا الفرق يبقى سطحيا وغير ملحوظ.

أما النظرية، فتملي بأنه في حالة ما اتبعت شركة (آبل) بروتوكولها المعهود وعرضت هواتف الـiPhone Xs إلى جانب هاتف iPhone X الذي يعتبر مطابقا له تقريبا في جميع الجوانب لكنه أرخص منه ثمنا بـ100 دولار، فإنها بذلك قد تربك الزبائن وتقوض مبيعات أحدث نماذجها بنفسها.

نحن نعلم جيدا أن شاشات الـOLED المعدّلة التي تم تجهيز هواتف الـiPhone X بها كانت مكلّفة جدا، وفقا لـ(مينغ تشي كيو) أحد محللي شركة (آبل) الموثوقين، فإن هذه الأخيرة دفعت مبالغ تتراوح من 120 دولار إلى 130 دولار للشاشة الواحدة، وذلك ما يعتبر ضعف المبلغ الذي كانت تدفعه عادة مقابل الحصول على الشاشات. كما نعلم أيضا أن المحافظة على هوامش ربح كبيرة هو أمر مهم جدا بالنسبة للشركة، وهو ذات الأمر الذي تحاول باستمرار تحقيقه من خلال رفع أسعار منتجاتها، وذلك لأن عدد الأشخاص الذين يجددون هواتفهم بشكل منتظم أصبح قليلاً.

قد يفسر كل من هذين العاملين السابقين توجه شركة (آبل) في إيقاف مبيعات هواتف الـiPhone X بشكل فجائي، فمن غير المعقول أن تعرّض هوامش الربح الكبيرة هذه للخطر بعد سنة فقط من اقتناء شاشات OLED وتركيبها على هواتف الآيفون لأول مرة في تاريخها. أضف إلى ذلك أن زبائنها قد يتساءلون: ”لماذا قد أدفع مبلغ 999 دولارا للاستفادة من شاشات iPhone Xs وiPhone Xs Max المتطورة بينما بإمكاني الحصول عليها من خلال اشتراء نفس الهاتف تقريبا بسعر أقل بـ100 دولار؟ [أي من خلال اشتراء هاتف iPhone X]“.

على اليمين هاتف iPhone Xs، وعلى اليسار هاتف iPhone Xs Max

كان المحلل (كيو) قد توقع في شهر يناير الفارط أن هذا الأمر سيحدث، حيث قال: ”قد يُلحق هاتف iPhone X ضررا بقيمة علامة المنتوج التجارية والنماذج الجديدة التي ستصدر من بعده إذا عمدت الشركة إلى بيعه بسعر أقل من هذه النماذج الجديدة بعد إصدارها“.

وبالنسبة لكل مالكي هواتف iPhone X القلقين حيال ما إن كان إيقاف إنتاجها وبيعها من طرف الشركة سيؤثر على قيمة إعادة بيعها، فإن (طوماس هوسون) المحلل لدى مؤسسة (فوريستر) للأبحاث يطمئنهم بالكلمات التالية: ”يكون عشاق منتجات (آبل) من مالكي هواتف الـiPhone X والراغبين في الحصول على آخر منتجاتها على استعداد لدفع ما يتطلبه الأمر من أجل الحصول على هواتف الـXs وXs Max في جميع الأحوال“، وأضاف: ”أما فيما يتعلق بالمستعملين الذين لا يجددون هواتفهم الذكية كل سنة أو ما شابه، فإن هاتف الـiPhone X يبقى جيدا بما فيه الكفاية لتلبية حاجياتهم. لا أعتقد أنه [وقف الإنتاج والبيع] سيؤثر على قيمة بيعه“.

مقالات إعلانية