طوال الجزء الأكبر من التاريخ البشري كانت القيادة تمرر بطرق حصرية جداً، فإما أن تنتقل بصلة الدم في الملكيات الوراثية أو أن الحكام الجدد يتم اختيارهم من طبقات النبلاء والأرستقراطيين الذين يمتلكون مقداراً كبيراً من السلطة والحكم في أيديهم.
وعلى الرغم من أن العصر الحديث حمل معه إمكانية تحول الأشخاص العاديين ذوي الأصول المتواضعة وغير النبيلة إلى الحكم بفضل الديموقراطيات غالباً، فالعصور القديمة لم تكن كذلك، وهذا ما يجعل هذه القائمة مميزة للغاية.
1. ملك روما Servius Tullius

لا توجد الكثير من المعلومات حقاً حول شخصية (سيرفيوس توليوس) أثناء نشأته وطفولته، لكن وفقاً للأساطير الرومانية واسمه نفسه فقد ولد كعبد في روما، أي أنه لم يكن مواطنا حتى، حيث كان العبيد يعتبرون ممتلكات بالمعنى الكامل، ومع أن بعض المصادر تدعي أنه كان ابن أميرة تم أسرها وسبيها من قبل الرومان، فالأرجح أن هذه القصة اختلقت من قبل نبلاء الرومان لإبقاء الحكم بمظهر الحصرية والحاجة للنبل للحكم، ولتجنب الإحراج من حكمهم من قبل شخص عادي؛ والأسوأ أنه كان عبداً.
وفق الأسطورة، فقد كان سيرفيوس مقدراً له أن يحكم ويصل للمجد منذ الطفولة، فرأسه كان يتوهج بنيران مقدسة عندما ينام، وهذا ما قاده بالمحصلة إلى Tanaquil التي كانت زوجة ملك روما Tarquinius Priscus حيث قربته من الملكة بتزويجه لابنتها وبدأت بالإعداد لتتويجه ملكاً كخلف لزوجها عند وفاته، ومع كون هكذا تصرف ليس محبباً حقاً للمرشحين الآخرين فقد تآمر أبناء الملك على قتل سيرفيوس وفشلوا، بينما تمكن من إقناع الجميع بأنه الخلف الحقيقي وولي العهد الذي اختاره الملك بينما يحتضر بعد ضرب رأسه بفأس.
استمر عهد سيرفيوس حوالي 43 عاماً من الازدهار والسلام (عدا عن هزيمته للأتروتيين دفاعاً عن مملكة روما)، ومع كون معظم المعروف عنه يعود إلى الأساطير فقد نسبت إليه الكثير من الإنجازات، حيث أنه اعتبر أصل الغالبية العظمى من التقاليد الرومانية اللاحقة، كما أنه قام بأول إحصاء لسكان روما مصنفاً إياهم إلى 6 فئات متمايزة من السكان.
في النهاية مات سيرفيوس على يد ابنته وفق الأسطورة، حيث أنها أرادت من ذلك تتويج زوجها بتاج أبيها (وهذا ما فعلت). [مصدر]
2. إمبراطور شعب هان Liu Bang

