دخلك بتعرف جزيرة الدمى؟ أحد أكثر الأماكن المخيفة في العالم

تقع جزيرة الدمى (Isla de las Muñecas) في شبكة واسعة من القنوات المائية جنوب مدينة (المكسيك)، وبالقرب من منطقة (شوتشيميلكو)، وتُعتبر واحدةً من أكثر أماكن الجذب السياحي ريبةً في المكسيك.

هناك، وبين فروع الأغصان، وعلى الأشجار الميتة شُنقت مئات من الدمى المشوهة وتُركت متدليةً في الهواء.

تقول القصة:

منذ نصف قرن، غرقت فتاة صغيرة قبالة جزيرة بسيطة مخفية بين القنوات المائية لـ(شوتشيميلكو) تحت ظروف غامضة، لم يسكن أحد في تلك الجزيرة إلا راهب دُعي بـ(دون جوليان سانتانا باريرا)، الذي قرر أن يعيش لوحده على تلك الجزيرة على الرغم من كونه رب أسرة متزوج وله أولاد، وبعد فترة وجيزة من وفاة الفتاة الصغيرة وجد (باريرا) دمية يُعتقد بأنها تعود لتلك الفتاة، وقام بإخراجها من المياه وتعليقها على شجرة مُظهراً الإحترام لروح تلك الفتاة الميتة.

وبعدها توالى ظهور الدمى دمية تلو الأخرى في مياه القنوات، وبدأ الراهب بجمعها كأنه يصطادها -هي كانت تطفو عائمةً في مياه القنوات وهو قام بانتشالها واحدة تلو الاخرى من تلك المياه- ثم يقوم بتعليقها مقتنعاً بأنها إشارة من الروح الشريرة لحماية نفسه من قوى الشر، ولتهدئة روح الفتاة الميتة، وسرعان ما حوّل الراهب الجزيرة بأكملها إلى ضريح كبير.

تفيد رواية أخرى بأنه هو من كان يجمع تلك الدمى ويعلقها على الشجر، أي هو من اختلق قصة الدمى التي كانت تظهر متواليةً في مياه القنوات، لأنه كان متأثراً جداً ومنزعجاً من عدم تمكنّه من إنقاذ تلك الفتاة الصغيرة كونه الساكن الوحيد في تلك الجزيرة.

لم ينظف (سانتانا) أي دمية ولم يحاول إصلاحها، بل كان يفضل أن يعلقها بطرف مفقود أو عين مفقودة وهي مغطاة بالأوساخ أيضاً، حتى عندما تكون الدمية المُنتشلة من مياه القناة بحالة جيدة، كانت الرياح والظروف الطبيعية تتكفل بإتلافها مع مرور الزمن مشكلةً معرضاً لدمىً بوجوه غريبةً كوجوه الجن والغيلان.

كما أنها كانت تتضرر من أشعة الشمس -التي كانت تؤدي لتشكل فقاعات وتقرحات كأشكال البثور، كما ترك المطر لمسته كذلك على هذه الدمى، فكانت مياه المطر المتساقطة عليها تؤدي لتآكل طلائها مخلفة وجوها شاحبة، فتبدو الدمية وكأنها تملك وجه هيكل عظمي مخيف، باختصار، كان كل هذا يجعل الدمية تبدو وكأنها تعاني من مرض الهزال في مراحله الشديدة.

تفتقد الكثير من الدمى أيضاً للأذرع أو الأرجل، بعضها أُعطي طرفاً من دمية أُخرى مما أعطاها شكلاً أكثر إخافة، كما أن الدمى التي تأتي مبتورة الرؤوس هي دمىً مرحب بها، حيث أنك ستجهدها معلقةً على حبال كحبال نشر الغسيل، أو بين الفراغات التي تتركها تشعبات غصون الأشجار المتقاطعة مع بعضها، أو معلقةً بأطراف الغصون المدببة أيضاً، وتصبح هذه الدمى عديمة الرؤوس مكشوفة الأعناق بيتاً ومرتعاً دافئا وممتازاً لعناكب الجزيرة، وحشراتها المنتشرة في هذه الأرض الزراعية المترامية الأطراف.

تقول الأسطورة المحلية التي يتداولها الناس:

إن هذه الدمى هي تجسيد لروح هذه الفتاة الغارقة، ويقول السكان أنها تحرك رؤوسها وأذرعها، وحتى أنها تفتح وتغلق أعينها، ويدعي بعض الذين زاروا تلك الجزيرة بأنهم سمعوا تلك الدمى تتهامس بين بعضها، ينما يقول آخرون أنها قد قامت بإغرائهم أثناء مرورهم بالقوارب بالقرب من تلك الجزيرة، مما دفعهم للتوقف فيها.

في طبيعة الحال هذه الأمور هي أمور عارية عن الصحة، وهذه الشهادات هي شهادات مبالغ فيها، والجزيرة ليست هكذا أبداً، هي عبارة عن جزيرة غريبة ومخيفة نسبياً لأغلب السياح والزوار، لكون هذا المنظر (منظر الدمى المعلقة والمشوهة) هو عبارة عن منظر بشع ومخيف.

هذه المنطقة ليست ”جزيرة أشباح“ ولا ”جزيرة أرواح شريرة“، قد يكون الراهب عبارة عن رجل مختل أو رجل مشبع بالأفكار الدينية والمعتقدات الغريبة، هذا كل ما في الأمر.

عاش (دون جوليان) في الجزيرة لـ50 عاماً قبل وفاته في عام 2001، ولقد توفي غرقاً وتم العثور عليه في نفس المنطقة التي كان يُعتقد بأن الفتاة الصغيرة قد ماتت فيها، ويعتقد العديد من الناس أن روحه قد انضمت لتلك الأرواح الموجودة على الجزيرة أخيراً.