in

هذه هي الطريقة التي اتبعتها باريس لتبرير فائدة التبول أمام الملأ في الأماكن العمومية

المبولات العمومية في شوارع باريس

بينما تتمشى في شوارع باريس الجميلة قد يزعجك شم رائحة غير سارة ناتجة عن التبول في الشوارع! الأمر الي دفع مسؤولي باريس إلى البحث عن حل لمعالجة ظاهرة التبول العلني في الشوارع وذلك عن طريق تثبيت المبولات في الهواء الطلق، ولكن هذا الحل لم يُرض سكان العاصمة الفرنسية، بل خلف ثورة من الاحتجاجات ونوبات الغضب بين مواطني المدينة.

المبولة الجديدة هي عبارة عن صناديق من الزهور المكشوفة بشكل كامل في زوايا الشوارع، تم طلاء هذه المبولات باللون الأحمر، كما توجد إشارات قريبة تدل على مكان وجودها، حيث توجد واحدة تقع بالقرب من كاتدرائية (نوتر-دام) وقد لفتت انتباه الكثيرين بسبب إطلالتها على نهر (السين).

قام مسؤولو المدينة بإصدار بيان يأمر بتثبيت ما يعرف بالمبولة الذكية في شوارع باريس التي تعاني من مشكلة التبول العلني، وقد سميت بهذا الاسم نظراً لاحتوائها على طبقات من القش بغرض التخلص من الرائحة الكريهة للبول، كما أوضح المسؤولون عن فائدة هذه الخطوة قائلين إن هذه المبولات صديقة للبيئة، حيث يمكنهم الاستفادة من العناصر الغذائية الموجودة في بول الشخص لإنتاج السماد للحدائق، ووفقاً لهذا البيان فإن سنة واحدة من بول الإنسان تحتوي على ما يكفي من النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم لتخصيب حقل قمح بمساحة 400 متر مربع.

وبالرغم من كل هذه التبريرات والمميزات لهذه المبولات إلا أنها ليست كافية لتهدئة غضب السكان المحليين، الذين عبروا عن غضبهم بالاحتجاج لسلطة البلدية حيث صرح أحدهم قائلاً: ”أعتقد أن تثبيت المبولات في شوارع باريس هو فكرة جيدة ولكن فقط للأشخاص الذين لا يحترمون المحيط الذي يعيشون فيه، وبرأيي هذه الفكرة ليست مناسبة على الإطلاق“.

واشتكى مواطن آخر قائلاً: ”إن رؤية الأشخاص يتبولون أمام باب منزلك ليس بالأمر الجميل إطلاقاً خاصةً في مدينة مثل مدينة باريس التاريخية“، جاء الرد على هذه الاحتجاجات من قبل عمدة الدائرة الرابعة في باريس مدافعاً عن هذه المبولة واصفاً إياها ”بالاختراع العبقري“، وقد تم تثبيت 4 مبولات حتى الآن مع التخطيط لتثبيت الخامسة قريباً.

مبولة في باريس
يمكنك هنا أن تستمتع بالتبول والإطلالة الجميلة في آن واحد.

باريس ليست المدينة الأوروبية الأولى التي تقوم بتثبيت المبولات الخارجية، بل قامت كل من أمستردام وبلجيكا وأستراليا بتطبيق هذه الفكرة منذ سنوات عديدة.

المبولات العامة ليست فكرة جديدة كما تعتقد بل إنها تقليد يعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر، حيث تم تثبيتها للرجال الذين يسافرون من وإلى العمل، كما أوضح مندوب الجمعية البريطانية للمراحيض (ريموند موريس) أن المراحيض المغلقة مع المقاعد والمغاسل لم تظهر إلا بعد دخول النساء سوق العمل بأعداد كبيرة.

قال (موريس) لشبكة (سي إن إن): ”لندن هي المكان الذي جاءت منه عبارة ’أنفق فلساً واحداً‘، حيث سيكلفك الأمر فلساً واحداً لاستخدام هذه التسهيلات، أي ما يساوي ثمن رغيف واحد من الخبز في تلك الأيام“.

أضاف موريس واصفاً المراحيض العامة في باريس بأنها مزخرفة، كما أن الأبنية أصبحت تقدم ميزات جديدة ومنها توفير مساحة جيدة للإعلانات، ووفقاً له فإنه حتى بعد مرور أعوام من تركيب المبولات في باريس إلا أن النساء لم يتلقين الرعاية الكافية، فقال: ”المشكلة في يومنا هذا تكمن في عدم وجود مساواة بالنسبة للنساء“، مضيفاً أنه في المملكة المتحدة قد تم رفض العديد من المقترحات التي قد تم تقديمها بالنسبة لمبولات الإناث، وذلك لأنهم لم يعتقدوا أنه من المناسب تركيب مبولات عامة للنساء في الشوارع، لأن تبول النساء في الشارع وكشف أنفسهن أمام الآخرين أمر مستبعد جداً.

مقالات إعلانية