للتوضيح: فشعب هان Han People هم فئة عرقية تشكل الغالبية العظمى لسكان الصين وتايوان اليوم، وكان هناك مملكة تحمل اسم هان في الصين القديمة قبل التوحيد في عهد سلالة تشين Qin Dynasty.
وفق الأساطير فقد ولد Liu Bang لعائلة من الفلاحين في مقاطعة Pei (التي تقع ضمن ما هو معروف اليوم بإقليم جيانسو Jiangsu Provence) حوالي عام 256 قبل الميلاد، وكانت ولادة Bang محددة بعاصفة كبيرة حصلت في المنطقة، وظهور غامض لتنين عل شكل طيف بجانبه عند ولادته، كما أنه كان معلماً لـ72 حبة خال (شامة) على فخذه، مع كون هذت الرقم كان يعج محظوظاً في الصين القديمة.
خلال شبابه، عمل Bang كمسؤول حكومي في ظل سلالة تسين التي وحدت الممالك الصينية حينها (ومنحت الصين اسمها)، وقضى وقته في التسكع وشرب الخمور دون دفع ثمنه، حيث تقول الأسطورة أن بائعي الخمور لم يكونوا يعترضون كون حضوره كان يترافق مع ظهور تنين طيفي يجذب الزبائن.
حظ Bang استمر بالتحسن مع زيارة أحد المسؤولين الكبار للمقاطعة، حيث قدم المحليون الهدايا له إلا Bang الذي لم يقدم أي هدية، لكن المسؤول أعجب به كفاية ليزوجه لابنته ويأخذه معه إلى العاصمة.
لاحقاً شاهد Bang تتويج الامبراطور الأول من سلالة تشين (Qin) وأثار الأمر إعجابه بحيث بدأ بالتخطيط للحكم بنفسه، وبعد موت الإمبراطور انضم Bang لجماعة متمردة قام بثورة وبدأت بالاستيلاء على أقاليم امبراطورية تشين، ومع كون جهوده كبيرة فقد أعطاه قائد المتمردين Xiang Yu السلطة ليحكم مملكة هان القديمة.
لم تجر الأمور كما أراد Xiang مع تمرد Bang عليه وبداية حرب بينهما انتهت بانتحار Xiang وتتويج Bang كإمبراطور جديد.
خلال فترة حكمه، اعتبر Bang حاكماً غريباً، فقد كان انسانياً ومصلحاً إلى حد بعيد مع تخفيضه للضرائب على الفلاحين ومساعيه للنهوض الاقتصادي، لكنه كان يقوم بتصرفات أخرى تعد غريبة مثل قيامه بأخذ قبعة معلم أثناء تدريسه ومن ثم التبول علناً في القبعة تعبيراً عن موقفه من التعليم. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر]
3. امبراطور روما Maximinus Thrax

لا توجد الكثير من المعلومات عن نشأة Maximinus سوى أنه كان يعمل كراعي أغنام قبل أن يلتحق بالفيالق الرومانية ليصبح جندياً مستفيداً من ضخامته الشديدة وبنيته القوية، حيث أن الأساطير تبالغ بحجمه مدعية أن طوله كان يعادل مترين ونصف، وأنه كان أشبه بجبل من العضلات والقوة.
سرعان ما لاحظ الامبراطور الروماني Septimius Severus شخصية Maximinus وقوته الشديدة في المعارك وقام بترقيته، ليبدأ بعدها مشواراً من الترقيات ليقود الجيش الروماني المتمركز عند حدود نهر الراين (فيما هو حالياً ألمانيا).
بعد أن تم قتل الإمبراطور الروماني Severus أعلن جنود Maximinus إياه امبراطوراً جديداً للرومان، لكن عهده لم يدم طويلاً حيث أنه استمر لثلاثة سنوات فقط قضاها في القتال ضد القبائل الغازية حول نهري الراين والدانوب وسط أوروبا.
في ذلك الوقت كان بعض كبار ملاك الأراضي الزراعية غير راضين عن الضرائب العالية، فقاموا بثورة وعينوا امبراطورهم الخاص Gordian الأول، لكن هذا الامبراطور دام لثلاثة أسابيع فقط قبل أن ينتحر بعد موت ابنه خلال معركة، ليعود نبلاء روما ليعينا امبراطورين جديدين سقطا بسرعة أمام Gordian الثالث (حفيد Gordian الأول).
التقلب السياسي والحكومي الكبير في روما دفع Maximinus لأن يقرر العودة إلى روما، حيث قاد جيوشه ووصل إلى شمال إيطاليا وهناك لاقى مقاومة عنيفة أوقفت تقدمه.
مع الوقت بدأ جنود Maximinus يشككون بجدوى دعمهم له واصطفافهم خلفه في عودته لحكم روما، وفي النهاية تآمر نفس الرجال الذين جعلوه امبراطوراً على قتله، حيث قتل ومعه ابنه على يد جنوده عام 238 بعد الميلاد. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر] و[مصدر]
4. أباطرة الإمبراطورية البيزنطية Justin وJustinian

