in

8 جزر غير حقيقية ظهرت على الخرائط عبر التاريخ

واحدة من المقولات التي تتكرر اليوم في العصر الحديث هي أن القدماء لم يتركوا لدينا أراضٍ جديدة لنقوم باستكشافها، فمع أن جزءاً كبيراً من المحيطات والبحار لا يزال دون أي استكشاف أو معرفة بشرية اليوم، فنحن نعرف بدقة أماكن اليابسة والحدود الخاصة بالقارات بالإضافة للجزر، وحتى تلك الصغيرة منها، ومع أن اكتشاف الجزر والأراضي الجديدة لم يعد أمراً ممكناً اليوم –فأي شيء من الممكن اكتشافه كان ليظهر على صور الأقمار الصناعية على أية حال– فالأمور لم تكن دائماً على هذه الحالة.

وصولاً إلى منتصف القرن العشرين؛ لم يكن البشر يمتلكون التكنولوجيا الحديثة الخاصة باليوم، وبالتالي فقد كانت الطريقة الوحيدة لاكتشاف الكتل القارية أو الجزر في المحيطات هي أن ”يتعثر“ بها البحارة في رحلاتهم ويقوموا بوصفها لاحقاً وتحديد مواقعها لإضافتها على الخرائط.

بالطبع فالطريقة القديمة كانت تمتلك العديد من الثغرات، فمصداقية الاكتشافات تعتمد على مصداقية من ادعاها، والعديد من البحار والمستكشفين كانوا يمتلكون سمعة كبيرة بتزوير الاكتشافات والمناطق الجديدة وإضافتها إلى الخرائط كيفما اتفق.

جزيرة ساندي

جزيرة Sandy على خرائظ غوغل.
جزيرة Sandy على خرائظ غوغل.

طوال أكثر من قرن من الزمن كانت جزيرة (ساندي) موجودة على عدد كبير من الخرائط العالمية وبالأخص الخرائط الإنجليزية والأمريكية، وكان موقعها وفق الخرائط على بعد عدة آلاف من الكيلومترات شمال شرقي أستراليا، وبضعة مئات من الكيلومترات غرب جزيرة كاليدونيا الجديدة في المحيط الهادئ.

أول وصف للجزيرة غير الموجودة أتى من سفينة صيد حيتان بريطانية عام 1876، وبدأت الجزيرة بالظهور على الخرائط البريطانية منذ عام 1908 ولم تختفي عن الخرائط حتى عام 2012 في الواقع، حيث أزيلت عن بقية الخرائط بما فيها خدمة خرائط (غوغل) الشهيرة.

بعد وصف الجزيرة للمرة الأولى ككتلة صخرية صغيرة في المحيط؛ تم إرسال العديد من البعثات الاستكشافية إلى المنطقة التي يفترض أن تكون الجزيرة فيها، لكن النتائج كانت سلبية في كل مرة، وقامت بعض الخرائط بإزالتها خلال سبعينيات القرن العشرين. الأمر المثير للاهتمام ربما هو أن الجزيرة تقع ضمن المياه الإقليمية الفرنسية، وبالتالي يجب أن تعتبر أرضاً فرنسية، لكنها لم تظهر قط على الخرائط الفرنسية، مما يعني أن الفرنسيين لم يعرفوا بوجودها أصلاً، أو سمعوا بالأمر واكتشفوا كونها غير موجودة أصلاً.

في مطلع القرن الحادي والعشرين؛ أثبت العلماء في جامعة سيدني الأسترالية أن الجزيرة من غير الممكن أن تكون موجودة أصلاً لأن المنطقة التي يفترض أن تقع بها مغمورة بأكثر من 1400 متر من المياه في المحيط الهادئ.

