سلسلة من الإخفاقات تسبق كل منتج ناجح، ولكننا نحن البشر نتذكر النجاحات ونهمل الإخفاقات، ونتظاهر بأنها لم تحدث أصلا، حسناً يأمل هذا المتحف الذي تم افتتاحه في السويد أن يعيد الأمور إلى نصابها.
(متحف الفشل) هو فكرة من بنات أفكار الدكتور (سامويل ويست) الطبيب النفسي الذي أمضى السنوات السبع الماضية في دراسة الفشل والنجاح وما يقوله الناس بخصوص كلا الأمرين.
قال الدكتور ويست: ”لقد سئمت من كل هذا التمجيد الذي يتمحور حول النجاح فقط، خصوصاً في مجال الإختراعات، فنسبة المشاريع التي يكون مصيرها الفشل تتراوح بين 80 و90٪“
لمعت فكرة إنشاء مثل هذا المتحف في دماغ ويست عندما رأى متحف العلاقات العاطفية الفاشلة، حيث يجمع هذا المتحف تذكارات رومنسية من علاقات عاطفية انتهت بالفشل، ويعرضها من خلف الزجاج، وذلك خلال رحلته لمدينة (زغرب) الكرواتية.
قال ويست لشبكة NPR: ”إشتعلت حماساً عندها، وعلمت بأنني سوف أقوم بإنشاء هذا المتحف وهذا قرار لا عودة فيه.“
يهدف هذا المتحف على حد تعبير الدكتور ويست إلى الإشارة لإحدى الأمور الأساسية التي يغفل عنها الجميع وهي أن الإبتكار يتطلب الفشل، حيث يقول: ”إن كُنت خائفاً من أن تفشل فإنك لن تنجح في اختراع أو إنجاز أي شيء.“
إفتتح هذا المتحف في شهر حزيران من هذا العام، ويتضمن أكثر من 60 منتجاً لاقت فشلا رهيباً من جميع أنحاء العالم، كُتب في الموقع الرسمي للمتحف: ”كل منتج فاشل يحمل بين ثناياه قصة عظيمة توضح ما مدى خطورة الإنخراط في مجال الإبتكار.“
بعض المنتجات المعروضة في المتحف:
تضمن المتحف بعضا من المنتجات التي باءت بالفشل نذكر منها: عطر (هارلي ديفدسون)، وأقلام (بيك) المصممة خصيصاً للنساء، و(كوكاكولا بلاك) -مشروب مستوحى من القهوة، وهاتف نوكيا N-Gage المحمول وجهاز الألعاب في نفس الوقت، و(آبل نيوتن) -مساعد رقمي شخصي، و(لزانيا) لحوم البقر من (كولجيت)، والعديد من المنتجات الأخرى الحديثة كهاتف (أمازون) ونظارات غوغل.
يقول ويست بأن ”الشركات التي لها منتجات معروضة في هذا المتحف تتعامل وكأنها لم تنتجها، وكأن ليس لها علاقة بهذه المنتجات، بينما قامت بعض الشركات التي لا دخل لها بالمعرض بجمع مجموعة كبيرة من موظفيها، وأخذهم في جولة ضمن هذا المتحف لربما كان الهدف من ذلك هو حثهم على التعلم من أخطاء الماضي ليتجنبوا الوقوع فيها مجدداً.“
ملاحظة: المتحف الآن مغلق وسيعاد افتتاحه مجدداً في آذار أو نيسان من العام القادم.
– صورة جهاز للتغريد على موقع تويتر، تم إطلاقه في الأسواق عام 2008.
– صورة لزانيا لحم البقر المجمدة من شركة كولجيت المختصة بصناعة معجون الأسنان.
– صورة عطر هارلي ديفدسون، ”عطر فاشل“ وذلك وفق تعبير الدكتور ويست.
– صورة آبل نيوتن، أحد أقدم المساعدين الرقميين الشخصيين.
– صورة لعبة ترامب، أطلقت هذه اللعبة في عام 1989، وهي لعبة مبنية على عمليات بيع وشراء الممتلكات الخاصة.
يقول ويست بخصوص هذه اللعبة: ”إنها نسخة مملة من لعبة مونوبولي، إنها بسيطة جداً ويمكن لأي شخص مهما كان غبياً أن يلعبها ويفهمها كما أنها مملة أيضاً.“
– صورة مشغل شرائط الفيديو من شركة سوني (بيتاماكس)، والذي خسر حرب الصيغ الرقمية أمام VHS (نظام الفيديو المنزلي).
– صورة كوكاكولا بلاك، مشروب غازي بنكهة القهوة، أطلق عام 2006.
– صورة قلم بيك للنساء، والذي توقف إنتاجه في عام 2016.
– صورة نظارات غوغل، التي قال ويست بأن سبب إخفاقها هو أن غوغل أصدرتها في وقت مبكر دون التحقق من اكتمال كل الأمور فيها، مما جعلها نظارةً مليئة بالعيوب.
– صورة كاميرا رقمية من كوداك، كانت شركة كوداك شركة رائدة في مجال الكاميرات الرقمية في تسعينات القرن الماضي ولكنها فشلت في تسويقها.