القصة هنا تتناول امبراطورين بيزنطيين حكما خلال فترتين متتاليتين مع كون الأول Justin هو عم الآخر Justinian، حيث أتى الاثنان من عائلة فقيرة جداً من منطقة إيليريا في البلقان وكانا يتحدثان اللاتينية (التي كانت لغة الإمبراطورية الغربية) ولم يتقنا اللغة اليونانية (لغة الإمبراطورية الشرقية\البيزنطية) سوى بالكاد ومع لكنة ثقيلة.
في البداية وصل Justin إلى القسطنطينية (إسطنبول الحالية) في القرن الخامس وكان يمتلك ملابسه التي يرتديها فقط، حيث التحق بالخرس الإمبراطوري هناك، ومع الوقت أثبت Justin نفسه ضمن الحرس الإمبراطورية وتمت ترقيته تدريجياً ليصبح قائد الحرس في النهاية.
بعد موت الامبراطور Anastasius دون أن يترك خليفة له، دخلت الإمبراطورية في فوضى في تعيين امبراطور جديد، وبعد الضغط الشعبي وقع الاختيار على Justin ليكون الامبراطور الجديد (ولو أنه لم يكن يريد أن يصبح امبراطوراً)، ومع خلفيته العسكرية فهو لم يكن متعلماً بشكل رسمي، مما دفعه لمنح العديد من الصلاحيات لابن أخيه Petrus Sabbatius (والذي غير اسمه لاحقاً إلى Justinian تيمناً بعمه).
بعد وفاة Justin تم تعيين Justinian كخلف له (علماً أنه كان امبراطوراً بالمشاركة مع عمه خلال الشهور الأخيرة من حياته)، وقاد بدوره الإمبراطورية طوال 38 عاماً تضمنت الكثير من الإصلاحات والتغييرات القانونية والحكومية، بالإضافة لحملات خارجية للاستيلاء على أجزاء من شمال أفريقيا وإيطاليا (التي كانت قد سقطت مع زوال الإمبراطورية الغربية).
الجدير بالذكر هنا هي Theodora زوجة الامبراطور Justinian والتي كانت ابنة مدرب دببة، عملت في التمثيل (الذي كان يرتبط بقوة بالدعارة في تلك العصور) ووصلت في النهاية لأن تكون الامبراطورة، ولو أنها لم تسمى حاكمة بشكل رسمي.
خلال فترة حكم Justinian كانت Theodora تمتلك مقداراً كبيراً من القوة والتأثير على زوجها، ويحكى أنها استخدمت هذه القوة لضمان المزيد من الحقوق وتقديم المزيد للنساء الرومانيات.
الحدث الأهم في حياة Theodora ربما هو كونها أنقذت عرش زوجها أثناء أحداث الشغب الشهيرة بفوضى Nika والتي بدأت من سباق عربات وكادت تبتلع المدينة، وبينما هرب Justinian بقارب خشية على نفسه، بقيت Theodora في المدينة رافضة الرحيل وتمكنت من إخماد الشغب وإعادة Justinian إلى القسطنطينية سالماً. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر]
5. قيصر بلغاريا Ivaylo الملقب بالملفوفة أو الخسة

من غير المعروف متى ولد Ivaylo أو أين بالتحديد، لكن المعروف أنه ولد شمال بلغاريا، وكان كما معظم السكان مزارعاً فقيراً يعمل لدى ملاك الأراضي.
حوالي عام 1277 بدأ Ivaylo بجمع جيش من المزارعين أمثاله وذلك لمواجهة الغزو المغولي القادم من الشرق، حيث أن القيصر البلغاري حينها Knostantin (قسطنطين) لم يكن يتعامل مع الأمر بشكل جيد كفاية، مما جمع الكثيرين حول Ivaylo الذي لقب بـLakhanas (التي تعني الملفوف في اللغة اليونانية) وBardovka (التي تعني الخس في اللغة البلغارية) نظراً لأصوله المتواضعة كفلاح فقير.
بعد عدة انتصارات ضد الغزاة المغول، انتشرت الأنباء عن بطولات Ivaylo في بلغاريا وازدادت شعبيته تدريجياً، وبدأ القيصر بالقلق من تمدد نفوذه مما دعاه لمحاولة قتله شاناً حملة عسكرية عليه، لكن Ivaylo وجيشه من المزارعين انتصروا في المعركة التي كان القيصر أحد ضحاياها (مع بعض الادعاءات أن Ivaylo قتله بنفسه في مواجهة منفردة).
مع انتصار Ivaylo عرض عليه الزواج من زوجة القيصر وأن يصبح الملك الجديد لبلغاريا، لكن عهده لم يدم لوقت طويل، فعلى الرغم من انتصاراته السابق، فقد قتله المغول بعد سنة واحدة من توليه الحكم، لكنه بقي كقصة مميزة للثورة الفلاحية الوحيدة في أوروبا العصور الوسطى. [مصدر] و[مصدر]
6. مؤسس سلالة Ming في الصين: Zhu Yuanzhang