لاحقاً ظهر التفسير الأفضل للأمر حيث أن المنطقة معروفة بوجود عدة براكين تحت الماء تلفظ الحمم إلى مياه المحيط، ومن المعتاد أن تظهر صخور الخفان طافية هناك مما قد يكون سبب ظن البحارة أنهم رأوا جزيرة في ذلك الوقت، بينما ما شاهدوه هو على الأرجح مجموعة من صخور الخفان الطافية والمتجمعة مع بعضها. [مصدر]

جزيرة القديس برندن

جزيرة Saint Brendan
خريطة شمال غرب أفريقيا تعود لسنة 1707، والتي تبين جزيرة Saint Brendan الأسطورية غرب جزر الكناري – صورة: Library of Congress/Wkimedia Commons

وفق الخرائط القديمة جداً، كان من المفترض أن تقع جزيرة القديس (برندن) في النصف الشمالي من المحيط الأطلسي غرب جزر الكناري وجنوب جزر الآزور. أخذت الجزيرة المزعومة اسمها من مكتشفها المدعو بالقديس (برندن) والذي كان راهباً إيرلندياً ادعى أنه وجدها عام 512 ميلادي، وادعى أنه ومعه 14 راهباً آخرين وصلوا إلى الجزيرة ورسوا عليها وأقاموا هناك لمدة أسبوعين من الزمن قبل أن يغادروها مجدداً.

وصف راهب آخر باسم (بارينو) الجزيرة بكونها رقعة خضراء فوق المحيط الأطلسي مغطاة بالجبال والغابات والكثير من الطيور والورود المتنوعة. حاول العديد من المستكشفين لاحقا الوصول إلى الجزيرة المزعومة لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، وبالوصول إلى القرن الثالث عشر كانت الجزيرة توصف بالتخيلية، وبأفضل الحالات يشار لها كجزيرة رآها القديس لكن لم يرها أحد آخر قط.

في القرن الخامس عشر تجدد الأمل بالعثور على هذه الجزيرة المفقودة عندما ادعى أحد البحارة أنه رآها في الموقع الموصوف سابقاً لكنه لم يتمكن من الرسو عليها بسبب الجو العاصف حينها، ولاحقاً بدأ ملك البرتغال بإرسال البعثات الاستكشافية لإيجاد الجزيرة لكن أياً منها لم يعد بالخبر المنتظر. لاحقاً جرت عدة عمليات بحث أخرى، لكن الأمل فقد بشكل تام في القرن الثامن عشر وأصبح الرأي المجمع عليه هو أنه لا توجد هكذا جزيرة أصلاً.

على الرغم من أن الجزيرة قد قطع الأمل من العثور عليها منذ زمن وثبت أنها غير موجودة، فالبعض لا يزال يتناول قصصها حتى الآن، حيث يظن البعض أن الجزيرة التي رآها القديس (برندن) كانت حقيقية حينها، لكنها غرقت وغمرت بالمياه لسبب ما، ومع أن الادعاء لا يمتلك أية أدلة على الأمر، فهو ليس مستبعداً تماماً، خصوصاً مع وجود جبل تحت الماء في المنطقة التي وصفت بكونها مكان الجزيرة. [مصدر]

جزيرة هاي-براسيل

خريطة لأوروبا من عام 1570 تظهر جزيرة Hy-Brasil
خريطة لأوروبا من عام 1570 تظهر جزيرة Hy-Brasil – صورة: Universitätsbibliothek Salzburg/Wikimedia

على عكس معظم الجزر الأخرى في هذه القائمة، فالاهتمام بهذه الجزيرة غير الموجودة لم يكن محصوراً بالجغرافيين والعلماء أو البحارة فقط، بل أن الاهتمام بها كان شعبياً إلى حد بعيد، ولوقت من الزمن كانت تعد واحدة من الأشياء المرتبطة بقوة بالأساطير الفلكلورية الإيرلندية.

تقع جزيرة (هاي-براسيل) المدعاة على بعد حوالي 320 كيلومتراً غرب إيرلندا، وعبر التاريخ ظهرت على الخرائط بداية من عام 1325 مع كونها تظهر كجزيرة واحدة أو جزيرتين متقاربتين حسب الخريطة، واستمرت بالظهور حتى القرن التاسع عشر عندما رفضت ادعاءات وجودها بشكل نهائي.

خلال الفترة التي انتشرت فيها الأساطير عن الجزيرة؛ كان هناك العديد من القصص المتداولة حولها، فالكثير من الأوروبيين ظنوا أن هذه الجزيرة مقر لحضارة متقدمة جداً عن باقي الأماكن في العالم، بينما ادعى الإيرلنديون أن ضباباً كثيفاً يلف الجزيرة ومحيطها ولا يمكن رؤيتها أو الوصول إليها سوى مرة كل 7 سنوات.

