in

دخلك بتعرف منحوتات النساء الفاضحة والغامضة التي تعود للعصور الوسطى

منحوتات النساء الفاضحة

تشتهر كنيسة (القديسة ماري) و(القديس دافيد) في (كيلباك) في المقاطعة البريطانية (هيريفوردشاير) بمنحوتاتها النورمانية التي تبرز ثعابين ملتوية ووحوشا غامضة وغريبة، لكن الفريدة من نوعها من بينها كلها والملفتة للانتباه هي تلك التي تسمى بـ(شيلا نا غيغ) Sheela-Na-Gig.

تعتبر الـ(شيلا نا غيغ) منحوتات على الصخور تعود لنساء في العصور الوسطى، حيث تبرز امرأة عارية مفرجة عن ساقيها، وهي تستعمل يديها من أجل فتح وإظهار أعضائها التناسلية المبالغ في تصويرها بفخر، وما يجعل هذه التماثيل والمنحوتات غريبة وشاذة ومحيرة معا هو كونها تتواجد على مباني دينية تعود لحقبة العصور الوسطى، حيث كان الدين المسيحي منتشرا بكثرة، ومن بين هذه المباني: كنائس، ومواقع رهبانية مقدسة.

بالطبع هي ليست أمرا تتوقع رؤيته داخل كنيسة، إلا أن عددا كبيرا من نوعها تم لحظه في عدة قلاع، وجسور، وعلى الآبار والينابيع، والمجاري المائية، والأعمدة، والدعامات.

كما تكون هذه المنحوتات في الغالب معزولة بمفردها، دون أية خلفيات قد تبين منشأها، ومنه تبقى أصولها، ومعانيها، وكذا الأهداف التي وجدت لأجلها أمرا غامضا لليوم.

منحوتة (شيلا نا غيغ) في كنيسة (القديسة ماري) و(القديس دايفيد) في (كيلباك)
منحوتة (شيلا نا غيغ) في كنيسة (القديسة ماري) و(القديس دايفيد) في (كيلباك) – صورة: Poliphilo/Wikimedia

عندما لفتت هذه المنحوتات الغريبة انتباه العلماء قبل قرنين من الزمن، كانت تعتبر فاحشة وبذيئة للغاية، وفاسقة، وبغيضة، ومثيرة للنفور، لدرجة جعلت دراستها بشكل جدي أمرا مشينا.

فقام بذلك الرهبان والقائمون على الكنائس، الذين كانوا يشعرون بإحراج كبير بسببها، بإخفائها من جدران الكنائس، كما تجنبها علماء الآثار آنذاك الذين صرفوا انتباههم عنها، وقامت كذلك مختلف المتاحف بعزلها حيث لا يمكن للزوار رؤيتها، أبدى الأكاديميون وعلماء الآثار اهتمامهم بهذه المنحوتات المثيرة للفضول في العقود القليلة الماضية أكثر.

منحوتة (شيلا نا غيغ) في دير (رومسي) في (رومسي) بإنجلترا
منحوتة (شيلا نا غيغ) في دير (رومسي) في (رومسي) بإنجلترا – صورة: treehouse1977/Flickr

بينما تبدو منحوتات (شيلا نا غيغ) وكأنها شهوانية بطبيعتها، فإنها على أغلب ترجيح رموز وثنية للخصوبة، أو إشارات تحذير من الشهوات والنزوات، كما يمكن أن تكون قد استعملت كشكل من أشكال الحماية من ”الشر“، ومنه كانت لها تلك المواقع الخاصة فوق الممرات، ومداخل الأبنية.

تبرز الكنائس على طول العديد من طرق الحج المسيحية عددا من التماثيل الفاضحة، تعود لكلا الجنسين الذكر والأنثى، من أجل تحذير ”المؤمنين“ من أخطار خطايا الشهوات، وقد كان التركيز دائما على الأعضاء التناسلية التي كانت أحجامها كبيرة نسبيا، كما قد تكون هذه المنحوتات الأنثوية الفاضحة في العهد الرومنسكي قد مهدت الطريق لنشأة منحوتات (شيلا نا غيغ).

تسمية (شيلا نا غيغ)
تسمية (شيلا نا غيغ)

أصل تسمية (شيلا نا غيغ) هو أيضا أمر غامض للغاية، وفقا لـ(يورغن أندرسن) -الذي كان كتابه المنشور في سنة 1977 بعنوان (الساحرة على الجدار) The Witch on the Wall، أول كتاب يدرس منحوتات (شيلا نا غيغ) بمحمل جدي- فإن الإسم يأتي من العبارة الإرلندية Sighle na gCíoch التي تعني: ”العجوز الشمطاء ذات النهدين“، إلا أن بعض العلماء كانوا قد عبروا عن تشكيكهم في الرابط بين العبارة والاسم، ذلك أن عددا قليلا فقط من منحوتات (شيلا نا غيغ) تبرز نساء مع أثداء عارية.

اكتشفت إحدى الباحثات وهي (باربارا فريتاغ) بأن كلمة (غيغ) كانت في الواقع كلمة عامية في الشمال الإنجليزي تستعمل للدلالة على الأعضاء التناسلية للمرأة.

بالإمكان العثور على منحوتات (شيلا نا غيغ) في كل مكان في غرب ووسط أوروبا، إلا أن إيرلندا وبريطانيا تحوزان على أكبر الأعداد المحفوظة بشكل جيد منها.

عدّ (المجلس الإيرلندي للتراث) على الأقل مائة مثال عن هذه المنحوتات في مناطق مختلفة من الجزيرة، كما توجد هناك أيضا حوالي 45 منحوتة من هذا النوع في بريطانيا.

منحوتة شيلا نا غيغ في كهف (رويستون) في (رويستون) في إنجلترا
منحوتة شيلا نا غيغ في كهف (رويستون) في (رويستون) في إنجلترا – صورة: picturetalk321/Flickr
على اليمين: (شيلا نا غيغ) في متحف، وعلى اليسار: (شيلا نا غيغ) في جدار في بلدة (فيثارد)، في مقاطعة (تيبيراري) في إيرلندا
على اليمين: (شيلا نا غيغ) في متحف – صورة: bartmaguire/Flickr، وعلى اليسار: (شيلا نا غيغ) في جدار في بلدة (فيثارد)، في مقاطعة (تيبيراري) في إيرلندا – صورة: Maryade/Flickr
منحوتة شيلا نا غيغ في (رودل) بإسكتلندا
منحوتة شيلا نا غيغ في (رودل) بإسكتلندا – صورة: theilr/Flickr

مقالات إعلانية