ولد Zhu حوالي عام 1328 في قرية صغيرة في ما هو اليوم إقليم Fengyang الصيني لعائلة فقيرة جداً تعمل في الزراعة، وخلال السنوات الأولى من حياته عاش في ظل مجاعة قادته لتناول أوراق الأشجار والعشب للتمكن من النجاة، وعندما مات والداه فب عمر السادسة عشر لجأ إلى دير قريب من مدينة Nanjing حيث تدرب ليصبح راهباً وتعلم القراءة والكتابة هناك (وهو ما سيفيده جداً في حياته اللاحقة)، بينما كان يقتات مما يستجديه من المستوطنات القريبة من الدير.
عندما بلغ Zhu عمر 24 سنة دمرت القوات الحكومية الدير الذي كان يلجأ إليه بعد شكوك بكونه مرتبطاً بجماعة متمردة تدعى العمائم الحمراء (Red Turbans) والتي كانت مدعومة من مجتمع سري واسع النفوذ باسم ”اللوتس الأبيض“ (White Lotus).
بعد تدمير الدير تمكن Zhu من الهروب بعيداً وبعدها التحق حقاً بالعمائم الحمراء، وهناك تمكن من إثبات مقدرته وإمكانياته مما أدى إلى ترقيات متتالية وطريق واضح نحو الأعلى، ووصل بالمحصلة لقيادة جيشه الخاص.
بحلول عام 1356 تمكن Zhu وقواته من الاستيلاء على مدينة Nanjing (التي تحولت لاحقاً إلى عاصمة سلالة Ming)، وفي عام 1363 عزز Zhu سلطته أكثر بالقضاء على زعيم تمرد منافس له هو Chen Youliang في معركة، وبعدها بخمسة سنوات تمكنت قوات Zhu من السيطرة على عاصمة سلالة Yuan (والتي تحولت اليوم إلى بكين، العاصمة الصينية) وبذلك أعلن Zhu نفسه امبراطوراً للصين ومنه بدأت سلالة Ming التي حكمت الصين طوال 276 سنة تالية. [مصدر] و[مصدر] و[مصدر]
7. امبراطورة الصين Tzu Hsi (أو Cixi كما تكتب غالباً)

في الإمبراطورية الصينية، كما في معظم الممالك الأخرى القديمة، كان وجود النساء في المواقع السلطوية قليلاً جداً، فقوانين توارث السلطة كانت إما حصرية للذكور أو محابية لهم على الأقل، بحيث يكون احتمال وصول أنثى إلى كرسي الحكم أمراً شبه مستحيل.
للأسف فـCixi لم تكسر هذه القاعدة ولم تكن هي الحاكمة الاسمية، لكن بالنظر لمن كان يدير الأمور، فطوال وقت ممتد من الزمن كانت الحاكمة الفعلية للإمبراطورية الصينية.
بدأت قصة Cixi من عائلة فقيرة أثناء طفولتها، ومع بلوغها سن السادسة عشرة اختيرت ليتم ضمها إلى الحرم الإمبراطوري لتكون إحدى محظيات (جواري) الإمبراطور.
وفق القصة، سمع الإمبراطور صوت Cixi وهي تغني، وأعجب به جاعلاً منها واحدة من محظياته المفضلات، وفي عام 1856 (عندما كان عمرها 21 سنة) حملت بابنه، وهذا ما أعطاها لقب Tzu Hsi الذي يعني امبراطورة القصر الغربي، ومع وفاة الإمبراطور انتقلت السلطة الاسمية إلى ابنها Tongzhi حيث كانت هي والزوجة السابقة للإمبراطور أوصياء عليه، ومن ثم انفردت بالوصاية بنفسها.
طوال 12 عاماً حكمت Cixi البلاد بشكل فعلي بحكم كونها وصية على الإمبراطور ابنها، ومع بلوغ ابنها السابعة عشرة أصبح هو الامبراطور الرسمي للبلاد، وابتعد Cixi عن الحكم حتى وفاته بعد 13 عاماً لتعود للسلطة مجدداً بتعيين قريبها الطفل (بعمر ثلاثة سنوات فقط) كإمبراطور ووصايتها عليه ريثما ينضج، حيث عادت للابتعاد عن السلطة عند بلوغه.
لكن لم يدم ابتعاد Cixi عن السلطة طويلاً، وعام 1898 طلب منها العودة مجدداً لتكون امبراطورة الصين لمواجهة الغزو الياباني، حيث بقيت الامبراطورة والحاكمة الفعلية للبلاد حتى عام 1908 عند وفاتها. [مصدر] و[مصدر]