خلال تاريخها الممتد لحوالي خمسة قرون تغير شكل وحجم وحتى اسم الجزيرة مراراً وتكراراً على الخرائط تبعاً لأهواء من يرسم الخرائط، وتبعاً للقصص الأخيرة والأحدث عن البحارة الذين يدعون أنهم وصلوا إلى هناك.

عام 1674 ادعى بحار اسكوتلندي اسمه (جون نيسبت) أنه وصل إلى الجزيرة بالخطأ بينما كان يبحر من فرنسا إلى إيرلندا، كما ادعى أن رجاله هبطوا إلى الجزيرة وقضوا يوماً كاملاً يستكشفونها.

كانت شهادة البحار (نيسبت) مثار شكوك بالنسبة للكثيرين، فعدا عن ادعائه الوصول إلى الجزيرة، فقد ادعى أن رجلا عجوزا يسكنها وحيدا أعطى رجاله الذهب والفضة، كما أن هناك ساحراً يسكن قلعة على الجزيرة.

بعد عدة سنوات أطلق الكابتن (ألكسندر جونسون) بعثة استكشافية تالية وادعى أنه رسى على الجزيرة وهبط إليها، لكنه لم يتحدث عن أي عجائز يقدمون الذهب والفضة أو سحرة يسكنون القلاع. لاحقاً عام 1872 ادعى كل من (روبيرت أوفلاهيرتي) و(تي جي واستروب) رؤية الجزيرة، وحتى أن (وستروب) ادعى أن أنه زار الجزيرة بنفسه ثلاثة مرات وإحداها كانت مع زوجته وعائلته، وأنه رأى الجزيرة تختفي أمامه. [مصدر]

جزيرة فرايسلاند

خريطة Nicolo Zono سنة 1561 والتي تظهر جزيرة Frisland - صورة: Nicolo Zeno/Girolamo Ruscelli/Wikimedia
خريطة Nicolo Zeno سنة 1561 والتي تظهر جزيرة Frisland – صورة: Nicolo Zeno/Girolamo Ruscelli/Wikimedia

عام 1558 ادعى (نيكولو زينو) ذو الأصول الفينيسية –من فينيسيا/البندقية في إيطاليا– أن اثنين من أسلافه ذوي أسماء (أنطونيو) و(نيكيلو) قاما باكتشاف جزيرة وسمياها (فرايسلاند) عام 1380. وفق ادعاء (زينو) فقد كانت الجزيرة جنوب آيسلاندا الحالية وإلى الغرب من النرويج والشرق من ”جزيرة إيستوتيلاند“. من غير المعروف بالضبط ما هي جزيرة (إيستوتيلاند) Estotiland التي ذكرها (زينو) كونه لا توجد أي جزيرة بهذا الاسم اليوم، لكن يعتقد أنها إما (نيوفندلاند) أو (لابرادور) والتان تنتميان إلى أمريكا الشمالية، مما يعني أن أسلافه وصلوا إلى الأمريكيتين قبل كولمبس نفسه.

حتى عندما نشر (زينو) قصته هذه؛ كان معظم الأشخاص مشككين للغاية ويميلون للاعتقاد بكونه اخترعها بنفسه ليرفع من شأن عائلته وأسلافه، لكن الفينيسيين (سكان مدينته) صدقوا الكذبة وروجوا لها كونها تظهر التفوق الفينسي في البحر، خصوصاً وأن فينيسيا كانت قد بدأت بفقدان هيمنتها البحرية وسط تنامي القوى البحرية الكبرى لكل من إسبانيا وإنجلترا وفرنسا والتي شكلت قوى استعمارية كبرى ومتنامية، بينما خفت ذكر فينيسيا بعدها وفقدت مكانتها.

بدأت الجزيرة الموصوفة من (زينو) بالظهور على العديد من الخرائط منذ وصفها منتصف القرن السادس عشر، ومع السنوات ظهرت العديد من الروايات عن بحارة رأوها وحتى أنهم رسوا عليها.

عام 1576 رسى البحار البريطاني (مارتن فروبيشر) على شواطئ جزيرة (غرينلاند) ظاناً أنها جزيرة (فرايسلاند) المفقودة، ولاحقاً ادعى الكابتن (جون دي) أنه وصل إليها وأضافها إلى تحت ملكية التاج البريطاني.

مع الوقت ذهب ذكر الجزيرة تدريجياً، وبحلول القرن التاسع عشر كان الإجماع على أن الجزيرة المزعومة ليست سوى كذبة روج لها (زينو) وكانت حينها قد اختفت عن الغالبية العظمى من الخرائط. [مصدر]

جزيرة باس

جزيرة Buss
جزيرة Buss

جزيرة (باس) هي جزيرة غير موجودة في الواقع، ووفق الخرائط القديمة فمن المفترض أنها تقع بين جزيرة إيرلندا وجزيرة (فرايسلاند) غير الموجودة أيضاً. من المفترض أن الجزيرة قد تم اكتشافها من قبل الكابتن (مارتن فروبيشر) –الذي أخطأ وظن أن (غرينلاند) هي جزيرة (فرايسلاند)– لذا فمن غير المستبعد أن يكون قد أخطأ أيضاً ورسى على جزيرة أخرى مكتشفة مسبقاً وأطلق عليها اسم (باس) ظاناً أنها جزيرة جديدة غير معروفة قبلاً.

عام 1671 عادت جزيرة (باس) إلى الاهتمام مجدداً مع ادعاء الكابتن (توماس شيبارد) أنه زار الجزيرة وقام بتوثيق معالمها الجغرافية ورسمها على الخريطة، وعبر السنوات والعقود التالية توالت القصص عن السفن التي تدعي أنها مرت بالجزيرة في المكان الموصوف على الخرائط، لكن أياً من الرحلات الاستكشافية التي أرسلها الإنجليز نجحت بالوصول إلى الجزيرة أو رؤيتها حتى مما أدى إلى اعتبارها جزيرة غير موجودة ونتيجةَ خطأ لا أكثر.

في عام 1776؛ ظهرت شائعات عن أن الموقع المدعى لجزيرة (باس) لا يحتوي جزيرة حقاً، لكن المياه فيه ضحلة للغاية مما قاد العديد من الأشخاص للعودة لتصديق حقيقة الجزيرة، مع ادعاء أنها كانت موجودة لكنها غرقت الآن لذلك فالمياه ضحلة في موقعها، وحتى أن المكان بدأ يسمى على الخرائط بمياه جزيرة (باس) الغارقة.

لاحقاً كشفت الرحلات الاستكشافية أن المياه في المنطقة المدعاة ليست ضحلة بل عميقة للغاية، والجزيرة غير موجودة ولم توجد أصلاً، وبذلك انتهت حكاية الجزيرة وأزيلت عن الخرائط خلال القرن التاسع عشر. [مصدر]

جزيرة كروكر

جزيرة Crocker
جزيرة Crocker – صورة: Luke Spencer

كما جزيرة (فرايسلاند) التي لم تكن موجودة واخترعت لأغراض شخصية، فجزيرة (كروكر) وجدت لنفس الغاية ولو أن الهدف منها كان مباشراً أكثر ربما.

اكتشفت الجزيرة المزعومة من قبل البحار (روبرت بيري) الذي كان يحاول أن يجمع التمويل لرحلاته الاستكشافية نحو القطب الشمالي والمنطقة القريبة منه، وفي عام 1907 ادعى (بيري) أنه اكتشف جزيرة جديدة قرب جزيرة (غرينلاند) على بعد 210 كيلومترات من موقع Cape Thomas Hubbard شمال كندا خلال رحلة استكشافية سابقة قام بها عام 1906.

قام (بيري) بتسمية جزيرته المزعومة باسم (كروكر) تيمناً بـ(جورج كروكر) الذي كان قد موله بمبلغ 50٫000 دولار أمريكي حينها، وكان (بيري) يرغب بالمزيد من التمويل –وهذا هو السبب في نشره للأكذوبة على الأرجح–. في الواقع فقد كتب (بيري) كتاباً في تلك الفترة وضمنه تحدث بإسهاب عن جزيرته التخيلية وأطرافها وشواطئها وطبيعتها الثلجية بسبب موقعها بالطبع.

عبر العقود التالية بقيت جزيرة (كروكر) في بال العديد من الأشخاص، وأخذت الخيالات تتناولها بكونها ”أطلنطس الشمال“، وازداد الاهتمام بها بالأخص ضمن الولايات المتحدة حيث بدأت بالظهور على الخرائط في مطلع القرن العشرين.

لاحقاً ذهبت عدة رحلات استكشافية إلى المنطقة التي من المفترض أن تقع فيها الجزيرة المزعومة، ومع فشل أي أحد بإيجاد الجزيرة فضح الأمر وتقرر أن الجزيرة المزعومة ليست سوى عمل من خيال (بيري) الذي اخترعها للحصول على المزيد من التمويل. [مصدر]

جزيرة إيميرالد

جزيرة Emerald
جزيرة Emerald على إحدى الخرائط الألمانية سنة 1912 – صورة: Library of Congress/Wikimedia

عام 1821؛ كان الكابتن Nockells عل متن سفينته جنوب المحيط الهادئ وقرب القارة القطبية الجنوبية، وهناك ادعى أنه شاهد جزيرة سماها تيمناً بسفينته The Emerald. وعبر السنوات التالية وعشرات السفن التي مرت من المكان الذي من المفترض أن تكون الجزيرة واقعة فيه؛ وردت العديد من التقارير المتضاربة، فبعض الرحلات ادعت أنها شاهدت الجزيرة المزعومة –لكن مع أوصاف مختلفة في كل مرة– بينما الرحلات الأخرى لم تشاهد أي شيء في الواقع ولم تتمكن من إيجاد الجزيرة المزعومة.

مع الوقت تبدلت أوصاف الجزيرة عدة مرات، فمن ادعوا أنهم شاهدوها قالوا أنها كانت مكونة من جبال وسواحل شديدة الانحدار، بينما وصفها آخرون بكونها مغطاة بغابات خضراء، فيما ادعى البعض أن الجزيرة هي جزيرة صخرية صغيرة مع سواحل لا يمكن الرسو عليها بسبب وعورتها الشديدة.

في الواقع كان هناك العديد من النظريات الغريبة حول الجزيرة في الفترة التي انتشرت شائعات ظهورها فيها، فالبعض ادعى أنها تتحرك من مكانها –وهو أمر غير منطقي بالنسبة لجزيرة– بينما ادعى آخرون أنها كانت موجودة لكنها غرقت نتيجة نشاط زلزالي في المنطقة.

عبر الزمن تكررت الرحلات التي تمر من المنطقة وتوارد تقرير بعد آخر عن عدم وجود أي جزيرة في المكان الموصوف على الخرائط، وعندما وصلت البعثة النرويجية إلى الموقع عام 1894 ظنت أنها قد وجدت الجزيرة، قبل أن يتبين أن ما تم مشاهدته لا يعدو عن كونه جبلاً جليدياً، وبشكل مشابه ظنت البعثة النيوزيلاندية عام 1949 أنها وجدت الجزيرة، لكنها كانت قد خدعت بسحب بعيدة بدت وكأنها جزء من اليابسة على سطح الماء. [مصدر]

جزيرة ساكسمبرغ

جزيرة Saxemberg
جزيرة Saxemberg – صورة: Wikimedia Commons

وفق ما تم تداوله، اكتشفت جزيرة (ساكسمبرغ) عام 1670 من قبل الكابتن John Lindesz Lindeman الذي ادعى أنه اكتشفها في الجزء الجنوبي من المحيط الأطلسي ووصفها بأنها جزيرة منبسطة بشكل شبه كامل مع فوهة بركانية على شكل جبل في مركزها.

بعد رحلة Lindeman زارت عدة رحلات استكشافية المنطقة، وادعت بضعة رحلات منها أنها شاهدت الجيرة وبشكل يطابق ادعاء Lindeman من حيث كونها منبسطة مع جبل في مركزها.

عبر السنوات ظهرت العديد من الادعاءات الأخرى حول وجود الجزيرة، وفي مطلع القرن التاسع عشر ادعت عد رحلات استكشافية وجودها، وحتى أن إحدى الرحلات عادت مع وصف تفصيلي للنباتات الموجودة على الجزيرة وأنواعها وخصائصها وتوزعها.

لاحقاً؛ بدأت الأخبار عن إيجاد الجزيرة تتناقص مع مرور الوقت، وبعد عدة رحلات استكشافية فشلت في العثور على الجزيرة أو حتى إيجاد منطقة ذات مياه ضحلة في المنطقة، تم تأكيد عدم وجود الجزيرة في أي وقت من الأوقات، وبالوصول إلى منتصف القرن التاسع عشر تمت إزالتها بشكل كلي عن الخرائط. [مصدر]

مقالات إعلانية